أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - ثقافة الإقصاء السياسي














المزيد.....

ثقافة الإقصاء السياسي


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمهيد
هل نحن أمة مولعة بثقافة التآمر؟ وهل ثمة علاقة بين ثقافة الإقصاء ونظرية التآمر؟
هل تتحول منافساتنا السياسية لخصومة سياسية لقلة درايتنا بالعملية الديمقراطية ونظرا لثقافة الإقصاء التى ركبت-زعما- فى موروثاتنا ؟

هل سياسيونا لا يملكون سوى الاستقواء بالخارج فى مواجهة الداخل؟
إلى أى مدى يمكننا ألا نرى شيوع لغة التخوين والإقصاء والاتهام بالعمالة حين يجلس ساستنا مع غير بنى جلدتنا؟

هل سقط بعض ساستنا ورموزنا سواء السياسية أو الحزبية أو غير ذلك من نظر الأمة لمجرد الاتصال بالخارج؟ وهل مجرد الاتصال بالغرب يعنى فيما يعنيه خيانة للأمة ومبادئها دون النظر إلى تاريخ المتصلين ومواقفهم السابقة؟

ماذا نقصد بثقافة الإقصاء؟ وما سماتها؟ وما أسباب شيوعها ؟ وكيف تشيع تلك الثقافة ؟
وهل من وسائل للحد من سماتها السيئة؟

حول بعض تلك التساؤلات تكمن تلك المقالة .

نقصد بثقافة الإقصاء عدم رؤية الآخر وعدم تقدير مواقفه وآرائه والنظر إليه على أنه
خائن وعميل ولا يملك رؤية لحلول أزمتنا بل والنظر إليه على أنه يتاجر بقضايا أمته
لمجد شخصي مع اتهام واضح فى النيات ينفيه أهل ثقافة الإقصاء والتعامل مع الآخر
وكأنه جرثومة يجب وأده واستئصاله وحدوث ما يمكن تسميته بفوبيا حديث أو منطق الآخر.
ويعجبني قول أحدهم حين قال: فلا أحد يريد أن يرى أحدا،أو يحاوره،أو يقبله،وكل يدعي العصمة والبراءة والكمال،والحل السحري لكل المشكلات ، والويل كل الويل لكل من قدم فكرة أو وجهة نظر لا تروق لفلان أو علان ،أو حزب،أو شريحة ،أو تيار.
ومن سمات هذه الثقافة أنها سريعة الغضب وتتهم الآخرين فى نياتهم وترفض أى حق جاء به الآخر لأنه منها وتشكك دوما فى أفعال ومواقف الآخر وترى نفسها أحق وأولى بالعمل من غيرها بل اعتبار الآخرين تجار سياسية يبحثون عن مصالحهم الذاتية ويهدرون المصالح العامة للأمة .

ويتجمع أفراد هذه الثقافة على شكل شلل فكرية تتجادل وفق ثقافة التخوين والاستعداء والتشويه والإقصاء مما يعزز من مساحة الاختلاف الاقصائى بديلا عن الاختلاف الاثرائى الضروري الذي يحتاجه المجتمع لإثراء البيئة الثقافية بالتنوع في الطرح الفكري اللازم لمناقشة القضايا الاجتماعية المختلفة...

وتجمعهم بعض السمات التى قلما يخطئها خبير من ذلك مثلا:
* إثارة الجدل والخلافات، وتصيد الشبهات،وتضخيم الأخطاء وتجاهل الحسنات.
* تهوين العظيم وتعظيم التوافه فتجد أحدهم يضخم أمرا خلافيا ويتجاوز الكلام عن مصاب الأمة والخطر المحدق الذى يتهددها وكأن هذه الأخطار هو غير معنى بها.
* الحديث عن الأشخاص بالغمز واللمز دون الاهتمام بالأفكار التى تخدم الأمة .
* الهدم لا البناء ...فأحدهم قضيته فى الحياة هدم ما يفعل الآخرون لا بناء فكر يحمى الأمة من أخطارها....فمثلا هو لا يقترح حلولا لمشاكل أمتنا من بطالة وفقر وفساد وعنوسة ورشاوى منتشرة لكنه يكلف نفسه فوق طاقتها أن يشوه من يقومون بالبناء والدعوة إلى ذلك...ويعالن بغباوة رائعة أنه صديق من يحتذي حذوه.
* الاهتمام بالشكل على حساب المعنى وكم من شكل خلا من مضمون جيد.
* دغدغة مشاعر العامة لاستمالتهم مستخدما مفردات وعبارات لا تحتملها مواقف الآخر وذلك بهدف هدم وتشويه وتقويض من لا يتفقون معهم فى رؤيتهم.

نموذج توضيحي
موقف البعض كتابا وغيرهم من مبادرة الأستاذ عمرو خالد إلى الدنمارك (وبغض النظر عن موقف كاتب هذه السطور من المبادرة اتفاقا أو اختلافا) وكيف انهال بعض الناس لتخوين الرجل وبأنه يعمل لرعاية مصالح الغرب وبدعم غربى وتعدى الأمر إلى الطعن فى شخص الرجل ودينه والمطالبة بعدم الاستماع إليه نهائيا دون الاستماع إلى وجهة نظر الرجل وتفهم موقفه سواء اختلف معه المختلفون أم أيدوه .

ولعل من أسباب شيوع تلك الظاهرة القميئة الكثير والكثير...نذكر منها بإيجاز كخطوط عريضة :

* خلل البنية العقلية نتيجة موروثات كثيرة (نرجو مراجعة نظرية A. B. C ) .
* تربص الغرب بنا واتصاله ببعض بنى جلدتنا ممن يمثلون رموزا تدعو إلى القرف وهم يحتلون منابر إعلامية تمكنها من إثارة بعض الخلافات والجدل حتى لا تتحد الأمة على خطر الغرب الصليبى الداعم للكيان الصهيونى.
* تراجع دور المؤسسات التربوية والإعلامية فى توعية وتثقيف الطلاب والجمهور.
* أخرى.
وسؤالى الأخير:
هل من وسائل للحد من تلك الثقافة الهدامة؟
أطرح أفكارا عامة أرجو دراستها فى كتابات المصلحين من كل ميدان :
-علينا أن نتعلم كيف نفكر...( كيف؟)
-علينا اكتساب الثقافة من مصادر محترمة ( كيف؟)
-حبذا البحث عن قدوة نقتدى بها اقتداء دون تقديس وبها نسترشد مصادر الثقافة.
- الاستيعاب المدروس لنظرية A. B. C.
-أخرى



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التبرير والحركات السياسية
- نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟
- من القواعد الأخلاقية للمداخلات على الموضوعات
- هموم مصرية
- سذاجة القائلين بالتوريث فى مصر
- سوريا فى عيون الإدارة الصهيوأمريكية
- تدين فاسد مغشوش
- برقية إلى دعاة التغيير والإصلاح
- مشاهد مؤلمة فى واقع الأمة
- تساؤلات بلا إجابة
- لقد استبان لى 19
- نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
- ثقافة الاستلاب
- إن فى نفوسهم شيئا
- لقد استبان لى 18
- فساد عريض فمن يتصدى له؟
- لقد استبان لى (17)
- حين يجتمع الفشل مع الغباء والبلطجة
- والله ممكن ..... إيه المشكلة؟؟
- اتفاقية معبر رفح فى الميزان


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - ثقافة الإقصاء السياسي