أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - المنصور جعفر - أكاذيب أميركا وإيران والعرب















المزيد.....

أكاذيب أميركا وإيران والعرب


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 02:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد حملة إعلامية إمبريالية طويلة بدأت سنة 1978 ضد إيران والتهديد بخنقها حتى الموت، أعلن وزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو في يوم 5 نوفمبر 2018 أن واشنطن تقدم إعفاءات (مؤقتة) من "العقوبات" ضد تصدير النفط الإيراني إلى الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا.

الشأن الملحوظ في هذا التصريح ان أسواق الصين والهند والبابان وكوربا وتركيا وحدها، قد دأبت على شراء 90% من البترول الإيراني، لذا فالمعنى الواقعي والفعلي لهذا التصريح انه لا يوجد حصار.

كذلك نفس الموقف الإمبريالي المخادع إزاء الحكم الإسلامي الباطش في السودان، فلا يوجد حصار فعلي رغم الترديد الأميركي والإعلامي العالمي لها حيث تسمح الإمبريالية للسودان بتصدير ثروته الحيوانية، وزراعته، ونفطه، وذهبه، والخامات المعدنية، وبإستعمال كل الموانئ وكافة أجهزة الإتصالات الدولية ! كما إن بنوك الإمبريالية لا تمنع بنوك الدول العربية (في عصر الإتصالات) من التعامل مع شركات وحاملي الجنسية السودانية.

الخلاصة من هذين الوضعين الخداعيين: إن العملية الأميركية لمقاطعة اقتصادات إيران والسودان عملية شكلانية ترفع أسعار الصادرات والخدمات إلى الدولتين وتخفض أسعار بعض الصادرات منهما إلى العالم، وتضعف كرامة البلدين وتهدد سيادتهما، لكنها تختلف تماماً عن نشاط الحصار والخنق التام الذي تشنه الدول الإمبريالية ضد جمهوريات كوريا وكوبا وزيمبابوي وفينزويلا، الذي يمنع تعامل كل البنوك أو الشركات أو الأفراد مع أي شيء أو كيان له صلة بهذه الدول، ويعاقب أعمال وحسابات المتعاملين معها بالتوقيف ويعرضهم للسجن كما قد تتعرض أموالهم لحجز شامل ثم للمصادرة أو الغرامة.

ضمن سياسات العولمة تمثل عمليات الـمقاطعة والحصار شكلاً إجرامياً لتحقيق الأهداف الآتية:

1- إنفراد بعض الأقوياء في الدولتين الإمبرياليتين بالتجارة مع الدولة المغضوب عليها، بمنعهم بقرارات الحصار كثير من التجار والشركات والدول الأخرى من التعامل معها،

2- رفع أسعار الصادرات الداخلة إلى الدولة الممنوع التعامل معها،

3- تخفيض أسعار الصادرات الخارجة من الدولة الممنوع التعامل معها،

4- الضغط لفرض وجود وتحكم أميركي في النشاطات المالية والعسكرية والإعلامية للدولة المغضوب عليها يأتي لاحقاً لإتفاق تتوادد معها بدعوى التوكد من تنفيذ إتفاق التعاون (العسكري) أو (الإستراتيجي) أو باسم الشراكة في مكافحة الإرهاب،

5- تجريد الدولة المفروض ضدها الحصار وشعبها عن حقوق الدولة، بل وضعها بفعل تقارير إعلامية ومؤتمرات دعائية تحت أحكام لائحة طوارئئ إمبريالية.


من الواضح وجود فرق إجرامي بين الحصار المطبق والضغط والخنق المباشر ضد دول كوبا وكوريا وزيمبابوي وفنزويلا، والمسرحية المسماة "مقاطعة إيران"


التوافق والإختلاف الإسلامي والصهيوني والإمبريالي:

لجمهورية إيران الإسلامية دور مهم وكبير في الضغط على قوى وحالة التماسك النسبي في الدول العربية (كيانات المجتمع/الثقافة، الحكم، القوى العسكرية) وهو دور تستفيد منه الصهيونية والإمبريالية.

كذلك لبعض القوى والدول العربية وتركيا دور في الضغط على التماسك النسبي داخل إيران وهو أيضاً دور تستفيد منه الصهيونية والإمبريالية.

اذاً فمن المنطق تصور وجود مصالح مشتركة بين الإمبريالية والإسلام السياسي في إيران تضغط على بعض الدول العربية وعلى تركيا، وكذلك من المنطقي وجود مصالح مشتركة بين الإمبريالية والدول العربية وتركيا ودعوات السلفية السنية ضد الجانب الثوري من التشيع في إيران.


تحذيرات ضد بعض أكاذيب العولمة والأخبار التضليلية في وسائط الإعلام:

⚠ 1- القارئي الكريم، حملات الإعلام هي تقاطع طرق خالي من إشارات التحذير فإحترس عندها.

⚠ 2- القارئي الكريم، قبل أن تتجاوب بسرعة مع بعض الحملات الاعلامية في وسائط الإعلام التقليدية أو في وسائل التواصل. أعقل وأبحث عن المستفيد الداخلي أو المستفيد الدولي الأعظم في العالم من نجاح هذه الحملة أو تلك؟

⚠ 3- القارئي الكريم، قبل أن تصدق جزءاً من حملة إعلامية ضد دولة أسأل نفسك ما هي النتائج السلبية الكبرى لهذه الحملة في المستقبل؟ ما إمكان تحقيقك نتائج موجبة لو قدت حملة أخرى ضد أو مع شأن أكثر فائدة وأهمية، أو أقل إضراراً بالباقي من كرامة وحرية وتماسك مجتمعاتنا.

⚠ 4- القارئي الكريم، لا تصدق كل الأخبار المتوالية عن أن الإمبريالية عدوة مبدئية للعرب أو أن الإمبريالية عدوة مبدئية لإيران! الرأيان كذب، فعدا إسرائيل تبدو الإمبريالية عدوة خبيثة لكرامة وسيادة وتقدم كل دول الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية وإيران وتركيا.

⚠ 5- القارئي الكريم، الإمبريالية تبلور رأسمالي عالمي مركزه العنصري غرب أوروبا-أميركا وكينونته تحكم سادة غرب أوروبا-أميركا في كل اقتصادات وموارد دول العالم ومجتمعاتها، ومن ثم تشييئها وتجريدها من معالمها وضمها لكينونات الإمبريالية التي لاتهتم بمبادئي العدل أو حقوق الحيران أو حقوق الدول، .. الخ.

⚠ 6- القارئي ااكريم، تحاول الإمبريالية وتحقق تحكمها في دول العالم بالوسائل الإستعمارية القوة وإضعاف الإقتصادات وأيضاً بضرب الهويات والقبائل والمجتمعات الصغرى ببعضها وبالهوية الوطنية، ثم ضربها والهوية الوطنية بهوية أو بهويتين قوميتين، وحتى بالعلاقات مع دولتين جارتين، ومن ثم ضرب كل الهويات بهوية أخرى طائفية أو دينية ثم وضع الدولة المتشظية بهذه الهويات في ما يناسبها من نظام العولمة وتحقيق سلام الثقافات أو الحضارات بوضع موارد كل بلد وتمويل أحزابه تحت تحكم السوق وبنوكه العظمى وكبالر سادتها.
𘉇- القارئي الكريم، عدا إسرائيل، تعمل الإمبريالية بأسلوب التفتيت الدخلي على إضعاف كل دول الشرق الأوسط تدرجاً والكسب مرة من تأجج إختلافاتها ومرة اخرى من خفض هذه الإختلافات. لذلك فان نخيل موقف أخلاقي لأميركا ضد إيران أو مع العرب، موقف فيه مبالعة وتضليل وخداع نفس.

⚠ 8- القارئي الكريم، الدولة الأميركية (وبريطانبا وفرنسا ومواليهم) وبنوكهم العظمى تمارس بتدخلاتها في مختلف شؤون دول العالم عشرات الأضعاف ما تمارسه بعض حوزات إيران من نشاط في وسط طائفتها الشيعة في الدول العربية والاسلامية المجتمعات. (وهو ما تعده الإمبريالية تدخلاً في شؤون دول أخرى!؟ وذلك بينما تواصل أميركا وبريطانيا وفرنسا منذ أكثر من مائتي سنة التدخل في كل أمور دول مجتمعات العالم!

⚠ 9- القارئي الكريم، العرب وايران وأمريكا دول مؤمنة بسيادة السوق على الناس، وهي دول تكسب من تنوع التوافقات والإختلافات السياسية والتجارية، لذلك لا تصدق أن بينها عداوة حقيقية!

⚠ 10- القارئي الكريم، الموقف الموضوعي في نزاعات الدول ان يعزز الإنسان السلام وأن يرفض حملات الكراهية والعداوة والخنق والحصار، ورفض الكراهية والنزاعات والحصار يدعو إلى تبين كل نبأ وحصحصة كل موقف مركزي في حملة دعاية مع دولة معينة أو ضدها، وكذا رفض تصديق إن كل مقاطعة هي مقاطعة حقيقية. الواقع أن كل عداء ضد الشيطان في نظر كل فريق لا يخلو في ذاته من وسواس خناس وتعاملات تحت الطاولة لتحقيق مصالح مشتركة ضد أعداء مشتركين.

⚠ 11، القارئي الكريم، لا تصدق أن الإختلاف الإجتماعي الثقافي أو العداء السياسي بين دولتين أو جماعتين هو بداية أو نهاية التاريخ بينهما، فقد تتغير المصالح أو المواقف خلال بضعة شهور أو سنوات، وفتح باب لتكسب لبعض التجارات والجماعات هو المهمة العامة لفريق الحمائم وتسهيلاته في كل دولة.

⚠ 12- القارئي الكريم، عندما تصادف حملة إعلامية ضد دولة، أنظر أو قدر الدولة المستفيدة أو الخاسرة الأكبر من تلك الحملة، أو رتب الفائزين والخاسرين درجات وبنفسك أحسب بهذه الدرجات ربح أو خسارة الدول من تفاعلك الشخصي مع الحملة الإعلامية إيجاباً أو سلباً.



الخلاصة:
طالما أن إنه مسموح لإيران بتصدير النفط إلى حوالى عشرة دول بينها الصين والهند واليابان وكوريا التي تشتري كميات مهولة، فإن الكلام عن حصار إيران، أو عن مبدئية أمريكا أو عن قومية الحكام العرب لا يعدو كونه مجرد أكاذيب، هدفها التخويف بهيمنة الإمبريالية، التي بأي شكل من الأشكال لاتستطيع مواجهة "التنسيق الشرقي" لدول الصين واليابان وكوريا وروسيا وإخواتها وألمانيا وتركيا وإيران والدول العربية.

ملحوظة:
لو إتجه هذا التنسيق إلى زيادة تعاونه مع أوروبا وإلى تحقيق سلام إسرائيلي- فلسطيني، لأختلفت طبيعة "العولمة" ولتحولت إلى حالة سياسية دولية أكثر إنصافاً وتعاونية في مجتمعات ودول العالم ولغيرت إتجاه الكثير من الدول من حالة التفتت والتراجع والإنهيار إلى حالة التماسك والتقدم والإشتراكية.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس من التلقائية إلى التنظيم والتنمية
- تغيير فهم المصلح الديني للإلحاد
- التغيير الفعال ضد كل النظم النخبوية
- من أسباب الضغط الإمبريالي على السعودية
- تأثيل وضع الثقافة في جدليات القيمة والوزن والميزان ومعرفتهم
- عيد الصين
- نقاط تأريخ لقضايا نسوية وشيوعية
- كيف تؤثل نصاً؟
- تأثيل تسميم الإتجاه الليبرالي لنشاط الحزب الشيوعي السوداني
- عدلان الحاردلو
- الوليد مادبو بين الهامش والمركز
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ...
- من تغيرات الثورة الفرنسية وآثارها
- ثلاثة أسئلة من تغيرات العراق وسوريا
- سيد البحراوي
- نحو تجديد ثوري
- التأثيل: فكرة الأصالة عند العلامة عبدالله الطيب
- من اثار انتصار ثورة اكتوبر على روسيا والسودان
- ضرورة الشيوعي لحرية العالم من تناقض بنى التدين والدولة
- تأثيل الماركسية اللينينية ضد التعامل العشواء مع ظواهر الإلحا ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - المنصور جعفر - أكاذيب أميركا وإيران والعرب