أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية














المزيد.....

وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 23:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأتُ خبرًا أذهلنى وأسعدنى عن مبادرة وزارة الهجرة وشئون المصريين باخارج (مشروع اتكلم مصرى) بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية للأطفال المصريين بالخارج..وموجـّـهة للبالغين أيضـًـا..وذلك فى إطارخطط الوزارة لربط أبناء مصربالخارج بوطنهم من خلال تعليمهم التحدث (باللهجة) المصرية بجانب العربية، من أجل ترسيخ الهوية المصرية..وأضافتْ د. نادية مكرم عبيد أنّ المبادرة تتضمن (فيلم كرتون) على موقع الوزارة..وقالت أمين عام المجلس القومى للأمومة والطفولة (عزة عشماوى) أنّ (مبادرة اتكلم مصرى) محورية وليست لتعليم اللغة فقط..وإنما لترسيخ المبادىء والقيم المصرية للحفاط على الهوية المصرية (جريدة الشروق المصرية- 9أكتوبر2018)
وأود أنْ أعترف أنّ هذا الخبرلم أكن أتوقعه، فى مناخ ثقافى أظهرالعداء لكل من يكتب مُـدافعــًـا عن الخصوصية الثقافية لشعبنا..وأنّ تلك الخصوصية لاينفرد بها شعبنا فقط..وإنما هى أهم مقومات أى شعب..كما قال علماء الأنثروبولوحيا..ومن بينهم- على سبيل المثال كلود ليفى شتراوس الذى ذكرأنّ الحضارة تعنى تعدد وتعايش الثقافات بكل تنوعها..وأنّ أية حضارة لايمكن أنْ تــُـشكـــل تحالفــًـا بين الثقافات إلاّ إذا احتفظتْ كل ثقافة بأصالتها (التنوع البشرى الخلاق- المجلس الأعلى للثقافة- عام1997- ص29)
ومن بين أسباب فرحتى بالخبرأنه كسرتشاؤمى وهزم توقعاتى عن الأمل فى الدفاع عن خصويتنا الثقافية، خاصة بعد أنْ رصدتُ كتابات كثيرة أعلن فيها أصحابها (معاداة المصرية) Anti- Egyptianism وسرفرحتى أكثرتبنى وزارة الهجرة هذا المشروع الجريىء (اتكلم مصرى) بالرغم من اختلافى مع استخدام تعبير(لهجة مصرية) لأنّ هذا التعبيرغيرعلمى، بمراعاة أنّ كلام شعبنا فى الحياة وتعاملاته اليومية (لغة) وليست (لهجة) حيث قسـّـم علماء اللغويات أية لغة إلى كلمات (= الطوب) وبنية Structure ومعنى ذلك أنّ العبرة ببنية اللغة..وأنّ هذه البنية تختلف من شعب إلى شعب، حتى ولوكان يستخدم نفس الحروف..وعلى سبيل المثال فإنّ السؤال فى اللغة العربية يأتى فى بداية الجملة: ما اسمك؟ بينما فى المصرى: اسمك إيه؟ وفى العربى: أين كنت؟ بينما فى المصرى كنت فين؟ إلخ.
ومن مظاهرالاختلافات أنّ شعبنا لايـُـخرج لسانه فى الكلمات البين لسانية، مثل الثاء والذال، فنقول تعلب بالتاء وليس بالثاء..ونقول ديب بالدال وليس بالذال..وهذه الظاهرة تبيـّـن أنّ أصلها ممتد من اللغة المصرية القديمة، خاصة فى مرحلتها الثالثة (مرحلة اللغة القبطية) كما تميـّـزتْ اللغة المصرية بأنها اختصرتْ الكثيرمن أدوات اللغة العربية فى (صيغة واحدة) فاسم الموصول فى العربى عدة صيغ: الذى، التى، اللذان، اللتان، اللذيْن، اللتيْن..إلخ بينما فى المصرى صيغة واحدة: اللى فنقول الواد اللى، البنت اللى، الناس اللى إلخ..وفى أسماء الأشياء ثبتها شعبنا بصيغة واحدة: فنقول: كبايه، حبايه، برايه، حدايه، مقابل: كوب، حبة، مبراة، حدأة على التوالى..وتميـّـزتْ لغتنا بتثبيت العدد مع المعدود: تلت رجال، تلت بنات بخلاف العربى حيث العدد عكس المعدود: ثلاثة رجال، ثلاث فتيات إلخ.
وقد أدلى (طه حسين) بشهادة حق عندما ذكر((إنّ كثيرًا من الناس ليقولون إنّ اللغة العربية التى يتعلمها الصبى فى المدرسة لغة أجنبية)) وكان من رأيه (( أنّ اللغة العربية إنْ لم تنل علومها بالإصلاح صائرة- سواء أردنا أو لم نرد- إلى أنْ تُصبح لغة دينية ليس غير)) وأما النحوفهو يتمنى لوأعفى المتعلمين منه..وكان هدف طه حسين تطويراللغة العربية فكتب ((إما أنْ نــُـيسرعلوم اللغة العربية لتحيا وإما أنْ نحتفظ بها كما هى لتموت)) وكتب أيضًا أنّ اللغة العربية ((إنْ لم تكن أجنبية فهى قريبة من الأجنبية، لايتكلمها الناس فى البيوت..ولايتكلمونها فى الأزهرنفسه)) (مستقبل الثقافة فى مصر- دارالكتاب اللبنانى – بيروت- المجلد التاسع– عام 1973 - الصفحات 31 ، 248 ، 298 ،299 ، 303 ، 311)
وأعتقد أنّ طه حسين كان على حق، حيث لم يحدث تطويرللغة العربية منذ الإصلاحات الثلاثة الكبرى: الأول على يد اللغوى أبوالأسود الدؤلى والثانى على يد يحيى بن يعمرونصربن عاصم، ثم كان الإصلاح الثالث على يد اللغوى الكبيرالخليل بن أحمد الفراهيدى..وفى ضوء ذلك ((حظيتْ الحروف العربية النبطية الأصل بثلاثة إصلاحات كبرى فى غضون فترة لاتتجاوزقرنًا من الزمان قبل أنْ تصل إلى مرحلتها الأخيرة التى بقيتْ عليها حتى يومنا هذا، أى قرابة إثنى عشرقرنًا)) وأعتقد أنّ كلام طه حسين غاية فى الأهمية، بمراعاة أنه كان أحد المُـدافعين عن اللغة العربية..ومع ذلك اعترف بأنّ شعبنا لايتكلم العربية بما فيهم رجال الأزهر..كما أنّ لغة شعبنا فى الحياة اليومية الموصوفة بالعامية، دافع عنها فى الأربعينيات د.شوقى ضيف..وأعادتْ هيئة الكتاب طباعته عام2016فى كتاب بعنوان (تجديد النحو) أما أ.محمود تيمور(عضومجمع اللغة العربية) فكان أكثرجرأة وهوينتقد زملاءه أعضاء المجمع لأنهم يسخرون من لغة العامة..وكتب ((عزّعلينا أنْ نقبل تعبيرات أمة فى مجتمع حى..ونؤثرما بين أيدينا من كلمات عربية، فى حين لانجد فيها ما يقابلها على الإطلاق على لسان العامة..ونحن على الرغم من ذلك نتعالى على الكلمة العامية..وإنْ كان البديل العربى لايشفى ولايكفى)) ثم ضرب الكثيرمن الأمثلة ليؤكد ما ذهب إليه (مشكلات اللغة العربية- المطبعة النموذجية- عام 1956- ص222، 223)
وإذْ أحيى مبادرة وزارة الهجرة على تبنيها لمشروع (اتكلم مصرى) فإننى أتمنى نجاح المشروع..والأكثرأهمية أنْ لايـُـحاربه أعداء الخصوصة الثقافية..وأنْ لايخرج من الجحورأعداء التميزالذين لايعرفون أولايـُـقـدّرون سحرالقوة الناعمة لمصر.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزيرالتعليم بين تبديد الأموال وتدنى المستوى
- الفرق بين الموضوعية والأيديولوجية
- الصحافة ودورها الوطنى/ التنويرى
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (3)
- الأصل التاريخى للضريبة على الدخل
- ترحيل الفلسطينيين من وطنهم لصالح إسرائيل
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (2)
- كيف قرأ الباحثون كتب التاريخ؟
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (1)
- التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (10)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (9)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (8)
- مواصلة الكتابة عن التاريخ والموضوعية
- الشكر للمرة الثانية
- قراءة التاريخ وحيادية الكتابة
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (7)
- كتابة التاريخ وإلى أية درجة الالتزام بالموضوعية (2)
- شكر وتقدير
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (6)


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية