أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لطفي حاتم - الفوضى الخلاقة وأزمة العراق الوطنية















المزيد.....

الفوضى الخلاقة وأزمة العراق الوطنية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المتتبع لمسار السياسة الأمريكية منذ غزوها للعراق ولحد اللحظة التاريخية المعاشة يلاحظ أن سمتها الأساسية تكمن في التخبط وانعدام الرؤية الاستراتيجية ويعدو سبب ذلك حسب تقديري إلى عاملين أساسيين:
أولاهما: ــ إن السياسة الأمريكية ارتكزت على رهانات مثالية غذتها طموحات الهيمنة ونشر (الديمقراطية )ومكافحة الإرهاب. ( 1 )
وثانيهما: ــ ترابط عقلية المحافظين الجدد العسكرية مع العقلية الهجومية الليكودية وما نجم عن ذلك من تزاوج المصالح الاستراتيجية الأمريكية مع الروح التوسعية للدولة العبرية.
لغرض إضفاء مشروعية واقعية على الموضوعات المثارة دعونا نتابع وبعجالة المراحل الأساسية التي انتهجتها السياسة الأمريكية في العراق منذ إسقاطها للنظام الديكتاتوري وحتى اللحظة التاريخية.
1: ــ أفضت إدارة الاحتلال الأمريكي إلى تخريب الدولة العراقية ومؤسساتها الإدارية / الاقتصادية / الأمنية بدون وضع البدائل القادرة على ضبط التطورات الأمنية / السياسية اللاحقة, الأمر الذي أدى إلى فراغ سياسي وشيوع حالة الفوضى والجريمة المنظمة. ( 2 )
2: ــ بناء مجلس الحكم بروح طائفية / أثنية، وما نتج عن ذلك من تخريب التشكيلة السياسية الضامنة لمصالح وحدة العراق الوطنية.
3: ــ قبل الشروع ببناء النظام السياسي وتسليم (السلطة ) للعراقيين جرى وضع جداول زمنية لا يمكن تمديدها بهدف: ــ
ـــ إجراء انتخابات وطنية عامة ذات ديمقراطية شكلية لغرض الدعاية السياسية، وما تمخض عن ذلك من هيمنة طائفية / عرقية على مؤسسات الدولة السيادية.
ـــ الشروع بكتابة الدستور والتصويت عليه رغم غياب النظام السياسي الضامن لتطبيق توجهاته الأساسية.
إن الإجراءات المتعجلة والمشار إليها إضافة لهيمنة الاحتلال على مراكز البلاد الرئيسية عمقت أزمة العراق الوطنية وأدت إلى تفتيت الهوية العراقية.
ـــ بدوره أفضى غياب النظام السياسي المرتكز على حكومة الوحدة الوطنية إلى انفلات الأوضاع الأمنية / المعيشية وما رافقها من استمرار الأعمال الإرهابية الوافدة والمتداخلة مع الأنشطة العراقية المناهضة لقوى الاحتلال العسكرية. ( 3 )
4: ــ إن الملاحظات المشار إليها تكتمل حينما نشير إلى مسؤولية الأطراف العراقية في صنع هذه اللوحة الدامية للعراق. وذلك من خلال جملة من الممارسات منها: ـ
ــ بدلاً من رفع شعار حكومة الوحدة الوطنية وبهدف الحصول على مكاسب آنية انخرطت الأطراف العراقية مع المشاريع الأمريكية المتعجلة وما أفرزه ذلك من ضياع لمصالح العراق الوطنية.
ـــ هيمنة العقلية الثأرية لدى غالبية القوى العراقية المناهضة للديكتاتورية وما رافقها من عمليات تطهير وتصفية جسدية للخصوم السياسيين الأمر الذي دفع بعض الكتل السكانية المستفيدة من النظام المنهار إلى ولوج طريق العنف دفاعاً عن وجودها ومستقبل أبناءها.
ـــ الهرولة السياسية وراء المشاريع الأمريكية الفاقدة للبصيرة السياسية جرى تبريرها بشعارات ديمقراطية عائمة وعدم تناولها ـ الديمقراطية ـ كعملية تاريخية تترابط بمستويات سياسية / اقتصادية/ ثقافية.

لقد أنتجت الغطرسة الأمريكية, ومشروعها الرامي إلى نشر (الديمقراطية ) في بلدان الشرق الأوسط جملة من التداعيات السلبية على الأمن الإقليمي الأمر الذي تجلى بجملة من المعطيات الحادة منها: ــ
*: ـ اختلال التوازن الإقليمي لصالح دولة إسرائيل الأمر الذي تجسد بمستويين المستوى الأول إطلاق يد العسكرية الإسرائيلية في ممارسة إرهاب الدولة المنظم عبر سياسة الاغتيال، قضم الأراضي الفلسطينية، بناء الجدار العازل بعقلية تتنافي وقرارات الشرعية الدولية. أما المستوى الثاني فتمثل بتشديد سياسة الدفاع عن الأمن الوطني عند الدول المستهدفة خاصة إيران وسوريا ودفعها إلى درجة التعاون العسكري.
** التنسيق بين القوى الشعبية ذات الامتدادات الإقليمية والدول الموالية لها. بمعنى آخر عسكرة الأنشطة المستقبلية للقوى الشعبية المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية وما ينتج عن ذلك من جر المنطقة إلى حروب وصراعات دامية.
*** تستند عسكرة التوجهات السياسية للقوى الشعبية ذات الامتدادات الإقليمية إلى مواجهة الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة بنهجين مترابطين أولهما نهج الترويج للحرب الأهلية في العراق بسبب فشل العسكرية الأمريكية في السيطرة على العراق. وثانيهما نهج التبشير بحروب طائفية بهدف محاصرة توجهات إيران النووية. ( 4 )
*** إن الترويج والتبشير للحروب الطائفية تجد بذورها في الأوضاع المتفجرة في لبنان، العراق، ومحاولة تدمير السلطة الفلسطينية المنتخبة.
بعد هذا العرض المكثف لسياسة الفوضى الخلاقة يواجهنا السؤال التالي: ــ ما هي الأدوات السياسية القادرة على تجنب الكارثة الوطنية ؟ . وما هي الأنشطة والفعاليات الضامنة لعودة الاستقرار والسلام الإقليمي ؟
قبل الاحاطة بمحاور هذه الأسئلة لابد من إيراد بعض الملاحظات العامة: ـــ
الملاحظة الأولى: ــ إن سياسة الفوضى الخلاقة التي تبشر بها الدبلوماسية الأمريكية هي سياسة غير أخلاقية تنطلق من الدفاع عن المصالح القومية الأمريكية وتتجاهل المصالح القومية للدول الأخرى.
الموضوعة الثانية: ــ إن جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ترتكز على مبدأ الضربة الاجهاضية الهادفة إلى تحطيم وإذلال الخصوم الدوليين.
الملاحظة الثالثة: ــ لا يمكن التوصل إلى حلول وطنية عراقية بمعزل عن صيانة المصالح الوطنية للدول الإقليمية. بمعنى آخر أن محاولة عزل القضية العراقية عن إطارها الإقليمي هو مثابة استمرار للمحنة العراقية.
على أساس تلك الملاحظات نحاول إعطاء تقديرات عامة ترمي إلى تجنب الكارثة الكبرى التي تلوح في العراق وتعرض الأمن الإقليمي إلى كوارث جديدة منطلقين من موضوعة مفادها إن جوهر الأزمات الوطنية التي تحيط بالعراق تكمن في الاحتلال الأمريكي والتوجه لحل أزمة البلاد الوطنية بعقلية حزبية.
على أساس تلك الموضوعتان اقترح على القوى الوطنية العراقية والقوى الديمقراطية العربية تدقيق الرؤية التالية: ــ
بهدف فك الارتباط بين المشروع الوطني الديمقراطي المطالب بحكومة الوحدة الوطنية وبين الأهداف الأمريكية ( الرافضة للطائفية ) و الساعية إلى نقل الأزمة العراقية من إطارها الوطني إلى إطارها الإقليمي ولغرض إكساب المشروع الوطني الديمقراطي العراقي ملموسية مستقلة تبعده عن الرؤية الأمريكية لابد من طرح حزمة من الأفكار والرؤى الهادفة إلى: ــ
أولاً: ــ عقد مؤتمر دولي خاص بالأزمة العراقية تحضره الدول الإقليمية المجاورة والفاعلة 0 (5 )
تتركز مهام المؤتمر بقضيتين أساسيتين:ــ
أ: ــ إجراء مصالحة وطنية شاملة بين القوى الوطنية العراقية ومساعدتها على بناء نظامها السياسي بروح وطنية تنطلق من نبذ المحاصصة الطائفية / والمصالح الحزبية.
ب: ــ وضع سقف زمني محدد لمغادرة القوات الأمريكية المحتلة للعراق وإناطة المسؤولية اللاحقة بقوات دولية تسعى إلى مساعدة العراق على تجاوز محنته الوطنية من جهة، وتساهم في إشاعة الاستقرار الإقليمي من جهة أخرى.
ثانياً: ــ يتبنى المؤتمر الدولي المبني على المصالحة الوطنية جملة من الأنشطة الضرورية التي يتصدرها: ــ
ــ إيقاف العنف المتبادل بين الميليشيات المسلحة العلنية منها والسرية.
ـ مكافحة الإرهاب الوافد عبر محاصرته عراقياً وإقليميا.
ــ حل التشكيلات العسكرية الحزبية بعد التزام القوى السياسية بمبادئ القانون والمصلحة الوطنية .
ــ الشروع ببناء الأجهزة الأمنية والتشكيلات العسكرية على أساس المواطنة العراقية بعيداً عن الروح الحزبية.
ــ الابتعاد عن القضايا الخلافية والتركيز على ما هو مشترك في الظروف التاريخية التي تساهم في حل أزمة البلاد الوطنية.
إن حزمة الرؤى المشار إليها تشترطها جملة من القضايا الوطنية أهمها: ــ
ــ إن الإدارة الأمريكية وبسبب روح المغامرة والهيمنة التي تكتنف نهجها السياسي اللامسؤول تحاول حصر حل القضية العراقية مع الجمهورية الإسلامية لغرض نقل الأزمة العراقية من إطارها العراقي إلى إطارها العربي / الإيراني.
ــ بسبب تصاعد عمليات العنف والتصفيات المتبادلة وانفلات الأمن تقف البلاد على حافة الحرب الأهلية
والتي من شأن اندلاعها تجر المنطقة إلى حرائق لا يمكن التحكم بنتائجها التدميرية.


الهوامش
1: ــ أكدت كوندو ليزا رايس في مؤتمرها الصحفي يوم 31 / 3 إن بلادها ارتكبت آلاف الأخطاء التكتيكية ولا ندري هل المذابح الجارية في العراق نتيجة للأخطاء التكتيكية أم إنها جزء من نظرية الفوضى الخلاقة الهادفة إلى نشر الديمقراطية.
2: ـ إن تحطيم الدولة العراقية وتفتيت مكانتها الإقليمية شكل أحد الأهداف الرئيسية للعسكرية الإسرائيلية.
3: ــ من الملاحظ أن هناك أربعة تشكيلات عسكرية عراقية ( أ ) التشكيلات العسكرية التابعة لأحزاب الإسلام السياسي. ( ب ) القوى المسلحة التابعة للقوى المناهضة للتواجد الأمريكي. ( ج ) وحدات عسكرية عراقية تتلقى أوامرها من القيادة الأمريكية مباشرة. ( د ) التشكيلات العسكرية التابعة للأحزاب الكردستانية.
4: ــ نقلت وكالات الأنباء عن نغروبونتي مستشار الأمن القومي الأمريكي إن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على صراعات طائفية.وتكمن خطورة هذه الموضوعة في هدفين أساسيين: ــ
أ: ــ محاولة جر الدول العربية للصراع مع الجمهورية الإسلامية عبر ما يشاع عن الهلال الشيعي.
ب: ـ إثارة الصراعات الطائفية في البلدان العربية من خلال محاصرة الأقليات الشيعية بعد وضعها في خانة ( الطابور الخامس ) الموالي إلى إيران.
5: ــ جرت الدعوة لعقد مؤتمر دولي من قبل روسيا الاتحادية وتبنته الرئاسة الفرنسية منذ أشهر خلت.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الدولية والشرعية الانتخابية
- الاحتلال الامريكي للعراق وانهيار بنية الخطاب الوطني الديمقرا ...
- الاصطفافات السياسية وسمات المرحلة الدستورية
- تدويل النزاعات الوطنية والديمقراطية الوافدة
- بناء الدولة العراقية وتنازع بنيتها الدستورية
- القانون الأساس وإشكالات بناء الأجهزة العسكرية
- المواطنة بين المساواة الشكلية وتفكك الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية وفعالية التناقضات الوطنية
- أزمة العراق الوطنية وإصطفافات المرحلة الانتقالية
- الاحتلال الأمريكي للعراق وتناقضات المرحلة الانتقالية
- أراء حول المستجدات السياسية وبناء الرؤية الوطنية
- الليبرالية العربية بين المراجعة التاريخية والروح الانقلابية
- العقيدة التدخلية وتطور العلاقات الدولية
- سلطة الشرعية الانتخابية ومسار السياسية الاقتصادية
- الشرعية الانتخابية وأجهزة الدولة السيادية
- الشرعية الانتخابية وغياب الرؤية الوطنية
- التغيرات الدولية وإشكالية الكفاح الثوري
- رؤية وطنية لمناهضة الانفلات الرأسمالي ( * )
- ازدواجية الهيمنة وحركة التغيير الديمقراطية
- نظرة على التشكيلة العراقية وبنيتها السياسية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لطفي حاتم - الفوضى الخلاقة وأزمة العراق الوطنية