أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا














المزيد.....

الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقعت اليابان والاتحاد الأوروبي مؤخرًا اتفاقية للتجارة الحرة واسعة النطاق، وصفها المراقبون بالإتفاقية التاريخية (ستلغي اليابان بموجبها الرسوم عن 94 بالمائة من وارداتها من الاتحاد الأوروبي، فيما سيلغي الأخير الرسوم عن 99 بالمائة من وارداته من اليابان، وذلك بطريقة تدريجيًا).
نعم، الاتفاقية بالفعل تاريخية. ليس لأنها بين اثنين من أكبر اقتصاديات العالم فحسب، وليس لأنها ستخلق أكبر منطقة اقتصادية مفتوحة للتبادل الحر تغطي نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وليس لأنها ستكون بمثابة عامل توازن للسياسات الحمائية التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنما أيضا بسبب حقيقة أخرى هي أنه، منذ معاهدة لشبونة في 13 ديسمبر 2007 التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2009، معلنة تأسيس الاتحاد الأوروبي بدستورها الحالي، لم ينجح الأخير في التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع أية دولة أو مجموعة بما في ذلك الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري للاتحاد. وربما كان الاستثناء الوحيدة في هذا السياق هو سنغافورة التي وقع الاتحاد الأوروبي معها اتفاقية للتجارة الحرة في سبتمبر 2013، وفيتنام التي وقع الأوروبيون معها اتفاقية مماثلة في أغسطس 2015 من بعد مفاوضات دامت عامين ونصف العام.
ولسوف يحقق الاتحاد الأوروبي إنجازًا إضافيًا لو تمكن من إبرام اتفاق مع الهند مماثل أو شبيه لما أبرمه مع اليابان. وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى أن الملف مطروح بقوة على جدول أعمال القمم السنوية الهندية ــ الأوروبية. وإذا كانت المفاوضات التجارية والاقتصادية بين الجانبين قد شهدت خلافات وتعقيدات كبيرة في السنوات الماضية فأثرت سلباً على عملية التفاوض حول إبرام اتفاقية التجارة الحرة المنشودة، فإن الآمال انتعشت منذ القمة الهندية ــ الأوروبية الثالثة عشرة في بروكسل سنة 2016. ففي تلك القمة تقرر استئناف المفاوضات، كما تم وضع خارطة عمل لتحقيق الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين بما فيها إنجاز اتفاقية للتجارة الحرة والاستثمار واسعة النطاق بحلول العام 2020، علما بأن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند وستظل كذلك حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. وقد جدد الطرفان التزامهما هذا في القمة الهندية ــ الأوروبية الرابعة عشرة التي عقدت في نيودلهي العام الماضي، حيث لوحظ أن الجانب الهندي برئاسة رئيس الحكومة «ناريندرا مودي» كان الأكثر تشديدًا على ضرورة المضي قدما لإزالة كل المعوقات الحائلة دون إبرام الاتفاقية النهائية مع الجانب الأوروبي الذي يدرك «مودي» جيداً أن مساهمته ذات أهمية كبيرة ومؤثرة في أجندته الاقتصادية لبلاده، وأن أي تراجع سوف يلحق الضرر بتلك الأجندة التي يود استثمارها انتخابيًا في العام المقبل كي يقود الهند لفترة حكم جديدة. وتتجلى الصورة بطريقة أوضح حينما نعلم أن نيودلهي حريصة على ألا يصيب أدنى ضرر بالاستثمارات الأوروبية الأحادية المتدفقة على الهند، خصوصًا تلك التي وقعتها مع فرنسا سنة 2016 حول إنشاء محطة نووية للأغراض المدنية في جايتابور بولاية مهاراشترا، والأخرى الخاصة بالاستثمار في مشروع مد مترو بنغالور بقيمة 200 مليون يورو، ناهيك عن صفقة شراء 36 طائرة مقاتلة من نوع رافال على أن تقوم فرنسا بتصنيعها في الهند، علاوة على إستثمار الفرنسيين مبلغ 2 مليار يورو في مشروع لبناء مدن ذكية في أكثر من مكان من الهند، ولاسيما منطقة «بودوتشيري Puducherry» الاتحادية بجنوب الهند والتي كانت يوماً ما مستعمرة فرنسية فشذت عن بقية المناطق الهندية لجهة ثقافتها وتراثها ومعمارها.
الحقيقة هي أن عقبات كثيرة تقف في طريق الجانبين الهندي والأوروبي لتحقيق ما يطمحان إليه، بدليل أنهما لم يحرزا تقدما بعد 16 جولة من المحادثات الشاقة طبقًا لتصريح وزير التجارة والصناعة الهندي «سوريش براباهو» لصحيفة «ذ إيكونوميك تايمز» الهندية (يقال إن أحد أكثر الإشكالات يكمن في حرص المفاوض الهندي على الخروج بنتائج لا تغضب بعض الجماعات والقوى السياسية الداخلية التي ما برحت تنظر إلى هكذا مفاوضات بعين الشك والريبة وتعتبرها بمثابة مفاوضات بين «شمال متقدم غني» و«جنوب متخلف فقير»). وقد أضيفت إليها اليوم عقبة إضافية مقلقة تتمثل في ضبابية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وبمعنى آخر فإنه من الصعب على أي من الطرفين اتخاذ قرار قبل وضوح صورة الصفقة النهائية للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (البريكست). وتتجلى العقبات في اختلاف الجانبين حول ما يطلبه كل منهما من الآخر. فالهند مثلاً تطالب الأوروبيين بمنح شركاتها فرصا غير مقيدة للعمل داخل الأسواق الأوروبية في مجال تكنولوجيا المعلومات مع ضمانات لحماية بياناتها، وفي مجال تصدير مكونات السيارات الهندية مثل محركات الديزل وصناديق التروس وانظمة التوجيه الهيدروليكية وممتصات الصدمات (تحظى أوروبا بالحصة الأكبر من هذه المكونات بنسبة 38 بالمائة من الإجمالي)، فيما يطالب الاتحاد الأوروبي الهنود بتخفيف القيود على الأوروبيين لجهة الاستثمار في قطاعي البنوك والتأمين ومجال تجارة التجزئة، علاوة على تخفيض رسوم استيراد المركبات أوروبية الصنع. ويمكن أيضا أن نضيف هنا معوقًا أقل أهمية يتمثل في حقيقة أن للهند اتفاقات ثنائية للإستثمار والتجارة مع العديد من دول الاتحاد الأوروبي. حيث تطالب نيودلهي بالإبقاء على هذه الاتفاقات المبرمة سارية المفعول، فيما يحاول الاتحاد الأوروبي منع أعضائه من الاستثمار في الهند قبل التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة المنشودة.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل جعفر.. 3 عقود من الهيام بالمايكروفون
- حديث اليابان.. تعديل الدستور من عدمه
- أبومدين.. رجل الحكاية والكدح والصدق والحداثة
- انتخابات باكستان على الأبواب.. والتوقعات صعبة
- الديكان.. ترسانة الإيقاعات الشعبية
- النفط.. مرتكز العلاقات الخليجية الهندية
- خليفة البنعلي.. زهد في السياسة من بعد حماس
- قمة «سانتوزا».. لا تزال موضوعًا للجدل
- الشعوان... حفر اسمه على جبين الخُبر
- ماذا بعد مقتل «الملا راديو» قاتل الأطفال
- صاحب مصطلح «زراعة النفط»
- غموض كوريا الشمالية يتبدد
- خسرت الهند في سيشل وربحت في إندونيسيا
- عودة الإرهاب إلى إندونيسيا.. من المسؤول؟
- البشتون يتحدون الجيش الباكستاني
- «المحبوب» و«المحبوس» يغيران المشهد الماليزي
- ارتياح في تايبيه.. وغضب في بكين
- الدفّاع.. من رعاية الغنم إلى رعاية العقول
- القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء
- النجم.. نغم يسري في وريد البحرين


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا