أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟














المزيد.....

ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 19:26
المحور: المجتمع المدني
    


لا بأس أن نشعر ببعض الملل من الحياة الطبيعيّة حيث أنّ الحياة الافتراضية لم تخلصنا منها بل زادت توترنا، وغيابنا الذهني عن الواقع. لا بديل عن الحياة الطبيعيّة ولا يمكن أن يضاهي اللقاء الحقيقي وجهاً لوجه اللقاء الافتراضي، فأنت تعرف لغة جسد الصديق الحقيقي، تعاتبه، وتعتذر منه بود، أما الصديق الافتراضي فيمكن أن يتحول إلى عدو وربما يراقبك طوال الوقت ليوقع بك.
اليوم وأنا أغلق الفيس بوك شعرت بالنّضج، ومع أنني سوف ألغيه بين الفترة والأخرى وليس بشكل دائم، لكنّني بدأت أخرج بلا جهاز تلفون فليس من الضروري أن أستطيع الرد على المكالمات في جميع الأوقات، لا بد من وقت أخصّصه لنفسي، وأبلغت أصدقائي الافتراضيين بأنني سوف أغلق الحساب وجميع وسائل التواصل لمدة شهر.
في اللحظة التي أغلقت فيها الحساب كنت مستعدة ليوم صيفي جميل لا يقلقني شيء فيه، ولست مضطرة إلى الرّد على الرسائل، ولا حتى التمتّع بقراءة منشور. أشعر بحاجتي للحياة الحقيقية أكثر .
أصدقائي الحقيقيون لا يستعملون الفيس إلا نادراً، وقد طلبت إحداهن من أولادها أن لا يضعوا لها التّعازي على الفيس حين موتها. الفيس بوك اليوم في بلادنا هو خيمة تعازي، ومنتدى للتملّق، محرّض، يبث الكراهية، ويتسبب بالطلاق.
ذهبت صباحاً إلى المكتبة. تصفّحت الصحف، والمجلات، التقيت بصديقتي، ذهبنا معاً، تناولنا القهوة في مكان عام، ومن ثم عدت متعبة إلى المنزل من المشي والقراءة، وحرارة الشّمس، وبالكاد أخذت حماماً، ونمت لساعة، وسوف أكمل يومي بالكتابة، وفي نهاية النهار سوف أذهب في طريق الغابة أتمتّع بالغروب دون هاتف، أو أية وسيلة تسبب القلق. هو اختبار لمدة شهر أستغني فيه عن الفيس بوك والتلفزيون ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، والاكتفاء بالصحف الورقية، وهي متوفرة في المكتبة.
سألت نفسي وأنا أتشمّس: لماذا نعيش في الظلام، ونكرّر أنفسنا؟
ولماذا نجلس خلف الجدران الافتراضية نراقب بعضنا؟
ألا يقول المثل " الباب الذي يأتيك منه الرّيح أغلقه واستريح"؟ الفيس بوك هو الباب الذي تهبّ عليه رياح السّموم. تعلّمنا منه الزّيف، وتمسيح الجوخ. ثرنا على الفيس، ولا زلنا نثور مع أنّ الثوار ماتوا، والوطن أُجِّر بعقد قانوني ل99 عاماً، ولو قدر لنا أن نعيش ثانية لعاتبنا بعضنا، وسامحنا بعضنا أيضاً حيث تسببنا بقتل بعضنا.
في الغرب اليوم دعاوى في المحاكم من الأبناء على الآباء الذين وضعوا صورهم على وسائل التواصل، ويطالبون الفيس بإزالتها. أما نحن فلا نضع صور أبناءنا فقط بل صور الميت، والمقتول، والمنحور، والمسلوخ جلدة بحجة الدفاع عن حقوق البشر في منصّة أساسها الربح والفساد والجريمة، والفضائح حول ذلك أصبحت دعاوى في المحاكم الآن ، وربما تنتهي موضة الفيس بوك لكن بالتأكيد ليس غدا، ومن يتذكر منصات مشابهة قبل الفيس بوك بعشرات السنوات مثل ماي سبيس كيف أصبحت في خبر كان.
الثورة الرقمية شيء مختلف تماماً عن وسائل التواصل حتى لو كانت وسائل التواصل هي جزء من هذه الثورة.
ليس بالضرورة أن نكون متشددين ونبتعد كلياً عن الصداقة الافتراضية، لكن لا بأس أن نجرّب الابتعاد بين الفترة، والأخرى.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الصّفحة الثّقافية في صحيفة إكسبرسّن السّويدية
- سهرة في الهواء الطّلق
- كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً
- إلا الدّبكة!
- قد نشبه كروم العنب
- عندما يكشف مسؤول أمريكي الأسرار
- مجرد أفكار
- رجل محظوظ
- اسمها غضب-4-
- آلام صحفي إيطالي تحت حراسة الشّرطة
- اليوم العالمي للاجئين
- رسالة من الهبيلة
- عندما يحين موعد سبات المرأة
- لا تدعي هذا يحدث!
- اسمها غضب -3-
- فيلم هوليودي. يخاف بطله الأصدقاء والأعداء
- في ميلاد الحصاد
- إن سمعتم جعجعة على اللايف اعرفوا أن الطاحونة فارغة من القمح
- يحدث حتى في السّويد
- في اليوم الوطني لدولة السّويد


المزيد.....




- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟