أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر سعد - الجعفري يسوق نفسه أمريكيا














المزيد.....

الجعفري يسوق نفسه أمريكيا


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 01:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في مطلع العام الماضي وحين اعربت هيلاري كلينتون خلال زيارتها للعراق عن قلقها من وصول الجعفري لرئاسة الوزراء لعلاقته الوثيقة مع ايران إنبرى الجعفري مدافعا عن نفسه وبأدب جم قائلا في تصريح لراديو سوا الامريكي "عندما غادرت العراق فاني رحلت من أجله ولكن هذا لم يؤثر على عراقيتي ولم يقطع صلتي بالعراقيين" واضاف " العراق يملآ وجودي والوطنية جزء من مبدئي وقيمي ووفائي لشعبي لا حدود له ورعايتي لكل العراقيين تمثل كل طموحي". بالتأكيد لم يحتج الجعفري على تدخل كلينتون بالشأن الداخلي ولم يعتبر تعليقها استفزازا او اساءة اليه. الفراغ السياسي والذي يعاني منه العراق والذي من اسبابه –حسب تصريحات خليل زادة زلماي السفير الامريكي في بغداد- تكالب ساسيي الاحتلال العراقيين على المناصب والمصالح الفردية وقلة وعيهم وعدم احترام بعضهم بعضا مع الرفض العراقي الواسع لتولي الجعفري رئاسة الوزراء نظرا لفشله الذريع في كل شئ اقتصادا وسياسية وأمنا, ووضعه البلاد والعباد على شفا حرب اهلية مدمرة دفع الجعفري لمحاولة تسويق نفسه امريكيا كرجل المرحلة والتي يمكن الاعتماد عليه وذلك من خلال مقال كتبه في صحيفة الواشنطن بوست.
كتب الجعفري في مقاله: "ستكون المهمة الأولى لحكومتي هي إنهاء الإرهاب الذي انتشر في بلدي وشوه سمعة الإسلام. ومع نجاحنا في تحقيق تقدم وتطوير لقوى الأمن، إلا أن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن الانتصار فيها بالأساليب العسكرية فقط، فمن اللازم أن يعمل كل العراقيين معا لبناء عراق ديمقراطي وحر". المهمة الاولى وربما الاخيرة لحكومة الجعفري هي محاربة الارهاب وهنا بالتأكيد لا يفرق الجعفري بين مقاومة مشروعة وارهاب مذموم ودون ان يشير الى الاحتلال او رغبته في ان يرى العراق بلدا حرا ذا سيادة. وهنا يرتضي الجعفري بأن يكون صدى لطروحات بوش والذي فشل الاخير في تسويقها عالميا وامريكيا.
يتباهي الجعفري في مقاله بنجاحه في ضمه للتيار الصدري في ما يسمى بالعملية السياسية كواحد من اهم إنجازته وما تبع ذلك فيقول:"وخلال فترة حكمي باعتباري رئيس وزراء منتخباً، لم تهاجم مجموعة الصدر أيا من وحدات قوات الائتلاف". فالجعفري قادر على حماية قوات الاحتلال وتحويل عمليات جيش المهدي او بعض المنضمين إليه الى وجهة اخرى, تذوق مرارتها وما يزال الشعب العراقي. واذ يعترف الجعفري بانتكاسات خلال العام الماضي والتي كان أكثرها إيلاما اكتشاف تعذيب السجناء في سجن تابع لوزارة الداخلية في نوفمبر حسب قوله مضيفا: "وما ان علمت بهذه الأفعال الشنيعة شكلت لجنة تحقيق تضم مسؤولين سنة فقط وانتظر نتائج عملها". الجعفري ينتظر نتائج لجنة التحقيق والتي نعرف عبر وسائل الاعلام الامريكية طبيعة تشكيلها, وعلى الرغم من مرور اكثر من اربعة اشهر فما زال الرجل ينتظر نتيجة التحقيق والتي لن تظهر على الارجح. الامر المثير للبؤس المؤلم في ان الجعفري يحقق فقط بما اماط الامريكيون عنه اللثام من انتهاكات دون ان يتوقف عند فرق الموت والاعداد الغفيرة للجثث والتي يتم اكتشافها كل يوم في العراق الجريح ولا على انتهاكات الاربعاء الاسود او تصفية اعداد متزايدة من الفلسطينين المقيمين في العراق.
وفي سياق التسويق العجيب لنفسه امريكيا وغربيا يكتب الجعفري: "وأخيرا فإنني سأعمل على ضمان واقع عراق ديمقراطي ليبرالي آمن، ليكون منارة للشرق الأوسط. وهذه ليست مجرد أمنية وإنما موضوع ايمان. وبما أنني قد عشت في لندن خلال أغلبية سنوات منفاي، فإنني أقيّم أهمية الحرية وضرورتها لضمان الديمقراطية والتنمية البشرية". لم يستطيع المجاهد والاسلامي الجعفري على تقييم اهمية الحرية وضرورتها الا من خلال اقامته في لندن. فأي انهزام فكري وانسلاخ عن تاريخ امته وحضارتها!!
ويختم الجعفري بما بدأ به, بالحديث المفضل لرموز الادارة الامريكية من المحافظين الجدد فيقول: "ويمتد أملي لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين بسلاح قوامه تصميم العراقيين ودعم القوات المتعددة الجنسيات لنجعل العراق اول بلد عربي ديمقراطي. انني أثق بالعمل من أجل شرق اوسط آمن ومستقر وخال من الأسلحة النووية، ليصبح العراق فيه ليس تلك الدولة المنبوذة التي كانت في ظل النظام السابق. ان الطريق الممتد امامنا سيكون عسيرا، ولكن العراقيين جسدوا بالفعل عزمهم وتصميمهم، فيما يتعين على العالم أن لا يترنح في مواقفه في مثل هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ". وهنا يكرر الجعفري عبارات بوش عن صعوبة المهمة ونبل الهدف والخاتمة السعيدة المأمولة والتحذير من انسحاب قوات الاحتلال من العراق الجريح, بل انه يزيد بالحديث عن الاسلحة النووية والتي كانت الذريعة الكاذبة لغزو العراق واحتلاله, متفوقا على الادارة الامريكية بتكرار اكاذيبها والتي توقفت الادارة نفسها عن ترديدها. أي ان الجعفري رئيس الوزراء العراقي اكثر أمركة من بوش ورامسفيلد وزلماي



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!....حلبجة إذ تنتفض
- اريحا والتواطؤ الدولي المستمر
- سياسيو الاحتلال في عيون زلماي
- العراق الامريكي الجديد وشريعة الغاب
- !!اكاذيب بوش بين كاترينا والعراق
- الانسان وحقوقه في العراق الامريكي
- الزلزال السياسي الفلسطيني يحرج الجميع
- !!حكام ولو بعد الممات
- شارون من القوة والانبهار ...الى الشلل والانكسار
- حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه
- خدام...الشاهد والمدان
- !!غزة, شارون... وساسة العرب
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر سعد - الجعفري يسوق نفسه أمريكيا