أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - الرؤية الصورية














المزيد.....

الرؤية الصورية


منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 01:15
المحور: الادب والفن
    


تعتبر الصورة الشعرية من اهم مقومات النصوص الادبية التي تتكأ على المخيلة في طريقة العرض والصور هذه تنشئ من خلال التركيب الشكلي بمختلف ادواته وفروعه وهي بكل تاكيد تعمد على مدى قدرة الكاتب في وصف صوره ليراها المتلقي واضحة ناصعة بلا تشتيت ولا ضبابية ، فكلما كانت الصورة منسجمة مع ذهن المتلقي كانت افضل وكلما ابتعدت كانت ادنى في النضوج ولعل ما يسمونه حسن الاستهلال تابع بطريقة ما الى تشكيل الصورة الاولى ورفدها بما بعدها لتتكون مجموعة من الصور التي بدورها تشكل الحركة (( المشهدية )) في النص ، والمشهد هنا يعم كل اصناف الادب ولا يستثنى منها شيء سواءا كان شعرا ام نثرا وجدانيا ام قصة ففي الجميع تتكون تلك المشاهد بحسب اجادة الكاتب ومدى قدرته على تصويب (( عدسته الفنية )) ...
فالصورة الفنية في كل نص هي عبارة عن نقل مشهد برؤية الكاتب اليه من زاويته الخاصة وفق حركة معينة ثنائية البعد لها نقطتان اساسيتان قربا وبعدا ويتوسطهما خط نستطيع ان نسميه (( الازاحة الصورية )) وتعتبر رؤية الكاتب (( عين الكاتب )) هي المحور البؤري لتلك الصور ...
وكتقريب على ذلك يمكننا القول : ان كل صورة يلتقطها الكاتب تنطلق منه او تعود اليه ، فان انطلقت منه فان الصورة تنتقل من القريب الى البعيد وان عادت اليه فهي تنتقل من البعيد الى القريب وبينهما تكون الازاحة الصورية وهي وسطيات الرؤى التي تربط القريب بالبعيد وقد يكون لها ايضا نفس التاثير في نقل الصورة وسطا وعودتها الى قريب او انطلاقها الى بعيد ...
وهذه الصور تعم ما هو اشمل من الماديات والمعنويات ما دام التشخيص هو المقرب لكل تلك الصور فهو ياخذ كل الاشياء بمقدار رؤيتها اليه ولا تشذ عن هذه القاعدة ...
وعلى ما تقدم يمكننا القول ان للصورة هذا الرسم الثنائي البعد
الكاتب .... قريب ..... ازاحة صورية ..... بعيد
ولتوضيح تلك الحركة نستعين بالامثلة التالية :
المثال الاول : يقول شاعر العرب الاكبر الجواهري
ولي زفرة لا يوسع القلب ردها وكيف وتيار الأسى يتدفع (( طويل ))
فحركة الصورة هنا تبدا (( لي – الكاتب )) (( زفرة – قريب )) (( لا يوسع القلب – ازاحة )) (( ردها – بعيد ))
كما تلاحظ ان هذه الحركة شملت ما هو ملموس وما هو محسوس وترى ان الصورة الشعرية انتقلت من اقرب الصور للكاتب الى ابعدها وهو كثيرا ما يكون ملائما مع الغرض الاساسي لما يريده الكاتب من هدف النص وعليه تكون حركته المشهدية فالصورة هنا تحركت من الكاتب لما لها من عمق في التاثير من حيث ما يجول في صدره من زفرة (( الم داخلي )) ويعطي قربا صوريا واضح جدا ليفهمه المتلقي وبين تلك الزفرة وردها يكون القلب هو الازاحة الصورية التي تقع بين القريب والبعيد
المثال الثاني
يقول امرؤ القيس
وليل كموج البحر ارخى سدوله ... علي بانواع الهموم ليبتلي
ولك ان تتخيل شخص ما يقف على شاطئ بحر وعتمة الليل تاخذ المكان فيريد ان يصورها من عدسته الفنية فيبدا من البعيد الى ان يصل اليه بهذا الشكل
(( وليل – بعيد )) (( كموج البحر – ازاحة صورية )) (( ارخى سدوله – قريب )) (( علي – الكاتب ))
وهذه الحركة المشهدية من الانتقال من البعيد الى القريب تعطي هالة من التفخيم لليل بحيث تبدا الصورة به منتهية الى الكاتب الذي احاطته كل تلك الظلمة وهو بلا شك يعتبر من ارقى الحركات التي تجعل المتلقي يقف مع كاتب النص في وحدته
المثال الثالث
يقول الجواهري
اجب ايها القلب الذي لست ناطقا
(( اجب ايها القلب – بعيد )) (( لست – الكاتب )) (( ناطقا – قريب ))
وهذه الحركة حينما يكون الكاتب وسطا (( ازاحة صورية )) ومن خلال هذه الوسطية يقدم البعيد ويبعد القريب بحسب وضع الهدف النصي من حيث التركيب المناسب للعمق المطلوب فهو هنا يجعل القلب (( المشاعر )) هي الاصل في وضعه (( ككاتب )) ويركز عليها لانه بدونها لن يكون قادرا على النطق ولك ان ترى مقدار هذه الرؤية في تسليط الضوء على ذلك الحدث المشهدي مشخصا ...
وكل النصوص الادبية تتحرك وفق هذا المخطط ولا تشذ عنه بحال وهو باب واسع جدا لمن اراد ولوجه في معرفة حركة الصور في النصوص ومدى قدرة الكاتب على توظيفها لما يخدم هدفه ، وهو افق جديد لكل ناقد يستطيع الاستعانة به في النقد الصوري للنصوص



#منير_الكلداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الاحتضار
- تجربتي مع # 4 ((الكهرباء))
- جمهورية ابو جهامة # 2
- الازمة النقدية بين النقد والناقد # 6
- جمهورية ابو جهامة # 1
- الاطلاق المعرفي في النظرية الادبية
- القواعد والقيود الادبية
- ليلة مومس # 8
- حوارية الفن # 2 مع الفنانة التشكيلية العراقية مروة الحايك
- تجربتي مع # 3 ((سلب الكرامة ))
- ليلة مومس # 7
- تجربتي مع # 2 (( الاقصاء ))
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 3 منير الكلداني & زكية محمد
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 2 منير الكلداني & زكية محمد
- ثنائية (( ملامح الشجن )) # 1 منير الكلداني & زكية محمد
- حوارية عشتار # 3 مع الشاعرة الفلسطينية سحر العلاء
- ضوء نقدي (( ما بَيْنَ قَلْبِكَ وَعُيُوْنِي )) الشاعرة السوري ...
- ليلة مومس # 6
- حوارية الفن # 1 مع الفنانة التشكيلية العراقية مروة الحايك
- العقل العراقي الانتخابي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - الرؤية الصورية