أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - إزدراء الأديان أم إزدراء الإنسان !؟














المزيد.....

إزدراء الأديان أم إزدراء الإنسان !؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل بلاغ يتم تحريكه بإتهام آحاد الناس بإزدراء الأديان , هو في حد ذاته بلاغ ضد الإنسانية بإزدراء الإنسان , فهذه التهمة مازالت أداة شريرة يتم إستخدامها لترهيب المختلفين في الرؤية , والمخالفين في التصور , والراغبين في بسط وصاياتهم علي غيرهم من بني الإنسان , وهذا في جانب , وفي الآخر يتم إستخدام هذه التهمة كأداة للتحريض علي القتل لمن يتم الإبلاغ ضده , لكي تصير الساحة خالية للأوصياء من أصحاب المصالح في الدين أو السياسة , وعلي وجه خاص في ظل أنظمة الإستبداد والطغيان بدوائر فساداتها اللانهائية , والتي لايمكن لها الإستمرار في الحكم إلا بالزراع الديني الذي يعمل كأداة طيعة لتمرير كافة جرائم الإستبداد لإستخدام السماء كأداة ردع وزجر عبر الوسطاء الذين نصبوا من أنفسهم بإرادة الإستبداد وسطاء سماويين , أو كلاء عن الله , وحماة له ومدافعين عنه بزعمهم المكذوب .
وهذه الجريمة تتضاد مع إنسانية الإنسان وحريته وكرامته الإنسانية , فلايجوز لأي فرد أن يدعي أنه صاحب سلطة في الدفاع عن السماء وكافة مايتصل بها من أديان وأنبياء ومرسلين وكتب مقدسة , لأن السماء حسب الوارد ببعض النصوص الدينية تقر بإنسانية الإنسان وحرياته وكرامته الإنسانية , ومن ثم فإن من يزدري الإنسان ويحتقره , حتماً يزدري السماء وما يتصل بها , فالسماء جديرة بالدفاع عن ذاتها , سواء في الحال الدنيوي أو المؤجل الأخروي حسب المعتقد الإيماني للمؤمنين بدين من الأديان الإبراهيمية التوحيدية ,بالرغم من أن هناك الكثير من التجاوزات من المؤمنين بدين من الأديان الإبراهيمية أو فرقة من فرق الدين الواحد ومثالها الشيعة والسنة , ومدي الحملة المسعورة القائمة بينهما في الإتهامات التاريخانية والهاربة من الواقع وتحدياته المعاصرة وحملات السب والإزدراء والتحقير المتبادلة بين المنتمين للدين الواحد والذين لم تنتهي خلافاتهم التاريخانية حتي اللحظة , واللذان يريدان عبر بعض الأوصياء والأتباع أن يفرضوا وصاياتهم المكذوبة علي الأغيار وكل ما هو آخر مختلف في الدين والمعتقد والمذهب والطائفة .
ومازلت مصر علي أن كافة جرائم إزدراء الأديان , بمثابة رد فعل لكافة الجرائم التي يتم فيها إزدراء الإنسان عبر المقدس الذي يقدمه رجال الرهبوت والكهنوت الديني , حسب قواعد تفسيرهم لنصوص المقدس الديني التي تتصادم مع أبجديات العقل والمنطق الإنساني , وتتنافي مع أبسط قواعد الإنسانية في مفهومها ومؤداها , وتتضاد مع العلم ونظرياته وحقائقه , إلا أن كافة الأديان صار معتنقيها والمؤمنين بها , يمثلون أغياراً , وعناصر متمايزة ومختلفة مع الأخر وأي آخر في الدين , ليستمر صراع الإنتصار للدين والمذهب والطائفة علي حساب الإنسان وحرياته وكرامته الإنسانية , فصارت الأديان والمعتقدات لها الأولوية علي الإنسان , وصار الآخر ملعون يتوجب في بعض الأحيان قتله والتخلص منه , بالرغم من أن المعتقد مجاني , والتدين كذلك مجاني , لايكلف ثمة تكاليف مادية حال الإنتماء له أو الإعتقاد بتعاليمه وأوامره ونواهيه , ويصير مكلف لحياة الإنسان حال رغبته في الخروج منه والدخول إلي معتقد آخر أو التحول للإلحاد أو اللاأدرية , حسب مفهومه أو رؤيته وتصوره هو وحده , لأن الإيمان بدين من لأديان ينتقل عبر الأبوين ويستمر الحفاظ عليه عبر الهوية المجتمعية التي يسود فيها دين من الأديان أو فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب , ولاخيار للإنسان في إعتناق الدين ولا إرادة واعية حرة مستنيرة ومدركة لأبعاد المعتقد الديني , أياً كان هذا الدين , وإنما تم طقوس المعتقد بالوراثة و من خلال التطوع المثلي الإرادي , وبالرغم من أن الأديان الإبراهيمية عقيدتها تبني علي الإيمان بالغيب المقدس للمؤمنين بها , والذي يمثل مجهول معرفي لغير المؤمنين بها, ولا أدري لماذا يتفاخر كل منتمي لدين علي الآخر الديني , رغماً عن أن المعتقدالإيماني مبني علي غيب مقدس لديهم , ولم يطلعوا عليه أو يتلمسوه بحواسهم , فلماذا يدعي أحدهم بأن غيبياته أفضل من غيبيات الآخر الديني ؟!
وحقيقة الأمر وغاياته النهائية , ليست مقصوداً منها حماية السماء أو تطبيق شريعة أو إقامة دولة خلافة أو تحرير أقصي أو ادني , ولكن الأمر يكمن في ديمومة الإرتباط بين الصهيونية والإمبيريالية والعصابات الدينية إرتباط وثيق الصلة في وجوده في عالم العرب والمسلمين , لتقوم الجماعات والتنظيمات الدينية بأدوار وظيفية تتعدي الحدود والوطنية والقومانية , عبر مايسمي بالمفهوم الأممي ليتم قتل وتدمير الشعوب العربية وكياناتهم السياسية المسماة مجازاً بالدول والممالك والإمارات والسلطنات , وصولاً إلي تحرير تل أبيب وبالتالي تحرير الأقصي المزعوم أو المتوهم لديهم ..
ومن ثم فالحديث عن القدس والمقدسات , وعن العروبة والإسلام وتطبيق الشريعة ورفع راية الجهاد والسعي لدولة الخلافة مجرد أدوات فقط لاغير لتحسين شروط حياة العصابات الدينية علي حساب تحقيق أهداف الصهيونية والإمبيريالية .!!
فمن الذي يزدري الإنسان والأوطان والسماء والأديان والمقدسات !؟




#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي سحر الجعارة : سيوفهم من خشب .. وسيوفنا عقولنا!!
- بين اشتهاء وغفلة .. هنالك طفلان ، وأكثر من خريف ! *
- المسبحة !!؟؟
- الأدب والرواية النسائية بين التاريخانية وسيمياء الجسد: جدل ا ...
- إلي روح الشهيد خالد المغربي : لن نقول وداعاً ..
- التأويلية _ الفصل الثالث _ التأويلية بين العولمة والتاريخاني ...
- التأويلية _الفصل الثاني _ التأويلية بين التداولية والعقلانية
- عن التأويلية ..
- التأويلية _ الفصل الأول _ التداولية كأداة للتأويلية
- عن النص ..
- عن الإختلاف ..
- يوميات عبقري : جنون سلفادور دالي المعقول
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- عن حصار قطر .. مفتي السعودية وشعبان عبدالرحيم : إرادة أنظمة ...
- قطر ودول الخليج : الإستبداد والإرهاب وبداية التقسيم !!
- الشهقة الأخيرة .. عن مذبحة أقباط المنيا !
- محمد عبدالله نصر : من جدل نقد التراث إلي جدلية محاكمة النقد ...
- أكذوبة توكيلات السماء .. وفكرة الخلاص الجماعي !
- سأخبر الله بكل شيء ..
- إلي العمال : الجنة الآن !!


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - إزدراء الأديان أم إزدراء الإنسان !؟