أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - العتاد المسروق














المزيد.....

العتاد المسروق


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 23:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العتاد المسروق
د.مظهر محمد صالح
تطلعت الى تاريخ الثورة الجزائرية الحديثة التي اندلعت في الاول من تشرين الثاني نوفمبر 1954عندما تشكلت جبهة التحرير الوطني الجزائرية بقيادة محمد بو ضياف

ووجدت انه ليس الفرنسين وحدهم هم الذين يقتلون حضن الام الجزائرية بدم بارد، وانما يوجد من ابناء جلدتنا من يقتل حقائق النضال العربي بالسم البطيْ.

لقد واجه الزعيم الراحل عبد الكربم قاسم، قصة الثورة الجزائرية بحماس وألم صامت وهو يقلب قصة الحزن الانساني في بلاد الاوراس التي جمعت بين البطولة والمأساة وبين القهر والاستعمار وبين الحرية والاستقلال حيث احدث الاستعمار الفرنسي وعلى مدى 132 عاما قبل ان تتحرر الجزائر في الخامس من تموز 1962 جروحا عميقة في البنية المجتمعية للبلاد وطمس هويتها القومية واللغوية .

اجتمع الزعيم عبد الكريم قاسم في مبنى وزارة الدفاع في بغداد بكبار القادة العسكريين والمسؤولين عن شؤون التسليح والتعبئة في الجيش العراقي، مستعرضا مرتسم التواصل مع الثورة الجزائرية، موضحا في الوقت نفسه كيف تبدأ جمهوريتنا الاولى في العراق بمد يد العون الى ثورة التحرير الجزائرية، تلك الثورة التي ابتدأت بعدد من الثوار المقاتلين لا يزيد عددهم على 1200 مقاتل.

ولم تكن بحوزة ثوارها وقت ذاك سوى 400 قطعة سلاح ووفرة محدودة من الذخائر والاعتدة. وانهم امام الجيش الفرنسي المؤلف من ألوية الكموندوز والمظليين وقوات الامن الداخلي والآلاف المؤلفة من المرتزقة المنضمين من بقية المستعمرات الفرنسية.

عُدّ الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم من اصلب القادة العرب اندفاعا وأكثرهم كتمانا في اسناد نضال قضايا البلاد العربية، والتي ابتدأت في مغربها مثلما هو في مشرقها، عندما امد الثورة الجزائرية بالمال والعتاد، وبامكانات عسكرية مفتوحة وحسب القدرة على ايصالها!

ولم يعلم سرها وقتذاك، إلا من زور حقيقتها من العرب!!.

اقول وبدموع دامية إن الآلاف من الشهب اللامعة والنجوم المحترقة في سماء الجزائر جاءت من عتاد الجمهورية العراقية، ولكنها لم تمر في سجلات الحقيقة وبقيت في الارشيف المجهول، وكانت من اكبر عمليات الاخفاء والاختزال والاختلاس للدور الوطني لبلاد الرافدين في الثورة الجزائرية، وان الاْلم الحقيقي سيظل يختص به قلب العراق المتقد وحده لاغير!.

شاءت الاقدار ان التقي في مناسبة عامة خلال دراستي العالية في واحدة من عواصم امريكا الشمالية قبل اكثر من ثلاثة عقود، بشخصية دبلوماسية عربية عالية المستوى عسكرية النشأة ومن الرجال الذين عملوا في سلاح البحرية من الاقليم السوري في زمن الجمهورية العربية المتحدة في اواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلع ستينياته، اي في زمن الوحدة بين مصرو سورية، وقد روى لي شهادته حول المساعدات العسكرية السخية التي قدمها الزعيم عبد الكريم قاسم الى الثورة الجزائرية والتي كان يجري تجميعها وفق الخطة اللوجستية لامداد الثورة الجزائرية في نقطة تجميع عند المواني السورية قبل شحنها الى الجزائر وتوزيعها بين صفوف الثوار. لقد اصيب محدثي، على الرغم من حساسية وظيفته في السلك الدبلوماسي، بصحوة ضمير وهو يفصح عن دوره في تنفيذ ما انيط به للقيام بعمل او واجب لا يرضي وجدانه ازاء العراق وشعبه! قائلا: ان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ووزير الدفاع كان يشرف بنفسه على تدفق العتاد كي يصل الى ايادي الثوارالجزائرين المحصنين في سلسلة جبال الاوراس ليستحيل سماؤها الى لهب مشتعل يضيء الدروب لكي تنتصر الثورة الجزائرية فيها!

قلت لمحدثي الدبلوماسي وما هو دورك في نقطة التجميع؟، فاجابني ان دوري هو ان امحوا ذلك الختم المقدس الموسوم بعبارة هدية الجمهورية العراقية الى الشعب الجزائري من على صناديق العتاد المرسلة من العراق، واضعا بدلا عنها عبارة مغايرة وهي: هدية الجمهورية العربية المتحدة! وبهذه البساطة اعترف بانه من قام بنفسه بتزوير التاريخ وتزوير الحقيقة الموضوعية !!.

عاش الزعيم عبد الكريم قاسم ومات ولم يعلم بان سجلات العتاد العراقي المرسل الى حافاة مياه الثورة في سواحل الشمال الافريقي جاءت خالية من اسم بلاد اسمها العراق، وان شعب بلاد الرافدين قد جرى تغييب دوره في دعم الثورة الجزائرية، وربما لا يعلم ثوار الجزائر شيء عن مصادر سلاحهم حتى اليوم!

ختاما، تحررت الجزائر في واحدة من روائع الكفاح الوطني البطولي للشعوب، ولم يبق امام الشعب العراقي إلا اعادة بناء ارشيفه التاريخي وانصاف رجالاته الابطال في قضية تحرير الجزائر وتصحيح سجلاته التاريخية، وان النيازك والشهب والنجوم المحترقة التي غطت سماء الجزائر وجبال الاوراس الشاهقة، والتي كانت من عتاد العراق لابد من ان تسجل باحرف من نور في ارشيف العراق الوطني دون ان يمحوها احد!.

*اكاديمي والنائب السابق لمحافظ البنك المركزي العراقي



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزيرة السعادة..!
- في انتظار كافكا..!
- اشياء لا تموت!
- ميشيل فوكو.. حوارٌ لاينقطع !
- جيفارا والعراق
- موعد مع الإمبريالية
- مأدبة الغداء العاري..!
- مختبر الحرية
- عمار الشابندر ... رجل السلام


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - العتاد المسروق