أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟














المزيد.....

الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


صحيح ان الحوار "الوطني" الجاري في بيروت قد ساهم في تنفيس الاحتقان إلى حد ما ، بين جماعة 14 آذار من جهة وبين جماعة /8/آذار والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، وصحيح أيضاً أن هذه المبادرة الحوارية قد نجحت في جمع المتحاورين الأخصام، حول الطاولة المستديرة وفي التقاط الصور التذكارية وإشاعة جو من التهدئة في هذا الجو المسعور، وهذا يشكل بحد ذاته خطوة أولى على طريق انجاز الاستقرار المطلوب الذي كاد أن يغيب نهائياً بفعل التشنجات التي وصلت إلى حدها الأعلى منذرة بعواقب وخيمة لايمكن التكهن بنتائجها ليس على لبنان وحده بل وعلى المنطقة برمتها.
ورغم الأجواء الايجابية التي رافقت هذا الحوار، وإصرار المتحاورين على إنجاح ذلك الحوار، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل الحوار الجاري في لبنان الآن هو حوار وطني حقاً كما يسميه المتحاورون، أم أنه حوار بين أمراء الطوائف..؟
فالجالسين على طاولة الحوار، لايمثلون جميع اللبنانيين رغم شرعية تمثيلهم الطائفي، وهناك فئة كبيرة من اللبنانيين تم استبعادها من قبل عراب هذا الحوار الأستاذ نبيه بري الذي أصر على استبعاد كل لبناني لا ينطلق في مواقفه وتوجهاته وسلوكه وانتماءاته من طائفية طائفته، فجرى استبعاد ضمير لبنان والعرب الدكتور سليم الحص والشيوعيين اللبنانين اللذين كان لهم شرف إطلاق المقاومة الوطنية اللبنانية ودحر القوات الإسرائيلية من بيروت وصيدا إلى الشريط الحدودي وكذلك القوميين والناصريين وغيرهم ، "جريمة" هؤلاء كونهم يفكرون ويعملون على أساس الانتماء للوطن أولا وأخيراً، ولأنهم استبعدوا الطائفية من تفكيرهم ورفضوا أن تكون الطائفية جسراً للعلاقة بين المواطن اللبناني والدولة والمجتمع اللبناني.فدفعوا ثمن ذلك حرمانهم من التوظيف في إدارات ومؤسسات الدولة الرئيسية التي هي حق من حقوق المواطنة لكل اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدنية أو السياسية.
أقول هذا الكلام ليس لأنني ضد الطوائف أو ضد تمثيل الطوائف، بل لأنني أرفض التصنيف والتعيين والتعامل على أساس طائفي، فالحوار يكون وطنياً بمعناه الواسع والشامل عندما يضم كافة المكونات الرئيسية لأي مجتمع، ولايجوز استبعاد أي من تلك المكونات، أليس من حق اللاطائفيين أن يتمثلوا في هذا الحوار ؟ أليسوا جزءاً من الشعب اللبناني ؟
فإلى متى يتم حرمان لبنان من هذه الطاقات الفكرية والمعرفية والإبداعات الثقافية والأدبية التي يتمتع بها هؤلاء اللاطائفيون ؟! هذه الطاقات وتلك الإبداعات التي لو تم توظيفها بالشكل الصحيح لأمكن بواسطتها المساهمة في رفع مستوى التعاطي بالشأن العام، ورفع مستوى إدارة مؤسسات الدولة اللبنانية بعيداً عن التوزيع الطائفي المسيطر على كل الإدارات والمؤسسات اللبنانية، وتجنيب البلاد أية خضات قد تنتج عن الشحن الطائفي المتولد أصلاً عن النظام اللبناني الطائفي.
فاللاطائفيون في لبنان أصبحوا يشكلون جزءاً لايستهان به من الشعب اللبناني،يضمون في صفوفهم الماروني والأرثوذكسي والأرمني والسني والشيعي والعلوي وكذلك الاشتراكي والشيوعي والقومي والليبرالي..الخ ومن المعيب استبعادهم من هذا الحوار الذي لن يكون وطنياً بغيابهم بل سيبقى حواراً طائفياً مكبلاً بعقدة التمثيل الطائفي والمذهبي.
أليس من المعيب حقاً أن ينحصر تمثيل ذوي الاتجاه الاشتراكي بالطائفة الدرزية، أو التوجه الديمقراطي الليبرالي بالطائفية الأرثوذكسية، أوتيار المقاومة بالطائفة الشيعية بعد أن كانت المقاومة وطنية تمثلت فيها كل الطوائف اللبنانية.
ويبقى أن تنجح القيادات الملتئمة حول طاولة الحوار الوطني في حماية هذا الحوار بعيداً عن المتطرفين وشعاراتهم الاستفزازية وصولاً إلى تأسيس مرحلة انتقالية يتم خلالها إيجاد مخرج مشرف لموضوع رئاسة الجمهورية ، وانتخاب رئيس جديد يكون قادراً من موقعه على الإشراف والعمل بحيادية على إصدار قانون جديد للانتخابات يفسح المجال لجميع اللبنانيين وبخاصة اللاطائفيين ويؤمن لهم حرية المشاركة والوصول في أية انتخابات بلدية أو نيابة مقبلة. وأن يعيد الروح إلى العلاقات الأخوية بين لبنان وسوريا على أساس من الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين واستقلالهما.
دمشق 13/3/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الزعيم- يتبرأ من القوميين
- أحبّته .. فطلقها
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟