أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - رأي في حكم المحكمة الدستورية العليا التفسيري














المزيد.....

رأي في حكم المحكمة الدستورية العليا التفسيري


سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


رأي في حكم المحكمة الدستورية العليا التفسيري
المحامي سمير دويكات


لقد جاء الحكم التفسيري للمحكمة الدستورية رقم 2 للسنة الثالثة على غير التوقعات بل تضمن حدثا جديدا بل احداثا غير متوقعة وقد استشاط الحقوقيون وخاصة من يعملون في مجال حقوق الانسان غضبا كثيرا وهو راي سليم في ظل وضع المحكمة لقيود لسريان الاتفاقيات الدولية في فلسطين. ولست هنا ممن يركبون عكس الموجة او يعارضون لغرض المعارضة.
لكن في ظل العجز القانوني الذي نعانيه ونشعر به في فلسطين وخاصة اصحاب الفقه القانوني والراي والممارسة، اشعر بان الحكم التفسيري صادم كثيرا وبغض النظر عن ما يقال في الفقه القانوني عن تشكيل المحكمة وتوجهاتها والكثير حولها الا ان الحكم التفسيري الذي لا يقل قانونية عن الحكم بل ياتي اشمل واقوى لانه يقر مبادىء مجردة وذات عمومية وان الحكم ياتي ليعالج مسائل خاصة بالمدعي ويمكن اعتمادها كمبدا قانوني صادر عن اعلى محكمة مشرعة ودستورية في البلاد.
مرة اخرى وكون فلسطين ولاكثر من عشر سنوات تعيش حالة انعدام تشريعي في ظل غياب المجلس التشريعي والاطر التشريعية فان حكم المحكمة التفسيري وضع حدا منطقيا لاليات العمل الفلسطيني في الانضمام للاتفاقيات الدولية وهو ما حدى باصحاب الراي المعارض وكانوا قد ابدوا ان انضمام فلسطين يرتب التزامات على دولة فلسطين يجب عليها ان تقوم بها سنويا او دوريا ومنها وضع تعديلات ملائمة على التشريعيات الداخلية بل وصل الامر الى حد تطبيق الاتفاقيات ومنحها اولوية فوق التشريعات الداخلية وهو امر لا يعارضه احد في ما يتعلق بالامور الخاصة بحقوق الانسان ومنها اتفاقية الاشخاص ذوي الاعاقة التي لا يمكن لفلسطين ان تكف على الالتزام بها حتى بصدور الحكم الدستوري التفسيري.
وان المحكمة باشتراط صدور الموافقة بموجب قانون داخلي هو في محله لان كثير من الدول العربية مثلا انضمت لاتفاقيات تجارة دولية فكبدها ملايين الدولارات سنوية نتيجة قضايا التحكيم التي رفعت ضد الدولة بل بات جزء من موازنتها السنوية لا يقل عن عشرة الى عشرين في المائة من موازنتها تعويضات كانت في غنى عنها وهو امر نتيجة الانضمام دون دراسات سليمة ودون بحث في مدى انطباق المعاهدة والالتزام بها، وهو ما من شانه ان يؤثر على الواقع الفلسطيني بالسلب الكبير.
وان كانت المحكمة قد اعلت الدستور الفلسطيني على المعاهدات الدولية التي انضمت فلسطين لها فهي مسالة سيادية تاخذ بها كثير من الدول والمشكلة لدينا في فلسطين ليس بوجود القانون وتشريعه بقدر ما هو سوء تطبيقه والتدخلات الخارجة عن القانون.
هو حكم قد يتفق معه البعض وقد يختلف ولكنه يحتاج لكثير من الدراسة والابحاث ليتم تاصيله وبحث مدى تطبيقه والالية المتبعة، فالهرولة الى اعتماد الاتفاقيات الدولية ليس في مصلحة فلسطين اذا لم يكن هناك دراسة لها جدية وفي كيفية تطبيقها، لان من شان الالتزام فيها فقط بدون تقرير خبرة من خبراء مشهود لهم سيورط المواطن الفلسطيني بقضايا كثيرة دون ان ندري وسيكون على الدولة الفلسطينية زيادة موازنتها السنوية الى اضعاف لتغطية الالتزامات.
لذلك وبعيدا عن التفصيلات التي اتى بها القرار التفسيري يلزم اليوم ان تشكل لجان مختصة لدراسة الاتفاقيات واعادة تموضعها مع الواقع الفلسطيني ووضع التحفظات الملائمة ومن ثم اصدارها بموجب قوانين فلسطينية، وان المحكمة راعت مسالة القواعد الخاصة بحقوق الانسان واستثنتها وان القوانين الفلسطينية القضائية تراعي ذلك والدستور يفرضها بمساواة واضحة عندما نص على احترام الاتفاقيات الدولية وحقوق الانسان، لكن هناك قوانين لوثت الوضع القانوني الفلسطيني مثل قانون محكمة الجنايات الكبرى الذي بدا كانه لقيط غير شرعي وهو اعاد قانون محكمة الدولة الملغي.
وعليه يجب فهم الامور قبل اصدار الاحكام وان نتجه نحو االايجابية بدل الانتقاد المبالغ فيه وبدون دراسة واقعية وجدية وسليمة.



#سمير_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وامراة تقف امام عيناي
- أمي
- الكلمات الرائعة
- فلسطين أم لارض الاسراء نسب
- أمريكا وغزة وشريعة قانون الاعداء
- اسكتي يا جراح
- عذرا ان كان الناس لا يروك
- سبعون عاما على الاحتلال
- قضيتنا
- العروب
- صفقة القرن
- فلسطينيا ستبقي عصي الكسر
- يا قدس لا خير في الدنيا
- نقل السفارة الى القدس
- كيف سنحارب الاستيطان ؟
- أطفال الشام يقتلون بذنب الوطن
- في تل الربيع
- الوطن
- في بيتا يذكرون
- في مجلس الأمن


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - رأي في حكم المحكمة الدستورية العليا التفسيري