أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - ايران الملالي والقدس















المزيد.....

ايران الملالي والقدس


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يران الملالي والقدس
** الشك العربي العام بالنوايا الإيرانية بات يقينا
صافي الياسري
في الحرب العدوانية التي شتها المجرم خميني على العراق كصفحة في ملف تصدير الثورة الايرانية ،كان خميني يظن انه يمكن ان يخدع العرب وفي مقدمتهم العراقيين وعموم المسلمين عندما رفع شعار – طريق القدس يمر من كربلاء –وفاته ان العراقيين وعموم العرب والمسلمين الا السذج منهم وقابضي الثمن ،يعرفون ان معنى هذا الشعار هو الاستحواذ على العراق وما بعده بذريعة الوصول الى القدس ،والنظام الايراني لا علاقة له بالقدس كما اثبتت اربعة عقود انصرمت على قيام جمهورية خميني الفاشية الاستبدادية الاستحواذية ، ولا تغرنك الشعارات البرقة حول القدس وتحريرها وتشكيل مجاميع عسكرية تكون ادوات لعملية التحرير تلك التي ستكون بخدمتها الصواريخ الايرانية وميليشيات محور المقاومة الزائف ،وهو ليس اكثر من بروبوغاندا لتخدير العرب واستلاب حرياتهم وقرارهم السيادي واستقلالهم ،فقد خدع الكثير من العرب بشعار خميني – ازالة اسرائيل – بينما كان يشتري منها السلاح في ما عرف بفضيحة ايران غيت – وكان يعقد معها الصفقات بما في ذلك الخدمات التلفزيونية حيث تبث الاقمار الاسرائيلية برامج الفضائيات الايرانية ،كما ان ايران تبيع النفط لاسرائيل وتشترك معها في الترويج للخدمات السياحية علنا ،واسرائيل التي تبدي قلقها من اي بلد عربي يعمل على تنشيط قوته العسكرية لا تبدي اية مخاوف من التسليح الايراني بالصواريخ البالستية والنشاط على المضمار التووي الايراني اللهم الا باسلوب شكلي لا جدية فيه ،ونحن نسمع منذ اربعة عقود عن الحرب التي يتهيأ لها الطرفان ولم تطلق خلال هذه العقود رصاصة واحدة ضد اسرائيل او العكس ويقول قرير اعلامي بثته عدة وكالات انباء عربية انه رغم النجاح الموضعي الذي حققه الخطاب الخميني ومن بعده ورثته في الجنوب اللبناني (التحرير عام 2000 والصمود البطولي أمام آلة الفتك الإسرائيلية في العام 2006)، إلا أنه عجز عن تحويل هذا النجاح الى ظاهرة عربية عامة، بل لم يغير من حال الاشتباك العربي الإسرائيلي شيئاً، ولم يعدل من موازين القوى بين الطرفين. لسبب واضح وبسيط، أن الخطاب الإيراني جاء من خارج السياق العربي ولا يتناغم في منطقه وإملاءاته مع التكوين الثقافي العربي وبناه الاجتماعية وأزماته السياسية. بل أصبح خطاب الثورة الإيرانية، وطموحها الجامح بتصدير الثورة.
وقد جاء خطاب القدس الإيراني مثقلاً بإيديولوجية ولاية الفقيه، التي تنتمي باستدلالاتها ومفرداتها إلى مجال فكري ومذهبي غريب عن التداول العربي العام، وبعيد عن خصوصية الانتظام السياسي العربي. كذلك جاء هذا الخطاب مغلفاً بعقيدة مذهبية، سعى الإيرانيون إلى تعميمها وشن حملات دعوة شاملة لزرعها داخل المجال العربي، بخاصة في الجزء الأفريقي منه. حيث ترسخ انطباع بأن تصدير الثورة ملازم لتصدير المذهب الإمامي. وهي حملات باءت بالفشل الذريع، لأنها قدمت المذهب الإمامي بطريقة رديئة، ولأن حملات التشيع ولَّدت شعوراً عربياً-سنياً بتهديد هوية المجتمع وبأنه مخترق سياسياً وأمنياً.
المذهبية الفاقعة في خطاب خميني وورثته تسبب بإرباك كبير للمكون الشيعي العربي نفسه، بل أسهم في خلق أزمة علاقة جدية بين هذا المكون والمكونات العربية الأخرى. وهي علاقة لم تكن في السابق في أحسن أحوالها، إلا أن الأداء الإيراني نقلها من أزمة غبن وتهميش كما كان حال شيعة العراق ولبنان، إلى أزمة هوية وولاء عبر ترسيخ تعارض خطر بين هوية الشيعة العرب وولائهم السياسي للدولة، وإلى أزمة انتماء ووعي عبر تعميم ثقافة وأدبيات وطقوسيات غاية في الخصوصية والغرابة أحياناً لتعميق اغتراب الشيعة العرب عن محيطهم الاجتماعي والثقافي.

لقد أغفِل هذا الخطاب خصوصية الواقع العربي بل تجاهلها. صحيح أن القدس قضية مركزية في الراهن العربي، إلا أنها ليست القضية الوحيدة. إذ إن أزمات الداخل العربي، وفي مقدمها الاستبداد السياسي، تتفوق في خطورتها على قضية القدس نفسها. بل تبين أن تخبط التنمية ولاعقلانية الانتظام السياسي العربي، كانا وراء الخلل في موازين القوى بين إسرائيل والعرب، وليس النقص في عدة أو مهارة القتال.
هذا يعني أن خطاب القدس الخميني جاء من خارج سياق الصراع العربي الإسرائيلي، وفاقداً لأية فعالية حقيقية أو استراتيجية فعلية منتجة. بل أصبح خطاب مزاودة تخدم أغراضاً تعبوية خاصة بالنظام الإيراني، وتابعاً لتقدير أمنه القومي الذي تحركه اعتبارات مصلحة الدولة، قبل إلزامات الواجب الأخلاقي أو الوازع الديني.
بل يمكن القول أن خطاب القدس هذا ظل ، وفق لغة تعبيره ومنطق صياغته، أجنبياً عن المزاج العربي وخارجياً عن أصول التواصل معه. ما عكس لامبالاة تجاه الهواجس والآمال العربية، وغياباً فاضحاً في أدبيات الثورة الإيرانية لأية معرفة أو دراية بخصائص الوعي والتفكير العربيين، مقابل ضخ كم هائل من أدبيات التبجيل والتبشير بالثورة التي سرقها خميني من الشعب الايراني وحرف مطالباتها وطموحاتها وبرنامجها السياسي، وعدم جدية في تقديم إسهامات إيجابية لمعضلات العرب الفعلية التي تتجاوز في بعض وجوهها أزمة فلسطين نفسها. إنه خطاب يملي ولا يحاور، يستخف بقدراتك الذهنية، يتوقع منك أن تكون منصتاً لا مناقشاً، ويريدك حيث ما يريد أن تكون لا حيث ما تريد أنت.
هذا يفسر عبثية التعاطي الإيراني مع المشهد العربي الداخلي. فحين انتصرت الثورة الإيرانية أخذت تدعم وتمول تنظيمات جهادية ذات تأويلات مدمرة للحياة العامة، وحين أسقط الأمريكيون حركة طالبان بمساعدة علنية من إيران، عمد النظام الإيراني إلى تسهيل انتقال القاعدة ومدها باللوجستيات اللازمة لزعزعة الوجود الأمريكي في العراق. ومع ظهور الثورات العربية أخذ قائد النظام الإيراني يؤولها على أنها امتداد طبيعي للثورة الإيرانية، وحين اندلعت الثورة في سوريا الحليفة تبدل الموقف لتصبح ثورات إرهاب وعمالة.
بل يمكن القول إن خطاب القدس الخميني فقد صدقيته بعد أن سقط في الاختبار الأخلاقي مرتين: الأولى حين صار خطاب تحرير القدس أداة تعبئة وذريعة لزعزعة كيان الدول العربية، وتفكيك نسيجها الاجتماعي، وزرع بؤر أمنية تحصر ولاءها بالنظام الإيراني. أما الثانية، فهو اعتماد شعار تحرير القدس أداة قمع وتخوين، وملاذاً خادعاً لإراحة الضمير من خنق إرادة شعب عربي (السوري) استيقظت فيه دوافع الحرية.
جهد الإيرانيون في انتزاع المبادرة من العرب، بإخراج القدس من السياق العربي وإعطائها سياقاً إيرانياً خاصاً يخدم مداهم الحيوي داخل المجال العربي. وهو جهد كلفهم الكثير من دون أن يحقق أغراضه، لأنه ينزع إلى تغيير طبائع الأمور. بيد أن الإخفاق الأصعب هو أن هذا الجهد نقل الشك العربي العام بالنوايا الإيرانية إلى يقين، وبدَّل الترحيب بدعم "المقاومة" ضد إسرائيل إلى ريبة في المقاصد والأهداف البعيدتين، وعمق الهوة التاريخية بين ثقافتين (العربية والفارسية) كانتا مصدر وأساس الحضارة العربية-الإسلامية في زمن ذروتها.
الادهى من ذلك ان خطاب القدس الخميني فقد امكانية مناقشته واعادة النظر في مفاصله ومخاوره بموت خميني .



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح الحيلة الاوربية في ابقاء اميركا على خط الاتفاق النوو ...
- ايران والانتخابات العراقيه
- مثلث ايران وقطر و الارهاب
- بالوثائق المؤكدة الكشف عن ضلوع ايران في تدريبات عناصر القاعد ...
- في ذكرى الثورة ماذا انجزت دولة خميني ؟؟
- القبر في انتظار النظام الارقام ان حكت
- اكذوبة ال 1250 دولار التي يتقاضاها قاسم سليماني راتبا
- شهادات حيه على مجازر تدمي القلوب
- سجون النساء الايرانية مسالخ مروعه
- خميني : ابيدوا اعداء الاسلام بسرعه
- سلطات ايران التشريعية والتنفيذية في خدمة غسيل الاموال ومع تم ...
- رفض الحجاب القسري ثورة شعبية اخرى في ايران نصف الرجال الايرا ...
- التنافس العالمي على السوق العراقية يقلق الملالي
- ايران : بعد تثبيتها هيمنتها العسكرية توجه ميليشيات الحشد نحو ...
- ماذا يتوقع الاسرائيليون في حرب مثلث الموت الاسرائيلي السوري ...
- ايران واستعباد المرأة
- امبراطورية خامنئي المالية تتحكم في 200 مليار دولار والجياع ي ...
- طبيعة الانتفاضة الايرانية الشعبية واسباب تفجرها ومواقف الاقل ...
- ايران والتحضير لحرب شرق اوسطيه جديده عام 2018
- امبراطورية خامنئي المالية تتحكم في 200 مليار دولار والجياع ي ...


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - ايران الملالي والقدس