أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ














المزيد.....

ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يعرف الشعب السوري في تاريخه الحديث حالة الطوارئ في ظروف ا ستثنائية ، أملتها متطلبات كوارث وأوبئة طبيعية ومواجهة عدوان خارجي ، لتأمين حمايته وا ستقلاله . إن مثل هذه الظروف لم تحدث ألاّ نادراً ولأزمنة محدودة جداً . فمن أصل ستة وأربعين عاماً من زمن حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد ، لم يكن هناك مبرراً موضوعياً ووطنياً لتطبيقها سوى بضعة أسابيع جرت خلالها حرب حزيران 1967 وتداعياتها المأساوية ، وبضعة أشهر جرت خلالها حرب تشرين 1973 وما تلاها من مناوشات ا ستنزافية حتى اكتملت عملية فك الارتباط بين المتحاربين . أما الزمن الأعظم لحالة الطوارئ المستديمة ، فكان ثلاث سنوات في عهد الوحدة مع مصر ( 1958 - 1961 ) لتأمين النظام المباحثي _ الوحدوي _ ، ومن ثم لتأمين العهود التي توالت منذ 8 آذار 1963 حتى الآن

ومن مقاربة الوضع السياسي السوري في الزمن " الطوارئي " يلاحظ أن حالة الطوارئ ليست حالة واحدة ، وإنما هناك حالة طوارئ " إنقاذية وطنية " وهناك حالة طوارئ " سلطوية ا ستبدادية " . الأولى تستخدم بالشعب ولصالح الشعب ضمن إطار وطني جزئي أو شامل ، والثانية تستخدم لصالح النظام ضد الشعب .. ولتطويع الشعب ضمن إطار ومصالح النظام . الأولى إنقاذية بالضرورة والثانية تدميرية بالذريعة .. ولهذا يكون الشعب بقواه وابداعاته كلها يشترك في مواجهة الحالة الأولى " الإنقاذية الوطنية " وتشكل جهوده آلية الإنتصار على الكوارث والأوبئة والأعداء ، وفي الثانية يكون الشعب مغيباً مقهوراً مستعبداً .. والآليات الاستبدادية لحماية النظام سيدة الموقف

وعندما تصبح الجغرافيا السياسية في حالة ا ستهداف من قبل مفاعيل ومصالح السياسة الدولية ، ويصبح الوجود الوطني في خطر ، ويصبح في مقدمة الأولويات ا ستدعاء حالة الطوارئ " الأنقاذية الوطنية " ، كما هي عليه الحال في الوقت الراهن ، تنفضح حالة الطوارئ السلطوية الاستبدادية .. ينفضح مضمونها التدميري المعوق للإمكنيات الإنقاذية الوطنية . بمعنى آخر تتحول هذه الحالة ذاتها إلى آلية عجز مدمرة ضد الوجود الوطني ، لأنها هي عاجزة عن التحول إلى آلية إنقاذية ، ولأنها جردت الشعب من قواه السياسية مسبقاً ودمرت بذلك امكانية ا ستنهاض آليات بديلة

وإذا ما أمعنا النظر في هذه المسألة نجد أن حالة الطوارئ في سوريا قد تحولت من آلية .. من أداة .. يستخدمها النظام لفرض سلطاته وسياساته إلى حالة عامة .. حالة أخرى .. راحت تفرض نفسها على النظام وتغريه بالمزيد من الإمعان في الغوص في أعماق تداعياتها ومتطلباتها ورذائلها , فالممارسة الطوارئية الاستبدادية فتحت آفاق ا ستبداد تدرجت في التوسع والتسويغ إلى أن بلغت أبعاداً لم تكن مسبوقة المعرفة من قبل ، وا ستدعت إلغاء السياسة ، وتجميد القانون ، وإفساد القضاء العادي ، وإيجاد قضاء ا ستثنائي ، وسجون ومعتقلات وتعذيب ومجازر ونفي وحرمانات من الحقوق المدنية . وإلغاء معظم حقوق المواطنة ، وأهمها على على الإطلاق دسترة الاستبداد بإصدار دستور يؤبد الاستبداد ويخلق تمييزاً عنصرياً سياسياً بين أبناء الوطن الواحد . وبإكتمال التجلي الطوارئي السلطوي في البلاد اكتمل النظام الديكتاتوري .. أصبح شمولياً .. بل واخزل وتشخصن ، وتحولت الدولة والمجتمع إلى آليات في خدمة الشخص في قمة هرم النظام . لقد شوهت حالة الطوارئ الاستبدادية القانون والدستور والدولة والأحزاب والسياسة والاقتصاد والثقافة . صارت هي بذاتها الوباء والكارثة والخطر على الوطن ، صارت تتطلب حالة طوارئ مقابلة لمواجهتها وإلغائها

ولهذا فإن مهمة رفع حالة الطوارئ الاستبدادية السلطوية السياسية هي مفتاح حل الأزمة السورية الشاملة المستعصية
تحية تضامن مع المعتصمين اليوم في دمشق وفي الخارج المطالبين بإلغاء حالة الطوارئ .. حالة العار السياسي المهينة للكرامة الإنسانية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع المرأة .. الأم .. والحبيبة .. في عيدها العالمي
- أزمة الأزمة في الاقتصاد السوري
- حول قانون الأحزاب في سوريا
- في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 2
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 1
- العدالة أولاً .. الآن وغداً
- راية أخرى لليسار ترتفع
- هل من حوار ديمقراطي .. مع - الحزب القائد - !! ؟
- من يخدم خدام .. ؟
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر
- العودة إلى الوطنية الديمقراطية
- الحوار المتمدن في عيده الرابع
- الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ