أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - العقل المنفعل والعقل الفعال .. والقناني الفارغة!!















المزيد.....

العقل المنفعل والعقل الفعال .. والقناني الفارغة!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 01:11
المحور: المجتمع المدني
    


اثار مقالي الأخير "مفاوضات للوصول ل "مرشح توافقي" لمواجهة علي سلام في انتخابات بلدية الناصرة" موجة تعليقات واتصالات تلفونية، بأكثريتها إيجابية ومشجعة، طبعا أثرت غضب البعض، الذين تثقفوا على الانغلاق وشل العقل وانتظار ما يقوله قادة حزبهم، ولا اعتراض لي على ذلك، بل أشجعه تماما، لأنه يحمل في مضمونه اثباتا لما كتبته، بأنهم امام افلاس سياسي واندثار لطريق تاريخي مجيد ورائع بشخصياته ونشاطهم النضالي، ولكن واقعهم اليوم مأساوي ومحزن. من المستهجن ان المتنورين منهم، لم يستوعبوا بعد ان تاريخ صلاحية تنظيمهم، وصلت امام الباب الموصد بنهجها القائم .. وان ما يثرثرون به حول مناهجهم الفكرية والسياسية، يحتاج الى إعادة تقييم ودراسة معمقة إذا حقا يعون بما هم فيه من تفكك وتفتت!!
ما اكتبه يؤلمني، لأني قدمت نصف قرن من عمري دفاعا نضاليا وكتابيا عن ذلك النهج، واليوم أرى ان حلمي الإنساني كان بعيدا عن التحقيق، حتى الاحترام البسيط لشخص قدم لهم أجمل سنوات عمره، كان بعيدا عن تفكيرهم. لا أجد اليوم في التشكيلة القيادية المسيطرة على التنظيم الحزبي الشيوعي أي قدرات عملية لفهم الواقع التنظيمي أولا، وضرورة استيعاب المتغيرات الفكرية، وأن عالمنا اليوم ليس عالم القرن التاسع عشر او القرن العشرين. ولا بد من إعادة تقييم جذرية لكل النظرية الماركسية، وإعادة دفق الحياة اليها بتطوير جوانب عديدة منها، وفهم طبيعة عالمنا اليوم والتغييرات الجوهرية العميقة جدا التي حصلت وهم نيام نومة أهل الكهف.
من يستهجن خروجي من دعم الجبهة اريد ان احثه على التفكير البدائي البسيط. اسألوا أنفسكم ورفاقكم عن السبب قبل ان تشتموني.
نشرت في معركة الانتخابات الأخيرة لبلدية الناصرة 25 مقالا على الأقل دعما لقائمة الجبهة ومرشحها للرئاسة رامز جرايسي.
في الانتخابات الأربعة السابقة الأخيرة نشرت مئات المقالات دعما للجبهة أيضا.
رغم ذلك فرضت مقاطعة مستهجنة وصبيانية ضدي، بحيث لم ينشر أي مقال لي في صحيفة "الاتحاد". والمضحك انه لم يكن هناك أي كاتب آخر قادرا على تقديم نفس الخدمة الإعلامية التي قدمها نبيل عودة، وتلقيت طبعا كلمات التشجيع والترحيب من رئيس البلدية السابق رامز جرايسي ومن أعضاء البلدية ورفاق حزبيين وأعضاء من الجبهة. ولم أنبس ببنت شفة عن المقاطعة الغبية.
في الانتخابات الأخيرة لم أعد احتمل النفاق الحزبي والاعلام الحزبي قصير الذنب والعاجز بفكره الاعلامي. نشرت مقالا انتقدت فيه مقاطعتي بكلمات حادة، وكنت أفكر بوقف دعمي والانسحاب. لفت المقال انتباه أعضاء وقادة جبهة الناصرة، فتدخل سهيل دياب واديب أبو راحمون بإيعاز من رامز جرايسي كما فهمت، "لفهم سبب مقاطعة جريدة الاتحاد لمقالاتي الداعمة للجبهة".
أعترف انهم نجحوا بإقناع الاتحاد ان تنشر أحد مقالاتي. وبعدها كتبت بين 10 – 15 مقالا لم تنشرها "الاتحاد".
حافظت على صمتي حتى نهاية المعركة الانتخابية الأخيرة للبلدية، لأني تخوفت ان الحق الضرر بالجبهة، وقبل اجراء الانتخابات المعادة لرئاسة البلدية، نشرت مقالا حادا جدا حول مقاطعتي الغبية وقليلة العقل من صحيفة "الاتحاد".
جرى تدخل آخر .. واعترف ان باب النشر فتح أمامي على اتساعه، فنشرت في الاتحاد مقالات ونقد ادبي وقصصا، لكن الربيع بيني وبين الحزب والجبهة والاتحاد، كان قصيرا جدا، إذ لم يستمر أكثر من شهرين، عادت بعدها حليمة لعادتها القديمة. تجددت المقاطعة "بدون انذار مبكر"، والسبب كما وصلني ان عدد من أعضاء فرع الناصرة للحزب الشيوعي هددوا بالاستقالة اذا واصلت جريدة "الاتحاد" نشر كتابات لنبيل عودة!!
كان استمراري بالوقوف مع الجبهة في الناصرة، اشبه بمن يلعب بسخام جدته. وإذا أراد أي رفيق او زميل جبهوي ان يتحقق مما اكتبه، ليتوجه لقادة جبهته وحزبه ويستفسر عن صحة ما سجلته اعلاه.
لم أتوقع ان يهزمهم علي سلام. هذه حقيقة، لكنه انجز ما كان يبدو مستحيلا.
اولا انا من جيل مؤسسي جبهة الناصرة الديموقراطية، العملية السياسية والتنظيمية والتثقيفية الهائلة التي قادها طيب الذكر الرفيق غسان حبيب. لا اكتب لأني عدو، بل لأني متألم من هذا المسار المخجل والمدمر لأهم تحالف أقيم للعرب في إسرائيل. جبهة اليوم هي مجرد شكل بلا مضمون...الأصح ان تسمى "الحزب الشيوعي وأصدقائه"!!
لماذا وقوفي مع علي سلام أصبح جريمة في نظركم؟
علي سلام ليس نبتة غريبة، بل انسان نشأ وتطورت قدراته لإدارة بلدية الناصرة عبر تكريس 20 سنة من حياته خدمة لأهل الناصرة والجبهة بشكل مباشر كنائب رئيس البلدية وقائما بأعمال الرئيس. هل كان وقتها سوبر ستار، وشخصية جبهوية هامة والآن أصبح سيئا وغير ملائم والناصرة لا تستحقه كما يعلن قادة حزبكم الشيوعي؟
من الذي تغير، أنتم ام علي سلام؟
أتذكر من أيام فتوتي المبكرة رجلا كهلا كان يتجول في احياء الناصرة حاملا كيسا على ظهره وينادي "قناني فارغة للبيع"، وكنا نجمع القناني وننتظره لنبيعه القناني الفارغة التي لا تلزمنا، ونركض بالقروش التي نتلقاها لشراء البوظة من محل الجبالي قرب العين.
لا اعرف لماذا كلما فكرت بما آلت اليه الحال مع "جبهة الناصرة وحزبها العظيم" اعود بذاكرتي الى أيام "قناني فارغة للبيع"!
ترى كم عدد القناني الفارغة التي تحتفظون بها؟
أترك الجواب للقراء...
اتمنى لو تعيد الجبهة وحزبها الشيوعي التفكير بما اوصلهم الى خسارة كل مواقعهم تقريبا في السلطات المحلية، وليس في الناصرة فقط... وان يدرسوا واقع تضاؤل مكانتهم في السلطات المحلية، طبعا هناك عوامل اجتماعية سلبية جدا، لكنهم لم يفعلوا شيئا لمواجهتها. أقول بوضوح، لا استهتر بقدرة تنظيمهم اذا استعادوا وعيهم الإنساني أولا، ثم وعيهم السياسي ثانيا. واقول أكثر إن لدورهم أهمية كبيرة، لكن ليس بنهجهم كما عرفته في آخر عقدين او ثلاثة عقود !!
الجميع متهم بالخسارة، رفاقهم، اصدقاؤهم، تآمر السلطة، العائلية السياسية والدينية السياسية، فقط قياداتهم العبقرية غير متهمة .. رغم امتلاء صفوفكم بقناني فارغة للبيع!!
عليهم ان يعرفوا حجمهم وضرورة عقلنة تصرفاتهم وبياناتهم، والنزول عن جحش توزيع التهم لكل من لا يروق لهم او ينتقدهم. الانتقاد الذي وجهته لكم سابقا والآن هو لمصلحتكم، لا تتوهموا بقدراتكم .. تخلصوا من عقلكم المنفعل، واستعملوا عقلكم الفعال.
والأهم، راجعوا حساباتكم مع حلفاء الأمس... ولا تكسروا ما تبقى من جسور... ستكونون بحاجة اليها في المعارك النضالية المختلفة التي ستواجهنا مستقبلا، تشنجكم يعني نهاية طريقكم ودوركم!!
انصحكم بمراجعة كتاب الأديب الشيوعي سابقا والمناضل المخضرم حنا إبراهيم "يوميات شاب لم يتغرب" لعلكم تستفيدون من تجربته المرة مع حزبكم ايضا!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات للوصول ل -مرشح توافقي- لمواجهة علي سلام في انتخابات ...
- بصراحة: عن الناصرة والجبهة وانتخابات البلدية القادمة
- كولومبوس يكتشف الناصرة – ارضنا الجديدة
- ملاحظات ثقافية: الجنس في الأدب
- يوميات نصراوي: أجمل عرض ماركسي في المدينة
- مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
- قصيدة للفنان الإسرائيلي التقدمي يهونتان بن جيفن عن عهد التمي ...
- عهد التميمي تعمق وتثبت مرة اخرى تنكر الاحتلال الإسرائيلي لحق ...
- بانتظار جائزة نوبل
- اشراقات قصصية -2
- اشراقات قصصية...
- ملاحظات حول مؤتمر مساواة للمكانة القانونية للجماهير العربية
- ساعده ليساعدك..!!
- فلسفة مبسطة: أرسطو والروطوريكا (البلاغة الخطابية)
- حقيقة عصرنا: الرأسمالية طريق للتطور والديموقراطية
- مكالمة محلية مع جهنم !!
- الجبهة تستعد لمؤتمرها .. هل من تغيير في نهجها؟
- ضد الانغلاق الفكري .. ضد الهرطقة النقدية!!
- الهوية القومية-انتماء انساني بجذورها
- الهوية القومية واضطهاد الأقليات


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - العقل المنفعل والعقل الفعال .. والقناني الفارغة!!