أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - التجارة بالدين.. صن ميونغ مون نموذجًا















المزيد.....

التجارة بالدين.. صن ميونغ مون نموذجًا


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم 28 فبراير 2018 نشرت الصحف الغربية صورًا يظهر فيها أتباع إحدى الكنائس الأمريكية، وهم يحملون أسلحة داخل كنيستهم، وقالت الأخبار أن الأمر هو رسالة أريد منها دعم حمل السلاح، ومقاومة "الليبراليين" الأمريكيين الراغبين في تحجيم التراخيص السامحة بنشره، وهو أمر متعلق بحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدرسة بفلوريدا بمنتصف هذا الشهر وراح ضحيتها 17 قتيلا. الحدث هو ضمن دائرة المباراة التقليدية داخل المجتمع الأمريكي بين ما يراه الجمهوريون صائبًا بغرض الدفاع عن النفس، وما لا يراه الديمقراطيون كذلك، وليس في الخبر ما يستحق الوقوف عنده كثيرًا. لذا بحثت عمّا يتسحق، وقد كان حكاية الكنسية التي استضافت ودعمت هذا الحدث، والتي كان رافعي الأسلحة من أتباعها، وهم أزواج وزوجات يحيون ذكرى زواجهم، وهي الكنيسة التوحيدية التي أسسها "صن ميونغ مون" (المتوفي بـ 2012)، قصة هذا الرجل كاشفة عن فصل من فصول التجارة الأمريكية بالدين لخدمة مصالحها.

"صن ميونغ مون"، ليس بالشخصية الهينة، هو مؤسس صحيفة "واشنطن تايمز"، كما هناك قناة فضائية تابعة لمنظومته، وهي مؤسسات داعملة للخط المحافظ.

بحسب ما تقول سيرته، فهو كوري شمالي، وأسرته اعتنقت المسيحية (مركز التبشير كان في الشمال حتى 1945)، وكان متعاون مع الحزب الشيوعي بقيادة "كيم إيل سونغ" الذي تولّى مهمة النضال لتحرير البلد من الاحتلال الياباني، بعد الحرب العالمية الثانية، وتقسيم شبه الجزيرة الكورية، تورط في أنشطة تجسس لصالح كوريا الجنوبية، فقبض عليه الحزب الشيوعي الذي تولى إدارة "كوريا الشمالية"، وحُكم عليه بالسجن 5 أعوام، لكنه تم تحريره عندما هاجمت جيوش التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، عام 1950، شبه الجزيرة الكورية لمنع توحيدها على يد "كيم إيل سونغ"، وراتكبت حينها مجازر وجرائم حرب غاية في البشاعة.

خرج "مون" نحو كوريا الجنوبية (التي كان قد نزح نحوها النشاط التبشيري والمسيحي عامة)، وهناك أسس كنيسته التي أطلق عليها اسم "كنيسة التوحيد"، وفي 1971 انتقل إلى الولايات المتحدة وقام بتأسيس فرع أكبر لـ"كنيسته"، حظي بالرعاية والدعم من أجهزة المخابرات الغربية، وزعماء البيت الأبيض، وتم تمكينه من إلقاء خطب في الميادين العامة، وتأسيس مشاريع تجارية والانتشار.. الضوء الأخضر حصل من كون النظرة إلى "مون" كانت باعتباره يمثّل كوريا الجنوبية، التابعة للمصالح الرأسمالية الغربية، في مقابل كوريا الشمالية والصين الماوية والسوفيت، كما أن "مون" اعتبر نفسه مبشرًا ضد "الاشتراكية"، وبث دعايات مناهضة لها.

وهو كان بالأصل قد ادعى أنه يأتيه ما يشبه الوحي، وقد ألهمه بالهجرة نحو الولايات المتحدة بعد أن كان قد أرسل مبشريه إليها، ووظّف هذا الوحي في اتجاه التنبوء بمواعيد تفكك الاتحاد السوفيتي، والتبشير بزوال "الشيوعية"، وكان يبشر بمستقبل قريب يقوم على "الثيوقراطية التلقائية"!، وفي السبعينيات كان أحد المدافعين عن الرئيس ريتشارد نيكسون بعد فضيحة التجسس المعروفة "ووتر جيت".

بالتزامن مع دعم دونالد ريغان لعصابات الكونترا في نيكاراجوا ضد الحكومة الاشتراكية هناك، كان "مون" يبث دعايا خادمة له، وفي عام 1980، كان "مون" قد المنظمة الدولية المناهضة للشيوعية "كوسا الدولية" التي دعمت ذات العصابات "المعارضة"، كما ساعد على تمويل انقلاب عسكري بوليفي على صلات مع بتجار الكوكايين الكبار ومجرم الحرب النازية الهارب "كلاوس باربي"، وقد أطاح الانقلاب بحكومة منتخبة.

أما "واشنطن تايمز" فقد لعبت دورا رئيسيا في خدمة الدعايا اليمينية في الولايات المتحدة، وكانت مواقفها سيئة فيما يخص أحداث الوطن العربي، وفي عام 1998 انتقدت صحيفة الأهرام المصرية علاقة "مون" مع بنيامين نتنياهو، وأشارت إلى أن السياسية التحريرية للجريدة متطرفة ضد العرب، ومؤيدة للكيان الصهيوني.

خلال الحرب الباردة وصل تصعيد "مون" في هجومه على المعسكر الاشتراكي، حدًا أثار انتقادات من كون تلك اللغة ستأخذ العالم إلى الحرب العالمية الثالثة ومحرقة نووية.

وقد تلقت أنشطة مون المناهضة للشيوعية دعما ماليا من المليونير الياباني المثير للجدل والناشط ريويتشي ساساكاوا .

علاقات "مون" بالحكومة الأمريكية لم تكن خالية من التعقيدات والمشكلات أيضًا، لكنها من النوع الطبيعي والضيق، ففي عام 1982، أدين بتهمة تقديم تقارير ضريبية كاذبة، وقبلها بخمسة أعوام في عام 1977 نبهت إحدى لجان مجلس النواب الأمريكي إلى علاقاته العضوية بمخابرات كوريا الجنوبية، وأنها تستثمر في "مون" للحصول على نفوذ سياس ومزيد من الدعم والتحالف.

من التسعينيات، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك كثير من أنظمة الحكم الاشتراكية في شرق أوروبا، دفع "مون" كنيسته نحو تلك البلدان للانتشار والتبشير، كما أنه أعاد إنتاج نفسه في ثوب الداعي للسلم، ولطف كثيرًا من تصعيده في الهجوم على خصوم واشنطن من "الاشتراكيين"، وكان قد اجتمع بمُفكك الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، تبدّل موقفه التصعيدي ضد الاشتراكية أثار استغرابًا ونقدًا حينها، ثم صار يقدّم نفسه باعتباره داعية لتوحيد الكوريتين، ومساند للتعايش، وأسس حزبًا بكوريا الجنوبية باسم "حزب الله والسلام والتوحيد والمنزل" الداعم للوحدة، كما كان قد خفّض من هجومه على بيونغ يانغ، وهو ما استدعى منها موقفًا مغايرًا وأكثر لُطفًا تجاهه، وحصلت مقابلات مع "كيم إيل سونغ" في 1991، وعلاقات تجارية، وعندما مات في 2012، نعاه "كيم جونغ أون" (ملاحظة: كوريا الشمالية تدعم أي مجهود فعال في اتجاه الوحدة).

أفكاره الدينية هي من نافلة القول هنا، لكن على كل هي دارت في معظمها حول تفاسيره الخاصة لـ"الكتاب المقدس"، والتي أخرجها في كتابه ذائع الصيت "المبدأ الإلهي"، والذي تناول فيه مفهوم لـ"الخالق وطبيعته والغرض من الخلق.. وإلخ"، واعتبرتها الكنائس البروتستانتية الأخرى "هرطقات مرفوضة"، كما اعتمد في أفكاره على محاولة المزج بين الفلسلفات والمنجزات الشرقية والمسيحية، وهذا برز في تركيزه على فكرة المتناقضات (الموجب والسالب/الليل والنهار/البارد والساخن..)، وهي مستوحاة من الطاوية الصينية، كما اعتبره نفسه بمثابة "مسيح" جديد وأنه على اتصال معه، واعتبر أن ثمة مهمة ناقصة للمسيح، وهي أن يتزوج ويؤسس أسرة ونسلًا، وأنه أتى ليقوم بتلك المهمة، لذا اعتبر نفسه، كأنه، أيضًا، بمثابة "آدم" آخر أو "أب" حقيقي.. وأن أسرته هي "الأسرة الحقيقة"، وهذا مثّل دورًا مركزيًا في دعوته، وعند أتباعه الذين يحترمون أسرته. واليوم يقود "الكنيسة" ابنه "هيونغ جين مون"، كما تقود أرملته هاك جا هان "اتحاد الأسرة من أجل العالم والتوحيد"، وهناك خلافات تحصل داخل عائلته ومنافسة، وكانت زوجة سابقة لأحد أبنائه قد انقلبت على العائلة وشنت حملة ضد "مون" وقالت أنهم يعيشون حياة إمبراطورية ولا علاقة لها بأي قيم منضبطة.

لـ"مون"، طبعًا، أنشطة اخرى تتعلق بدعمه للفنون الأسيوية (الكورية الجنوبية)، وتحديدًا الرقص، كما حاول تقديم نفسه باعتباره مناهضًا للعنصرية القائمة على أساس اللون أو العرق.
مصادر:

https://www.reuters.com/article/us-usa-guns-church/couples-lug-ar-15-assault-rifles-to-pennsylvania-church-blessing-idUSKCN1GC2V3
https://en.wikipedia.org/wiki/Unification_Church#The_True_Family
https://en.wikipedia.org/wiki/Unification_Church_political_activities
https://www.telegraph.co.uk/news/obituaries/9517193/The-Rev-Sun-Myung-Moon.html
https://en.wikipedia.org/wiki/Family_Federation_for_World_Peace_and_Unification
https://en.wikipedia.org/wiki/Sun_Myung_Moon



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وسوهارتو والتعصب الديني.. منفذو مجازر أندونيسيا 1965/ ...
- الدور الأمريكي التخريبي في كمبوديا 2
- الدور الأمريكي التخريبي في كمبوديا 1
- السرجاني وزرياب.. وكيف يلتقي الاستشراق في نسخته الاستعمارية ...
- عن السلفيّة الجاميّة.. وغريمتها السرورية.. وكيف يلتقيان؟
- الفلك الأمريكي: حين يُمسك بك العدو
- «داعش» كحاجز حدودي.. تهشّم
- ملف كامل عن الروهينجا وأزمتهم: الدور الاستعماري البريطاني.. ...
- إشعال بورما بوابة لاستهداف وعقاب الصين وإباحة جنوب شرق آسيا ...
- هل سمعت عن ثورة التايبنج؟
- من كابول إلى دمشق.. «الإخوان» العباءة الأمريكية!
- السعودية الأخرى: كل شيء كان وشيكًا أن يتغير
- جرائم منسية بكوريا الجنوبية: «سنجمان ري والبيت الأبيض» كسفّا ...
- المقهى والبقالة.. والمال السّهل.. لماذا؟
- عن امتيازات المواطن الأوروبي!
- حين لا ترى الواقع.. عيون (الفيس بوكيين)!
- في تشخيص الداء.. لماذا نرى -متسولين-؟
- حسين حبري: كمجرم ومستبد حطّم بلاده.. لا يذكره أحد ؟!
- هنا.. الموالد الشعبية
- حتى نفهم: ما دلالات توقف العمل بنفق السكة الحديد أسفل القناة ...


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - التجارة بالدين.. صن ميونغ مون نموذجًا