أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!














المزيد.....

كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!
من المسائل التي حيرتني ولزمن طويل ، الشرح السائد لفعل "إضربوهن" الواردة في الآية 34 من سورة النساء التي يبين فيها الله سبحانه وتعالى للمسلمين طريق تقويم المرأة الناشز بقوله :"واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " ، تلك اللفطة/الفعل الذي أجمع جمهور الفقهاء والشيوخ والمحدثين على أن معناها في الآية هو "الجلد" بمفهومه العامّي ، الذي لا يمكن أن يأخذ به عقلاء المسلمين ، ويستحيل أن يتصور من فيه ذرة إحساس بأن الله الرحمان الرحيم الذي قال عن نفسه : "وما ربك بظلام للعبيد " يعني ب(اضربوهن) الجلد بالمدلول الفعلي للضرب باليد أو العصا ، ويأمر الرجل به ضد شريكة حياته ، معتمدين في شرحهم ذلك على الثرات الزاخر بالمقولات الجاهزة والتفاسير المعلبة البعيدة عن كل أي دراسة موضوعية للقرآن الكريم ولمفاهيم ألفاظه ، وكأنه المدلول والمعنى الوحيد والأوحد لمفهوم (اضربوهن) في اللغة العربية دون غيره من المفاهيم الأخرى التي تزخر بها لغة من أغزر اللغات تعددا في أسماء الشيء الواحد أو الكائن الواحد ، وذلك بشهادة "حافظ ابراهيم" الذي قال عنها:
وسعت كتاب الله لفظا وغايـــــــة ....وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف .... آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
لاشك أن المعنى الحقيقي لكلمة (اضربوهن) هو مخالف كليا لمعنى الجلد الذي ذهب إليه الكثير من فقهاء اللغة والمتكلمين، والكثير من ذوي المستويات التعليمية المتقدمة من الأساتذة الجامعيين والمعلمين وغيرهم كثير من النخب ، ولا يعدو أن يكون مجرد وجهة نظر، وبعبارة أدق ، هو تفسير لظاهر معاني الآيات ، كما فُهمت في حدود علم كل مفسر ومستوى فهمه ، والذي لا يعني بالضرورة المعنى الذي أراد الله أن يوصله للبشرية ، لأن القرآن القرآن الكريم " نص مفتوح" للقراءة والتدبر بدون قيود أو حدود ، للوصول إلى حقيقة معانيه الإلهية بدون وسائط بدليل قوله سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) محمد – آية 24 ، لكن بدون تعجل في تدبر شرح القرآن وتفسير ألفاظه ، مصداقا لقوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن قبل أن يقضي إليك وحيه وقل رب زدني علما) طه: 114ما) ، لأن الكثير من المفاهيم فخاخ تُسقط في وهم الحقيقة، فيُصدّق زيفها ومراوغاتها، كما قال المتنور الباحث ماجد الغرباوي..
وهذا لا يعني نبذ التراث كليا وراء ظهورنا، والتنكر لجهود العلماء الذين اشتغلوا في البحث عن الحقائق ، بل لا بد من الاستفادة من نتاجهم دون الوقوف عندها واعتبارها حقيقة نهائية، لأن كلام الله وحده هو عين الحقيقة دون سواه، والتي إذا كانت المطلقة عند رب العالمين ، فهي نسبية جدا عند البشر ، ولها أوجه وجوانب عدة، لذلك لا تدرك أسرار معانيها من الوهلة الأولي، بل تتكشف مجزأة عن طريق المثابرة والمجاهدة وتراكم المعرفة التي تنير عتمات القلب، وتبدد حجب الجهل في العقل ، حسب درجات تقبل معنانيها الحقيقيه ، وقدرة استيعاب مفهوماتها الشمولية، كما هو حال لفظة (اضربوهن) الواردة في الآية التي تحض على الوعظ ثم الهجر في المضجع والإعتزال في الفراش ، والذي إن لم يُجْدِ نفعا ، فيأتي بعده (الضرب) الذي هو بمعنى المباعدة والهجران والتجاهل ، وليس الضرب بمعنى "الجلد" ، الذي يمكن لأي باحث في تعاريف ومعاني "ضرب" في المعاجم وعبر النت، أن يتبين أن له مدلولات لا تحصى ولا تعد ، ما يجعل الأسئلة المحيرة تلح على الأذهان ، أمثال: لماذا ركز الشارحون على معنى "الجلد" دون غيره من المعاني التي تحملها اللفظة وتتحملها ؟؟ والذي منه معنى المفارقة والمباعدة والإنفصال والتجاهل والإبتعاد خارج بيت الزوجية ، التي لها تأثير شديد على نفسية المرأة أكثر من الضرب المادي باليد أو العصا ، والذي هو المعنى الأقرب إلى الصواب والمنطق المتماشي مع دين بهذه الرِّفعة والرُّقي والعظمة ، لا يسمح بإيذاء قطة، فبالأحرى أن يأمر بإيذاء المرأة التي هي الأساس المتين لبناء المجتمع ، أما كانت أو أختا او زوجة أو إبنة ، وإهانتها بالضرب البهيمي .
ويبقى الرهان على مدى تقبل ذلك من الأجيال التي تربت على ثقافة النصوص والروايات والأحاديث والأقوال التي توجه وعيها الديني، وترسم لهم خارطة علاقاتهم ومصيرهم ومستقبلهم المرهون في نظريات المؤامرة وعلى قاعدة أن كل مخالف للمورث زنديق ومارق وكافر ، والذين لم تتح لهم فرص التحرر من الجمود ، ولم يتيسر لهم تذوق طعم التحرر الفكري، والذين ألتمس لهم العذر لما هم فيه من ضلال -أو على الأصح كما نرى نحن أنه غي وضلال – والذي ليس كذلك في نظرهم ، ويعتقدون بثيمته، ويتفاعون مع إيحاءاته ودلالاته ، لأنهم ضحايا سياسات غارقة في الأدلجة، قتلت فيهمالعقل وصادرت المعرفة..

حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح الاغتصاب المتكررة !!
- متعة عوالم الأحفاد السحرية..
- كلنا متسولون !!
- رد على اتهام بمعاداة الدين !!
- مخيرون نحن أم مستلبون؟؟؟
- وداعا السي حميد الهزاز حارس مرمى الماص
- اللحى المستأجرة
- ..هل يستقيم الظل والعود أعوج؟؟
- هل هذه هي نتائج تطوير التعليم؟؟
- تفاعلات كارثة سيدي بوعلام
- معركة حزب الاستقلال ، واجهة لصراع فاسي/فاسي ب غطاء -سوسي صحر ...
- يوم الفصل في مؤتمر حزب الاستقلال..
- الحوار الحكومي المتشائل *
- الشتيمة الجنسية الفاحشة ..
- العذرية البيولوجية والعذرية السلوكية ؟؟
- هل أحزن في عيد ميلادي؟؟
- الكمبارس Compars
- شواطئ بحورنا الجميلة ؟؟.
- المال السايب و -فنطزة - حج الوجاهة!!
- عيد ميلادي والعيد الكبير !!


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!