أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !














المزيد.....

على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 18:01
المحور: سيرة ذاتية
    


كنت اسير فى شوارع مدينة كراكوف البولندية قبل بضعة اعوام انتظر صديقة صحافية كانت ستاتى من وارسو بالقطار . ذهبت مبكرا لاستقبالها فى محطة القطارات .لكم احب محطات القطارات . انتظر احدا او ينتظرنى احد . فهى امكنة يجتمع فيها الشوق و الحنين و الذكريات .ولانى لا اعرف المدينة غادرت الفندق مبكرا و سرت اتمشى فى المدينة عندما شاهدت هوستل اسمه وداعا لينين .كان الوقت ربيعا و الشمس مشرقة . جلست فى مقهى افكر فى تلك العبارة التى تكتب فى بلد كان شيوعيا لبعض الوقت .لا اعرف بالطبع متى تمت تسمية الهوستل بهذا الاسم و لكنى اعتقد انه لا بد انه حصل بعد انهيار الكتلة الشرقية .
كان الانهيار سريعا الى درجة اننا كنا نلهث وراء المحللين نتابع ما كانوا يقولونه على التلفزيون النرويجى .لم يكن وقتها لا فضائيات و لا شىء .
صديق شيوعى تركى قال لى بعد ان بدا الانهيار فى اوروبا الشرقية ان الاتحاد السوفياتى اكبر من ان ينهار! و .كنت اود ان اصدقه .و بغض النظر عن راى فى ما وصل اليه الاتجاد السوفياتى من مرحلة جمود و ركود و ا نفصال بين الشعب و القيادة لا يمكن للمرء ان ينسى ان وجوده كان داعما للكثير من الشعوب التى تحررت بفضل دعمه و منها دعمه الشعب الفلسطينى .

كنت اشرب القهوة و انا افكر بكل هذا التاريخ .لقد تغيرت اوروبا كثيرا قلت فى نفسى . و قد بدات تظهر افكارا مثل الافكار المبشرة بانتصار نهائى للديموقراطية مثل افكار فوكويانا لكن كان التساؤل حينها كيف ستكون عليه اوروبا فى المراحل اللاحقة.
و كتبت يومها مقالا نقدى طويل فى صحيفة الشرق الاوسط قلت انه لا يوجد شىء نهائى فى التاريخ! فقد سبق ان اعلن هيغل نهاية التاريخ مع الغزو النابليونى لاوروبا فى القرن الثامن عشر .ثم جاءت هزيمة واترلو لتاسس معادلات دولية جديدة.كانت اوروبا قد نفضت غبار القرون الوسطى فكر و صناعة .بدات مرحلة القطار البخارى و السفن العملاقة و اشتداد عود الراسمالية و الانتشار الامبريالى .كانت المصانع مليئة باطفال من السادسة و العاشرة من العمر ممن يغملون 14 ساعة فى اليوم .و مثلها كان يعمل الرجال و النساء بلا اى حماية .كان الوضع ماساويا حقا .
و لعلها ليست صدفة انه فى الوقت الذى كان كارل ماركس يكتب مانيفستو الحزب الشيوعى فى عام 1848 كانت الانتفاضة قد بدات تزحف من بلد اروبى لاخر .كل ذلك كان يبشر بولادة عهد جديد . هذا العهد قوامه تحرير الانسان من العبودية الاقتصادية . و قد عبر فلاديمير لينين عن ذلك التوجه بالقول ان الحرية فى ظل الراسمالية تعادل حرية مالكى العبيد ايام اليونان القدماء.

قبل ذلك بوقت اى فى اعواl نهايات السبعينيات و اواخر الثمانينيات شاهدنا مؤشرات مقلقة فى عصر ريغان تاتشر . اول حرب شنتها تاتتشر كانت على نقابة اعمال البريطانية القوية .كانت حربا شعواء بالفعل ادت لانتصار تاتشر .يوم انتصارها كان يوما حزينا بالنسبة لى .بدا لى ان غيوما سوداء بدت تتكون فى الافق ؟ كان التاريخ كان قد بدا يسير باتجاه فى غير الوجهة التى نتمناها و هذا حدث ربما لم يلق الاهتمام الكاف لفهم رمزيته و دلالاته .و كان غزو الاتحاد السوفياتى لافغانستان الحدث الاخر الذى سرع بنهاية التجرية السوفياتية و فتح جحيم الاسلام السياسى الذى لم نزل نعانى منه الان . لكن لم يكن خيالى بتلك الخصوبة ان اتوقع ان تجربة الاتحاد اليوفياتى العظيمة ستنهار .

كنت ما زلت اجلس فى المقهى اشرب القهوة فى الشمس الساطعة فى ذلك اليوم الجميل. طلبت فنجانا اخر من القهوة من النادلة الجميلة التى بدت لى كانها قادمة للتو من الريف
البولندى او هكذا تخيلت . و لى صديق كاتب نرويجى كان يقول لى ان المقاهى امكنة مظلمة بدون النادلات الجميلات و كان من عادته ان يذهب و ان يكتب فى المقهى .كنت افكر كيف سيكون ملء لفراغ انطلاقا من النظرية الفيزيائية التى يمكن تطبيقها على السياسة ان الطبيعة لا تقبل الفراغ .فمن خمسينيات القرن الماضى ادى التنافس الاوروبى مع الاتحاد السوفياتى الى قفزات كبيرة فى ىتحسين اوضاع الطبقات العاملة فى اوروبا .لم تعد تلك الراسمالية الى لا ترحم كما وصفها تشارز ديكينز فى روايته قصة مدينتين .

و تطور الامر ليصل الى دولة الرفاهية و ما كان ذلك ليحصل لولا نضال الاحزاب الشيةعية و الاشتراكية و لولا المنافسة مع الاتحاد السوفياتى .

فى غضون عقد و نيف حصلت تطورات دراماتيكية كان على المرء ان يفكر بغمق لاجل فهم ما يجرى و كيف سيكون عليه المستقبل .

اول تلك التطورات كان بروز ظاهرة العولمة التى ترافقت الى حد ما مع مرحلة نهيار الكتلة الشرقية .و تاثير التقنيات الحديثة على العمال و المصانع .لقد انتهى زمن مصانع و عمال القرن التاسع عشر كما كان ايام كارل ماركس . لم يعد هناك مصانع كبيرة كما كان من قبل و حتى العمال صاروا اقرب الى تفنيين منهم الى عماال يبيعون قوة عملهم .ثم راح اصحاب المصانع الكبرى ينقلونها الى العالم الثاتث الفقير حيث يدفعون اقل للعمال و حيث مواد الخام الرخيصة و حيث لا توجد اطر نقابية تحمى العمال و لعل البعض يتذكر كارثة مصنع الكيماويات الهندى .

و قد ترافق ذلك مع بداية اختفاء الاحزاب الشيوعية الاروبية و حتى الاشتراكية فى مراحل لاحقة .بدا عصر النو لبيرالية .
و بدون الدخول فى تعريفات مفصلة تعنى النيو لبرالية تحرير التجارة من كل القيود و الخصخصة الشاملة و موقق حياد للدولة لكنه موضوعيا موقف ضد طبقة العمال .ماذا يعنى هذا الامر قلت لنفسى ؟؟؟.يعنى انه سيات وقت تكون فيه الطبقات الفقيرة بلا حماية .لا نقابات و لا احزاب ان ضعفت احزاب اليسار



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية اللهجات بين المشرق و المغرب
- لكى تنتهى من ثقافة التعميم الرومانسية !
- اضاءة على بعض الاشكاليات المعاصرة
- عن تلك الايام الرائعة!
- عن العلاقة بين العرب و الهند
- من هنا تولد الاسطورة !
- حديث الاثنين !
- فى الية اشتغال الفعل الثقافى العربى
- محاولة لفهم اليات اشتغال الثقافة فى الصراعات العربية
- فى زمن التوحش و تراجع القيم الانسانية
- احاديث عبر الحدود!
- صوت موسيقى من بعيد
- تاملات فى يوم بارد!
- عن تلك الايام البعيدة!
- عن الهند و فلسطين
- كان يوما رائعا !
- فى الثقافة !
- عندما يصبح الشاعر رجل سياسة بعيد النظر !
- بداية مرحلة علمنة الفكر القومى العربى
- الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !