يترجل الفرسان وتبقى رايات النضال من اجل العودة خفاقة

نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

الى روح الرفيق والصديق الراحل الكبير مطر عبد الرحيم (ابو حسين مطر)
زرعت ايامك "كبذار الحب في الارض عبر فصول الزمن" حيث "تتوالد وتتناسخ الحكايات" عن اولئك الغائبين الذين لم يعودوا بعد.
لم يزل الجرح نازفاً وكأنما لم يمر اكثر من نصف قرن "جموع النازحين تتدفق من الشمال، الى لبنان الشقيق، جداول ادمية، ادمية باهتة تصب في هذه البحيرة الراكدة، تتدفق في اتجاه واحدة فقط… تتدفق نهراً بشرياً لاهثاً، يعوي ينتحب… دخل جنود الصهاينة قريتنا".
"حمل حفنة من التراب والرمل، تأملها طويلاً، ثم وضعها في جيبه، انها ما تبقى من الحنين الذي مضى… علمته الموجة المتكسرة على الشواطئ ان يكبر ويلتحم بذاته".
شاب شعر الرأس وتخطيت الثمانين ولم يزل القلب شاباً، والذاكرة ندية، والوجد يشعل ساعات العمر، فيلمع الحنين برقاً يضيء سماء المخيم، كاسراً عتمة ليل المنفى وعذابات اللجوء والشتات.
"ادفنوني هناك" لطالما رددت هذه العبارة، واخترتها لتكون عنوان باكورة اعمالك الادبية والروائية، والتي كانت وبحق سيرة الانسان والمكان الفلسطيني، وشاهد حي على رحلة المنفى واللجوء والشتات، التي ما زال يتجرع مرها ثلثا شعبنا الفلسطيني.
"تدور الذكريات ثم تدور في عيني ابو عدنان وفي رأسه وتتراءى له ايامه ولياليه واحلامه في تحرير الوطن، تنتزعها الاقدار من شجرة حياته، وتذروها في كل صوب، فتبدوا كأنها ترقص نشوانة بلذة الرقص، ولكنها رقصة الوداع، رقصة النهاية، رقصة الغناء".
توقفت كثيراً عند هذه الكلمات التي نعيت فيها رفيق صباك ورفيقك في درب النضال المناضل الوطني الكبير عبد الكريم حمد " ابو عدنان "، ولا اعرف اذا ما كنت تنعي نفسك في نعوتك لصنوان روحك.
برحيلك نحس بان ارواحنا فقدت شيئاً من جذوتها، اولست القائل "أي شيء ادل على قرابة البشر لعروقها الممتدة وارحامها المتصلة من فكر يوحد بين القلوب والارواح؟. وهل يمتن عرى القرابة بين الارواح إلا الفكر؟ ذلك الجوهر الخالد الذي لا مكان له ولا زمان, والذي لا قرابة أقرب منه بين انسان وانسان".
نم قرير العين ايها الرفيق والصديق، سيحملك العائدون معهم الى نحف الجليل، كي يدفن جسدك هناك بانتظار ان يتوحد مرة اخرى مع روحك التي تضيء كنجمة في سماء فلسطين وتسبح في ملكوت السماء بانتظار ان ينتزع شعبنا حقه في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات