أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -1-














المزيد.....

رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -1-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


إنسانٌ وسياسة واقتصاد،
الله والمرأة والجنس،
حياةٌ وموت،
سرطانُ حرب.
كلها مفردات حادة في وطنٍ يلفظُ أنفاسه الأخيرة.
مفردات مَسْنُونة كوَخْز الضَّمِيرِ،
كوخزِ الإبرِ الصينية في البطونِ المُتهدِّلة،
كالمسامير الصدئة العالِقة في بقايا الأحذيةِ العتيقةِ
لرجال ونساء،
لصبيان وبنات،
لجنود ماتوا أكثر من مرّة،
جميعهم مرّوا من هنا،
من أمام دكانه.
مفردات لاذعة غير قصائدية،
انتزعها الإسكافي في لحظات غضب، بينما يجلسُ على كرسيٍ صغير من خشب،
لا يهم كيف انتزعها،
لكنه انتزعها "لِيُبّسْمِرَ" بها من جديد نعل قصةٍ عن الحماقة والندم.
*****

وأنت يا رفيق!
ما الذي يدفعك للغوص في ثقب الذاكرة العميق؟ ما الذي يُحرِّضك على الوُلوج إلى الثقب الأسود؟ أيُّ سِحْرٍ هذا الذي يَحُثُّك في هذه اللحظة كي ترى "الخر بر"، المثقب اليدوي، ماثلاً أمام ناظريك؟ ما الذي تريد ثقبه بأداتك المتواضعة؟ ما الذي يُغريك في الوصول إلى أعماق الثقوب الساكنة منها والمتحركة؟ هل هو جبل جليدك المغمور فيك بأثمانه السبعة، جليد ذاكرتك؟
ما الذي يُحرِّضك على إزالة ركام الطين والوحل وطبقات الصدأ عمّا مضى؟ ما الذي يُشعلك من داخلك كي تُوقد شموعاً قد اِنطفأت من تلقاء نفسها وأخرى قد أُطفئت عنوةً؟ ما الذي يجعلك تتذكَّر حتى لون حائط الغرفة- المبكى؟ وتشمّ رائحة هوائها ودخانها العابق رغم السنوات كلها؟ وتغمر يدك في مخزون أسرارها المنسية لتغرف منه إكْسِير حياتك، ذَهَب أيامك القادمة؟
الآن يا رفيق،
ما الذي ترغب فعله في الأيام القادمة؟ هذا إذا ما كنت قد استيقظت من سُباتك العميق، من سُكرك، من جنونك وغفلتك!
وإذا اِستيقظت ولم يكن لديك ما تفعله حتى اللحظة أستحلفك بالحب والورد أن تخبرني بصوتٍ واثقٍ: "هل كنت، هل كنّا معاً نعانق الوهم"؟
*****

أَتُراكَ كنت مثلي يا صديق، أتُراكَ مثلي يا رفيق؟
مرّةً مَهِيضَ الجناحين، لا تقوى حراكاً، عيناكَ غائمتان، حولك عيون، عيون باكية، عيون شامتة، وأخرى ترقبُ لحظةَ انتهائكَ، وأنتَ لا تعلم أنَّك سقطت، لا تدري كيف سقطت، أين ولماذا؟ ومرّةً تفردُ جَناحيكَ، تطلقهما للريحِ وتطيرُ بخفّةٍ، ترقص بعيداً عالياً، ولستَ ترى حولكَ سوى فراشات، ياسمين وأقواسِ قزح. ينبعثُ سَناءٌ شفيفٌ سَّاطع من وراء الشَّجر والمسافات، يكادُ يَنْفذُ إلى أعماقكَ، فيكشف أغوار نفسكَ وخفايا روحكَ، وتُشرق كشمسٍ عند الغروب، فتبتسم بسكينةٍ وطمأنينة.
أيُّ سِحْرٍ ينقلكَ يا رفيق من حفرةٍ عميقةٍ في الأرضِ، مختنقاً أو تكاد، إلى جبلٍ شامخٍ، لَكَأنّكَ تملكُ كلَّ النور والشمس والأرض والهواء والماء!؟
*****
يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتقال والعرش
- خمارة دليلة والزئبق -الحلقة الأخيرة-
- خمارة دليلة والزئبق -10-
- خمارة دليلة والزئبق -9-
- خمارة دليلة والزئبق -8-
- خمارة دليلة والزئبق -7-
- خمارة دليلة والزئبق -6-
- خمارة دليلة والزئبق -5-
- خمارة دليلة والزئبق -4-
- خمارة دليلة والزئبق -3-
- خمارة دليلة والزئبق -2-
- خمارة دليلة والزئبق -1-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -الحلقة الأخيرة-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -16-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -15-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -14-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -13-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -12-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -11-
- كيف اِنهارَت كعكة العائلة؟ -10-


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -1-