أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شمدين شمدين - وسام الحقيقة















المزيد.....

وسام الحقيقة


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 11:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


قليلة هي المواقف التي يبكي فيها الرجال وقليلة هي الصور التي تستأثر مشاعر الناس وربما أصبحت صور المجازر والقتلى والدماء شيئا عاديا لا تكاد تنزل الدموع من أعين النساء إلا إن الصورة التي أكاد اجزم أنها بعثت الأسى والجراح حتى في قلوب أقسى الناس هي صورة أخت الصحفية الشهيدة أطوار بهجت التي سقطت ضحية للمجرمين الأوغاد الذين يمثلون الأداة المنفذة لغايات وأطماع القوى الإقليمية والطائفية الداخلية بغية اغتيال الحقيقة وقد تناسى هؤلاء المجرمون إن الحقيقة كالشمس المشرقة التي لا تحجبها غرابيلهم القذرة وسأسمح لنفسي أن أسمي هؤلاء القتلى عصابات الخفافيش التي تخاف من ضياء الأمل الذي يتمناه كل العراقيين بل يتمناه كل المظلومين والمضطهدين في هذه الأرض .
من ياترى سمح لهذه الخفافيش احتكار الحقيقة واغتيال الحقيقة على أسس وأفكار رثة بالية ،من سمح لهم قطع الرقاب وسفك الدماء وجر المسلمين إلى هذه الويلات ، من فوضهم للكلام باسم عامة المسلمين ،من فوضهم بالفتوى والتفسير القاصر لآيات الله البينات التي هي براء من أفعالهم وأقوالهم ،لعل الذي فوضهم هم المسلمون أنفسهم ولا سيما العلماء منهم والقادة الذين يبررون القتل والأجرام لغايات سياسية ويصفون من يمارس حز الرؤوس بالمجاهدين الذين يدخلون الرهبة في قلوب الأعداء ، ولكن أي أعداء هؤلاء الذين لا يكاد يقتل منهم أسبوعيا جندي أو اثنين بينما تمزق أجساد العراقيين يوميا بالعشرات وتسفك دماء الأطفال والنساء والشباب والشيوخ والأشجار والثمار والأنهار حتى أصبح العراق بحرا من الدماء .
حقا إنها لمأساة كبيرة أن يصمت المسلمون عن مجازر هذه العصابات التي تحاول جاهدة نشر الفتنة والإرهاب بين مكونات الشعب العراقي ، ففي الوقت الذي يخرج فيه الآلاف من هذا الشعب ومن العرب تنديدا واستنكارا للإساءة إلى مقام الرسول الكريم والى مقام الأئمة الكرام ، بل في الوقت الذي يخرج فيه الآلاف منهم تنديدا بمقدم كونداليزا رايس إلى المنطقة، لا نكاد في الوقت نفسه نرى بعضا من هؤلاء يخرجون استنكارا لفعلة الخفافيش القذرة من استهداف واغتيال صوت الحقيقة الشابة صوت الحرية التي طالما اشتاق إليها العرب والمسلمون بعد عقود من الطغيان والظلم على أيدي الطغم الحاكمة التي كانت ابعد ما تكون عن روح ومبادئ الإسلام واليوم نجد الطغمة نفسها وأذيالها تتسربل بالإسلام وتجعل من نفسها الوصي والقائد لجماعات المجاهدين القذرة ضد من يسمونهم بالكفرة وأعوانهم .
حقا إنها لمأساة كبيرة أن يقتل الأوغاد شابة مجتهدة في عملها من اجل العراق وهي التي كانت تحمل صورة العراق الواحد على صدرها هي التي جابهت الصعاب وتحدت الأخطار من اجل إيصال الحقيقة كاملة ودون تزييف إلى الشعب العربي ولكن حين هدر البرق في وجهها ولمع سيف الحجاج الجديد أمام عينيها عرفت أنها مفارقة لهذه الديار الحبيبة فضمت إلى صدرها تربة العراق مهد الحضارات ونزعت غطاء رأسها لتهديه إلى كل المسلمين الشرفاء ليستنكروا فعلة الإرهابيين الصعاليك الذين يعيثون في الأرض فسادا ويحاربون الله ورسوله بأعمالهم التي تشوه صورة الإسلام وتنفر الناس من الدخول في هذا الدين ، وليحقوا الحق تنفيذا لأمر الله في كتابه العزيز حينما قال (الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو أن ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) وكذلك قال الله تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وقال رسول الله (ص) :لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق .
فأين اليوم هؤلاء الشرفاء من كلام الله وهم الذين يلصقون كل ماسيهم وويلاتهم بأكتاف المحتل الأمريكي ولنتساءل معا هل إن الأمريكان هم الذين اخترعوا السنة والشيعة أم هم متواجدون منذ العهود الإسلامية الأولى ،هل الأمريكان هم الذين قطعوا رأس الحسين ونكلوا بأهله ،هل الأمريكان هم الذين احرقوا الكعبة المشرفة وضربوها بالمنجنيقات ،هل الأمريكان هم الذين ضيعوا القدس وبقية الأراضي العربية ،لا إنهم ليسوا الأمريكان بل هم العرب أنفسهم وقادتهم الكرام الذين عاثوا في الأرض فسادا فقتلوا ونهبوا وزرعوا البغضاء والفتنة بين جموع الشعب وتركوا النار تحت الرماد حتى جاءت رياح التغيير فظهر كل ما كان تحت ذلك الرماد وهكذا دائما يكون الطغاة فهم يمحون الماضي ويدنسون الحاضر ويصادرون المستقبل ، يرسمون كل الألوان والوجوه بفرشاة من الدماء العكرة ، اليوم بات على كل العلماء والمثقفين العرب أن يحددوا مواقفهم وأرائهم من عصابات التكفيريين الخفافيش ومن كل من يقف ورائهم ويساندونهم ويمولونهم ويفتحون وسائل إعلامهم أمام أفكارهم وحججهم وفتاويهم التي تصادر الرأي لمجرد الاختلاف وتمنع المنتقدين لأرائهم من نشر الكتب والحقائق التي تبين دين الله الحق وشريعته السمحاءالتي تؤكد على حرية التعبير والعقيدة يقول تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فالله هو الوحيد الذي بيده الثواب والعقاب وهو لا يرضى أبدا عن هؤلاء المجرمين السفلة أيا كانت مبرراتهم ،فهي المرة الأولى في التاريخ التي نجد فيها أناسا يتباهون بسفك الدماء وحز الرؤوس أمام شاشات التلفاز فأي مذهب يتبعه هؤلاء المنافقون وأي مبدأ انه مبدأ القتل من اجل المال والقتل لمجرد القتل فحتى الأمريكان الذين تصفهم هذه العصابات بالكفار لم يصلوا إلى هذه المستويات من الدناءة فهم وان اخطئوا وارتكبوا الفظائع في أبو غريب فإنهم يسارعون إلى الاعتذار ومعاقبة المسيئين والمجرمين بحق المعتقلين ولكنهم لا يتباهون بأفعالهم كما تفعل هذه العصابات.
وختام القول إن قول الحق والحقيقة هو لوسام شرف يعلق في صدر الشرفاء وقد نالت الصحفية الجريئة أطوار بهجت هذا الوسام , وأصبحت قدوة لكل الشرفاء والإعلاميين كي يوصلوا الحقيقة إلى كل بيت وشارع عسى وعل يأتي يوم وتخرج فيه كل الجموع النائمة في انتفاضة التغيير ،الانتفاضة التي ستكنس كل الإرهابيين والمجرمين والمفتريين على كلام الله وستزيل من طريقها كل الأوساخ والقمامات التي ما تزال تبعث روائح الكره والحقد والبغضاء في نفوس العامة من الشعب المسكين .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النادل الحالم
- ميثاق شرف
- قصيدة النافذة
- معا نحو الديمقراطية
- حماس في الفخ
- المقدَّس
- الديمقراطية الشرقية
- هذا الدم الشرقيُ الرخيص
- نقمة المال


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شمدين شمدين - وسام الحقيقة