أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - معا نحو الديمقراطية














المزيد.....

معا نحو الديمقراطية


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 07:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ربما لم يعرف التاريخ شعبا ذاق الويلات والصعاب مثل الشعب الكردي الذي حرمت عليه الإنسانية التمتع بأبسط الحقوق المتعارف عليها من حق في الحياة الحرة الكريمة على ترابه التاريخية ومن حق في التطلع نحو غد مشرق جميل لأجياله القادمة .
فالكرد وطيلة عقود طويلة يتعرضون للاضطهاد والنفي والمجازر المتكررة على أيدي جيرانهم وشركائهم في ارض الشرق الغنية بما يكفي لتعيش جميع شعوبها برخاء وطمأنينة ،فمنذ عشرينات القرن الماضي والأمة الكردية تناضل في سبيل حريتها وانعتا قها من التسلط والقمع على أيدي الأنظمة القومية والإسلامية المتطرفة ورغم كل ما قدمه الشعب الكردي لشعوب المنطقة وما اثروا به الحضارة الشرق أوسطية من معارف وأعمال إنسانية إلا إن كل ذلك لم يشفع لهم ولأبنائهم من أجل الخلاص والحرية من سياط الجلادين والمجرمين وحين قررت أمريكا التخلص من الأنظمة المتعفنة في المنطقة والتي كانت إلى عهد قريب حليفة لها وجد الكرد إن أحلامهم المشروعة ربما اقتربت من التحقق فكانوا الشعلة الأولى التي أنارت درب الحرية لجميع العراقيين الذين وبفضل هذا التدخل الأمريكي باتوا أكثر حرية في التعبير عن أرائهم وطموحاتهم وبعيدا عن من يمارسون لعبة الشعارات ويصفون أنفسهم بالمقاومين للاحتلال الأمريكي فان غالبية الشعب العراقي ومن بينهم الأكراد لم يكونوا ليحلموا بالخلاص لولا التد خل الأمريكي والمؤازرة الشعبية لهذا التدخل ،فللمرة الأولى يفرح العراقيون بأعيادهم الدينية والقومية بمنتهى الحرية وللمرة الأولى ترى في الشرق الأوسط طوابير المقترعين في انتخابات حرة طالما حسدوا الغرب عليها وللمرة الأولى يخرج الشعب الكردي في مظاهرات فرح وانتصار وهو يلوح بأعلامه القومية دون خوف أوخشية من طائرات تنشر المواد السامة على قراهم وبلداتهم .
فالكرد هؤلاء الذين خرج من صلبهم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس وباني الدولة الأيوبية التي حكمت مصر والشام وكانت منطلقا لنشر ثقافة التسامح والحرية والمساواة بين جميع أبناء الدولة ،وخرج من صلبهم أيضا ابن الأثير وأبو الفداء ومحمد علي باشا وأمير الشعراء العرب أحمد شوقي ،هؤلاء الكرد لم يتصرفوا ولم ينظروا إلى الآخرين ياية نظرة شوفينية طيلة تاريخهم كما يفعل الآخرون من الجيران والشركاء ،ونراهم اليوم أي الأكراد يلملمون الشتات العراقي تحت خيمة الحرية والعدالة والوفاق الوطني ويبنون بيد واحدة مع أخوانهم العرب الركيزة الأولى في البناء العراقي الجديد .
حقا آن للكرد أن يفرحوا ويسعدوا بفرحهم كل الشهداء الذي وهبوا أرواحهم فداء لحرية الأجيال الآتية وكرمى لأرواحهم الذكية يجب على القيادات الكردية التي نجلها ونحترمها وخاصة بعد خطوة التوحيد ونبذ الانقسامات والخلافات الجانبية في سبيل الهدف الأسمى وهو إقامة وطن ديمقراطيي لجميع أبنائه الأحرار الذين هم جديرون بالحياة الكريمة والمساواة أمام القانون ،على هذه القيادات أن تزيل وتبتعد عن كل ما يذكر الكرد بالماضي الأليم ، الماضي الذي كانت فيه صور القائد المناضل حاضرة في كل ركن وزاوية وكانت الجرائد التي تحمل صوره مقدسة أكثر من الكتب المقدسة نفسها ، وكانت أصنام القائد تتلألأ من بعد مئات الأمتار ،وكانت نشرات التلفاز تستفتح وتغلق بالدعاء بطول البقاء للقائد المنصور بالله والمؤيد من الله والآتي بحكم الله ،على القيادات الكردية والمسؤلين الأكراد وحتى لا يقعوا فريسة لمخلفات الماضي القمعي أن يلتصقوا بجماهير الشعب ويوفروا لهذه الجماهير كل المتطلبات والقوانين التي تبني مجتمعا ديمقراطيا يسوده القانون المبني على استقلالية القضاء واستقلالية الجيش وقوات الأمن عن الأحزاب والتحزب ، فقد علَمنا التاريخ أن الرياح العاصفة تبدأ بنسمة وحتى يعيش الكرد حاضرا ومستقبلا مشرقا تسوده نسمات العدالة بعيدين عن رياح الفساد والمحسوبية عليهم أن يصبحوا أكثر حساسية لكل الذكريات المؤلمة كما أصبح الألمان حساسين جداً لكل ما يذكرهم بالحقبة النازية من أفعال وأقوال وممارسات فردية .
وأخيرا فليبارك الله وطن الجبال الشامخة وكل المخلصين الشرفاء الحريصين على كرامة شعبهم حرصهم على كرامة ومكانة أبنائهم وأحفادهم وأقربائهم وأنا على ثقة تامة أن القيادات التاريخية الكردية هم جزء مترابط مع الجماهير الكردية تأخذ شرعيتها وقوتها من الجماهير لا كما العهود السابقة التي كانت الجماهير والشعوب تأخذ شرعيتها وفرص بقائها من الحزب والرئيس القائد.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس في الفخ
- المقدَّس
- الديمقراطية الشرقية
- هذا الدم الشرقيُ الرخيص
- نقمة المال


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - معا نحو الديمقراطية