أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - الديمقراطية الشرقية















المزيد.....

الديمقراطية الشرقية


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 09:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن المتتبع لما يجري في بعض الدول الشرق أوسطية من انتخابات ومنافسات على المقاعد البرلمانية ولا سيما في الدول التي يراهن عليها الغرب كدول سوف تقود الشرق الأوسط برمته باتجاه الديمقراطية كالعراق ولبنان ومصر و السودان والى حد ما السعودية ، سوف يلاحظ أن بدايات هذه المرحلة التحولية في حياة هذه الدول والشعوب يشوبها الكثير والكثير من الأخطاء والمعوقات الناتجة إما عن الميراث الفكري لهذه الشعوب أو الميراث التسلطي للأنظمة الحاكمة .
ففي لبنان مثلا والتي خرجت من حرب أهلية طاحنة أخذت معها الأخضر واليابس من الأرواح والجماد ،في هذا البلد الذي توافق فرقائه على التوافق والشراكة الوطنية وعلى قاعدة الحقوق الأساسية لكل طائفة من طوائفه وذلك في اتفاق الطائف الشهير
نجد اليوم هؤلاء الفرقاء الشركاء أنفسهم والذين كانوا أمراء الحروب الخوالي نجدهم يتصارعون وفق مفهوم الأغلبية والأقلية متناسين إن هذا المفهوم لا ينطبق على الدول الشرق أوسطية التي تفتقر إلى مفهوم الوطنية الحقيقية ومنها لبنان التي يستند شعبها وبسبب الميراث الفكري له ،على مفهوم الوطنية الطائفية فالدروز يتبعون العائلة الجمبلاطية بدءا من الراحل كمال جمبلاط ومرورا بابنه وليد بيك ويصعب أن تجد درزيا لبنانيا لا ينتمي إلى حزبه المسمى بالاشتراكي التقدمي رغم المضمون الطائفي الواضح لهذا الحزب ومثله الأحزاب المارونية والارمنية والشيعية المتكتلة في حزب الله وحركة أمل وأخيرا السنة الذين وجدوا في سعد الحريري وتياره المستقبل ضالتهم ، وبسبب هذا التنوع الطائفي والمذهبي والصراع ما بين الزعامات التراثية التقليدية نجد لبنان اليوم بعيد كل البعد عن المفهوم الوطني غارقا في بحر من المشاكل والصراعات ،فهو لم يستفد من تجارب الشعوب المتحضرة في السير باتجاه الديمقراطية الحقيقية ولم يستطع أن يبني مؤسسات سياسية مبنية على مفهوم المواطنة اللبنانية لا مفهوم المواطنة الطائفية والعائلية وحتى يستطيع لبنان التقدم في هذا الاتجاه عليه أن يطور مؤسساته ويبني أحزاب لكل اللبنانيين وفق مصالحهم الاقتصادية وأرائهم الفكرية حتى يصبح الحزب التقدمي حتما تقدميا وا لاشتراكي اشتراكيا والديمقراطي ديمقراطيا حقا.
وليس بعيدا عن لبنان نجد مصر قائدة العالم العربي والتي عانت لعقود من سيطرة الحزب الواحد والعقيدة الواحدة وما يدور من أحزاب في فلكها ،مصر التي أعلنت فيها كوندليزا رايس عن خطأ الولايات المتحدة حينما فضلت الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية والحرية لشعوب هذه المنطقة فوقعت في فخ الإرهاب الفظيع ، مصر التي شهدت ولأول مرة انتخابات رئاسية متعددة أختارت وبالأغلبية الكبيرة قائدها التي تعرفه ويعرفها وعلى قاعدة الذي نعرفه أحسن من الذي لا نعرفه وليس لدينا خبرة به أختارت السيد حسني مبارك الذي دفع البرلمان وبفرمان رئاسي منه إلى تبني بعض الإصلاحات الديمقراطية ليتسنى لبعض المجموعات المعينة بالاشتراك في الانتخابات البرلمانية والتي شهدت تنافسا مسرحيا بين الأخوان والحزب الحاكم ورغم كل الضرب والبلطجة على قول المصريين فقد احتفظ الحزب الحاكم بالأغلبية البرلمانية وبمشاركة جيدة من الأخوان الذي سارع
زعيمهم وعلى قاعدة تخويف الغرب بالبديل الإسلامي للأنظمة العربية الحاكمة سارع هذا الزعيم إلى إطلاق الشعارات الرنانة
التي ما زالت ترددها منذ عقود من الزمن وأبرزها الموت والفناء لإسرائيل مما دفع الغرب إلى التريث في دعم الإصلاح الديمقراطي وكأن هذه الجماعات تعمل وبتواطىء مع الأنظمة لكبح مسيرة الديمقراطية ولكن أيا كانت النتائج والسلبيات في هذه المرحلة من تاريخ مصر ،فأنها تشكل البدايات العسيرة لولادة ديمقراطية تشوبها بعض النواقص التي يمكن تلافيها بنضوج التجربة الديمقراطية وذلك بإقامة أحزاب تعتمد على مفهوم المواطنة الحقيقية والبعد عن النزعات الطائفية ماأمكن .
أما العراق ذاك البلد الجريح فالمشهد أكثر وضوحا حيث انه ونتيجة الميراث التسلطي للأنظمة الحاكمة فان الشعب العراقي وبسبب الخوف من المستقبل رسم لنفسه نمطا خاصا بالديمقراطية وهو النمط الأكثر انتشارا في دول العالم الثالث في المراحل الانتقالية حيث تلجا معظم هذه الشعوب إلى التقوقع إما في إطار قومي أو إطار ديني ومذهبي مع الابتعاد قليلا عن الإطار الديمقراطي العلماني وهذا ما ظهر جليا في الانتخابات الأخيرة حيث فازت الأحزاب الدينية والقومية (الكردية) وسقطت الأحزاب العلمانية وذلك بسبب الذكريات المؤلمة التي خلفها حزب البعث القومي الهوية والعلماني الاتجاه من مآسي وويلات ونكبات مرة ولكن أيا كانت النتيجة التي خرجت منها هذه الانتخابات فإنها شهدت ولأول مرة حرية في الاختيار والترشح
وإقبالا جماهيريا منقطع النظير كما إن الأحزاب الصغيرة أخذت تتكتل في كتل كبيرة من اجل الفوز وحصد ما تستطيع من الأصوات وهذه الطريقة ربما تنتج مستقبلا تيارات كبيرة واقل عددا وأكثر قربا من الجماهير ،ورغم الوعي القليل بالعملية الديمقراطية لدى الشعب العراقي ولدى الساسة العراقيين وهو ما يظهر من ترشيح الأبناء والأحفاد والأقارب على حساب عامة الشعب إلا إننا نكرر ونقول إن العقود المتتالية من الطغيان والخوف وثقافة الرأي الواحد تحتاج إلى عقود كي تُمحى من الذاكرة الشعبية وتُخرج بالتالي هذه الشعوب من تحت العباءة الدينية والقومية الضيقة باتجاه الفضاء الوطني والديمقراطي الرحب .
وختام القول إن الشعوب الشرق أوسطية تمر اليوم في مرحلة انتقالية مفتوحة على كل التيارات وفي جميع الاتجاهات فمثلما كانت حملة نابليون على مصر بداية للنهضة المصرية والعربية ومثلما كانت أحداث 11ايلول هزة عنيفة لأمريكا كي تراجع حساباتها وتعترف بحق الشعوب في الديمقراطية والحرية ، كذلك اعتقد أن التدخل الأمريكي في العراق سيكون بداية لنهضة الشعوب العربية والإسلامية هذه النهضة والولادة العسيرة سوف تمر بمحطات كثيرة وستشوبها الكثير من الأخطاء والسلبيات ولكن في النهاية وكما وصلت الشعوب المتحضرة إلى البر الديمقراطي فان الشعوب العربية والإسلامية ستجد غايتها وحلمها المنشود في الحرية والأمان والديمقراطية الحقيقية .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الدم الشرقيُ الرخيص
- نقمة المال


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - الديمقراطية الشرقية