أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - السلوك المنحرف بوصفه ثقافة فرعية














المزيد.....

السلوك المنحرف بوصفه ثقافة فرعية


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


السلوك المنحرف بوصفه ثقافة فرعية
مهدي شاكر العبيدي
اوستن -تكساس

قدّمت الباحثة ناهدة عبد الكريم مبحثها المستفيض إلى بيت الحكمة حول شيوع ظاهرة الانحراف عن السنن القويم والجادة المتبعة في السلوك المحمود المراعي لما يلزم به العرف أو الدين من خلائق وآداب مستعينة باثنين من طلابها في مثل هذه الأحوال بغية تسجيل الحقائق والمعلومات المتعلقة بعينة قوامها مئة منحرف متوزعين في جهات وأنحاء مختلفة من مدينة بغداد حول دوافع سلوكهم الإجرامي، وهل تردوا إليه بعامل الوراثة أو نتيجة الاختلاط بعشراء السوء، وفي أي مرحلة من العمر يجوزونها، والأماكن التي تشيع فيها هذه الأنماط من الانحراف ويمكن أن تنتقل إلى هذه النفوس التي كانت على شيء من البراءة بحيث ساورها إحساس بالندامة وتعلات شتى حول ما إذا كان الآخرون من فئات المجتمع مهيأين لاجتراح ما انتهوا إليه من الجرائر والمخالفات نفسها، أم هم في حصانة وتصون ومنعة منها، وهل أن هذا الانحدار والتردي طارئ وقتي مرهون بالظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا وسط التحديات التي تلوح بها بعض القوى الخارجية بحيث يزول بزوالها، أو أنه ينذر بالاستفحال أكثر على الرغم مما يجمع عليه قادة الرأي، من تخطي مجتمعنا لهذه العوارض والأنكاد، والأمل في انجاح غاياته وتطلعاته نحو حياة أسعد وأفضل؟
والحق أن المنهج الذي ترسمته في إعداد هذه الدراسة الميدانية أقرب إلى الدقة والعلم منه إلى الارتجال والاسترسال في إرسال القول على ا طلاقه، ويزيده تشويقاً للقارئ وأنساً بطرافته هذه الاستبيانات الموجهة إلى الشخوص المستهدفة بدراسة طبائعها واستقصاء أحوالها واكتناه تصرفاتها فتستجيب لرغبات الباحثين في الرد على أسئلتهم واستفهاماتهم بمحض الاندفاع والصراحة وعدم التهيب والتحرج أصلاً، وينصرف أهل الرأي لتحليل ما خلصوا له من نتائج وتفسير ما غمض منها بغية الانتهاء إلى أحكام قاطعة ووجهات نظر يقينية دالة، وهذه الطريقة في جمع الشواهد والقرائن والاستيضاحات المفيدة مغرية بالمتابعة والقراءة إلى حد بعيد ، وقد نصح سلامة موسى بانتهاجها أمس عبر كتابه (التثقيف الذاتي وكيف نربي أنفسنا) ونفرنا منها في بداية عهدنا بالقراءة حاسبين أن بين العمليات الإحصائية والتحصيل الأدبي والفكري تجافياً وتنافراً، لكن ما أدري أي جانب حببها إلينا اليوم: أهو تقدم في السن يترتب عليه تغيير في نظرة المرء حيال بعض الشؤون والعوائد ، أم هو الموضوع المهم والحساس الذي يشغل بال مثقفينا ويستأثر بعنايتهم ويتوزعون أنحاء شتى في تلمس طريق النجاة لهذه الشريحة المنكوبة من فئات مجتمعنا؟ أم هو الاشفاق الحميم الذي يخالجنا حيال هذا الرهط الذي تجيش في نفسه شتى الأماني والأحلام، والمطامح لكن قعد به دونها ظروف وعوائق متنوعة.
لكن فات الباحثة الفاضلة أن تلتفت إلى رهط غير منظور أو يبدو مستخفياً غير ظاهر للعيان ولا مفضوح من نفسيات مغلقة تدب بيننا يبين أنها سوية وعلى قدر كبير من الاستقامة مع التمويه بحسن السيرة واقتفاء أزكى الطباع والسلائق، نجوز لأنفسنا نعتها بفئة ناكري الجميل، فلو لم يتكلوا على غيرهم من أهل وعشير في مطالع حياتهم في انتهاب ما بحاجتهم إليه من لهى وأغراض لما صاروا إليه من رفعة وشأن في دنيا الناس، وديدنهم الذي نشأوا عليه اعتياد العقوق والتنكر لمن خالوهم مجرد بلهاء واستغفلوهم جاعلين منهم جسوراً عبروا من فوقها إلى حيث نزواتهم وأهواؤهم وكأن ذلك قانون الحياة الطبيعي الذي طوعوا سيرتهم وسلوكهم لانتهاجه بمنتهى الدقة والحرص، فهم في حل من تبكيت الضمير وأنى له أن يوخزهم بعد ان فارقهم كل شعور وإحساس بالإنسانية واستعاضوا عنها بالتبلد والبلاهة وعدم الاكتراث، ولقد يلين الحديد ويرق ولا يرقون.
هذه النفوس المغلفة التي آثرت الانسحاب من الحياة الإنسانية وعدمت التراحم والتواصل مع غيرها من البشر، خصوصاً مع أقرب الناس إليها، وأدناهم بها آصرة، هي أحق بالدراسة والتمحيص وأجدر أن نتدبر أطواءها ونجتلي غرائزها الشاذة وأطوارها الغريبة دون كل الشواذ والخارجين على النواميس والقواعد المرعية ، ولمثل هذا الصنف من المسوخ والشراذم وأصاغر الناس الذين يخيّل أنهم أسوياء، يحسن أن تعد الجداول الإحصائية وتهيأ البيانات وتستخلص الأحكام والنتائج لأنهم يشكلون جانب الخطورة على السلامة العامة وراحة المجتمع دون كل الذين طالهم القانون وباءوا بازدراء الناس ونقمتهم ، لأن انحرافهم خفي غير ظاهر ولا منظور.



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عود على وحدة المعرفة وإليها
- هل نسيناهم ؟
- سعيد تقي الدين أو أدب وسياسة
- المكتبات في العراق من أقدم العصور حتى الوقت الحاضر
- عمر فروخ الباحث التراثي ورأيه في الشعر العربي الحديث
- التراث الثقافي العربي و فؤاد معصوم
- لماذا نسي المثقفون او كادوا ينسون مئات الادباء الرواد وبقوا ...
- خطرات وشذور
- ما يلزم تصويبه في تواريخ الأدب العربي
- وقائع من تعاون الأدباء مع المستعمر
- ملامح من المشهد الفلسفي العراقي
- مرثية في مقبرة ريفية
- ملاحظات
- سوانح
- أزمة المطبوع الورقي
- بعد عام على رحيله كلمة هادئة وحيادية قدر الامكان وجهد الطاقة ...


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - السلوك المنحرف بوصفه ثقافة فرعية