أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سليمان يوسف يوسف - تدويل قضية أقباط مصر















المزيد.....

تدويل قضية أقباط مصر


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يشكل (الأقباط المسيحيون) في مصر أكبر الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ( يقدر عددهم بأكثر 10ملايين).كان لهم دوراً متميزاً في (الحركة الوطنية المصرية) التي قاومت الاحتلال البريطاني تحت شعار(الدين لله والوطن للجميع)،وقد نفت القوات البريطانية البابا (كيريللوس) الخامس ووضعته تحت الإقامة الجبرية في دير (وادي النطرون) بسبب دعمه ومباركته لـ(ثورة عرابي).بعد انجاز (الاستقلال الوطني) ساهم الأقباط بشكل كبير وفاعل في بناء الدولة المصرية الحديثة وازدهارها، حيث كان لهم حضورهم (السياسي والثقافي والاقتصادي) البارز في الحياة المصرية، وصلت نسبة تمثيلهم في البرلمان الى أكثر من 13% في العهد الملكي.لكن مرحلة انكماش الأقباط على الذات بدأت مع انقلاب (الحركة الناصرية) تموز 1952 بقيادة (جمال عبد الناصر) التي أسست منذ البداية للاستبداد السياسي وللنهج الطائفي ونشرت بذور الغلو والتطرف القومي والديني وكرست سلطة العسكر، ليس في مصر وحدها فحسب وإنما في معظم دول منطقة الشرق الأوسط، وأصدرت قوانين التأميم باسم الاشتراكية التي أنهكت الاقتصاد المصري و صادرت بموجبها المنشئات الاقتصادية الهامة التي كانت تعود ملكية الكثير منها للأقباط المسيحيين.وقد زاد وضع الأقباط سوءاً في عهد الرئيس (أنور السادات) الذي اضطر تحت ضغط الأحداث للاعتراف بأن مصر تعاني من (أزمة طائفية) متفجرة في خطابه بتاريخ 28-9- 1977في اعقاب الاشتباكات المسلحة بين المسلمين والأقباط وحرق كنيسة قبطية في إحدى قرى الفيوم.وعندما بدأت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان تشجب وتدين أعمال العنف والتعديات ضد الأقباط وارتفاع أصوات الأقباط في الداخل والخارج احتجاجاً على ما يتعرضون له من مظالم، توترت العلاقة بين الحكومة والكنيسة القبطية واتخذ السادات قراراً تعسفياً بحق البابا (شنودة) في أيلول 1981 بخلعه ونفيه إلى دير في الصحراء المصرية ووضعه تحت الإقامة الجبرية لأكثر من ثلاث سنوات.
لا شك، أن حل (القضية القبطية) يرتبط باحترام حقوق الإنسان وإحقاق الديمقراطية والحريات العامة والفردية، واقامة نظام سياسي يستند الى دستور وطني يحقق (فصل الدين عن السياسة) ويعيد للمجتمع المصري توازنه السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، دستور يعيد بناء (الدولة المصرية) وينقلها من دولة العقيدة والايديولوجيا الى دولة مدنية قائمة على مبدأ ( المواطنة) تنتفي فيها كل اشكال التمييز أو التفضيل بين المواطنين.إذ ، بات من الواضح، أن لقضية الأقباط في مصر بعد سياسي وآخر ديني وثالث انساني. سياسياً: حصر رئاسة الدولة بالمسلمين وحرمان الأقباط من جميع المناصب السيادية والسياسية الهامة في الدولة المصرية، ويكاد اليوم ينعدم تمثيلهم السياسي،إذ نادراً ما يفوز مسيحياً في الانتخابات البرلمانية حتى على قوائم (الحزب الوطني) الحاكم، وهذا ينذر بمستقبل جداً سيئ للأقباط المصريين الواقعين بين مطرقة إرهاب (التطرف الإسلامي) وسندان (استبداد النظام) فعدم فوزهم ينطوي على رفض (الغالبية المسلمة)اندماج الأقباط المسيحيين في المجتمع المصري،حيث بات ينظر لهم على أنهم (رعايا) وليسوا بمواطنين.هذا وقد زادت مخاوف الأقباط من المستقبل بعد الفوز الكبير الذي حققته ، في لانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب،حركة (الأخوان المسلمين) تحت شعار( الإسلام هو الحل) والهزيمة التي لحقت بالأحزاب الليبرالية والحركات الديمقراطية والعلمانية.دينياً:اعتماد( الإسلام ) دين الدولة، وفرض (الشريعة والثقافة الإسلاميتين) بطرق غير مباشرة على المسيحيين ووجود العديد من القوانين التي تحد من النشاطات الخاصة بالأقباط و تقيد حريتهم الدينية والاجتماعية (حرية بناء الكنائس وممارسة شعائرهم المسيحية،خطف فتيات قبطيات للزواج منهن وإجبارهن على اعتناق الإسلام، رفض تعديل قوانين الأحوال الشخصية بما يحفظ ويضمن الحقوق الدينية والاجتماعية للأقباط المسيحيين ). انسانياً: مسلسل أعمال العنف والاعتداءات المسلحة التي تقوم بها جماعات اسلامية متطرفة ضد الأقباط العزل.فبحسب مركز (ابن خلدون):وقع أكثر من 4000 قتيل وجريح قبطي بدون سبب سوى لكونهم مسيحيين، منذ حادثة الخانكة 8-9- 1972 عدا الأضرار بالممتلكات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.يبدو أن الهدف الاستراتيجي من تضييق الخناق على الأقباط المصريين هو فرض (العروبة والإسلام) عليهم، أو دفعهم الى الهجرة وترك وطنهم، تطبيقاً لسياسة طمس وتذويب شعب مصر الأصيل(الأقباط)، كما هو الحال في تعاطي (العرب المسلمين) مع بقية الشعوب الأصيلة في المنطقة كالآشوريين(سريان/كلدان) والآراميين والفينيقيين في كل من لبنان وسوريا (بلاد الشام) وبلاد الرافدين، حتى تبدو هذه المناطق (مراكز الحضارات القديمة في الشرق) كما لو أنها كانت أرض قاحلة خالية قبل غزو العرب المسلمين لها.
مع تصاعد أعمال العنف والاعتداءات المسلحة، في السنوات الأخيرة، ضد الأقباط واستمرار الحكومات المصرية في انتهاج سياسة التمييز العنصري مع المسيحيين عامة وغض النظر عن الوضع المأساوي لهم وانحيازها الى جانب المعتدين الإسلاميين، تبقى (المشكلة القبطية) مرشحة للتفاقم والانفجار وتنذر بإشعال حرب طائفية بين الأقباط المسيحيين والعرب المسلمين(زيادة الضغط يولد الانفجار).إذ، من المتوقع أن تدفع هذه الأوضاع المأساوية الأقباط باتجاه تأسيس احزاب وحركات قبطية داخل مصر تتولى الرد على التعديات التي يتعرضون لها، طالما تخلت الدولة عنهم.وقد بدأت تتنشط المنظمات والمؤسسات القبطية في المهجر من أجل تحريك (الراي العام العالمي) باتجاه معانات اقباط مصر ، ولأجل هذا الغرض عقدت مؤتمرات قبطية دولية ( في زيوريخ عام 2004 وفي واشنطن 2005) وتعد هذه المؤتمرات أولى الخطوات باتجاه (تدويل) القضية القبطية في مصر.جدير بالذكر أن أول مؤتمر قومي/ديني للأقباط كان باسيوط عام 1911 وفيه صاغوا لأول مرة جملة من المطالب السياسية منها: زيادة التمثيل القبطي في المجالس المنتخبة والمساواة في إسناد الوظائف الإدارية وتخصيص الموارد المالية، الخ.

سليمان يوسف... كاتب سوري آشوري..مهتم بحقوق الأقليات.
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبرز رسائل الانتفاضة الإسلامية على الرسوم الدنمركية
- انشقاق شارون وخدام في الميزان الديمقراطي
- المسيحية تصلب من جديد في الشرق
- خدام يحرج النظام والمعارضة
- من المشهد السياسي السوري
- لبنان لم يعد لبنان
- الحوار المسيحي الإسلامي ولأفق المسدود
- الخطأ والخطر في اعلان دمشق
- معركة الدستور في سوريا .. رؤية آشورية
- سوريا على المحك
- سوريا باتجاه المجهول
- ميليس والخيارات الصعبة أمام دمشق
- المسيحيون بين التعريب والتهميش السياسي
- غزوة مانهاتن والحرب على الإرهاب
- ماذا بقي لحرية الراي في سوريا
- وقفة مع حديث الأسد لمجلة دير شبيغل الألمانية
- نعم ياقداسة البطريرك..زكا
- لا...يا قداسة البطريرك زكا عواص
- الحركة الآشورية السورية بين السلطة والمعارضة
- المستقبل السياسي لمسيحيي سوريا


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سليمان يوسف يوسف - تدويل قضية أقباط مصر