أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد المسعودي - المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية















المزيد.....

المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اصيبت المدرسة في العراق بالكثير من التعثرات والتراجع بل نقول اصيبت بركودها الكبير والمزمن عن انتاج الوعي التربوي الناجع من حيث القدرة على تدشين وعي طلابي جديد غير مؤصل فية ذاتية الصور المنضبطة ضمن إطار السلطة وأساطيرها وبطولاتها التي تضفي قيم التماثل والتجانس داخل البنية الاجتماعية المكدس فيها تراتبيات هائلة من خلق العالم والاشياء والمعرفة في صور غير قابلة للحركة والتغيير على نطاق المجتمع التربوي سواء تعلق ببنية الاسرة البطريريكية الابوية او تعلق الامر بسلطة المعلم " المدرس " الابوية بشكل سلطوي بعيدا عن مناهج التعليم الحديث والقائمة على توخي الحذر من مجموعة من السلوكيات المتعلقة بالمراقبة الشديدة والعقاب الصارم بلا اية نزعة عاطفية تؤدي الى ممارسة التأثير على تطور المستوى المعرفي لدى الاجيال التربوية الناشئة او تكوين حقول من التواصل المعرفي الاجتماعي بين المناهج التي تبثها المؤسسة التربوية وبين المعرفة كثقافة منتجة لديها الحضور داخل المجتمع ، حيث ماتزال المدرسة عامل تفريغ دائم للكثير من مستويات الفقر التربوي والمعرفي ، وذلك بسبب الكثير من المشاكل المرتبطة بقدرة السياسي في التأثير على الجوانب الاخرى من اقتصادية واجتماعية تربوية ..الخ هذا السياسي عمل على توزيع العنف ضمن المناهج التربوية وضمن الكثير من احتفالات السلطة واساطيرها ومن ثم أصبحت الاجيال التربوية من القائمين على المؤسسة التربوية تشي بهيمنة عاملي الاطلاق القيمي والمعرفي ، ومن ثم انعدم هنالك الجدل الذي من الممكن ان يقود الحياة والمجتمع الى تكوين أصول جديدة من التطور التربوي لدى الاجيال القادمة ، كل ذلك عملت على تصديره المؤسسة العسكرية ليس في العراق فحسب بل ضمن أكثر الدول العربية التي تكون لديها النظام الشمولي من حيث السيادة المجتمعية والتأثير المطلق للحقيقة غير المتسامحة والتي تروج العنف ضد الاخرين .
ان المدرسة اليوم تفتقد الى وجود المؤسسة " العائلاتية " المتكافئة والمتوازنة من حيث القدرة على تمثل الاختلاف التربوي والثقافي كجاهز مقبول لدى هذه المؤسسة ، إذ مايزال الطالب يعاني من سوء التلقي التربوي وذلك لعدة اسباب تتعلق بضعف النشاط التربوي وفساد المؤسسة من حيث القدرة على ممارسة التعليم الجيد ، إضافة الى الافتقاد الى المتابعة الابوية الدائمة بسبب الانشغالات الوجودية والمرتبطة بعامل الحياة بأشكالها الاقتصادية والاجتماعية المصابة بالفقر الثقافي والمعرفي والادراكي ، كل هذه الوقائع تشكل الاطار الآني السائد للوعي التربوي .
ان المعرفة في مجتمعاتنا لا توجد من حيث تمثلها كمنتج ثقافي يعمل على خلق المجتمع المتحرر من الكيلشيهات الجاهزة التي تبثها الثقافة الموروثة عن السائد القيمي والاخلاقي ، هي معرفة لاتنتمي الى فضاءات التعدد في أزمنتنا الحاضرة ، ومن ثم لاتستطيع ان تستوعب الكل الاجتماعي ضمن صيرورة بشرية معينة مؤصل فيها جدلية النفي وتطور البنى الاجتماعية وتغيرها من شكل الى آخر بفعل عاملي التغيير الذي يصيب البنية الاجتماعية نتيجة التغيرات التي تضفيها الدولة وجاهزية قيمها طيلة التاريخ العربي الاسلامي ، هذه المعرفة لدينا مغلفة في كثير من الاحيان بأدوات الوعي المسبق حول ما يحيط مجتمعاتنا من عادات وتقاليد وتمثلات قيمية مجسدة كرأسمال معنوي ومحرك للكثير من الافراد داخل المجتمع، وذلك لان هذه المعرفة مرة اخرى غير مصابة بعامل الارتجاج وتأكيد الدور الانساني في ترسيخها وتثبيت قدراتها على الاستمرار والبقاء او على التغيير واحداث القطيعة المعنوية والمادية معها وذلك حسب طبيعة السياسي الذي يبرر بقاء السائد القيمي والمعرفي كتأبيد لمصالحه ومنافعه من الدولة وما يشملها من خيرات مادية ومعنوية .
ان المعرفة التي توجد ضمن فضاءات الصف التربوي لاتعمل على الخروج من حالة ما اسمية " بالتخصص الانضباطي " داخل المنهجية المدرسية سواء تعلق الامر بتدريس المناهج العلمية كالرياضيات والكيمياء او بمناهج العلوم الانسانية كالتاريخ والاداب ..الخ حيث تعمل حالة التخصص الانضباطي الى عدم وجود وعي ثقافي شمولي بجميع معطيات الواقع الاجتماعي لدى الذات وما تحمل من متناقضات وآثار سلبية ، فمثلا وجود المجتمع الرافض لثقافة الكتاب والمعرفة داخل السياق التربوي يؤكد ضعف الذائقة المعرفية والثقافية لدى الطلبة ، حيث ما تزال اكثر المؤسسات التربوية تفتقد الى تأسيس ذائقة معرفية معينة تنتمي الى الادب والشعر والموسيقى ومن ثم تاصيل الجانب الوجودي المعاش باعتباره مصدرا حيويا للابداع والخلق والتجاوز، وذلك لانها مشبعة بعقود من تعددية السجن الاجتماعي والثقافي ،التي عملت على تأبيد الزمن المعاش من خلال نفي أبعاده المتعلقة بالزمن الماضي الذي يحيط الذاكرة المجتمعية والزمن الآني الذي يكاد ان يكون في حساب الملغي من حيث القدرة على ممارسة الذات الوجودية ابداعا ومعرفة وشعورا وتمثلا لقيم لاتؤسس الاجترار والتقليد والاتباع ، والزمن الاخير المرتبط بالمستقبل الذي يحمل بدوره تراتبية الالغاء من حيث عدم وجود الستراتيجيات التي تحطط وتطور وتنجز الكثير من البرامج المجتمعية المساهمه في تطوير قدرات الافراد ومداركهم ، ومن هنا من الممكن ان نحدد الادوات التي تساعد على تجاوز الواقع التربوي المتردي من حيث عدم تمثل المعرفة كنسق ثقافي قادر على إحداث التجاوز وتحقيق الكثير من التقدم في طرق واساليب التعليم في العراق نحددها من خلال :
1- تحقيق التوازن داخل المؤسسة التربوية ، حيث يوجد هنالك مجموعة من العلاقات العائلاتية بين التدريسين انفسهم بلا إرادة معينة للالغاء وتفضيل الذات على حساب الآخرين من أجل مكتسبات آنية يتداركها جميع من يسعون الى المناصب الادارية بعيدا عن طبيعة الكفاءة والخبرة والامكانية في الطرح التربوي الذي يؤدي الى إحداث المكتسبات ضمن شكلها المطور لقدرة الافراد على النجاح والتقدم في المناهج التربوية مع ارتباطها بعاملي المعرفة والمثاقفة وانتاج ذوات مرشحه للاختيار الحر والمدرك للافكار والقيم التي تؤصل سلوكا في غاية التمدن والتسامح داخل المجتمع
2- إيجاد منافذ متعددة من القدرة على الاستيعاب والفهم والتلقي لدى الطلبة من خلال تطوير المناهج التربوية ، بحيث يغدو الدرس ذاته أكثر تشويقا وقبولا إذا تمتعت المؤسسة التربوية بفاعلية وقدرة في تحقيق الاندماج بين المادة التربوية وما يحيط العالم الاجتماعي من وقائع ومعارف ، حيث يعد غياب القدرة على تطوير الخيال الذكي لدى الطلبة أمرا حاضرا بشكل جلي ، ومن ثم هنالك الادوات التي تدعو الى تبلد الذهن وليس الى تطويره وتحريك قدراته نحو خيارات تأخذ في تعدد منافذ الابداع والخلق لدى الطلبة ، فعملية تطوير الخيال الذكي لدى الطلبة من الامور التي تؤسس قابليات مختلفة ومتجددة من حدود الفهم والابداع بشكل كبير .
3- العمل على تأسيس ما أسميه هنا بالمعرفة " الشكية " اي تلك التي تحاول ان تجعل كل ماموجود من معارف ومنتجات قيمية بشرية مستوعبة من خلال أطر وخيارات النظرة التي لا تحمل النهائية والوعي المعطى بشكل مغلق وغير قابل الى تماثل العالم والحياة يشكل عام ضمن الثقافة النسبية الحاملة لجميع عناصر السؤال والشك والدهشة والابداع ، هذه المعرفة تقود الى تأسيس وعي حقيقي وغير زائف من خلال تمثل الواقع المجتمعي السائد وتداخله مع المناهج التربوية ، رغم صعوبة ذلك لان السلطة دائما ما تحيط مجتمعاتها ضمن قابليات واحدة ونهائية حيث يتطلب آنذاك زحزحة الشروط التي تنتج التغييب الفكري والثقافي ، بحيث تتحول المدرسة ذاتها من حاضنة لتلقين معارف وانساق السلطة السائدة والتي تحمل شموليتها الى مدرسة لتخريج مجتمعات بأكملها لاتعيش القلق الوجودي والانساني ، خصوصا إذا تحولت المؤسسة التربوية الى ثكنة عسكرية يودع فيها كل مناهج ومصادر عسكرة العالم الاجتماعي المعاش .
4- العمل على تأسيس انسكلوبيديا اسلامية عربية فيما يخص المعارف والقيم التي تخص الاهتمام التربوي والمعرفي رغم إرتباطها اي هذه المعارف بإمكانيات زمنها المعاش بحيث لاتتحول هذه المعارف الى جاهز قيمي حيث يتم تبنيها من خلال الرؤية النقدية التي تشمل المحركات التي دعت الى انبثاقها وتطورها داخل حقلها الاجتماعي والثقافي السائد آنذاك ، هذه الانسكلوبيديا تبدأ من خلال تعريف الطلبة بالهويات الثقافية المتعددة التي انتجتها الذات العربية الاسلامية عبر أزمنة متتالية ومختلفة ، خصوصا في العراق الذي يحمل تاريخا من المعارف المختلفة وفقا لطبيعته المؤسسة على تعددية المذاهب والاديان والقوميات ..الخ حيث من الممكن ان يؤسس ذلك الى التقارب المعرفي والانساني بلا قدرة معينة لتأسيس خيارات النبذ والتحريف والاتهام من خلال جاهزية السلطة الشمولية الواحدة وثقافتها .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات السجن - أخلاقيات العذاب
- الاعلام العربي .. الى اين
- مشروع الدولة في العراق بين الطائفة والعرق
- الفلسفة والدولة
- تخلف السياسي - تبعية الثقافي
- ماذا تريد الدولة من المجتمع؟
- وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية
- المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع
- نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة
- الذات العراقية بين احتلالين
- المرأة العراقية بين الواقع والمثال
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...


المزيد.....




- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...
- البيت الأبيض: أوقفنا شحنة أسلحة واحدة لإسرائيل ولن يكون هناك ...
- -حزب الله- يعلن قصف شمال إسرائيل بـ -مسيرات انقضاضية-
- -ضربات إسرائيلية- شرق رفح.. ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق ...
- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد المسعودي - المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية