أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الشتيمة الجنسية الفاحشة ..















المزيد.....

الشتيمة الجنسية الفاحشة ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشتيمة الجنسية الفاحشة ..
أمر مؤسف وخطير ما أصبح عليه حال مجتمعنا ، في الآونة الأخيرة ،مع الكثير من التصرفات الرعناء المرفوض دينيا وأخلاقيا وقانونيا، والتي لا تنم إلا عن قلة الحياء وسوء الذوق ، وعلى رأسها استسهال التلفظ بالكلام النابي في الأماكن العامة ، دون مراعاة لحدود اللياقة واللباقة والتأدب ، التصرف الذي لا يمكن قبوله حتى من الحمقى والمغفلين ، الذين لا حرج عليهم كما يقال ، لافتقارهم لأدبيات السلوك وطرق التواصل ، ودبلوماسية التحاور، فكيف يقبل من العقلاء –أو الذين يبدون كذلك- الذين من المفترض فيهم معرفة حدود الكلام ، ووقع النابي منه على النفوس ، وما يتركه فيها من خذوش وندوب ، لأن الكلام ليس مجرد خواء ، يدخل من أذن المرء ويخرج من أذنه الأخرى دون أن يترك أثرا من فرح أو حزن ، كما يعتقد رجل الشارع البسيط ، فما يدخل الأذن لا يخرج منها أبداً ، إلا بعد أن يصل إلى مبتغاه ، ويستقر في أعماق النفس ، لأن بين الأذنين دماغاً يفكر ويحس..
موجب هذه المقدمة هو واقعة مخجلة حضرت أطوارها المستفزة ، قبل أيام في مكان عام هو "ترام" الرباط ، وكان بطلها شخص يبدو من أناقة هندامه، وتنميق لحيته ، وما يتأبطه من جرائد وكتب ، أنه شخصية محترمة وعلى علم بأن قيمة المرء ، ومنزلته عند الناس فيما يتلوه من كلام جميل، وما يذكره من عبارات رقيقة تنفذ الى القلب ، وأنه يعرف مفعول الكلمة الجارحة في النفوس ، وما تتسبب لسامعيها من إذاء وإيلام ، حتى لو لم يكنوا هم المقصودون بها ، بدليل ، قوله سبحانه وتعالى : "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ " إبراهيم: 24-26، وأنه ، بدون شك ، ممن يحفظون الحديث الشريف القائل: إن الْمُؤْمِن ليس بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ" ، ولكنه ، مع الأسف، فاجأ جميع ركاب "الترام" بتصرف فج مستهجن وقبيح ،زلزل المكان باللعن والطعن، وسوء الكلام وفاحشه ، الذي استرسل فيه بلا عناء ولا انقطاع ولا مشقة دون احترام لمن حوله من الناس ، الذين انقسموا في أمره بين مستاء مندد ، لشعورهم بالتعرض للإهانة من سفه كلام الرجل وفحشه ، وبين غافل غير مبال بخطورة ما دار حولهه من مستفز التصرف ، وكأن العالم بألف ، وبين مبتسم فرح بما سمع من "معيور" جارح و"حشيان الهدرة" خادش للحياء ، وتعابير"خايبة" نابعة من نفس خبيثة ، بكل ما تحمله من عنصرية دينية وعدوانية جنسية ، والتي تمحورت في مجملها حول الشتيمة الجنسية - التي هي من الشتائم التنفيسية ، التي تُروح عن النفس ، مثلها مثل الشتيمة الدينية أحيانا للإله أو للمعبود بشكل عام - التي اعتمد الرجل فيها على ذكر الجهاز الجنسي التناسلي لأمهات المسبوب ولأخواته بشكل صريح ، للتعبير عن شدة غضبه ، وافراغ شحنة حنقه ، وتأذية مشتومه والتقليل من هيبته وتحطيم معنوياته ، كما درجت العقلية المغربية القديمة التي لم تتخلص من رواسب الماضي ، والتي أظهرت الشتائم الشائعة في موروثها الثقافي الشفهي الشعبيي محورية فَرْج الأنثى في أغلبها، حيث يعتبر مجرد ذكر العضو التناسلي الخارجي الأنثوي ، سبّةً مشينة ، يشعر معها المشتوم بذكر اسم جهاز أخته "... أختك" أو جهاز أمه التناسلي "...أمك " ، أو مؤخرة أمه " ط...ز أمك"أو مؤخرة أخته"ط...ز أختك" ، بالإهانة والإحساس بالإحتقار ، وكأن الجهاز التناسلي الأنثوي عيب في حد ذاته ، سواء ذكر بالقول الصريح أو بالإيحاءات الجسدية المباشرة المعروفة ، والتي لا تقتصر على المجتمع المغربي والبلاد العربية وحدها، كما يتبادر لبعض الأذهان، والشائعة في الكثير من الشعوب غير العربية التي تتمحورة لديها هي الأخرى تلك الشتائم الجنسية حول العضو التناسلي للمرأة ، كما هو حال لفظ "كسُّ أمك" ،أي فرج أمك ، في العامية المصرية ، والذي يعتقد الباحثون ان أصله من اللغة التركية ، حيث يقال للبنت أو الفتاة باللغة التركية " كز " kiz، ويقال أيضا ان أصلها من بلاد فارس وذلك لأنها موجودة في اللغة الفارسية ومعناها الفرج أي العضو التناسلي الأنثوي ، حيث تستخدم في الفارسية في حال أراد شخص أن يشتم أم شخص آخر يقول له: "كس ننت" وتعني ، كس أمك، أو "كيرت تو كس ننت" ويقصد بها عير في كس أمك ، ويبدو أنها انتشرت هكذا وأصبحت تطلق عند الكثير من العرب على العضو الانثوي .
والسؤال هنا والذي يطرح نفسه بإلحاح هو: لماذا لا نسمع شتائم للعضو الذكوري ؟ ولماذا الشتائم الجنسية منصبة فقط على ذكر العضو الأنثوي أمام الناس ؟ ولماذا كل هذا التأثير على مكانة الشخص المشتوم اجتماعيا ، وعلى مكانة المرأة الاجتماعية الاجتماعية والثقافية ؟، ولماذا ذكر العضو الذكوري لا يعتبر سبة تؤدي إلى التقليل من الهيبة الاجتماعية للمشتوم ، وتدل على ارتفاع مكانة الذكر الاجتماعية على اعتبار أن الرجل لا يعيبه سلاحه أو قضيبه أو جهازه التناسلي ؟ وهذا لا يعني أنه لا توجد شتيمة أو مسبة تلحق الاهانة بالرجل ، بل هناك شتائم جنسية كثيرة تجلب العار على الرجل المشتوم بها ، وتترك في نفسه أثرا أشد من الضرب الجسدي ، وتتمحور في غالبيتها حول والشذوذ واللواط والضعف الجنسي والخصي ، وهي مستعملة بكثرة على الصعيد الشرقي والغربي والعربي وحتى الأوروبي ،كما في الشتيمة الجنسية التي ذكرها المتنبي في قصيدته التي هجا فيها كافور والإخشيدي بقوله:
من كل رخو وكاء البطن منفتق:: لافي الرجال ولا النسوان معدود.
صار الخصي إمام الآبقين بها ::فالحر مستعبد والعبد معبـــــــــود .
ومن علم الأسود المخصي مكرمة::أقومه البيض أم آباؤه الصيد.
ومن بين الألفاظ المسيئة للرجل في الدارجة المغربية "الزامل" التي ترادف في اللهجة المصرية القديمة كلمة أو مسبة(مَنيكْ) والتي هي من : ناك، وينيك، ومتناكة، بمعني يجامع وفي القبطية اللهجة الفيومية: نويك، وفي اللهجة أخميمية: ناييك، وفي اللهجة الصعيدية: نايك ، هذا اللفظ الذي استخدم في الأدب تعبيراً عن الفعل الذكوري سواء مع الأنثى أو بطريقة الاستمناء، وظهر التعبير كثيرا في النصوص الدينية المقدسة وفي مادتها المعجمية نجد أيضاً: نكيكي بمعنى يعشر، نكو بمعنى زير نساء، نكك بمعنى مضاجعة الفتيان. وانتقلت الكلمة الي اللغة العربية نيك: ناكها ، ينيكها بمعنى جامعها.
وفي الختام أسجل ملاحظة أساسية ، هي أنه لم يهتم كثيرا بالكتابة في هذا الموضوع الشديدة الحساسية والكثيرة التعقيد ، ولما فيه من كشف لبعض الحقائق التي لازالت تعد طابوهات محرمى ، ولما فيه من كشف لعيوب المجتمعات وكيف تصرفها في حالة الحنق والهيجان وفي حالة الإحساس بالظلم وكذلك في التعبير عن الواقع اليومي البائس بعيدا عن تصنع فعل التحضر في الأوقات العادية..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العذرية البيولوجية والعذرية السلوكية ؟؟
- هل أحزن في عيد ميلادي؟؟
- الكمبارس Compars
- شواطئ بحورنا الجميلة ؟؟.
- المال السايب و -فنطزة - حج الوجاهة!!
- عيد ميلادي والعيد الكبير !!
- كلنا معنيون بالقضاء على الإجرام !!
- ظلم الأشرار أهون من صمت الأخيار !!
- هاجس الكتابة .
- توقيت انطلاق المشارع لا يقل أهمية منها!!
- الجنس أساس بقاء النوع البشري.
- لتعزير والعقاب وحدهما لا يقضيان على الظواهر المشينة والمتخلف ...
- التعزير والعقاب وحدهما لا يقضيان على الظواهر المشينة والمتخل ...
- الجنس ليس عملية ميكانيكية بحتة!!
- كل الاعتزاز والتقدير لشجاعة السيدة نجاة عتابو
- اطفالنا بين الواقع والمأمول!
- من وراء انتشار صرصار الطرقات -التريبورتور- ؟
- عود بعد غياب اضطراري !!
- من حق الملك أن يغضب من أجل شعبه !
- فساد الحكومة ، شماعة التنصل من الواجبات


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الشتيمة الجنسية الفاحشة ..