أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الزواج قداسة .. أم تعاسة؟














المزيد.....

الزواج قداسة .. أم تعاسة؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 02:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتقد علماء الاجتماع أن الزواج هو رابطة اجتماعية مقدَسة، الهدف منها لم شمل زوجين اثنين – رجل وامرأة- بعنوان زواج- تحت سقف واحد لتكوين أسرة يكون فيها استمرار الحياة وادامتها.
يريدون القول بأن غاية وهدف الزواج هو لغرض بناء اسرة ومن ثم انجاب اولاداً، وبهم تستمر الحياة ويبقى النسل البشري مستمراً لا تشوبه شائبة الانقطاع.
وهذا الاعتقاد، بقدر ما أنه صحيحاً الى حد ما، إلا أنه ليس صحيحاً من جانب آخر، إذ أن معظم الذين يرغبون بالزواج ليس لغاية الزواج نفسه، وإنما الغاية الحقيقية هي اشباع الرغبة الجنسية العارمة، ولاسيما لدى الشاب الذي اكمل الثامنة عشر من عمره، حيث تكون الطاقة الجنسية لديه قد بلغت ذروتها ولم يعد بإمكانه السيطرة عليها. فقط نستثني من الرجال الذين يتزوجون، وبعد عدة سنوات حيث يشبعون الغريزة الحيوانية، فيفكرون بالإنجاب اذا لم يحصل من الزوجة علامات الحمل، أي قد تكون عاقراً او لسبب آخر من الاسباب المرضية الاخرى. فيقوم بتطليقها بعد قضاء وطره منها، أو أن يتزوج عليها بأخرى، أن وافقت هي على ذلك، ومثل هذا قد حصل الكثير، واني على معرفة بأناس حصل لديهم مثل هذا.
إذن الغاية من الزواج- كما ذكرنا- هي ليست بناء اسرة كما يعتقد علماء الاجتماع ابداً، فلو أن الاتصال الجنسي بين الرجل والانثى ليس فيها لذة شهوية حيوانية، نعتقد لما حصل ولم يحصل الزواج من سابع المستحيل. وأريد القول: نحن (الرجال والنساء)عبيداً للغريزة الجنسية، وبهذه العبادة يحصل الذل والهوان.
وقد أدرك العديد من الفلاسفة والمفكرين، قباحة هذه العبادة فاعرضوا عن الزواج وعاشوا احراراً في حياتهم، امثال الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري، والفيلسوف الالماني نيتشة، واستاذه شوبنهاور، وكذلك الموسيقار العالمي فانغر، وغيرهم الكثير جداً. وربما يقول قائل: إن هؤلاء طالما عاشوا عزاباً ولم يخلفوا ذرية فهم عاشوا تعساء وماتوا تعساءّ؟. ونقول: أن معظم الذين تزوجوا وخلفوا هم اكثرهم تعساء والذين عاشوا ويعيشون حياتهم نكد في نكد ومرارة في مرارة، ما هو معروف في جميع مجتمعاتنا.
وبهذه المناسبة يقول عالم الاجتماع الفريد آدلر في كتابه" فن الحياة": إن الزواج لا يكون زواجاً الا اذا حافظا الطرفان على عهودهما دون انتقاص أو تحوير، وفي هذه العهود يكون قرار إنجاب الاطفال... وأن الزواج الصالح هو احسن وسيلة لدينا لتنشئة أجيال المستقبل، ويجب أن يكون هذا هو هدف الزواج. ويضيف والزواج ما هو إلا وظيفة تتطلب الكثير من العمل، كما أن للزواج قانونه وقواعده التي تحكمه.
ويعني آدلر أن الغاية من الزواج تنشئة أجيال، ناسياً أو متناسياً أن الهدف من الزواج هو اشباع الغريزة الجنسية بالدرجة الاولى، بعد ذلك يفكر الطرفان بالإنجاب(وانا أعرف زوجين يعيشان الآن اكثر من عشرين سنة وهما لم ينجبا ابداً). وحقيقة أن كلام آدلر فيه مغالطات كثيرة وأمور غير واقعية، حيث أنه يريد أن يقنعنا بأن الهدف والغاية من الزواج هو لبناء اجيال مستقبل فحسب، ولو علم هذا الشخص بأن الانجاب لو كان من دون شهوة جنسية لما تورط الرجال في هذا قط، كما بينا ذلك.
ولم يكن شيء تندمت عليه في حياتي بقدر اقدامي على الزواج حيث حصل هذا قبل اثنين وعشرون عاماً مضت، برغم أني خلفت ثلاثة اولاد وبنتين. لكنني بالمقابل، خسرت سني عمري ومستقبلي وحرمت نفسي من أمور كثيرة من أجلهم، ومنها لم أستطع حتى طبع كتبي ودواويني الشعرية، على الرغم من إني حصلت على ملايين الدنانير، لكنني صرفتها عليهم جميعها، ورجعت خالي الوفاض، لم أستطع حتى شراء كتاب أردع به فضولي الذهني. واشعر اليوم بانني تعيساً ولست بسعيد، إذ ماذا حصلت بالتالي؟، وهل أن الزواج هو هذه المضيعة للوقت وللعمر واهدار الأموال والمعاناة وتعب الحياة وقسوتها؟، فلو كان الزواج هو هذا فهي إذن الخسارة الكبرى للحياة التي لا نعلمها ما هي ولا ندرك كنهها؟ بل هي بتعبير بعضهم لا تساوي عفطة عنز.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلن الحاده فقتلوه!
- ملك أحمد يغتصب زوجة ولده
- فتاة النادي- قصة قصيرة
- أنا وهابي!
- مقال في العبادة
- مقالٌ عن الألم
- نحن و(الحمير الذين يحملون اسفاراً)!
- سؤال نشأة الخلق
- (الانسان مقياس كل شيء)
- حين كنتُ متطرفاً !
- -الطمع فسّد الدين-
- ما هو العرفان؟
- سلمان الفارسي (المعلم الثاني)
- الاوائل في الفلسفة والعلوم(4)
- الاوائل في الفلسفة والعلوم (3)
- اللاأدرية (الفصل الثالث) والاخير
- اللاأدرية (الفصل الاول)
- اللاأدرية (الفصل الثاني)
- نيتشة يفتي بجهاد النكاح!
- الاوائل في الفلسفة والعلوم(2)


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الزواج قداسة .. أم تعاسة؟