أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز















المزيد.....

شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يحصل في تاريخ حكومات العالم ولا في تاريخ الشعوب ما حصل بزمن حكم احزاب الأسلام السياسي في العراق بعد (2003).والسبب الرئيس أن الذين استلموا السلطة من المحتل الأمريكي..اعتبروا العراق غنيمة،فتقاسموه فيما بينهم.
لا نريد ان نتحدث عن ماضيهم (النضالي) فكثير مما كتب عنهم من الذين خبروهم عن قرب..يخجل الكاتب ان يذكره،واعني عددا من قياداتهم الذين كانوا لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة يوم عادوا واصبحوا الان يملكون مليارات الدولارات واثمن العقارات ،وافقروا حتى الجماهير البنسفجية التي انتخبتهم.
كان اقبح ما فعلوه انهم اشاعوا الفساد وجعلوه شطارة بعد ان كان يعدّ خزيا في قيم العراقيين. فعشائرنا كانت تشترط ان لا يكون طالب يد امرأة منها سارقا،فيما قادة احزاب الاسلام السياسي جعلوا من شيوخ العشائر لصوصا.وكان رئيس الدولة لثمان سنوات اكبر راع للفساد في تاريخ العراق.فمع انه اعترف علنا بأن لديه ملفات للفساد لو كشفها لأنقلب عاليها سافلها،فانه حمى فاسدين نهبوا المليارات لأن بينهم من اعضاء حزبه..واهله!
ما يعنينا هنا ليس تعداد ما افسدوه ولا احصاء قبائح ليس لها حد،بل ما فعلوه بأكبر شريحة اجتماعية وأقواها طاقة انتاجية..المتمثلة بعشرة ملايين شاب عراقي.فبرغم انهم عانوا ثمان سنوات عاشوها في الحرب العراقية الايرانية تلتها ثلاث عشرة سنة من حصار على العراق،فان ما يعانونه الان في زمن حكم احزاب الاسلام السياسي..أمرّ وأقسى وأوجع،ليس لفضاعته فقط بل ولأنه عكس المنطق،لأن النظام ديمقراطي بمعنى انه يعتمد مبدأ العدالة الآجتماعية،وأن قادتهم اسلاميون بينهم معممون يفترض انهم يطبقون حكم الاسلام في العدالة والنزاهة ورعاية الناس.
الجريمة التي ارتكبها هؤلاء (القادة) الفاشلون سياسيا،الذين استفردوا بالسلطة والثروة،انهم ادخلوا الشباب في دوامة سيكولوجية..دوامة توالي الخيبات وايصالهم الى حالة الاحساس بانعدام المعنى من الحياة،والشعور بان وجودهم في العراق لا قيمة له..وكان امامهم حلاّن:الهروب من العراق (الهجرة) او البقاء فيه اضطرارا.ولأن قسما كبيرا منهم ما عاد يطيق الواقع،فانه راح يفتش عن وسائل تمكّنه من الهروب من هذا الواقع،فوجدها في ثلاثة:المخدرات والمهلوسات والانتحار.
كنا تحدثنا في مقالة سابقة بالمدى عن الانتحار وأوردنا بالأرقام تضاعف حالاته بين الشباب في زمن حكم الأسلام السياسي موثقة بتقارير رسمية وصحافة عالمية تتمتع بالمصداقية..ونوجز هنا ما يثبت تضاعف تعاطي المخدرات والمهلوسات بين الشباب لتروا حجم كارثة لا تعيرها سلطة استغنت وطغت بما تستوجب من اهتمام.
المخدرات
ثمة حقيقة ،وليقرأها من هم في المنطقة الخضراء،ان العراق كان في السبعينيات وما قبلها يعدّ الأقل نسبة في تعاطي المخدرات. وبنشوب الحرب العراقية الايرانية ،بدأت المخدرات تدخل العراق..بل انها بدأت تزرع ايضا بحسب تقارير الاستخبارات الامريكية التي عزتها الى ان انقطاع التمويل المالي للجماعات الارهابية ادى الى زراعة اشهر نبتة مخدرات تسمى (الداتواره) بمناطق في محافضة ديالى،فيما افادت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة تقول بوجود ممرين رئيسين الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق مع إيران وافغانستان، والثاني يوصل إلى أوروبا الشرقية ، إضافة الى ممرات بحرية على الخليج العربي تربط دول الخليج مع بعضها..وثغرات واسعة تستخدمها العصابات الإيرانية والأفغانية.
الجديد في العراق الجديد أن العراق لم يعــد محطة ترانزيت للمخدرات فقط، وإنما تحوَّل إلى منطقة استهلاك بين اوساط الشباب تحديدا . والاكثر من ذلك،ان فلاحين في ميسان وديالى كانوا يزرعون الطماطة توجهوا الآن الى رزاعة الخشخاش والقنب والنباتات المخدرة الأخرى، ونجحت في تسويقها لان الربح فيها سريع ومغري.

والمفارقة ان التقارير الرسمية تفيد بأن مدنا عراقية ذات طابع ديني(كربلاء مثلا) جاءت في مقدمة المحافظات في نسبة تعاطي المخدرات،وان احصائية لمستشفى الرشاد المتخصص في الادمان افادت بان نسبة المراجعين زادت على 70%، وأن التعاطي الذي كان على صعيد الشباب والراشدين، صار الآن على صعيد المراهقين والاطفال ايضا!.وان مخدرات ما كانت معروفة في العراق صار الشباب يتعطونها بالآلاف. فوفقا لوكالة عراق برس اطلق قسم الصحة النفسية بمستشفى البصرة العام صرخة استغاثة لمساعدته بعد رواج تعاطي مادة (الكرستال) بين الشباب ابتداءا بالمراهقين ووصولا الى طلبة الجامعات. والكرستال هذا الذي يشبه زجاج السيارة المهشم يصل سعر الغرام الواحد منه (200)دولارا،يجعل متعاطيه ينسى واقعه ويحلق منتشيا في الخيال.

لم يدرك حكام الاسلام السياسي كارثة اضرار المخدرات بين اوساط الشباب،فهي على صعيد الشاب تؤدي الى: تلف الجهاز العصبي، تعطل الطاقة الانتاجية،ارتكاب جرائم سرقة ،الموت المفاجيء،والانتحار. وعلى صعيد الاسرة يصبح فيها الشجار افتتاحية الصباح وختام المساء،العدوان، قتل احد افراد الاسرة ، الخيانة الزوجية ،ممارسة البغاء والدعارة والقوادة واكراه محارمه على الزنا!..والزنا بالمحارم!!.فيما تؤدي على صعيد المجتمع الى تهرؤ النسيج الاجتماعي،انحرافات سلوكية واخلاقية وجنسية،زيادة معدلات الجريمة،وتراجع القيم الاخلاقية الاصيلة،فضلا عن انها تشغل الدولة بمعالجة المدمنين وملاحقة تجار المخدرات والمتعاطين واضعاف الطاقة الانتاجية وشلل التنمية.
في العاصمة بغداد،افادت التقارير بانتشار تعاطي المهلوسات بين الشباب.ومع تعدد انواعها (سوبيتاكس ،اكستازي ،باركيزول..) فان اكثرها شيوعا هي حبوب «ال سي دي»..وكلها تعمل على جعل متعاطيها يفقد صلته بالواقع،بمعنى ان الشاب العراقي المحبط،المخذول،المأزوم نفسيا..وجد فيها فرصة للهرب من واقع الخيبات والفواجع الى التحليق في عالم من النشوة والانطلاق بلا حدود.
ومرة اخرى نقول،ان السلطة لا تدرك حجم مخاطر هذه الحبوب،يكفي ان نقول عنها ان متعاطيها يذبح الانسان كما يذبح دجاجة،والشاهد على ذلك ان داعش كانت تستخدمه مع مقاتليها الذين كانوا يفجرون انفسهم ويتلذذون بقتل الآخرين ذبحا او حرقا.
وثالث الكوارث الاخلاقية،هي انتشار (الأيدز) بين اوساط الشباب،فوفقا لتصريح مدير عام صحة الكرخ لفضائية الشرقية، فان الايدز عاد الى العراق بعد خلوه منه لثلاثين سنة، وان بغداد تشهد اصابات كثيرة بين الشباب والشابات ،المتزوجين وغير المتزوجين.
نظرية سيكولوجية عراقية.
اعتاد علماء النفس في العالم استخدام الحيوانات (الفئران عادة) لاجراء اختبارات عليها تساعد على فهم الانسان حين يتعرض للضغوط مثلا. وعلى مدى (14)سنة الأخيرة،كان العراق فيها مختبرا سيكولوجيا على ارض الواقع تعرض فيها العراقيون الى ضغوط لم تحصل في تاريخ الشعوب المعاصرة،وقدمت نظريات جديدة لعلماء النفس..نجود عليهم بواحدة منها نوجزها في الآتي:
(هنالك علاقة طردية بين تزايد اقبال الشباب على تعاطي المخدرات والمهلوسات
وبين تزايد شعورهم بالاغتراب والاحساس بانعدام المعنى من الحياة ،
اذا كان حكاّم ذلك الوطن يزدادون ثراءا ويتركون اهله يزدادون فقرا).
خاص بالسلطة:
لأن الأطباء النفسيين وعلماء النفس المختصين بالصحة النفسية هم الأقدر على التعامل مع هذه القضايا،فان لدينا استراتيجية للتعامل معها والحد منها ، وكل ما نطلبه من السلطة هو توفير الفرصة لنا لأنقاذ جيل كامل من الشباب يتعرض الآن الى اخطر ثلاثة قاتلة: المخدرات والمهلوسات والأيدز..ورابعها الانتحار.
20/8/2017



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الزمن الديمقراطي..تضاعف حالات الانتحار في العراق (دراسة ع ...
- شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!
- المصابون باضطراب الهوية الجنسية..هل يحق قتلهم؟!(كرار ناشي) م ...
- سقطت داعش..وستسقط (دولة ) الطائفيين
- رجاء الى المقاتل عبد الوهاب الساعدي
- علمانيون..انتهازيون!
- ثلاث مناسبات لاعلان اليوم العراقي للتسامح. الدكتور حيدر العب ...
- قيم الحاكم بين عهد الامام علي لمالك الأشتر و-عهد- حكّام العر ...
- سيكولوجيا الصوم في رمضان (دراسة علمية)
- حكّام العرب:ترامب منك الأمر ومنّا الطاعة حتى لو كنت ضد الأسل ...
- قانون اضفاء القدسية على الفاسدين!
- أمراض قوى التيار العلماني وسبل معالجتها (ورقة لمشروع مؤتمر)
- العراقيون..بين الريال وبرشلون (تحليل سيكولوجي)
- ذاكرة الحروب في الشخصية العراقية والطريق لبناء السلام (2-2)
- ذاكرة الحروب في الشخصية العراقية والطريق لبناء السلام (1-2)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان (الحلقة الثالثة)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان (الحلقة الثانية)
- التاسع من نيسان..بوابة الفواجع والأحزان
- ثلث كبار الشيوعيين العراقيين..أبناء رجال دين!
- تنامي ظاهرة الألحاد في العالم العربي - دراسة علمية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز