أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف العادل - حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات















المزيد.....

حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الصعب أن يستوعب المتتبع لأول وهلة أن تقوم حركة حماس وبهذه البساطة وعبر الانتخابات العلنية السلمية التي جرت مؤخراَ في فلسطين( الضفة الغربية وقطاع غزة) بإزاحة سلطة حركة فتح الشمولية شديدة النفوذ والتي أحكمت الخناق بالحديد والنار ولسنوات طويلة على الساحة الفلسطينية،كنسخة طبق الأصل عن الأنظمة العربية الرسمية التي لن نعثر في تركيبتها الطبقية والسياسية على بذرة الحياة السياسية الديمقراطية.
وإذا ماأخفقنا كذلك في العثور على نفس البذرة لدى تركيبة حماس، فلا بد من السؤال التالي:
من أين أتت الديمقراطية إلى الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟!
بالطبع ثمة مفارقة تكمن في أن نموذجا غير عادي للممارسة الانتخابية الديمقراطية نفذته قوتان سياسيتان ذات ’بنى غير ديمقراطية في الإيديولوجية والسياسة والممارسة هما حركتا فتح وحماس, ومن هنا سأبحث عن مصدر كينونة هذا النموذج في مكان آخر والأسباب التي جعلت من الانتخابات الفلسطينية الديمقراطية ذات واقع ممكن تاريخياً بالوضعية والأفق الذي شاهدناه،من جهة أولى وجعلت حماس تكتسح المشهد السياسي والإعلامي في مختلف الأبعاد من جهة ثانية( الأسباب):
1. وصول حركة فتح إلى طريق مسدود على صعيد بنيتها التنظيمية السياسية، وعلى صعيد بنية سلطتها السياسية المجتمعية، ووصول الساحة الفلسطينية بعد عدة عقود إلى مأزق عميق ساد الحياة العامة حيث ديمومة الاحتلال وتردي الأحوال المعيشية وموات البرامج والحلول السياسية في سياق إقليمي وعالميٍ لا يقل أزمةً.
2.ركوب حماس موجة حركة التحرر الوطني الفلسطيني خارج السياقات التي أفلست فيها هذه الحركة ِبعد انطلاقتها الواعدة في ستينات القرن الماضي فجاءت الحركات الإسلامية بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص لتجدد هذه الانطلاقة تحت سمع وبصر التيارين( القومي واليساري) المفلسين أو المخفقين عربياً وفلسطينيا مما أكسبها حضوراً دعائياً لافتاً أعطاها مردودا سياسياً مستفيدةً من المعطيات التالية:
• معطى تاريخي يتمثل بارتكازها إلى وثوقية قاعدة اجتماعية موالية طائفياً( المسلمون السنة في الضفة والقطاع)
• معطى راهني حيث وزنها العسكري الجهادي على الأرض وإمكانية ترجمة ذلك إلى مكاسب سياسية في مواقع وهياكل السلطة الفلسطينية، وكان لها ماأرادت حيث تبوأت المجلس التشريعي وستشكل الحكومة على طريق موقع الرئاسة.
3.لعلنا فيما سبق نكون قد فسرنا سبب هزيمة حركة فتح وظفر حركة حماس، ويبقى أن نفرد الأسباب التالية التي كانت خلف ماتم من تداولٍ للسلطة بالطريق السلمي العلني الديمقراطي بين فتح وحماس:
• ضرورة ديمومة وحدة الصف الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني لفلسطين ورسوخ قيم وتقاليد المقاومة الوطنية في الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي، ومصالح أطراف هذه المقاومة في بقاء هذه الوحدة أكبرمن أي مردود آخر(إن وجد مردود) فيما لو نشب الصراع على السلطة والاقتتال الداخلي كخيار بديل للخيار السلمي ووحدة الصف والخندق والبندقية والتوجه.
• توازن الرعب الذي تقبع فوقه الساحة الفلسطينية، حيث السلاح المتكدس في مخازن القوى الفلسطينية والرؤوس الحامية التي تقود هذه القوى ، ما يحيل الساحة الفلسطينية إلى دمار وخراب أهلي شامل. ويبدو أن وعي هذه القوى قد وازن بين هذا الخيار العدمي وبين أي خيارآخرأفضل ’يبقي على مصالح الأطراف في حدودٍ تبقى أجدى مهما بدت دنيا، وهكذا تم الاحتكام إلى ورقة الاقتراع الفلسطينية.
• التوجه الديمقراطي العالمي والأميركي لاسيما بعد الاحتلال الأميركي للعراق/نيسان2003 ماجعل الإدارة الأميركية ترعى ضرورة اللجوء إلى الوسائل السلمية في صراعات السلطة، وهذا بالطبع ساهم في لجم نية حركة فتح في أية مواجهة ساخنة لحسم الصراع لصالحها.
• تقاليد العملية الديمقراطية التي تشهدها الساحة الفلسطينية بين الفترة والأخرى على صعيد الانتخابات البلدية والجامعات والمؤسسات الأخرى وقبول نتيجتها من قبل السلطة الفلسطينية مهما كانت.
والآن سيحتاج المشهد السياسي إلى إعادة قراءة على خلفية الوضع المستجد الذي خلفه( الانقلاب السياسي الفلسطيني) عبر نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية :
أ‌- على صعيد العملية السلمية( المسار الفلسطيني):أعتقد أن الأزمة السياسية الداخلية التي يمر فيها الكيان الصهيوني حالياً بعد انشقاق الليكود والغيبوبة الأبدية لجنراله(شارون) والصراع المفتوح بين مختلف الأحزاب والقوى الإسرائيلية إضافة إلى الحرج الذي سيضيفه نجاح حماس إلى هذا الكيان، سيعقد التسوية على المسار الفلسطيني، حيث ستقوم سلطة الكيان بتعطيل وإبطال أية استحقاقات تترتب على مفاعيل أزمتها بالتراكب مع نجاح حماس، التي هي الأخرى تضعها التركة الثقيلة التي ترثها بنجاحها هذا في عنق زجاجة الوضع الفلسطيني المأزوم أساساً ( احتلال وفساد سلطة وتردي الأحوال العامة)والذي سيشكل لسلطة حماس مشاغلة فاعلة عن الأولوية الوطنية الفلسطينية الأم( إزالة الاحتلال)، وأعتقد أن عبئاً جسيما يصعب على حماس تحمله جراء كل محاولات التوفيق بين الأولويات كافة لاسيما وهي تواجه عشية انتقال السلطة إليها ضغوطا دولية للنيل من ثوابتها الإيديولوجية والسياسية وفي مقدمتها إستراتيجية المقاومة وعدم الاعتراف بإسرائيل وانتزاع التنازلات العميقة والجوهرية منها لفرط عقد إهابها التبشيري المقاوم، وإبقائها في الحالة الإنكفائية الدفاعية.
ب‌- على صعيد المأزق الأميركي في العراقي:وهنا يمكن قراءة المسألة في تداخلاتها التالية:
• يشكل صعود حماس إلى رأس هرم السلطة الفلسطينية بالطريق الديمقراطي السلمي العلني بياناً عملياً للممارسة الديمقراطية يثلج قلب الإدارة الأميركية فتسجله في حسابها وتعزوه لوجود قواتها التبشيرية في العراق، حيث يمكنها الزعم بأنه قد تم تدجين حماس وحشرها في اللعبة السياسية لجني المكاسب الدنيوية على طريق تفكيك بنيتها المقاومة(الإرهابية...), تأسيسا لسحب البساط من تحت أقدام التيارات المتشددة كتنظيم القاعدة وغيرها.
• يشكل صعود حماس إلى رأس هرم السلطة الفلسطينية تثقيلاًلمحورإيران دمشق حزب الله الذي تشكل سلطة حماس امتداداً ورأس جسر متقدم له، مايحسن شروط صراع هذا المحور في إطار المشروع الأميركي الصهيوني في منطقتنا العربية، بنفس القدر الذي يمد حركة حماس بسند لوجستي إقليمي يعزز موقفها ومقاومتها للضغوط الدولية.
• سيضيف صعود حماس إلى رأس هرم السلطة الفلسطينية ورقةً فاعلة إلى جعبة النظام السوري الذي سيربض عبر حماس على مشارف الكنيست بما يعادل إن لم يكن يفوق الوزن العسكري والسياسي الذي يمثله حزب الله الذراع الإستراتيجي للنظام السوري في لبنان على مشارف جغرافيا الكيان الصهيوني.وهذا التعويض الذي يناله النظام السوري بصعود حماس قد يهيل التراب مرة وإلى الأبد على حكاية الحريري(الصريع..)ويبدو أن المكنة الإعلامية بدأت تفقد الذاكرة على هذا الصعيد هذه الأيام.
والآن.. لاأعتقد أن حماس ستفرط تحت أية ظروف بهذا المكسب التاريخي حينما ظفرت بالسلطة وانتزعتها بقوة الزمن من بين أنياب حركة فتح التي قد تستريح لبعض الوقت استراحة المحارب وتترك حماس تواجه مأزق الوضع الفلسطيني المتفاقم،واستحالة بناء أية جنة على الأرض، وعندئذٍ فقط يكون الشعب الفلسطيني كما أشقائه العرب قد هام على وجهه في فلوات الإيديولوجيات الخائبة، خيبة السياسة بتياراتها كافة( اليساري, القومي، الليبرالي، الإسلامي).



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز
- عشتار
- مسكين هو الشعب اللبناني في عيد الحرية


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف العادل - حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات