أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - في مجلس الغجر/قصة قصيرة














المزيد.....

في مجلس الغجر/قصة قصيرة


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


في مجلس الغجر
ابراهيم زورو

في عام 2001 كنتُ اعملُ في محل صغير، وامام محلي المتواضع كان هناك شخصاً اسمه فرحان يبيع الجوارب على بسطته الصغيرة، وبعد سنتين حسب ما قال لي جلبَ اولاده الاربعة ليعملوا بنفس المصلحة، واعمارهم تتراوح بين 15 و20 سنة، واحيانا كثيرة نلقي التحية على بعضنا ونرتشف شاياً، واستمرت صداقة المكان بيننا او قل ان المكان اجبرنا ان نكون هكذا، في يوم ما اتى فرحان الى محلي وطلب مني: ان اقوم بشتمه واهانته وزاد على ذلك بأن اضربه بعضاً من الكفوف على وجهه. استغربتُ لهذا الطلب! وامام اولاده ايضاً؟! قلتُ له يصعب علي فعل ذلك، الا ان كلامه كان لزجاً ورطباً اما ان لعابه بدأ يسيل او... اذا فعلتَ ذلك اعتبر انك تساعدني كثيراً كي أتفادى مشكلة عويصة، المهم اجبرني على فعل ذلك، ولم اقل له ما هي المشكلة، المهم بعد نصف ساعة اتاني مسرعا وقال جاء الرجل،
قمتُ بدوري بشتمه باقذع السباب، وكأنني اصبحتُ غجريا لا الوي الى احترام ذاتي ولا ذوات الاخرين، عندما كنت اقذفه بالشتائم تعجبتُ متسائلا كيف يسكنني هذا الغجري بدون علمي، عمري اربعة عقود ونيف لم اتعرض لاي امتحان من هذا القبيل، حتى بلغ بي قلة الذوق إن صفعته كفاً، بقول واحد قد نشرت قماشي الوسخ على ملىء الناس جميعاً، فلكل منا طريقته في الفهم. الرجل الذي لا اعرفه يفكر اني هكذا منذ ولادتي. وفرحان يحدث نفسه كان رجلاً محترماً ومربياً للاجيال ويرافقه المحترمين من ابناء مدينتي، لولا هذا لما وضعت عنقي بين يديه!؟ وانا اتعجب من الغجري الذي يسكنني بدون علمي، انه قد تجاوز هذا الغجري كل اعراف وتقاليد الغجر؟!.
ما إن خرج فرحان حتى قلتُ للثاني، أتريد شيئا ما؟ قال لي: اتيتٌ لاجل فرحان، الا انك قمت بدوري، وقلتُ له ما الذي تطلب منه اذاً، قال: لي بذمته 500 ليرة سورية، وناديت فرحان تعال وادفع له ديونه؟!.
المهم خرج الرجل حتى اتاني فرحان واولاده كي يثأروا لوالدهم، فقلتُ لهم: لكم الحق تماما فيما انتم فاعلون او قائلون ما تشاؤون، لإنني تطاولت كثيراً على والدكم، ولكن لا تقولوا لاحد فيما تقومون به، لاني اخاً لاسرة لا تفهم غير لغة الاهانات والصفعات والاشياء من هذا القبيل، لان اخوتي يعتبرنني اكثرهم احتراماً بينهم، حتى دخل محلي حاج احمد الذي يعرفنا تماما فقال عليكم ان تخرجوا من محله فهذا الرجل يوزع الاحترام على الناس جميعاً، هكذا اختفى هذا الغجري مقهقهاً ونام في سريره مرتاح البال وكأننا لم نلتق على وليمة فرحان...



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلا هل بلغت!
- فلسفة الاختلاف بين هنا وهناك
- هويته قيد التصنيع
- إسرائيلك ياموسى تكبر !
- المصطلح والمفهوم
- جريمة قتل الشرف
- حقوق الإنسان والايديولوجيا المخبأة
- في فلسفة الإقلاع عن الكتابة
- كلمة السياسي إبراهيم زورو خلال مؤتمر سميرأميس للمعارضة في دم ...
- شايلوك وإسطبلات أوجياس
- ترامب مقياس غبائكم
- فلسفة اوباما
- برسم تهنئة اردوغان
- اردوغان سكايبياً( ناشط اعلامي)
- ارهاب داعش بين الواقع والخيال
- التجار فقط من يبكون-حالة السورية نموذجاً
- ضاحية الفكر
- وحدانية لوط واحزانه
- قدسية الهجوم الروسي
- و...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - في مجلس الغجر/قصة قصيرة