أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابن تيمية شخصية نكوصية(5)














المزيد.....

ابن تيمية شخصية نكوصية(5)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 01:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1)
الشخصية الدينية، غالبا ما تكون شخصية نكوصية، أو هي كذلك، أي انها ميالة دائما الى اشباع رغباتها النفسية-بحسب علم النفس-، وتسعى دائما الى ذلك طالما هي تمتلك الشعور بنفوذها الديني وثمة من يستمع اليها ويأخذ بما تراه، وتفتي به من مسائل دينية واجتماعية، وتارة سياسية؛ وكل هذا له اسبابه ودوافعه النفسية، كما سنذكر.
(2)
ما هي الشخصية النكوصية؟
قبل أن خوض في مياه هذا المبحث، يتحتم علينا أن نعرّف القارئ الكريم بـ "الشخصية النكوصية" حتى يتسنى له فهم ما نريد قوله، وما توصلنا اليه بصدد هذا المفهوم.
جاء في "معجم علم النفس والتحليل النفسي": النكوص حيلة لا شعورية من حيل التوافق يقصد بها عودة الشخصية الى انماط من الدوافع أو السلوك أو من كيفيات الاشباع النفسي لرغباتها لا تعود تتفق مع مرحلة النمو التي وصلت اليها الشخصية... ومن ثم يأدي النكوص بالشخصية لأن يصبح سلوكا غريبا.
ويضيف: وتجأ الشخصية الى عملية النكوص هذه اذا استحالت امامها امكانية اشباع دوافعها بالطريقة السوية...وتلعب عملية النكوص دورا اساسيا في كافة الامراض والانحرافات النفسية، حيث نجد الشخصية التي بلغت مرحلة الرشد وقد تراجعت الى دوافع نفسية واساليب اشباع غير ناضجة لم تعد تتفق وما وصلت اليه الشخصية من نضج جسمي ومن عمر زمني. ولذا تضطر النفس البشرية في كثير من حالات نكوصها الى تحريف دوافعها... (راجع: معجم علم النفس والتحليل النفسي ص 465- 466، لمجموعة من الباحثين، دار النهضة العربية بيروت- لبنان، ط 1، بدون ذكر سنة الطبع.
(3)
من خلال دراستنا لشخصية ابن تيمية، وتدقيقنا النظر في فتاواه، وسيرته الشخصية، وعصره الذي عاش فيه، تحقق لدينا بأن شخصية هذا الرجل شخصية نكوصية، بكل ما تعنيه هذه المفردة. وهناك اسباب عديدة في هذا الامر، منها اسباب قد ذكرناها في مقالات سابقة، ومنها سنذكرها في هذا المقال.
(4)
ابن تيمية كان يرى أنه افضل من غيره، واكثر علمية من سواه، واكثر ذكاءً، ونلمس هذا من خلال العديد من فتاواه المخالفة لرجال دين سبقوه، وآخرين عاصروه، وهو من باب خالف تعرف. حتى أنه رد على جميع الفلاسفة وكفرهم ورماهم بالزندقة والضلال، والانحراف عن جادة الحق والصواب، خصوصا في كتابه (الرد على المناطقة)، وهو في هذا يسلك نفس نهج ابو حامد الغزالي، حينما كفر- هو الآخر- الفلاسفة ورد عليهم بأسلوب بذيء، في "تهافت الفلاسفة" وفي "المنقذ من الضلال"، حتى اننا كتبنا في هذا الخصوص مقالا بعنوان، " المنقذ من الضلال يوقع الغزالي في ضلال". لكن ابن رشد، جزاه الله خيرا، كان قد رد عليه ردا كان غير متوقعا في كتابه "تهافت التهافت" وكف المؤمنين شر القتال.
(5)
قالت الآية: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الآية:(48) من سورة الأنفال.
وشاهد الكلام في هذا قوله: " نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ". وهي حكاية عن الشيطان، يوم كان يزين للناس بعض الاعمال الخبيثة، ويلبسها ثوب النقاء والطيب، وبعد أن اتضحت له الامور الخافية، تبرأ من اتباعه، من الذين اخذوا بقوله وبنصيحته؛ وتركهم في ضلالهم لا يهتدون طريق الصواب؛ وهذا هو مصير الضال المخادع، الذي ضل الناس واضلهم، كابن تيمية هذا، فلآية تنطبق عليه من باب خداع الناس والكذب عليهم، وهم الدواعش اليوم وسواهم من الذين يدينون بفتاواه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم نفس الفتوى: ابن تيمية خريج سجون(4)
- تعريف -علم نفس الفتوى-
- علم نفس الفتوى: فتاوى ابن تيمية انموذجا (3)
- علم نفس الفتوى: فتاوى ابن تيمية انموذجاً(2)
- علم نفس الفتوى فتاوى ابن تيمية انموذجاً(1)
- الله في فكر عمر الخيام20/ 25
- ابو نواس متصوّفاً!
- الله في فكر عمر الخيام 19/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 18/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 17/ 25
- الله في فكر عمر الخيام16/ 25
- متى سيُقتل سامي الذيب؟!
- الله في فكر عمر الخيام 15/ 25
- الحلاّج والشيعة
- حينما نغتصب نساءنا
- الله في فكر عمر الخيام 14/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 13/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 12 /25
- الله في فكر عمر الخيام 11/ 25
- الله في فكر عمر الخيام10/ 25


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابن تيمية شخصية نكوصية(5)