أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مروة التجاني - كفاح المثلية الجنسية. شكراً .. الآن تورنغ














المزيد.....

كفاح المثلية الجنسية. شكراً .. الآن تورنغ


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5518 - 2017 / 5 / 12 - 02:11
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


قبل الدخول إلى عالم المثلية الجنسية يجب أن نكرم الأجيال الأولى التي عاشت في أزمنة سابقة، كانت أزمنة صعبة وشاقة عليهم، لم يكن لهم الحق بالأعتراف بمثليتهم بل وأبعد من ذلك دفعوا الثمن باهظاً عند اكتشافهم، كيف كانوا يلاحقون ويطاردون وينبذهم المجتمع؟ ، كانت المثلية وإلى زمن قريب عاراً .. الآن حان وقت تغيير هذا التفكير خاصة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والأسلامي، لتفتخروا بالمثلية الجنسية، لكن أولاً وقبل الخوض في المفاهيم العلمية والنظرية يجب علينا أن نكرم الجيل الأول، نعيد لهم الأعتبار مجدداً، نحن لا نعرفهم جميعاً حيث كانوا يتألمون بصمت، وفي هذا الصمت والوحدة والدموع التي بللت قلوبهم، سنبكيهم، سنحزن لأجلهم، لكن أيضاً سنذكرهم بكثير من الفخر وسنقدم اعتذارنا. اليوم سأقول شكراً الآن تورنغ .. سأشكرك بحق وبحب.

ولد تورنغ في العام 1912م ببريطانيا، كان منذ بداياته الأولى عبقرياً في الرياضيات بشكل خاص وكذلك في مجال الحاسوب والمنطق وتحليل الشفرات. عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان تورنغ يعمل في مركز فك الشفرة البريطاني وبخاصة في القسم المسؤول عن تحليل شفرات البحرية الألمانية، كان عمل المركز سرياً وعندما نجح البريطانيون في فك طلاسم الشفرات الألمانية كان يغضون الطرف عن بعضها، مثلاً تعرف بريطانيا أن المانيا ستقصف اليوم منطقة معينة ولكنها لاتقوم بصدها، كانت استراتيجية ناجحة من جانب السياسيين لأنهم بذلك لم يكشفوا للألمان إنهم يعرفون لغة شفراتهم، وكانت عمليات الصد تتم في المواقع الأستراتيجية، في معركة الأطلسي برزت أهمية العمل الذي كان يؤديه تورنغ، وفيما بعد بفضل هذا الأنسان الرائع انتهت الحرب العالمية الثانية، أدى عمل تورنغ إلى تقصير مدة 4 سنوات .. أتصدقون يا أحبتي؟ .


في عام 1936م أي قبل الحرب العالمية الثانية، نشر بحث لنموذج حاسوبي مهمته آداء العمليات الحسابية، فيما بعد سمى هذا الجهاز ( آلة تورنغ ) وأهمية هذا النوذج إنه قادر على تنفيذ كل خوارزمية قابلة للتنفيذ بواسطة الحاسوب، حيث يتم فحصها أولاً بواسطة هذا الجهاز وهو ما يعرف بقابلية الحساب، الآن .. تعرفون يا أصدقائي فضل تورنغ في تطوير جهاز الحاسوب الحالي، كلما تذكرون الحرب العالمية الثانية، وعندما تستخدمون هواتفكم الذكية وأجهزة حاسوبكم قولوا .. شكراً الآن تورنغ.

كان تورنغ مثلياً .. لكن بسبب نظرة المجتمع الرهيبة لهذا الموضوع في ذلك الوقت كان الأمر سرياً لفترة طويلة، لكن شاءت الأقدار في العام 1952م أن تكشف الشرطه أمره، فكانت الكارثة التي هزت حياته، انتشرت القضية وتحولت لرائ عام، يا إلهي كيف تحالف كل المجتمع ضده؟، على الأقل ضد من ساهم في وقف أكبر حرب شهدتها الكرة الأرضية، لكم أن تتخيلوا الصدمة التي عانى منها، الخوف الذي سكن عينيه لفترة، الألم الذي تآكله، آهٍ يا تورنغ ..


في العام 1953م قدم للمحاكمة بتهمة المثلية الجنسية وكان حكم المحكمة قاسي حيث خير بين السجن والإخصاء الكيميائي بواسطة حقن هرمونات انثوية .. أي خيارات قاسية كان عيه أن يواجهها؟ ، اختار تورنغ الإخصاء، ولمدة عام كامل كان يحقن بالهرمونات بشكلٍ منتظم.


فيما بعد تم فصله من عمله ومن جامعة مانشستر التي كان يعمل فيها، قضى تورنغ عاماً كاملاً في عزلة تامة، كانت العزلة بمثابة سجن جديد وكأنه حكم عليه بالعقوبتين معاً، وحيداً في منزله، كيف كانت تمر عليه ذكريات الحرب وشغف الرياضيات والحوسبة؟ أي صمتٍ عانى منه ؟، بعد عام من خضوعه للحقن انتحر.

مات تورنغ بتفاحه مسمومة .. مات وحيداً.

شكراً الآن تورنغ .. ستبكيك كاتبة المقال ما بقيت على قيد الحياة .. سأذكرك دائماً ، سنخوض معارك التغيير وأنت تسكن في عقلنا وقلبنا ، سنشكرك كلما ادركنا ماهية الحواسيب والأجهزة الذكية، سنذكرك بفخرٍ كبير فأنت جزء هام من مسيرة الأنسانية.

شكراً لك.



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويل النكتة
- هذا السجان سيقتلني
- سؤال الزواج .. والحب
- آخر يوم في السجن
- تلاعب الإعلام
- السجن .. الاختبار العظيم
- ما بعد موت الإله


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مروة التجاني - كفاح المثلية الجنسية. شكراً .. الآن تورنغ