أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول














المزيد.....

-ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تسربت الأفكار المتطرفة عبر العقول بنعومة فائقة؟
لماذا اتهمت "مؤسسة الأزهر" الفن بأنه "يجعل الشباب غير جاد في التعامل مع الحقائق"؟
كيف أرسلت "داعش" رسائلها للعالم من العراق؟
ما يحدث حول العالم من إراقة للدماء ليس وليد اللحظة كما نعلم جميعا، لكنه تأسس عبر بلورة مجموعة من الأفكار المتطرفة بل شديدة التطرف والخطورة وتسربت عبر العقول بنعومة فائقة، ذلك لأنها تُرسل في بداية الأمر هشة لا وزن لها، لكنها تنشط كلما أثارتها أفكار مضاده لها، وتتفاعل مع ثقافة الفرد أثناء الممارسات اليومية البسيطة، وتستقر في نهاية الأمر كفكرة محورية، وبمرور الوقت تنمو داخله وتتضخم ككورة الثلج التي تبدأ بحفنة صغيرة، وكلما تحركت في أي اتجاه اكتسبت حجمها وقوتها وصلابتها، هذا ما حدث منذ عام 1928 حين قرر المتطرف الأول "حسن البنا" بالإتفاق مع قوى خارجية وداخلية إعلان "الجماعة"، وليس سرا أن الأجواء السياسية والثقافية في هذا التوقيت اسهمت في انتشار الفكر المتأسلم بسرعة الضوء في محيط مصر طولا وعرضا، ومن ثم تمركزت في العقول الفارغة، أو بمعنى أدق في العقول المغلقة على الغرائز البشرية الأولية وبعض الأساليب والمهارات البسيطة لكسب لقمة العيش.

ورغم كل هذا التطور الذي نحيا تحت ضوءه الآن على المستوى الفردي التعليمي والثقافي وعلى المستوى التكنولوجي أيضا فضلا عن النقلة السياسية النوعية التي قام بها الشعب المصري حين قرر خلع "مبارك" في 25 يناير، وعزل"مرسي" في 30 يونيو، أرى وأنا هائم في شوارع القاهرة "ولا استثني نفسي" كلما أخذتني الشوارع هذا الإنسان التائه في عالم يعرفه جيدا لكنه يجهل التعامل مع مفرداته!.. أتوافقني التصور أم تخالفه؟، ما أرمي إليه بسؤالي هذا هو طرح السؤال.. والسؤال فقط لا الإجابة، لأنني أؤمن أن ما يعزلنا عن العالم هو أننا توقفنا عن طرح الأسئلة الكبرى منها والبسيطة، وأقترب وصف الكثير منا بالآلات نعم وللأسف الشديد كثير منا تنطبق عليهم المقولة "لا أحد أكثر تمذهبا مثل الذي تم تلقينه".

وعطفا على ذلك نستسلم بالصمت على أحد أهم أوهام العقلية المتأسلمة، وهي تصورها أن الكرة الأرضية تدور حول الشمس وعلى سطحها نوعين من البشر النوع الأول هم الكفره ولهؤلاء خُلقت جهنم وهم أهل السعير، والنوع الثاني المؤمنون ولهؤلاء خُلقت الجنة وهم محتكري الإسلام "طبعا" كما يحاولون تصدير هذه الفكرة بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، فبدون محاولات إختبارية دقيقة تضع المتأسلمون تحت عدسة المجهر، وتفتش في طبيعة الأفكار التي تنطلق منها خطاباتهم وتحلل كثافة العنصرية فيها واقصاء الآخر وتحميل أثر أخطاءهم لأقرب شخص أو إلقاء التهم في وجه تيار ما أو على عاتق فكرة تبناها مجموعة من البشر، كما يفعل كل المتأسلمين مع اختلاف توجهاتهم ومنطلقاتهم الأيدولوجية
فعلت مؤسسة الأزهر حين اتهمت الفن بأنه يفسد المجتمعات، وكان نص التصريح الذي يتهم الفن بالإسفاف هو "إن الفن يؤثر على أخلاق الشباب تأثيرا سلبيا بنسبة تصل إلى 90%، وأن الفن يجعل الشاب غير جاد في التعامل مع الحقائق"، انتهى التصريح هنا.. "بدون أن أضع علامة تعجب في نهاية التصريح حيث أن النسبة الغالبة ممن نراه من قرارات وتدابير سياسية واقتصادية أطاحت وقهرت ليس فقط بأحلامنا أثناء الثورة وبعدها بل دمرت تماما ما في داخلنا من حُلم من الأساس وجعلت الفقر والمرض والجهل يحيط بنا من كل مكان وأصبح المواطن المصري محاصر نفسيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا يحتاج ألف ألف علامة تعجب واستفهام".

ما يمكن تأكيده على المستوى الأيدولوجي أو الفكري للمتأسلمين بكل طوائفهم ومنطلاقاتهم بما فيهم الكثير من الأزاهرة هو الكره الشديد للإبداع متمنيين من الله"عز وجل" ليل نهار أن يختفي من الوجود أو على أقل تقدير أن يختفي من المساحة الجغرافية الواقعة تحت سيطرتهم "الدينية/السياسية"، فالحكم على الفن بأنه يجعل الشاب غير جاد في التعامل مع الحقائق لا يختلف عن رأي "داعش" التي هدمت كل أثر للحضارة البابلية والآشورية في العراق، وهي شكل من أشكال الفن بكل تأكيد، بدعوى أنها تماثيل تُعبد من دون الله لذلك وجب في رأيها هدمها أمام العالم، حتى وصل الأمر بأن تلقي "الأزهر" رؤيتها المحدوده والضيقة هي الأخرى كغيرها تهمة في وجه الفن أمام الجميع، وتحكم بأنه يفسد الحياة الإجتماعية!.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول