أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ارض السراب13















المزيد.....

ارض السراب13


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 02:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مضت عليه ليالى طويلة يرحل من مكان لاخر ،كان يتبعه رجاله بلا وجهه لم يكن لهما مدينة ليرحلوا باتجاهها ..كلما مروا على واحدة لفظهم اهلها كان يشعر بالحزن يعلم ان تلك اللعنة هى من تطارده ولكن عليه الرحيل فحسب بلا مكان ..تبعه رجاله بلا تذمر حاملين معهم قطعانهم ..تعلموا من كثرة التجول ان هناك دوما من يبحثون مثلهم عن ارض !...
كيف غفا واستيقظ فى ذلك المكان لا يدرى لم يرى اعمدة كتلك فى حياته من قبل ..احدهم من الذهب والاخر كان من الزمرد كانا يضيئان فى الليل ..اخفى عينه من شدة ضوئهما ..كان يسمع صوت القادم منها يا ابن الارض "..خاف اجابه نعم يا سيدى ..
تلك الارض التى وطأت لا تمض منها ابقى بها ورجالك ..تلك المدينة من اليوم مدينتك لا ترحل عنها ..لقد اخترتك بلا لعنات او خوف ..ساوقف من يتصدى لك ..انظر راقب من بعيد ..هذا مكانى وانا اختار من تطأ قدماه ارضى وقد اخترتك انت ..كان والدك من قبلى خيارى ..وامك كانت لى ابنة ولكنها فضلت عدم طاعتى ..لعنتها لم تعد يسمع صداها ..ولكن اطعنى ..ردد: بخوف نعم يا صاحب ارض لك طاعتى انا ورجالى ....
تحرك ابن الارض فى الصباح وضرب خيامة فى تلك الارض علم ان سيبنى هنا الاعمدة سيصنع واحدة من الذهب والاخرى من الزمرد ولن يعود ينام بخوف من بعد اليوم سيعود سيدا مثلما كان من قبل ...
صنعت لاجله قبعة بها ريشتان وضعها على راسه وامسك بيده السوط الذى تعلم صنعه ..ركب ثوره وتجول به وسط رجاله بعد ان اتخذوا لهم زوجات من تلك الارض ..افسحوا له الطريق فيما ركض من خلفه بقيه رجاله حرسه ..كان ملكهم الجديد يتجه صوب البيت الذى صنعه الناس لاجله! ..
احب اخيه الحشائش وهو لم يحب اخيه ..قاد رجاله لاحضار الطعام كان ابن الارض يوزع الطعام فيما بينهم كان يعطى الاشجع من رجاله فى الصيد واحضار الطعام بينما الاضعف كان يتركه لعشب الارض !..هكذا كان من الصبيه الاشجع ينضم لرجال ابن الارض بينما الاخرون يكونوا عابرين من تلك المدينة ياكلون من عشبها وحشائشها ثم يموضون غير مسموح لهم بالتكاثر داخل مدينة ابن الارض بل تبقى نسائهم فى خارجهم مع الوقت لم يعد فى المدينة سوى الصيادون بينما الباقين تعلموا نصب خيامهم بالخارج وعندما قل العشب رحلوا ولم يهتم بهم احدا ..كانوا ياتون اليه مره كل اعوام يتناولون فيها من الطعام الذى يقدم لهم فى يوم ميلاد ابن الارض المخصص ويقدمون له افضل الفاكهة والثمار والخبز الذى تعلموا صنعه ويحصلون على بقايا اللحم من رجال الصيد الخاصين بابن الارض لم ينسى انهم كانوا من تلك المدينة يوما ..كان كبير الراحلين ابن للرجل الاول الذى عاش على تلك الارض قبل ان يحضر اليها ابن الارض ورجاله ...لم يمضى كثيرا من الوقت حتى حل الجفاف واختفت الحيوانات ولم يكن هناك سوى العشب طعاما لهم ..تبقى القليل من الرجال بعد ان قاتلوا عابرين مروا من قبل وتبقت الكثير من النساء وعندما حل ابن الارض اصبحوا هم ايضا عابرين يرحلون من ارض للارض لكنهم احبوا العشب لانه فى كل مكان ولم تعد قطعة من الارض تكفيهم ..كان ابن الرجل الاول يكره ابن الارض لكنه جلس على المائدة التى صنعوها للغرباء فجلس وتناول عليها بقايا طعام لحم شهى شاهدوا يصنعون النار ويلقون فيها اللحم ثم يأكلونه رفع حاجبيه فى دهشه لم يكن هذا من قبل ...سمع صوت تذمر قادما من افواه رجاله خافت بعد ان عادوا لتناول الحشائش من جديد ..لم تكن جيدة مثل السابق دخل فى فمهم مراراه لم يعودوا يتذوقوها كان على ابن الرجل الاول ان يصنع لهم طعاما حتى يبقى الرجال معه ...لم يحب ان تكون له مدينة مثلما احب ابيه من قبل وعاش فيها ...لكن رجاله لم يفهموه بعض منهم تسلل ليلا وعاد لمدينة ابن الارض ليكون خادما له فيها هناك ....اضطر ابن الرجل الاول ان يتعلم الصيد فكان صيده الاول ارنبا !تناوله فى شهيه ثم احضر اخر واخر لرجاله ....كان على ابن الرجل الاول الرحيل بعيدا بعد ان تعلم الصيد وبعد ان علم ابن الارض بذلك !..لم ينسى مدينة التى كانت ولكن قلبه اصبح مع الترحال ...
ذبح الرجال الثور واحضروه عند قدمى ابن الارض ..سمح لهم بتناوله معه ..كانت علامته للرضى عنهم ..شعروا الرجال بالفخر كانت هناك ارض اخرى قد اصبحت للابن الارض الان ..لم يعلم احدا انه يشتاق لامة ..كان يسمع صوتها تنوح فى الليل ..قرر ان يعود اليها ويحضرها الى ارضة ..كان الطريق وعر وطويل ..فى الطريق وجدوا الحصان فكان للابن الارض ..وضعوا الثور مع الحصان ..لم يكثر الطعام ولم يكن لهم مزيدا من الماشية ..فاحضر له رجاله المزيد ..
انجب ابن الارض بكرا فخرج فى الصباح الباكر وتقدم رجاله والنساء من خلفهم ..وضع فى المكان المعد سابقا على تلك الارض الطينية فى جوف الارض ..رمى من فوق ما رزع فى الارض بذره ..قال لهم دمائى اصبحت من تلك الارض من يطيعنى تكون له الارض وخيرها ولا يكون ملعونا منها ومن يخون فهى تلعنه ...لن يكون له ارض ولا طعام سيكون مثل هؤلاء المتجولين المكروهين من وجه قبائل طين الارض ...قدم كل رجل مثل سيده ابن الارض ..وقدمت النساء بكورها له !كان كل بكرا هو ابن لسيد الارض وعليه ان يعود لطينها ..من كرهها وتذمر من وجهها لعنها رجلها كانت تترك خارج المدينة حتى تجد المتجولين او تموت جوعا !....
كانت العجوز احيل كل نساء مدينة ابن الارض ..عندما انجبت لها ابنتها بكرا بكت ..احبت وجهه وارادت له البقاء ..وعندما اتى اليوم الموعود تقدمت جثت عند ركبتى ابن الارض ووضعت الطفل الى جوارها ...انتظر ان تقدم فلم تفعل ..راقبها الحرس بغضب ..رفع ابن الارض اصبعه يامر الرجال بفعل مالم تفعله العجوز لكنها بكت من وسط صوت بكائها قالت لقد سمعت صوت امراة فى الليل يا سيد لقد اتت لى وانا نائمة جوار هذا الصغير ..كانت امراة تنوح قالت لى ان ذلك الغلام سيقتل ..وليس عليه ان يقتل ..قالت لها ان لعنتها لا تزول ارتجفت فى الصباح وقررت ان اخبرك ياسيد الارض كلها ...جدتى والاسبقين قالوا ان لعنت النائحة لا تزول انها تبقى ..تطلع فيها الحرس وبهتوا ..تذكروا اللعنات القديمة ..قالت ان لعنة المراة نصر الراحلين ..قالت ان ذلك التائه يريد العودة ويبحث عن تلطيخ يده بدم الثور ..ثورك يا سيد .....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارض السراب10
- ارض السراب11
- اخترت الدمية
- ارض السراب8
- ارض السراب9
- الابن الضال4
- ارض السراب6
- ارض السراب7
- ارض السراب5
- الابن الضال3
- الابن الضال1
- الابن الضال2
- ارض السراب3
- ارض السراب4
- ارض السراب 1
- ارض السراب 2
- بيت هيدرا19
- بيت هيدرا الاخيرة
- بيت هيدرا17
- بيت هيدرا18


المزيد.....




- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ارض السراب13