أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-















المزيد.....

الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّ وضعَ العلمانية بمواجهة الدين ليس فعلاً و قولاً جديدين. فالعلمانيون القشريون المتطرفون ينظرون الى الدين والمتدينين والسردية الدينية ككل نظرةً متشنجة وعدوانية تماما وقد لا تخلو من النزوع الاستشراقي الاستعماري المعادي لديانات وثقافات الشعوب غير البيضاء. ومثلهم يفعل غالبية الإسلاميين من السنة والشيعة وعموم المؤدلِجين والمتأدلجين الدنيين وبخاصة السلفيين المتعصبين، بل هم يبالغون في ذلك حتى نجحوا – وخصوصا في فروع حركة الإخوان المسلمين - في جعل العلمانية صنوا ورديفا للإلحاد.
بين هؤلاء وأولئك ثمة من العلمانيين الانتهازيين من يحاولون الشطب على الفوارق البنيوية العميقة بين العنوانين والمضمونين العلماني والإسلامي، فكان أنْ اخترعوا عنوانا جديدا وملتبسا هو "المدنية والمدنيين" ليس بالمعنى المعاكس للعسكرية والعسكريين المعروف بل بمعنى آخر يوحي بسلطة غير دينية مع الهدف في العراق لم يكن يوما إقامة دولة دينة صريحة ومباشرة بل إدامة صيغة "التحاصص" الطائفي والعرقي التي أوجدها الاحتلال الأميركي وهذا يعني أن "ملعوبهم" ليس في محله تماما. والهدف من ذلك هو عدم استفزاز الإسلاميين وتمرير تحالف سياسوي معهم خصوصا إذا كانوا في السلطة، أو يضعون قدما في السلطة وأخرى في المعارضة كالتيار الصدري عندنا في العراق، ومثلهم أيضا يفعل بعض الإسلاميين لهدف انتهازي سياسوي مماثل يحقق لهم عدم استفزاز مرجعياتهم و شركائهم الإسلاميين المتعصبين. يتبع قريبا ضمن استعراض اقتباسي لدراسة مهمة للباحث المقربي د. خالد يايموت حول الموضوع.
أمثلة " علمانية" من بريطانيا وفرنسا والدنمارك : لست هنا في معرض مناقشة كل تشعبات الموضوع على أهميتها الفائقة بل أردت في هذه البسطة السريعة التوقف عن أبرز مظاهر التداخل بين الدين والعلمانية في أكثر الدول علمانية أو التي ترسخت بهذه الصفة في الإعلام والخطاب السياسي المعاصر وسأورد بعض الأمثلة التي اقتبستها من دراسة مهمة وجديدة في محتواها ورؤيتها للموضوع للدكتور خالد يايموت بعنوان ( الدين والدولة في السياق الغربي تفاعلات «الإنجيلية» في زمن الصحوة الدينية ) تجدون رابطها في خانة أول تعقيب مع آخر جزء من هذه المقالة:

-في بريطانيا مثلا لا تزال ( ملكة بريطانيا والكنيسة في النموذج الديمقراطي البريطاني، هي صاحبة السيادة العليا، والحاكم الأعلى للكنيسة الإنجليكانية، وتتمتع بصلاحيات تعيين الأساقفة ورؤسائهم. ومن الناحية التشريعية القانونية، يمكن للمجمع الكنسي الإنجليكاني البريطاني أن يتقدم باقتراح قوانين تكون سارية المفعول، بعد اعتمادها من طرف البرلمان. كما يتمتع المجمع الكنسي بحق التشريع بأحكام الشريعة المسيحية الإنجليكانية، بعد موافقة الملك أو الملكة، ذلك أن القانون يعتبر أن "كنيسة إنجلترا" (الكنيسة الإنجليكانية) و"كنيسة اسكتلندا"، الكنيستين «الرسميتين»، المقررة لمراسم الدولة ذات الطابع الديني، ولا يحصل أعضاؤها مع ذلك على أية ميزة بكونهم أعضاءها).
- يعتبر الدستور الدنماركي أن "الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الهيئة الدينية الوحيدة في البلاد التي لها حق الحصول على إعانات مالية، أو تمويل مباشر من خزينة الضرائب في الدولة".

- في مهد العلمانية المتطرفة فرنسا ( يمكن الاسترشاد بالنموذج الفرنسي للتدليل على تشابك التداخل، وفي الوقت نفسه سلطوية السلطة السياسة على الدين، حيث يتدخل فيه رئيس الجمهورية للتعيين في مناصب دينية عمومية. ففي ستراسبورغ وميس، بإقليمي الألزاس واللورين، وبموجب القانون، يعتبر رجال الدين في الكنائس موظفين عموميين يتلقون أجورهم من خزينة الدولة، كما يتمتعون بحق تقديم دروس التعليم الديني في مدارس الجمهورية).
- يمكن الحديث أوروبيًا عما يطلق عليه «ضريبة الكنيسة» التي يدفعها المنتمي للكنيسة عبر خزينة الدولة لكنيسته. وهذا النظام معمول به في كثير من الدول الأوروبية، منها: السويد والنرويج وألمانيا وإيطاليا والنمسا وفنلندا والدنمارك وآيسلندا. غير أنه لا بد من التأكيد على خاصية يتمتع بها النموذج الفرنسي، وهي كونه «سلطويًا» وحادًا، واستعماليًا للقانون للحد من حرية الدين.
- لا بد من التأكيد على خاصية يتمتع بها النموذج الفرنسي –للعلمانية وهي كونه «سلطويًا» وحادًا، واستعماليًا للقانون للحد من حرية الدين. ولقد صيغ هذا النموذج الأوروبي بالتداخل بين العلمانية واللائكية عنده ( أعتقد ان الباحث يايموت يفرق بين العلمانية، أي النسخة الأنكلوساكسونية الإنجيلية المعتدلة والمتسامحة، وبين اللائكية أي النسخة الفرنسية المتطرفة والايديولوجية من العلمانية بالمعنى السلبي للكلمة الأخيرة " الأيديولوجيا" وهو تفريق يثير العديد من الاعتراضات والتحفظات على الصعيد الكاديمي . ع ل ). ولكن ما هي المراحل التاريخية التي مرت بها العلمانية الأوروبية؟ يتبع قريبا.
مراحل العلمانية الأوروبية : وبحسب الباحث فقد مرت العلمانية تاريخيا بمراحل ثلاث:
- الأولى صراعية، هدفت إلى تحقيق الفصل بين الكنسي والزمني ( بكلمات أخرى بين الديني والدنيوي، ومن الكلمة الأخيرة اشتق البعض كلمة " المدني " وهذا محض إنشاء لا محتوى علمي له، فكل الدول سواء كانت ملحدة او وثنية أو دينية هي مدنية أي دنيوية وليست في عالم الغيب خارج الدنيا والزمن. ع ل).
- المرحلة الثانية التي اتسمت بتحييد الكنسي وتشريعاته، لتكريس التشريع الوضعي.
-المرحلة الثالثة والمعاصرة فهي المرحلة الحوارية و التي نقلت العَلمانية إلى نظام سياسي تعددي بعد أن ( تتعرض لضغوط مجتمعية، وعالمية في قسم كبير منها. ذلك أن مبادئ حقوق الإنسان، كما هو متعارف عليها عالميًا، جعلت من العلمانية، حسب جاكلين كوستا - لاسكو ، "قيمة حوارية").
- المراحل الثلاث السابقة شكلت تطورا تاريخيا عبر مسارين خاصين:
( ففي أوروبا الغربية، - استطاعت - كثير من البلدان المحافظة على حلقة الوصل مع هوية الدين، في حين أن بعض البلدان تخضع لنظام فردي شمولي، كما هو الحال في الشرق الأوروبي سابقًا).
- وعلى الجانب الآخر، تعمل الأنظمة الديمقراطية العريقة، في معظمها، على ضمان الحرية الدينية في دساتيرها.
- ومع ذلك، تحضر العلمانية والدين في كثير من الأحيان، بشكل ضمني، في الحاضر والممارسات الاجتماعية، وهو ما يفسر كون "عدد من الدول الأوروبية لا تزال تعاني من دين الدولة".
- كما أن الواقع السوسيولوجي يؤكد أن هناك "حالة دينية تقبع داخل العلمانية، وتتكيف باستمرار مع الفضاء العام"، بتعبير الفيلسوف الفرنسي إيف لامبير.
انتهت المقتبسات فما الخلاصة والاستنتاجات؟ ذلك ما سنقرأه في القسم الثاني من هذا المنشور .. يتبع



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطهير العرقي في كوك كما كشف عنه وزير حقوق الإنسان العراقي
- بالطائفي الفصيح: لن يقبل العرب السنة بحكم الشيعة كطائفة أبدأ
- ج2 : حول رسالة عزة الدوري لحسن العلوي
- ج1:حول رسالة عزة الدوري إلى حسن العلوي
- ما هدف المالكي في الانتخابات القادمة
- من الموصل ينعق غراب الأمير السعودي حازم الأمين
- الدفاع عن المحاصصة الطائفية صراحة - 2من 2 -
- الدفاع عن المحاصصة الطائفية صراحة - 1 من 2 -
- كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين
- بغداد العباسية 5 و 6 : طعامهم وشرابهم ورواتبهم
- نواب الكويت والتهجمات الفظة على العراق والعراقيين
- الصلاة والبكاء لمنع الغلاء في بغداد العباسية
- أيسر الموصل فرح وسرقات وإطلاق دواعش بالرشى
- التنازل عن خور عبد الله للكريت
- تصحيح.. التنازل عن خور عبد الله للكويت
- تراث/ بغداد في العهد العباسي 1و2: فضائيون في بلاط الخليفة
- تراث- بغداد العباسية1و2
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات 3
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات2
- شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-