أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1















المزيد.....

شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه سلسلة من المقتبسات الطريفة والمعبرة عن زمانها وناسه، من كتاب " بغداد العشرينات" لعباس بغدادي. صدر هذا الكتاب في تسعينات القرن الماضي، وقد كتب مقدمته المهمة الروائي الراحل عبد الرحمن منيف (الذي يمت بصلة قرابة للمؤلف، وأظن أن هذا الأخير خاله مع أن عبد الرحمن لم يصرح بذلك بوضوح كاف). وهو من الكتب المهمة والنادرة التي توثق لشخصيات ومعالم وأحداث مدينة بغداد العشرينات وما بعدها. سأحرص على تقديم هذه السلسلة من المقتبسات المختصرة كما هي مع مراعاة العرض التحريري والتعليق التوضيحي أحيانا، تاركا لكم الاستمتاع أو التأويل أو كليهما:

تعددية فكرية؟! (إبراهيم حلمي العمر الصحافي البارع الذي كان يكتب ثلاث مقالات في اليوم الواحد ينشرها في ثلاث جرائد تختلف في سياستها الواحدة عن الأخرى. الأمر الذي ينم عن قابلياته المدهشة، فعلى أولاده و أحفاده واجب تعريف الناس به).

(الصحافي ميخائيل تيسي صاحب جريدة " كناس الشوارع" أقيمت عليه دعوة "التجديف" بالدين لأنه استعار العبارة القرآنية" قاب قوسين أو أدنى" بجملة "قاب مكنستين أو أدنى" ).

(الصحافي داود العجيل صاحب جريدة " البدائع" المعارضة للإنكليز والانتداب البريطاني والذي انتهى أمره بأن يكون موظفا في علوة المخضر بالكاظمية).

(الشاعر رشيد الهاشمي الذي أدخلته الحكومة إلى مستشفى المجانين لأن أشعاره في الحكومة القائمة والإنكليز لا يقولها إلا المجانين كما تدعي).

( كمال نصرت الذي كان يلقب بشاعر البؤساء فقد انتهى أمره بأن يعين وبالواسطة كاتب أضابير في بلدية الكاظمية، وبراتب قدره ستة دنانير شهريا، ومع هذا فقد فصل كمال من هذه الوظيفة التافهة بحجة انه غير كفء لها وكأن من يراد لشغل هذه العملية البسيطة أن يكون ذا ثقافة عالية وتكنولوجيا متقدمة).

عبد الكريم الشيخ علي هو أول من ترجم ملحمة كلكامش العراقية شعراً، ومن الطريف أن عبد الكريم تخرج من جامعة لندن في موضوع ( الكنسروة = التعليب؟) ومارس تعليب الأثمار مدة ثلاث سنوات في معامل إنكلترا، ثم استدعي إلى بغداد بعد كل هذه الدراسة والخبرة و صدر أمر تعيينه معلما في مدرسة باب السيف الابتدائية!

ومن شخصيات بغداد القديمة الطريفة يعرفنا عباس بغدادي على ( جسام أبو الهبزي: والذي كان يدعي بالمراجل والشقاوة " الفتونة". فكلما تحصل جريمة قتل يتردد جاسم على المقاهي ومراكز الشرطة ويسأل إن كان قد ذكر اسمه في قائمة المشبوهين. وقد نال من التوقيف والضرب ما لم ينله أحد ويساق إلى المحاكم ولكنه يخرج بريئا لعدم وجود دليل عليه. ولكنه لم يرتدع بل يعود إلى ادعاءاته إلى أن تم توقيفه في حادث مقتل أحمد شنان في باب الشيخ حيث أوقف لمدة سبعة أشهر فتلقى من العذاب ما جعله يتوب توبة صادقة، اعتكف بعدها في بيته وقضى نحبه).

وعلى (أحمد بنية : كان يلبس آنذاك العرقجين "قلنسوة على الرأس" ويرمي اليشماغ بإهمال على كتفه الأيمن، ويمشي مسرعا في شارع الرشيد باسما ومتلفتا ذات اليمين وذات الشمال ، يسلم على الناس أو الناس تسلم عليه، و حين يسمع عبارات من قبيل ( استريح أبو شهاب) فجوابه الدائم ( لا والله عندي شغل مهم )، ولكن الحقيقة أن لا شغل لديه. وكان يتواجد بالقرب من محلات وقوع الجرائم داعيا من الله أن يُتهَم، ولكنه لم يُتهم وقد يبالغ في بعض الأحيان ويقول واليشماغ في يده ( والله ما كوشي ، بس جرينا أذنه) . والناس يعرفون أن لا صحة لكلامه ومع ذلك فقد كان محبوبا لم يشتهر عنه أنه آذى أحداً أو اعتدى عليه).

عرب أبو الكهوة: هو صاحب مقهى باب المعظم وكان نفاجاً نفاخاً، لا يدعي البطولات والشقاوة "الفتونة" ولكنه يدعي بالحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقدمها لكبار القوم. فيقول مثلا إنه كان مدعوا للعشاء عند الملك فيصل الأول وقدم له نصائح في حكم العراق. أو أن المندوب السامي البريطاني هنري دبس قد زاره في منتصف الليل و شرب عنده الشاي . أو أن المس بل ( بل غيثرود سكرتيرة المندوب السامي البريطاني) قد عشقته وراودته عن نفسها، ولكنه رفض ذلك بكل أباء احتراما للحجي ناجي ( الاسم الشعبي في العراق للمستعمر البريطاني). وكانت هذه الأحاديث الفكهة تجعل مقهاه منتدى لكثير من الأدباء والظرفاء. و بحديثه المعسول جلب الناس إليه وكثر المريدون.

ويعرفنا عباس بغدادي في كتابه " بغداد في العشرينات" على شيخان العربنجي: وهو أشهر عربنجي في بغداد حتى الخمسينات. اشتهر ( بالزيق = العفطة) يخرجه من فمه. وهو من مواليد قرية سركلو في لواء السليمانية وكان ميسور الحال ومن عائلة طيبة ولكن الزمن جفاه ونكبه بماله وعياله، فجاء إلى بغداد في أوائل العشرينات. وكان من مريدي الطريقة "الصوفية" الطالبانية في منطقة الميدان. وأصبح شاطرا جدا في إخراج " الزيق" من فمه كما اشتهر بذلك جعفر العسكري رئيس الوزراء حين ذاك. ولما كان شيخان العربنجي قد عرف الشاعر الكردي الكبير الطالباني واشتهر بشعر الهجاء باللغات العربية والكردية والفارسية والتركية وتعلم منه أن الحياة لا تساوي شيئا و أن الدنيا فانية و أن عقوبة نكد الزمان هو الاستهتار بالزمان. وكان الناس يتحرشون به ويسخرون منه ولكنه قال لي – الكلام للمؤلف- ( أنا الذي أسخر منهم ومن دنياهم، فها هي ابنتي متزوجة من أحد الضباط المعروفين في بغداد ولكني أرفض أن ألقاه و أرفض أي منة من أي أحد) وكان شيخان يرفض أن يأخذ أي إكرامية زائدة عند نقل الناس في العربة. يضيف المؤلف عباس بغدادي ( ولما سألته حين حين بدأنا في الافتراق ما هو موقفه مني ، أجابني بزيق طويل من زياقته المشهورة، رحمه الله، فقد مات فقيرا ودفن في مقبرة باب المعظم باعتباره غريبا من الغرباء).

أما عباس حلاوي فعمل كمعلن عن أفلام سينما سنترال قرب تكية البدوي ومن أقوله الطريفة التي كان يصيح بها ( الليلة عندنا تبديل ... أربع مناظر ... ستة أدي بولو ... اثنين طرزان ... اثنين جاكي كوكان... ( مسلسلات سينمائية كانت تعرض ذلك الزمان) وكان يساعده حسقيل اليهودي أبو البالطوات "بائع المعاطف" والذي يشتغل بعد ذلك بتقديم الفصول الهزلية التي كان يقدمها جعفر آغا لقلق زاده في ملاهي بغداد. وكان عباس حلاوي يركب العربة مع جوقة من الأولاد الصغار وقد صبغ وجهه بالأحمر والأخضر للإعلان عن أي شيء أو بضاعة مصحوبا بالتصفيق ويختلق البستات والأغاني و وراءه الصبيان مخترقين شارع الرشيد من ساحة الميدان إلى حتى شارع باب الشيخ. وقد استخدمه البعض للسخرية من أحد الناس المعروفين بغرض التشهير وقد نجح في المرة الأولى حين شهر بأحد التجار ولكنه في المرة الثانية وقد شهر بأحد الروزخونية " الملالي" فنال جزاءه ونقل إلى المستشفى لمداواة جروحه ولم يعد إليها ثانية بل لم يرَ وجهه في بغداد مرة أخرى اختفى و إلى الأبد.

يتبع...



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العلاقة بين لينين وديغول والجلبي؟
- ماذا بعد داعش ؟ خطة لا غالب ولا مغلوب
- الفقه الإسلامي و تعريف الخمر وعقوبته
- هل تحول الحشد الشعبي لمليشيات تدافع عن النظام؟
- قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج
- معركة الموصل و التدخلات التركية والإيرانية
- الحارث نصير الوثنيين المظلومين وزيد الناقص الخليفة الأموي ال ...
- متابعات : شهداء لا بواكي لهم وتهديدات بابكر زيباري وخلاصة مش ...
- ج2/كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- شبيب الخارجي : رائد حرب العصابات في العصر الإسلامي
- كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- من تراثنا المضيء 1 و2 : أبو حنيفة نقيض التكفيريين و العنبري ...
- الموقف الديموقراطي من الانقلاب العسكري في تركيا ..
- العسكريون الأميركيون قادمون لسرقة الانتصار في الموصل
- مناقشة فيديو :المخطط التركي لابتلاع الموصل بالتعاول مع النجي ...
- تدخلات حزب الله اللبناني في العراق وأضرارها
- يحيى الكبيسي وسالم الجميلي والتهديد بأجيال جديدة من داعش وال ...
- ماذا قال الجميلي عن الحشد وانتهاكات الفلوجة؟
- من أكاذيب الإعلام الأصفر خلال معركة الفلوجة
- أثيل النجيفي ينحاز صراحة لداعش بدعم تركي وأميركي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شخصيات بغدادية قديمة من بغداد العشرينات1