أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حاتم بريكات - واكتملت الإجابة على سؤال (الربيع العربي) .














المزيد.....

واكتملت الإجابة على سؤال (الربيع العربي) .


حاتم بريكات

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 10:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بات واضحاً في هذه المنطقة أن التيارات الإسلامية هي الأكثر إقداماً على دخول ساحات المعارك من غيرها، فلا يمكن أن نغفل أن معظم الذين يقاتلون اليوم في -المنطقة باستثناء بعض الجيوش الحكومية-هم متدينون، وعلى الرغم من ان السبب بات معروفاً ويتمثل في التنشئة والتربية والتجييش وتحويل المتعلقات الإنسانية إلى هويات تغطي الهوية الإنسانية إلا أن السؤال يراودني حول مدى قدرة هذه الجماعات على صناعة قرارها بنفسها.

الجماعات الإسلامية المقاتلة في المنطقة ترفض أن تلعب دورَ صانع القرار وتصرّ على أن تكون مجرد أدوات، ولا يشعر متابعها أن هناك أي استراتيجية للعمل لديها سوى أن تكون جزء من قرارات غيرها.
سأعطيكم مثالاً قريباً: قبل أيام طُلب من هذه الجماعات أن تهاجم شرق دمشق مع بداية التحضيرات لمؤتمر جنيف؛ الهجوم بدأ بالسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون ثم تسللات وأعمال لا تنفع من الناحية العسكرية حسب ما أفاد خبراء استراتيجيون، القصد أن الهجوم من الناحية العسكرية هو محض عبث ولا فائدة منه، ومع ذلك أصر قادة الجماعات المسلحة على تنفيذه وقتل الكثير من المهاجمين.
تخيلوا كم كان عدد الضحايا وكم كانت عدد الأدمغة التي غُسلت وكم من الأطفال أصبحوا أيتاماً وكم بكت أمٌ لأجل أن يجد وفد “المعارض" ورقة لعب وهمية معنونة بـ “نحن على أبواب دمشق" ليوهم نفسه ويوهم الممولين بأنه ما زال على قيد الحرب ومستمرٌ في حرق الأخضر واليابس في هذه المنطقة وليس فقط في سوريا؛ بعبارة أخرى: كل هذا الدم ليس سوى ورقة لعب في المفاوضات !!
الحقيقة –من وجهة نظري- أن هذه الجماعات العمياء التي ساعدتها الظرفية التاريخية وعزز وجودها الفقر العلمي المدقع تتقن اليوم تأويل كل ما يحث في العالم لصالح المظلمية الدينية؛ فهي تشحن أبناءها بوهم الظلم ثم تقوم بطمس الهوية الإنسانية لتستبدلها بهوية الدين المتشدد الذي تعرضه على ضحاياها كوصفة جاهزة وحل سحري لكل شيء، تلك الهوية التي عرفت أجهزة الاستخبارات بدقة كيف تحولها إلى مقبض يُسَهِّل لمن أراد التحكم بها !!
فلا يغيب عن بالي خطاب باراك أوباما في القاهرة عام 2009 الذي تحدث فيه عن المصالحة مع الإسلام السياسي، ولم أنسى كيف بدأت اللعنات تضرب المنطقة بُعيد ذلك، وكيف توكلت جماعة الإخوان المسلمين بمعظم الملفات، في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها، ولك أن تراجع الاحداث لتكتشف العلاقة بين التوجه الأمريكي وما حدث في السنوات اللاحقة.
وقد يسأل أحدهم: وما مصلحة الأمريكان بتمكين الجماعات الإسلامية؟
أعتقد أن خطة الإدارة الأمريكية في بداية المشروع كانت تعتمد على استراتيجيتين: الأولى هي تحطيم القوة العسكرية العربية لتتويج التفوق العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والثانية تتمثل في تخريب مخزون التعدين في المنطقة واستنزافه في الحروب وإعادة الإعمار، خصوصاً أن ما في باطن الأرض بدأ يفقد أهيميّته شيئاً فشيئاً أمام تطور قطاع الطاقة المتجددة.
وقد لجأت الولايات المتحدة للإسلام السياسي في هذه المهمة بوصفه الأكثر سيطرة على الشارع، وبحكم نهمه للسُلطة، وكل ذلك يصب في تحقيق حُلم أبناء المنطقة بالخلافة، مما سيخفض الفاتورة الأمنية والعسكرية على الحكومات الغربية بالمجمل.

اليوم علينا أن نخوض معركة التوعية بالتوازي مع الحرب العسكرية، فسوء المشاهد الواردة من المعارك ستعزز حالة الحقد والانتقامية لدى الناشئين وهذا لن ينتج إلا إنساناً فاشلاً يكره الحياة ومستعد أكثر للموت بسهولة، ولا أعتقد أن هذه المنطقة لديها قدرة على تحمل ما هو أسوأ بعد اليوم!



#حاتم_بريكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يدافع (غير المتدين) عن الدين ؟
- خطة مواجهة التطرف في الأردن ... نقد بالبدائل .
- الشعبية المجانية ..!
- الحراك العربي على مقياس الثورة الفرنسية ..!!
- مجاملة -الجماعة- وواقع الأمن القومي الأردني
- -الحرب على الإسلام - من وجهة نظر الفكر الثوري العربي الحديث
- العلمانية حاضنة الفكر الديني السياسي !!
- البديل دائماً هو الإسلام السياسي...لماذا؟؟


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حاتم بريكات - واكتملت الإجابة على سؤال (الربيع العربي) .