أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - على خطى سارتر في مقهى دي فلور














المزيد.....

على خطى سارتر في مقهى دي فلور


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


بولفار سان جرمان أحد أشهر معالم باريس الثقافية إنه يضم سلسلة من المقاهي التي عرفت ألوانا من النشاط والإبداع كما عرفت صخبا وضوضاء واحتجاجات سياسية وفنية وفلسفية، والحق أن المقهى مظهر من مظاهر التمدن ،الحميمية، البهجة،التثاقف، الفرجة والتسلية بل والكتابة. في القاهرة في الماضي إذا أردت لقاء نجيب محفوظ توجه بسكون إلى مقهى ريش غير بعيد عن ميدان طلعت حرب وفي خان الخليلي يضم مقهى الفيشاوي جناحيه على عبق الماضي الثقافي الفكري العربي إنه المقهى الذي تردد عليه العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ كذلك كما تردد عليه كل من زار القاهرة من رجالات السياسة والفكر والفن والأدب،وفي بغداد كان مقهى الزهاوي منبرا للمساجلات الشعرية والنقد وقراءة الأشعار ففي هذ المقهى جلس الرصافي والزهاوي والكاظمي والنجفي ثم السياب والبياتي وحسين مردان وعبد الأمير الحصيري ، لكنني سأتحدث عن مقهى دي فلور في بولفار سان جرمان،هذا المقهى الذ تردد عليه فيلسوف فرنسا جان بول سارتررفقة سيمون دي بوفوار وألبير كامي وثلة من مثقفي فرنسا وفنانيها وفي هذا المقهى بالذات تعرض سارتر للمضايقات بسسب تأييده لنضال الشعب الجزائري وشجبه للسياسة الاستعمارية وفضخه لها خاصة في مقاله الشهير عارنا في الجزائر، اختار سارتر الوقوف مع الشعب الجزائري في نضاله ضد الاستعمار ومن هذا المقهى بالتحديد عرض سارتر أفكاره السياسية ونظم المسيرا ت المؤيدة للقضية الجزائرية حتى أن أحد الوزراء اقترح على ديجول سجن سارتر فقال الجنرال مقولته المشهورة: لا أستطيع أن أضع فرنسا في السجن،فسارتر هو فرنسا إنه صوتها وصورتها الفلسفية والثقافية إلى العالم، لكن كامي اختار الوقوف مع فرنسا على حساب نضال الشعب الجزائري متنكرا لقيم الحق والعدل والمساواة، هنا تعرف سارتر على الدكتور علي شريعتي وقال له: لو كنت متخذا دينا لاتخذت دينك، ومن هنا مر شغفا وعشقا كل الكتاب والمثقفين العرب طه حسين والحكيم وأحمد ضيف وهيكل وغيرهم.وفي هذا المقهى كان الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي يلتقي بالروائية الكبيرة آسيا جبار للحديث الثقافي والفكري والتاريخي، هذه هي المرة الثالثة التي أدخل فيها إلى مقهى دي فلور مستحضرا صخب الأمس وبهجة الماضي وعبق الكلمات ، غير بعيد عن مقهى فلور مقهى آخر هو لي دو ماغو وكان يتردد عليه فرلين ورامبو وفي مونبرناس مقهى وكان يتردد عليه صموئيل بيكيت لايكلم أحدا كعادته كل يوم.
قرب الأوبرا مقهى كافي دي لا بي ذلك المقهى الذي انطلق منه محمود تيمور في رحلته إلى أمريكا وألهمته تلك الرحلة كتابه أبو الهول يطير.
آثرت الاقتصاد حين عرض عليي مرافقي أن نحتسي فنجان قهوة في دي فلور فأبيت مستفيدا من نصائح توفيق الحكيم في ضرورة الحرص والانفاق بيسر واقترحت عليه أن نشربها في مقهى غير بعيد عن مقهى دي فلور ولي دو ماجو.
مرة في أبو ظبي أردت احتساء قهوة فمشيت في شارع فسيح عريض هو شارع زايد سفعتني الرياح السموم وأنا أمشي في ذلك الشارع الطويل والعريض ولم أجد مقهى كما نجده في تونس والجزائر والقاهرة ومراكش ، صحيح في المساحات الكبرى توجد مقاهي ولكن ليست مثل المقاهي العريقة التي نجدها في العواصم العربية.
مرة قرأت لشابة مقالا تحتج فيه على ذكورية المجتمع العربي وتحتج على المجتمع العربي الذي يحرم المرأة من د خول المقهى قلت في نفسي وماذا تجد المرأة في مقاهينا غير البذاءة واللاجدوى والفراغ فزمان بلادي فراغ كما يقول أدونيس.
لن أطيل الحديث عن المقاهي ودورها التنويري والثقافي والأدبي وفضلها على كثير من الأدباء فبعضهم اشتهر أمره في المقاهي ومنه عرف وذاع فضلا عن حميميتها وتلك المتعة التي تهبها لنا حين نلتقي بمن نحب.
من العجيب أن اللغة العربية أطلقت كلمة القهوة على الخمرة قال الأعشى:
نازعتهم قضب الريحان متكئا
وقهوة مزة راووقها خضل
كما كان الحانوت يعني المخمرة أي مكان تعاطي الخمرة فقد قال الأعشى كذلك:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاو مشل شلول شلشل شول
لا تشغلوا أنفسكم بهدير كلمات الأعشى هذه واحتسوا قهوة لذيذة ولو في بيوتكم، ففي القهوة عبق،وحميمية وبهجة حتى من نحبه نقول له إنك قهوتي الصباحية.



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن رأس بوبغلة/ ملامح من قصة مناضل ضد الاستعمار
- في بيت هوجو
- في مملكة الجمال اللوفر في الآحاد
- حنين/ قصة الغربة،الشوق والموت
- قصتي مع السماء وأجرامها
- محنة العقل في الإسلام / أبو العلاء نموذجا
- أيام في الخليج
- كار بوكامل والحافلة الزرقاء/قصة الصراع بين القديم والجديد
- عمر المداح
- بيدي لا بيدك عمرو حول ظاهرة الانتحار عند بعض أدبائنا
- حكاية جدي من مطرقة الاستعمار إلى سندان الحنين إلى الوطن
- رقصة زوربا في حضرة راعي السويقة
- مسحوق الديب
- يا أيها الفرح زرنا مرة في السنة
- سلطة اللغة
- فتنة باريس/دفاعا عن ثقافة الأنوار
- مي زيادة وصالونها الأدبي(تحية لكل امرأة واقفة صامدة كالشجرة)
- فى حب مصر: عتاب بين يدى إيزيس
- الجواهري شاعر الرفض والإباء) نحو مجتمع مدني ديموقراطي عادل و ...
- خابية الأوهام -حاجينا وجينا-


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - على خطى سارتر في مقهى دي فلور