أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 61 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 5/5















المزيد.....

61 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 5/5


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 00:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


61

هذه هي الحلقة الحادية والستون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، ونحن الآن في الحلقة الخامسة والأخيرة من الحلقات حول مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن.

ولننظر في النص أدناه إلى مدى التأزم تجاه من لم يؤمن بالإسلام، حيث يوضعون كلهم في بوتقة الكفر، سواء كانوا من أهل الكتاب، أو من المشركين، أو من ديانات وعقائد أخرى، فكلهم بالنسبة للإسلام (كفار)، وكلهم (شرٌ) محض، وكلهم يستحقون الخلود في النار، فيقول القرآن في سورة البينة 6:
«إِنَّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ والمُشرِكينَ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها، أُولـاـئِكَ هُم شَرُّ البَريةِ».
ولطالما وجهت سؤالا إلى بعض المسلمين الملتزمين، لكن من العقلاء والمنفتحين، لطالما سألتهم، أنتم حسب تجربتكم في الحياة، وتعاملكم مع كثيرين من غير المسلمين، هل وجدتموهم كلهم من الذين يستحقون توصيف «شَرُّ البَرِيَّة»، ثم أترجم ذلك إلى اللهجة العراقية العامية بأن هل وجدتموهم فعلا (أَنگَسْ خَلقَ الله)، فيجيبون على الفور بالنفي، وعندما أواجهم بهذه الآية يحيرون، والبعض يبحث عاجزا عن مبررات لا تقوى على أن تكون جوابا مقنعا، ومن تلك الأجوبة جواب كون «مِن» في الآية هي «مِن» التبعيضية، مما يجعلها لا تشمل كل أهل الكتاب، بل من كفر منهم، وعلاوة على أن هذا الفهم مردود، ليس من ناقدي الإسلام، بل من شريحة واسعة من فقهاء المسلمين من الطائفتين، لكن حتى لو سلمنا بصحة هذا الجواب، فحتى الكافرين بأي معنى من معاني الكفر كان لا يستحقون هذا التعميم عليهم بهذا الحكم، سواء الحكم الدنيوي كونهم «شَرُّ البَرِيَّةِ» أو الحكم الأخروي كونهم سيكونون «في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها».
وهذا الموقف المتأزم نجد مشابها له في سورة البقرة 6-7:
«إِنَّ الَّذينَ كَفَروا سَواءٌ عَلَيهِم أَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنونَ، خَتَمَ اللهُ عَلى قُلوبِهم وَعَلى سَمعِهِم، وَعَلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ، وَّلَهُم عَذابٌ عظيمٌ».
وهنا أحب أن أشير مرة أخرى إلى إمكانية تنقيح النصوص القرآنية، إلى ما يجعلها أكثر مقبولية، وأكثر انسجاما مع أسس العقلانية ومثل الإنسانية ومعايير العدل الإلهي، هذا التنقيح والتحسين شاهد آخر على عدم كمال القرآن، وعلى عدم صحة دعوى الإعجاز. فلو كان النص آنفا على النحو الآتي:
«إِنَّ [مِنَ] الَّذينَ كَفَروا [مَن هُم] سَواءٌ عَلَيهِم أَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنونَ، [وَمِنهُم لاسِيَّمَا الَّذين ظَلَموا مِنهُم وَاستَكبَروا مَن] خَتَمَ اللهُ عَلى قُلوبِهم وَعَلى سَمعِهِم، وَعَلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ، [جَزاءً وِّفاقاً لِّما أَتَوا مِن ظُلمٍ وَّما كانوا يُفسِدونَ]».
روعي في الإضافات هنا وفي غيره من المواقع استخدام نفس لغة القرآن قدر الإمكان.
فهذا النص، بالإضافات مني، تجنب التعميم والإطلاق، ولم يركز على العقيدة كمبرر لإدانتهم، بل ركز على الظلم والاستكبار والطغيان والإفساد في الأرض، كصفات سيئة ومبررات معقولة لإدانتهم، وبسبب كل ذلك، وبسبب سوء عملهم وسوء سريرتهم وتجردهم عن إنسانيتهم، كانوا لا يسمعون نداء العدل والاستقامة والإنسانية، فكأنما قد خُتِم على قلوبهم وأسماعهم، أو كانت غشاوة أمام أبصارهم، ومع هذا ليس عليهم كلهم، بل منهم من يستحقون ذلك.
ولا بأس من الإشارة إلى الخطأ البلاغي هنا بذكر السمع بصيغة الإفراد، بينما ذكرت من قبله وما بعده من قلوب وأبصار بصيغة الجمع. لا أستبعد هنا أبدا أن بعض المفسرين سيفلسفون حكمة ذكر السمع بصيغة المفرد، بينما جمعت القلوب والأبصار، فقد اعتدنا سماع التبريرات لأخطاء القرآن، سواء البلاغية، أو النحوية، أو الفلسفية.
وأما إذا تناولنا النص الأول من البينة: «إِنَّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ والمُشرِكينَ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها، أُولـاـئِكَ هُم شَرُّ البَريةِ»، فنقف حائرين، كيف يمكن لرب عادل رحيم أن يعدّ كل من لم يؤمن بدينه، مع التسليم بأن ما جاء به محمد هو دين الله، من قبيل أن فرض المحال ليس بمحال، أن يعدّهم شرَّ البرية، وأسوأ الخلق، وأخبث الناس، لا لشيء إلا لأن عقولهم كانت قاصرة عن تقبل فكرة أن محمدا رسوله، ولا يكتفي هذا الإله بنعت – من أجل ألا أقول شتم - عباده بأنهم «شَرُّ البَريةِ»، بل سيحشرهم «في نارِ جَهَنَّمَ»، وسيكونون «خالِدينَ فيها»، فأيّ رب هذا، وأي عدل إلهي هذا، وأي رحمة - يفترض أنها وسعت كل شيء - هذه؟ ولو استقصينا كل النصوص المشابهة، لوصلنا إلى يقين، أن القرآن - كما بقية ما يسمى بالكتب المقدسة - قد شوه صورة الله، تنزه عن ذلك وسما سموا عظيما.
أما في سورة الممتحنة 4، فنجد نصا من أكثر النصوص تأسيسا لثقافة الكراهة والعداوة للآخر، إذ نقرأ هنا ما ينسب إلى الله تنزه تنزها كبيرا، فيما يخاطب به المسلمين، حملة الدين الذي يفترض أنه أنزله رحمة للناس كافة، فيقول النص:
«قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبراهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ، إِذ قالوا لِقَومِهِم إِنّا بُراءُ مِنكُم وَمِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ، كَفَرنا بِكُم، وَبَدا بَينَنا وَبَينَكُمُ العَداوَةُ وَالبَغضاءُ أَبَداً، حَتَّى تُؤمِنوا بِاللهِ وَحدَهُ، إِلاّ قَولَ إِبراهيمَ لأَبيهِ لأَستَغفِرَنَّ لَكَ، وَما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَيءٍ؛ رَّبَّنا عَلَيكَ تَوَكَّلنا وَإِلَيكَ أَنَبنا وَإِلَيكَ المَصيرُ».
هنا حثٌّ للمسلمين أن يتخذ كل منهم أفراد أسرته، وذوي قرباه، وأصدقاء الأمس، أن يتخذهم جميعا أعداء، وأن يملأ قلبه بغضا وكراهة وحقدا وضغينة تجاههم، وكل ذلك في سبيل الله، الذي يحب - كما تزعم الأديان - لعباده أن يتباغضوا ويتعادَوا ويتقاتلوا في سبيله ومن أجله وإرضاءً له، ويضفي على تلك الكراهة القداسة والبركة، ويجعل منها ومن تلك العداوة أبديتين لا انتهاء لهما، إلا إذا أقر أولئك بدين المسلمين وعقيدتهم. ثم تحاول هذه الآية أن تبرر لإبراهيم ذنبه - أو قل خطأه، أو تركه للأولى - لأنه استغفر لكافر، حتى لو كان هذا الكافر أباه، وذهب أكثر مفسري الشيعة إلى القول بأنه لم يكن أباه، بل كان عمه، أي أخا أبيه، الذي كفله، ولعله تزوج أمه، فكان يناديه (أبتِ)، وإلا ففي عقيدتهم لا يمكن للنبي أن يولد من صلب مشرك، مناقضين في ذلك لقول قرآنهم الذي يعتقدون أنه قول الله، وهو قول حق في هذه الحالة، أنه «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أخرى»، وبعض المفسرين الشيعة، مثل محمد حسين فضل الله، صحح هذا القول بقول إن طهارة المولد التي هي من شروط العصمة، هو ألا يكون النبي أو عموم المعصوم ابن زنا، ولا علاقة لذلك بالعقيدة، ولكن حتى هذه النظرية لا تخلو من خلل، باعتبار - وعلى فرض أن الزنا يمثل عملا سيئا، وبالتالي ذنبا - أنه لا يمكن أن ينتقص عمل الوالدين السيئ من قيمة ابنهما، ولا العكس باعتبار أنه «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أخرى».
بينما النص كان سيكون أكثر مقبولية لو كان كالآتي:
«قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبراهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ، إِذ قالوا لِقَومِهِم إِنّا بُراءُ مِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ، دونَ أَن نَبرَأَ مِنكُم، حَتّى لو بَرَأتُم مِنّا، كَفَرنا بِدينِكُم، وَلن نَّكفُرَ بِما بَينَنا وَبَينَكُم مِن صِلَةٍ وَّرَحِمٍ وَّمَوَدَّةٍ، وَّلَن تَبدُرَ مِنّا عَداوَةٌ أَو بَغضاءُ لَكُم أَبَداً، إِلّا بِمِقدارِ ما يَبدُرُ مِنكُم، مَا استَقَمتُم في دُنياكم وَصَلحتُم وَأَصلحتُم وَلم تَكونوا مِنَ المُفسِدينَ، سَواءٌ آمَنتُم بِاللهِ وَحدَهُ وَبِما آمَنّا أَو لَم تَكونوا بِهِ مِنَ المؤمِنينَ، وإن تُؤمِنوا فَعَسى أَن يَنفَعَكُم إِيمانُكُم، وَما نَحنُ بِمُغنينَ عَنكُم وَلا عَن أَنفُسِنا شَيئاً مِّنَ اللهِ، وَما نُزَكّي أَنفُسَنا، وَلا نَقولُ إِنّا خَيرٌ مِنكُم، فَاللهُ أَعلَمُ بِنا وَبِكُم وَبِما كُنّا وَإِيّاكُم بِهِ مُختَلِفينَ، وَما كُنّا فيهِ مُتَّفِقينَ، وَإِذ قالَ إِبراهيمُ بِما أشعَرَ اللهُ قَلبَهُ من رَحمَةٍ لأَبيهِ لأَستَغفِرَنَّ لَكَ وَلِنَفسي، وَما أَملِكُ لَكَ وَلا لِنَفسي مِنَ اللهِ مِن شَيءٍ؛ رَّبَّنا عَلَيكَ تَوَكَّلنا وَإِلَيكَ أَنَبنا وَإِلَيكَ المَصيرُ».
فأي النصين يا ترى كان سيكون أبلغ، وأكثر تأثيرا، وأكثر حكمة، وأقرب للإبقاء على المودة والاحترام المتبادلين، بدلا من التأسيس للعداوة والبغضاء الأبديتين؟ وأي النصين يا ترى أكثر تنزيها لله، وأليق برحمته وعدله وحكمته؟
وأحب، قبل أن أختم هذا المقدار من البحث في هذا الموضوع، أن أذكر نصا من النساء 82، ألا هو:
«أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ، وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»
فأقول إني لأجد أن القراءة الصحيحة للنص كان ينبغي أن تكون:
«أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ، وَلَو كانَ مِن عِندِ اللهِ لَما وَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»
وليس «لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»، فالاختلاف، والتناقض والتعارض، والمتشابهات المربكة والقابلة لشتى التأويلات المتنافية، وغياب الحكمة، والارتباك في كثير من النصوص، والخلل في الربط بين الموضوعات المتداخلة تداخلا غير منطقي؛ كل ذلك يقول لنا، أن الله لو أراد أن يؤلف كتابا، لكان كتابه أحكم بكثير، وأتقن بكثير، وأبلغ بكثير، وأرحم بكثير، وأعقل بكثير، وأوضح بكثير، مما نجده في القرآن، مع كل تألقاته وجمالياته النسبية التي لا ننكرها، والتي سأعرض لها بإذن الله في كتاب آخر، ولكن حقا نقول:
«أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ، وَلَو كانَ مِن عِندِ اللهِ لَما وَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»
حقاً:
«لَو كانَ مِن عِندِ اللهِ لَما وَجَدنا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»
فعلاً:
«لَما وَجَدنا فيهِ اختِلافاً كَثيراً»
ومرة أخرى:
«أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ»
أكتفي بهذا المقدار، ولو شئت أن أستقصي كل النصوص المعنية بهذا الموضوع، لكان ذلك مادة لكتاب من القطع الكبير [لأنها كانت مقالة]، ولكن ما لا يدرك بتمامه، فليدرك بأي مقدار ممكن منه. والحمد لله المتنزه المتعالي على حسن توفيقه، دون دعوى امتلاك الحقيقة النهائية، بل هو بحث متواصل عن الحقيقة التي ربما لن ندركها على وجه التمام والكمال، فالمعرفة الإنسانية تبقى نسبية؛ تصيب وتخطئ، تُؤَيَّد وتُنقَد، وَتُعَضَّد وتُنقَض، وتُصحَّح وتُستبدَل، وتُكمَّل وتُنقَّح، وتُهذَّب وتشذَّب، وتُنسى وتُستذكَر، وتنمو وتتلاشى. ويبقى عقل الإنسان معطاءً مُبدِعا مُتكامِلا مُتحرِّيا الصواب، أو ما هو أكثر صوابا، طالبا أبدا الاستزادة من الثروة المعرفية الإنسانية.
ابتُدِئ بكتابته في بدايات كانون الأول 2009، وتم في 23/12/2009، وروجع في 27/12/2009
إضافة:

إثبات ألوهية محمد رياضيا
ربما ينبغي الإشارة إلى أنه لا ينبغي حمل هذا الموضوع على نحو المعنى الحرفي، لكنه يمثل تأملة تستحق الالتفات إليها والتأمل فيها، والتي تتناول ألوهية محمد، ولو بالمعنى المجازي، ولكن الذي قد لا يخلو من ثمة معنى حقيقي مضمر، وذلك في ضوء معادلة رياضية، وفي ضوء القرآن الناسخ، إذا ما قسمنا القرآن إلى مكي منسوخ ومدني ناسخ، لايما فيما يتعلق الأمر بمفهومي الإيمان والكفر (= اللاإيمان).
بعدما تبين لنا أن مصطلح «الَّذينَ آمَنوا» لا يعني في القرآن إلا المسلمين، وبالتالي مصطلح «الَّذينَ كَفَروا» يعني غير المسلمين، نستنتج إن الإسلام لا يُقرّ بالإيمان وعدم الإيمان (الكفر) النسبيين، بل هو إما إيمان بالله إلها وبمحمد رسولا، وإما هو كفر، ذلك في حال لم يشتمل الإيمان على كلا طرفيه (ألوهية الله وتوحيده + نبوة ورسولية محمد).
صحيح إن الإسلام لم يجعل الإيمان بالله إيمانا صحيحا، ما لم يقترن بتوحيده، وبالتالي بنفي الألوهية عن غيره، وصحيح إنه عبّر عن فلسفة توحيد الله من حيث المبدأ وبالعناوين الكبرى الإجمالية، بشكل أدق بكثير مما عبر عنه الدينان الإبراهيميان السابقان له، فهو «أَحَدٌ صَمَدٌ لَّم يَلِد وَلَم يولَد وَلَم يَكُن لَّهُ كُفوًا أَحَدٌ»، وهو «لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ» وهو «إِلـاـه واحِدٌ». وصحيح إن محمدا في الإسلام إن هو إلا بشر، وهو عبد الله ورسوله. لكننا نجد بالمحصلة الرياضية إن محمدا هو الله. لا أريد أن أتناول بهذا الصدد آيات اقتران محمد بالله في الطاعة وما شابه، من قبيل «مَن أَطاعَ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللهَ» وإلى غير ذلك، لأنه إذا كان محمد رسول الله، فبلا شك تكون طاعته طاعة لله، وهذا مما يسمى بالعلاقة الطولية، أي علاقة الامتداد والجزئية والتبعية، وليست العلاقة العرضية أي علاقة التعارض والتقاطع والتنافي والاستقلال. لكن مع عدم إقرار الإسلام بالإيمان النسبي، وبالتالي بما أن الإيمان بالله لا يكون إيمانا، ما لم يقترن بالإيمان بمحمد، وإلا فهو كفر، يمكن التعبير عن هذه العلاقة بلغة الرياضيات، كما هو أدناه [مع ملاحظة علامات الجمع (+) والطرح (ــ)، والضرب (×)، والمساواة (=)]:
الإيمان بالله ــ الإيمان بمحمد = كفر
إذا عبّرنا عن الإيمان بالله بـ(س) والإيمان بمحمد بـ(ص)، وبالكفر بالصفر، أي الصفر من الإيمان، لكون الكفر يعني عدم الإيمان، تكون المعادلة:
س ــ ص = صفر
إذن: س = ص
وبالتالي:
الإيمان بالله = الإيمان بمحمد
وبتعبير آخر:
الإيمان × الله = الإيمان × محمد
وبالتالي:
الله = محمد
ومن هنا يمكن استبدال مفردتي (الله) و(محمد) بإحداهما الأخرى رياضيا، دون تغيّر القيمة رياضيا ، وبالتالي المعنى لغويا أو فلسفيا. ونطبق ذلك على الشهادتين، وللشهادتين هناك صيغتان:
الصيغة الأولى: «أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله».
الصيغة الثانية: «أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله».
وباستبدال المفردتين إحداهما مكان الأخرى، أو ما يسمى بالاستعاضة بلغة الرياضيات، يمكن التعبير عن الشهادتين بصيغتيها كالآتي:
الصيغة الأولى: «أشهد ألا إله إلا محمد، وأشهد أن الله رسول محمد».
الصيغة الثانية: «أشهد ألا إله إلا محمد وحده لا شريك له، وأشهد أن الله عبده ورسوله».
فهل هذا دين توحيد، أم دين شرك ألبس لباس التوحيد؟
صحيح إنه هشم اللات والعزى وهبل وسائر الأصنام والأوثان، لكنه نصب أصناما وأوثانا وأربابا وآلهة بدلا عنها، هي الإسلام، القرآن، محمد، الشريعة، السنة ...
وليست الأديان الأخرى بأفضل حال من الإسلام.
17/03/2017



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 60 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/5
- 59 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/5
- 58 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/5
- 57 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/5
- 56 كأني بالقرآن يتحدث عني وانتصار الفنان على الراهب
- 55 تنقيح سورة الفاتحة دليل على بشريتها
- 54 المحكم والمتشابه كدليل على بشرية القرآن
- 53 قراءات أخرى لنصوص القرآن
- 52 آدم وحواء وتحدي القرآن
- 51 الدين والخمر والطاغوت وماركس
- 50 مقدمة «مع القرآن في حوارات متسائلة»
- 49 صفحات الختام من كتاب «لاهوت التنزيه»
- 48 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 5/5
- 47 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 4/5
- 46 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 3/5
- 45 تعليقات مسلم معتدل وحواراتي معه 2/5
- 44 تعليقات مسلم معتدل وحوارات معه 1/5
- 43 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 7/7
- 42 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 6/7
- 41 مضمون مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5/7


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 61 «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 5/5