أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حبش كنو - تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم














المزيد.....

تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تطورت فكرة الإله عبر الزمن بعد أن أخذ مفاهيم متعددة ودخلت في صراعات كثيرة ففي الحضارة الفرعونية وصل عدد الآلهة إلى حوالي تسعين إلها كانت تدور كلها في فلك الإله رع كبير الآلهة وحاولت كل أسرة فرعونية على مدى خمسة آلاف عام فرض نظرتها حول الإله حسب مصالحها والكهنة من حولها وتم استيراد بعض الآلهة من الحضارات الأخرى كالإله حورس من اليونانيين والقط المعبود من الفينيقيين .

في الحضارة الإغريقية تعددت الآلهة وتصارعت وقتل بعضها بعضا وكان لكل رمز في الحياة إله كإله الحرب وآلهة الخصب والجمال والزراعة .. إلخ .
في بلاد ما بين النهرين والشرق الأدنى ظهرت أيضا آلهات متعددة لكن أول طرح لتقليص عدد الآلهة وحصرها بين قطبين رئيسيين يمثلان مجمل الصراع في العالم كان من الديانة الزرادشتية وفيما بعد أخذت عنها الديانات الإبراهيمية هذه الفكرة لتنحصر العبادة حول إله الخير ويسمى الإله الآخر شيطانا يجب الإبتعاد عنه لا عبادته لدرء شره .

تلقفت البشرية هذا المفهوم الأوحد للإله وهو مفهوم المركزية الإلهية وأخذ أدوارا أكثر تشددا في الإسلام تحديدا حيث لا يقبل الشرك مع الله أبدا وأصبح العرب يتمسكون بهذه الفكرة حتى يومنا هذا وهو ما يتناسب مع العقلية البدوية حول مركزية رئيس العشيرة أو الحاكم الأوحد .

بعد أن تلقفت أوروبا الديانة المسيحية دارت قرونا في فلك المركزية الإلهية وكانت معظم أوروبا تتوحد تحت راية الكنيسة بمفهوم الدولة الدينية لكنها تخلت عن الفكرة مع بروز عصر النهضة والثورة الصناعية لأن المركزية الإلهية أضعفتها كثيرا وقامت الدول على أسس قومية أو وطنية ومن ثم ظهرت فكرة اللامركزية في الحكم في الدولة الواحدة لإعطاء المزيد من الحرية والديمقراطية لجميع فئات الشعب .

تعدد فكرة الآلهة كما كان لدى الإغريق وباقي الحضارات يحمل مفهوما ديمقراطيا ولا مركزيا للآلهة أما التوحد حول المركز الإلهي الواحد فهو يحمل بذرة تسلطية حيث أن نظرة المجتمع للحاكم دائما ما ترتبط بنظرته ومفهومه للدين .

مفهوم الإله لدى العرب والمسلمين مفهوم مركزي جدا فهو ملك قاس شديد لا يرحم من يخالفونه ويعذبهم في الدنيا والآخرة بأساليب تشبه فروع المخابرات من سحل وذبح وحرق وتمثيل وكسر وخلع وتعليق من الأرجل والرؤوس ولذلك لم تقم أنظمة لا مركزية الحكم في العالم العربي سوى فيدرالية قبلية في دولة الإمارات ولكنها رغم نواقصها وقبليتها تعتبر من أنجح نماذج الحكم في العالم العربي لأنها كسرت رتابة القاعدة .

إذا فهمنا هذه الفكرة فهمنا لماذا يظهر الدواعش في العرب ولماذا يمجد العرب الدكتاتوريات ويحنون إليها ولا يستطيعون التخلي عنها فمعظم من ثارو ضد بشار مثلا يمجدون صدام حسين بالمقابل ومعظم العرب يحبون هتلر رغم أنه لا ناقة لهم فيه ولا جمل وهذه العقلية تنسحب على باقي الدول الإسلامية أيضا حيث نجد أن غالبية دول العالم المتحضر دول فيدرالية وغالبية الدول الإسلامية لا فيدرالية حتى لو كانت ديمقراطية ومن الملاحظ أن الدول الإسلامية غير العربية قد تلجأ إلى تجارب ديمقراطية بشكل نسبي توافقا مع ثقافاتها المتراكمة خارج الدين لكن الدول العربية سرعان ما تدمر تجاربها الديمقراطية حتى لو كانت في إطارها المحدود وقد يأتي التدمير من الشعب نفسه قبل الحاكم نتيجة تراكم الموروث الثقافي البدوي والديني ولن ينصلح حال هذه الدول إلا بتطبيق ثالوث العلمانية والديمقراطية واللامركزية ولن تنجح إحداها دون الأخرى بما أن هذه الدول موبوءة بالطوائف والأديان والمذاهب والإثنيات والأعراق .

العرب يكرهون الفيدرالية واللامركزية في الحكم وهذا راجع لمفهومهم حول مركزية الإله الذي لن يتخلو عنه لا بتنحيته عن السياسة كما فعلت أوروبا ولا بتنحية المفهوم من أفكارهم وإيجاد خطاب ديني متجدد يعطي مفهوما جديدا للإله ما دام السلف والخلف مختلفين أساسا حول تحديد ماهيته وما دام هو نفسه قال عن نفسه ليس كمثله شيء .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟
- الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال
- قصيدة أبنة الشمس
- أبنة الشمس
- أزمة العقل العربي
- داعش داعرة الحي
- تجديد الخطاب الديني .. الآليات والعوائق


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حبش كنو - تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم