أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال














المزيد.....

الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مؤتمر ميونخ للأمن قالت المسشارة الألمانية ميركل بوضوح وشفافية أنه يجب على المسلمين ومؤسساتهم الدينية وعلمائهم إيجاد فاصل واضح بين الإسلام والإرهاب الإسلاموي وأن مسؤولية محاربة الإرهاب تقع على المسلمين أولا .
هذه الدعوة سبقتها دعوات مشابهة كثيرة في الغرب وهي دعوات حقيقية لضرورة الإصلاح الديني ولعل كلام ميركل أكثر دقة حين قالت بضرورة توضيح الفارق وإيجاد فاصل واضح وهنا يكمن مربط الفرس حيث لم تقم أية مؤسسة دينية ولا هيئة من الهيئات الرسمية بإيجاد خط فاصل بين الإثنين وما زالت النصوص الدينية متداخلة يستخدمها المعتدلون والمتطرفون بنفس الفهم في كثير من الأحيان واختلافات في الرؤى والتأويل في أحايين أخرى ومن اللافت أنه لم تقم جهة إسلامية بإيجاد صيغة للإسلام الحقيقي ثم نبذت ما عداه من إسلامات إن صح التعبير بمعنى أوضح لم تقم مؤسسة دينية نافذة كالأزهر أو هيئة علماء المسلمين بإيجاد شكل محدد غير مميع لهذا الدين ثم أمرت بأن ما عداه فهو كفر ولا يمثل هذا الدين ولذلك نجد أن الأزهر قد رفض تكفير الدواعش ما يجعل المطلب الغربي بضرورة وضع خط فاصل غير قابل للتطبيق .
دعوة ميركل مثلها مثل غيرها قوبلت بردود تسطيحية من جانب الإعلام والمؤسسات العربية والإسلامية وظل النقاش يدور حول استخدام مصطلحات غير مناسبة من قبل الغرب مثل الإرهاب الإسلامي أو الإسلام الراديكالي دون الولوج إلى عمق المشكلة وإيجاد حل لها والتفكير بجدية إزاء هذه الدعوات و على جانب آخر نجد أن بعض المؤسسات الإسلامية قد عزفت إسطوانتها المشروخة حول تآمر الغرب على الإسلام و أنه لا يحق لهم التدخل في عقيدة المسلمين وما إلى ذلك من هذه الإسطوانات التي رافقت قديما دعوة أمريكا بضرورة تغيير المناهج في العالم الإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي لم تثمر شيئا وظلت تلك المناهح كما هي تدرس ثقافة العنف وإلغاء الآخر بكل أريحية ويسر .
رغم أن الضحايا الأكبر للإرهاب الإسلاموي هم من المسلمين حيث تستهدف الإنفجارات أسواقهم ومتاجرهم بل وأحيانا مساجدهم إلا أنهم مصرون ألا يقدمو أي جديد في مجال مكافحة الإرهاب لا على مستوى الفكر ولا حتى على مستوى محاربته عسكريا بشكل جدي سوى صفقات عسكرية مع الغرب كما فعلت دول الخليج بانضمامها للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب حفاظا على ماء وجهها من جهة وخوفا من تضعضع كراسيها من جهة أخرى .
علينا كمسلمين قبل أن نردد أسطوانتنا المكررة في وجه الغرب حول وجود إسلام حقيقي وإسلام مزيف أن نسائل أنفسنا ما هو الخط الفاصل بين إسلام داعش وإسلام ابن تيمية والذي ما زلنا نسميه بشيخ الإسلام وما هو الخط الفاصل بين إسلام داعش وفقه أحمد ابن حنبل الذي يبيح قتل تارك الصلاة وما هو الخط الفاصل بين إسلام داعش وفقه الجواري الذي ما زال يدرس في مناهج الأزهر بما فيه جواز سبي النساء في الحروب والغزوات .
نحن لا نواجه المشكلة بجدية ونلف وندور حول الموضوع ونبتعد عن الجذر والأساس فالمنظمات المتطرفة لم تأت من فراغ وشيوخ الجهل والفتاوى لا يعيشون في كوكب المريخ بل يطلون علينا عبر الفضائيات الكثيرة ليفرغو علينا قيح أفكارهم كل يوم ورواتبهم هي عشرة أضعاف رواتب علماء العلوم التجريبية والأطباء والمهندسين أو المخترعين الذين يحلمون بربع رواتبهم لتمويل مشروع اختراعهم الذي قد يفيد البشرية جمعاء .
الأزمة عميقة وهي أزمة فكر بالدرجة الأولى ولا يمكن محاربة الإرهاب عسكريا فقط ما بقيت مناهجنا وإعلامنا تنتج الإرهاب كل يوم وكما يقول بعض المثقفين السعوديين المتنورين أن وزارة التعليم عندنا تصنع الإرهاب ووزارة الدفاع تحاربه وفي كل الأحوال فإن المؤسسات الدينية قد أصابها الجمود والحالات الفردية من المتنورين تنتهي بالقتل أو الحبس وكل ما قدمته هيئة علماء المسلمين أنها أفتت في القاهرة أيام مرسي بفتح باب الجهاد في سورية فتكالب على إثره كل غثاء الأرض عليها حتى تركوها قاعا صفصفا من الدمار وفي المحصلة وكما هي المقولة الشهيرة إذا أردتم إنهاء الذباب جففو المستنقعات .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة أبنة الشمس
- أبنة الشمس
- أزمة العقل العربي
- داعش داعرة الحي
- تجديد الخطاب الديني .. الآليات والعوائق


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال