أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الداقوقي - التشيع بين الاعتدال والتطرف















المزيد.....

التشيع بين الاعتدال والتطرف


ابراهيم الداقوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القى المفكر الاسلامي طه جابر العلواني ، محاضرة قيمة بعنوان ( مناقشة دعوى عجمية التشيع ) في مسجد السلام بالولايات المتحدة الاميركية ، رد فيها قضية اضفاء صفة " الفارسية " او " العجمية " او " الاعجمية " على التشيع العراقي ، لان الثوابت العراقية التالية تناقض هذه الدعوى:

الثابت الأوّل: "عربيَّة العراق"

الثابت الثاني: "إسلاميَّة العراق في الفتح الإسلامي"

الثابت الثالث: "التنوُّع العراقي" في الأديان والأعراف والمذاهب والألوان والنحل والأعراق واللغات وطبيعة الأرض.

الثابت الرابع: "ضرورة توفير كلّ أسباب التداخل بين أبناء الشعب".

الثابت الخامس: "الوحدة الوطنية".

ثم اضاف الى ذلك ، قوله العلمي الصريح : " لمزيد من التوكيد على الثوابت الآنفة الذكر أبادر إلى القول بأنّ هؤلاء الذين توهموا "عجميّة التشيّع" ووصفوا الشيعة كافَّة بأنهم "عجم أو أعاجم" هم أمّيون جهلة لا يعرفون تاريخاً ولا جغرافية ولا إلمام لهم بنشأة وتاريخ الفكر الإسلامي ومدارسه، ولا المذاهب الإسلامية وطرق ووسائل انتشارها جغرافياً واجتماعياً، أو أنهم أصحاب غرض، وهم - فيما يتعلّق بالعراق خاصة – متساهلون في معرفة ماضيه وحاضره ومستقبله. ولذلك فهم في حاجة إلى أن يدرسوا ويقرأوا ويطّلعوا ويقاوموا أمّيتهم تلك ويدفعوها عن أنفسهم..... وفي هذا العرض الوجيز سنفصّل القول بقدر المستطاع في هذه الثوابت، لتحصل القناعة لدى الجميع بـأنّها ثوابت، ولعله يقع الإجماع أو الاتفاق على إبقاء هذه الثوابت بعيداً عن المساومات السياسية والصراعات الحزبية والطائفية في الحاضر وفي المستقبل بحيث تبقى القضايا السياسية قابلة للتفاهم وممكنة المعالجة .. " .

ورغم انني لست بكاتب اسلامي او متبحرا في العلوم الدينية الاسلامية ومذاهبها ، الا انني استطيع القول – كمثقف عراقي - بان الاستاذ العلواني قد اصاب كبد الحقيقة في التفريق بين " الشيعة العراقية " و " التشيع الفارسي " بالتاكيد على اختلافهما ، بالقول : " لان التنوّع والتعدّد من أهم مزايا التشيع العراقي .... وقد أشتمل الأدب والتراث العراقيان على تراث ضخم متنوّع في قضايا احترام المخالف في الرأي أو المعتقد أو الانتماء " ولهذا فان الحقيقة التي لا يكابر فيها احد " أنّ التشيّع عربيّ النشأة والتطوّر، فمن أين ساغ لبعض الحكام العراقيين أن يصفوا الشيعة كافَّة بأنّهم أعاجم؟ وكيف ساغ لبعضهم أن يصفوا التشيُّع بأنّه مذهب أعجمي؟.. وهو عربيٌّ في نشأته وتطوّره ومبدأه ونهايته .... " من خلال عدم تسييسه وعدم طائفيته [ او اصوليته ] كالتشيع الفارسي او العجمي .
ان الفكر الشيعي العربي – الذي وضع اسسه امير المؤمنين علي بن ابي طالب او / و الشريف الرضيّ في كتاب نهج البلاغة – فكر انساني تقدمي ، لا يرفض الاخر ولا يكفره كالفكر الشيعي الفارسي المسيس ، وانما يتفاعل مع افكار الاخر النيرة والاصلاحية وغير الاستبدادية . ومن هنا عرف ائمة ( مرجعية ) الشيعة العراقيون بالاعتدال الفكري مع معارضتهم لاستبداد القابضين على السلطة ، سواءا من خلال التقية او / وبالكفاح المسلح ، كما حدث في انتفاضة شعبان المسلحة ضد نظام حكم الدكتاتور صدام حسين عام 1991 .
واذا كان علامة العراق الاستاذ الدكتور مصطفى كامل الشيبي – الذي رفض نظام صدام الساقط ترقيته الى درجة الاستاذية ، واحالوه - مثلي - على التقاعد وهو بدرجة استاذ مساعد ، لكي لاينال الاستاذية .... قد هاجر ايضا ، الى الاردن ، فقامت جامعة بنغازي في ليبيا بمنحه لقب الاستاذية بامتياز وبتعيينه استاذا للفلسفة الاسلامية فيها – قد تطرق لموضوع الاختلاف بين الشيعتين ايضا في كتابه ( الصلة بين التشيع والتصوف – النجف 1974 ) .... الا انه – ايضا – لم يتطرق ، مثل الاستاذ علواني ، الى الفروق الفكرية الرئيسة بين الشيعتين العراقية والفارسية . وهو الامر الذي تناولناه في محاضرتنا التي القيناها في البيت العراقي بفيينا ( منتصف مايو / ايار 2004 ) بعنوان ( العراق : بين الامس واليوم ) ثم اعدنا تاصيل الفكرة في ورقتنا ( الدين والاختلاف : الفكر العلوي نموذجا ) التي قدمناها الى ندوة كرسي اليونسكو بجامعة منوبة بتونس ( 26- 27 اكتوبر 2005 ) عندما اكدنا تلك الاختلافات ، بالقول : " تختلف الشيعية الفارسية ، عن الشيعيتين الاناضولية – ومنها العلوية - والعراقية باربعة اختلافات ، هي :
1 - ان الشيعة العراقية والاناضولية غير مسيسة اصوليا ، كالشيعة الايرانية ، رغم ايمان كافة فرق الشيعة : السبعية ( الاسماعيلية ) والاثنا عشرية والإمامية والزيدية والجعفرية والعلوية والرافضة والصفوية وغيرها ... بفكرة ( ولاية الفقيه ) التي ادلجها الفرس سياسيا ، من اجل سيادة آيات الله الفرس – دون غيرهم – على مقاليد الامور في ايران . وهو ما يفسر سبب الخلاف بين آية الله الخميني – زعيم الثورة الاسلامية – الفارسي ، وبين آية الله شريعت مداري التركماني - الآذري ، وفرض الامام الخميني للاقامة الجبرية على شريعت مداري – احد منافسي الخميني- حتى وفاته ، عندما تم إلغاء الاقامة الجبرية عنه بعد استتاب الامور لجماعة الخميني في البلاد .
2 - ان الشيعة الايرانية ( الفارسية ) التي ولدت على يد رجل الدين السني جنـيّد الصفوي ، مؤسس الطريقة الصفوية العلوية في القرن الخامس عشر - حيث كانت ايران سني المذهب - وهو جد الشاه اسماعيل الصفوي ( 1486 - 1524 ) ، كانت مسيسة وقومية منذ البداية . حيث اراد بها جنيد وابنه حيدر - والد الشاه اسماعيل الصفوي - تعبئة الايرانيين ضد العثمانيين السنة في صراعهما الدامي للاستيلاء على الشرق . لان الشيعة الفرس ارادوا به اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية القديمة ، بتغليب العنصر الفارسي - وهم اقلية - علي الاكثرية الايرانية غير الفارسية . في حين ان الشيعة العراقية لا تؤمن بالقومية ولا تتخذها ستارا للهيمنة على الآخرين ، ايمانا منها بالتسامح والاخاء الاسلامي . ومواقف المرجعية الشيعية العراقية المعتدلة منذ الاحتلال الانكليزي للعراق ( 1914 ) من احداث العراق والمنطقة ... بين الرفض والتعاون ، وحتى سقوط نظام صدام حسين ، والتي تعتمد على ترجيح الجانب الوطني - وليس القومي او الطائفي - على الجانب المذهبي ، بالرغم من تدخلات ايران - منذ الثورة الاسلامية - لتغيير هذا الواقع العراقي . وذلك بمحاولة فرض مفهوم ( دولة ولاية الفقيه ) المؤدلج سياسيا على العراقيين - لتحقيق هيمنتها على العراق - وليس بالمفهوم الفقهي ، كما يؤمن العراقيون .... خير دليل على ذلك .
والمعروف ان عائلة الشيخ جنيد الصفوي ، هي تركمانية آذرية ، كما ان الشاه اسماعيل الصفوي ، يعد - حتى اليوم - احد الشعراء الاتراك الكلاسيكيين . فقد طبعت حكومة اذربيجان السوفييتية - سابقا- ديوانين له خلال 1958 - 1960 هما : ديوان خطائي - وهو مخلص اسماعيل الصفوي - عام 1958 وديوان ( الدهنامه) عام 1960، الذي يعارض به شاهنامة الفردوسي . وكلا الديوانين باللغة الآذرية التركمانية وبالحروف العربية .
3 - لا تؤمن الشيعة العراقية بفكرة تصدير المذهب الشيعي كايديولوجية مسيطرة - مثل النظام الايراني - الى العالم الاسلامي ، لاقامة الوحدة الاسلامية بالقوة القاهرة - التي دعا اليها آية الله الخميني ، قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية - واكدها قادة النظام بالاحتفاظ بالجزر العربية الثلاث التي استولى عليها الشاه محمد رضا بهلوي ، وجددها الرئيس المنتخب الجديد احمدي نجادي ، اليوم ، مع احتفاضه بالجزر العربية الثلاث ، رغم وصفه لاسرائيل بـ " الدولة الجرثومة العدوانية والارهابية والمحتلة للقدس ، التي يجب ان تمحى من الخارطة " .
4 - محاولة الجمهورية الاسلامية الايرانية ، تصدير الشيعة تلاصولية الشوفينية الى بلدان العالم الاسلامي – لاسيما بلدان الخليج العربية – مما ادى الى نشوء فكرة ( الشيعافوبيا ) في الشرق الاوسط ، لاسيما بعد ان اكد الملك عبدالله الثاني محاولة ايران " اقامة الهلال الخصيب الشيعي " واستنكار دول الخليج العربية ، تصدير ايران لـ ( الثورة الاسلامية ) الى العالم الاسلامي ، وتأكيد الامير فيصل – وزير خارجية السعودية - " تدخل ايران في شؤون العراق الداخلية ، وتحولها الى دولة ذات ايديولوجية مسيطرة في الشرق الاوسط " .
وتتجلى الاختلافات الفكرية بين الشيعتين العراقية المعتدلة والفارسية الشوفينية الاصولية ، في موقفهما من الآخر وحقوق الانسان والديموقراطية . ففي الوقت الذي يؤكد فيه آية الله خامنئي ، مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، في رسالته الى المسلمين بمناسبة الحج وعيد الاضحى المبارك: " ان العالم الاسلامي ليس في حاجة الى حقوق الانسان وحكم الشعب ". لان خامنئي قد ترك كل الانجازات الغربية الهائلة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية التي بلغت أرقى المستويات وركز في كلمته على بعض القيم الغربية التي قال ان نتيجتها الانحلال الاخلاقي والاختلاط والعنف وتشريع الشذوذ الجنسي وغير ذلك من الموبقات التي لا يمكن الاقتداء بها، ضاربا جميع انجازات الغرب عرض الحائط ، في محاولة لرفض الاخر وافكاره وانجازاته .
وعلى نقيض ذلك موقف الشيعة في العراق الذين يقولون: انهم كافحوا طويلا من اجل التخلص من النظام الديكتاتوري الى النظام الديمقراطي وان تضحياتهم بالدم وكل شيء كانت وما تزال من اجل الديمقراطية وحكم الشعب.
ومن هنا ، كان التناقض – ايضا- في الممارسات السياسية والادارية التنفيذية ، الداخلية والخارجية ، بين الشيعيتين العراقية والفارسية : ففي الوقت الذي ترفض الشيعة الفارسية ، الآخر غير المؤيد لوجهة نظره – حتى وإن كان شيعيا مثله او كان مواطنا له – مثل موقف الخميني من شريعت مداري ، او تصرفات محافظ البصرة الشيعي ذو الميول الايرانية من مواطنيه الشيعة العراقيين غير المساندين له ... نجد المراجع الشيعية العراقية لم تساند اية جهة او جماعة او فئة ضد اخرى ، خلال الانتخابات الماضية . بل انهم يدعون اليوم صراحة ، الى ضرورة اقامة حكومة وحدة وطنية تضم كل الاعراق والاديان والعناصر العراقية العاملة في الساحة السياسية ، ومن ضمنهم البعثيين – غير الملوثة ايديهم بدماء العراقيين – في دعوة صريحة الى التصالح الاجتماعي ، من اجل تحقيق الوحدة الوطنية العراقية . بل اننا ندعي بان دعوة الحوزة العلمية في النجف الاشرف الى اجتماع ممثلي محافظات الجنوب الشيعية ، واتخاذهم قرارا بضرورة " التفكير باقامة فيدرالية الجنوب " كانت خطوة حكيمة ووطنية لقطع الطريق على دعوة مؤيدي ايران من حكام البصرة واشياعهم ، في " اقامة فيدرالية المحافظات الجنوبية الثلاثة " الانفصالية ، توطئة لالحاقها بايران مستقبلا .
ومن هنا – ايضا - كان الخلاف الفقهي بين الحوزتين الايرانية ( قم ) والعراقية ( النجف الاشرف ) حول العديد من القضايا الفكرية الطارئة على بساط البحث الديني والاجتماعي بينهما ، من جهة . والصراع الخفي او الحرب النفسية التي تشنها حوزة قم ، ضد الحوزة النجفية وارثة امجاد الشيعة وتراث الامام علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه ) من اجل السيطرة عليها لتكون لها – أي حوزة قم – قيادة الفقه والتأويل والتوجيه سياسيا ، للعالم الشيعي ، من جهة اخرى . غير ان الحوزة النجفية الوطنية المعتدلة والمتسامحة ، ستكون – وكما كانت منذ اكثر من 14 قرنا - المرجعية المعتمدة ... لمصداقيتها وانسانيتها وايمانها بالديموقراطية والتعددية واحترامها للآخر وآرائه .
ان فكرة الايديولوجية المسيطرة – التي تبنتها ايران - اي الدولة المسيطرة او المهيمنة عالميا ، او بعبارة اخرى : الدولة ذات النزعة الاستعمارية الفكرية – الاقتصادية المعولمة ، هي فكرة قديمة آمن بها الاسكندر المقدوني ( الكبير ) عندما ساق الفلاسفة والعلماء والقادة العسكريين على رأس جيش مؤلف من اربعين الف مقاتل ( ول ديورانت – قصة الحضارة ) لفتح الشرق وتوحيد مراكز العالم القديم ( اثينا الاوروبية ومصر الافريقية والهند الاسيوية ) تحت قيادته ، توطئة لنشر الفلسفة الهيلينية الاغريقية في العالم . ويؤكد الفيلسوف المؤرخ برودل بانه " كان لدى الرومان مشروع لبسط السيطرة على العالم من خلال فكرة الايكومينية oecumene أي العولمة " . في حين يعتقد المفكر والناشط الاميركي تشومسكي " ان فكرة العولمة - اي الهيمنة وبسط السيطرة على العالم – برزت الى حيز التداول مع نهاية حرب الخليج الثانية وإعلان الرئيس الأمريكي بوش الاب ، عن ميلاد النظام العالمي الجديد " . وقد قام المحافظون الجدد – بعد إنجاحهم بوش الابن في انتخابات عام 2000 رئيسا للولايات المتحدة الاميركية – بتطوير الفكرة الايكومينية عن طريق ربط الشتراوسية بمسارات التوجهات السياسية – العسكرية - الامنية بالولايات المتحدة الاميركية ، من خلال تقديس الوطنية الاميركية ، واضفاء هالة من التعظيم والتبجيل على " نمط الحياة الاميركية الديموقراطية المرفهة كنموذج للحياة المأمولة للبشربة في القرن الحادي والعشرين " من خلال جعلها – اي القرن – عصرا اميركيا ، في محاولة لتغطية اسرار الاهداف الحقيقية للحكومة الخفية - المحافظين الجدد - لاجل تعزيز سيطرة امريكا على العالم والتحكم بمصير الشعوب الغنية والفقيرة ، على السواء . أي صياغة العالم بما يخدم ويجسد المطامح والمصالح العليا الأمريكية من خلال مؤسسات اقتصادية معولمة ( صندوق النقد والبنك الدوليين ) ومؤسسات امنية – عسكرية ( التجسس والرقابة والاختطاف والسجن والقتل ) بالتعاون مع مؤسسات الاعلام المؤثرة ( سيطرتها على الانترنت ) لنشر حرب الافكار ضد الافراد والجماعات والدول ، المغردة خارج السرب .... توطئة لاحتلال البلدان الغنية ذات المواقع الاستراتيجية في العالم الثالث – لاسيما البلدان العربية والاسلامية - بحجة الحرص على إحترام حقوق الإنسان , وحماية الأقليات وتنظيم حركة العلاقات الدولية – مع اضعافها للشرعية الدولية – أي الامم المتحدة ، بما يخدم أطماعها ومصالحها المشبوهة .

ان الايديولوجيات المسيطرة – الشرقية والغربية – التي تقوم ببث الدعاية الرمادية الضبابية من خلال حرب الافكار التي اعلنتها ( الحكومة الخفية ) المتحكمة بتلك الدول ، تحاول – بتلك الدعاية - ارباك اوضاعنا وابتزازنا وارهابنا مع شعوبنا لتحقيق مصالحها الوطنية الشوفينية او القومية المتطرفة اوالاصولية الرافضة للآخر او ايديولوجيتها القمعية المتسلطة ، من خلال نشرالمبادئ الدولية الايديولوجية في العالم ، والتي لا يجوز للآخرين تجاوزها . وتعني فكرة الايديولوجيات المسيطرة ، تلك الدول – او المجموعات – القوية تنظيميا او/ وعسكريا وماليا ( اقتصاديا ) والمتقدمة تكنولوجيا- او التي تمتلك اسلحة الدمار الشامل - والتي تؤمن بايديولوجية سياسية طاغية وتسعى لنشرها بالقوة كالاتحاد السوفييتي السابق والصين الشعبية ( أي نشر الشيوعية ) وامريكا ( اسلوب حياة وفكر المحافظين الجدد) واسرائيل ( الصهيونية) . اوتلك الدول المتقدمة نوعا ما والتي تسعى لتصدير ايديولوجيتها الفكرية – الثقافية الى الدول المجاورة او مجالها الثقافي الحيوي كايديولوجية حزب البعث العربي الاشتراكي ( قيادة صدام حسين الشوفينية المتطرفة ) وايران ( الاصولية الشيعية الشوفينية ) وتركيا ( الكمالية - العلمانية الرافضة للآخر ) واليابان ( الكونفوشيوسية) ومنظمة القاعدة ( الاصولية الوهابية الارهابية.(

ولكننا نود ان نؤكد هنا باننا عندما نرفض هيمنة الايديولوجيات المسيطرة ، فاننا لا نرفض الديموقراطية الاجتماعية الغربية – باعتبارها خيارا للشعوب الاوروبية – ولا ندعو لمقا طعة الحضارة الديموقراطية الليبرالية الاميركية او تكفيرها . بل ندعو لخلق نمطنا الديموقراطي الخاص ... في اطار تلك الديموقراطية الاجتماعية ، باعتبار ان حضارة اليوم هي تراكم تراث البشرية في مسيرتها التقدمية : المعرفية والعلمية والتكنولوجية والتي يجب ان يستفيد من انجازاتها ، البشرية كلها بعيدا عن الهيمنة والوصاية الفكرية وفرض العولمة المتوحشة علينا . لايماننا بضرورة قيام العلاقات الانسانية بين الشعوب على الحوار بدل النزاع ... وحل المشاكل بين الدول على اساس تبادل المنافع - في اطار الشرعية الدولية - بدل الحروب ، لتحقيق الامن والسلام في العالم .



#ابراهيم_الداقوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات القادمة ستغير الكثير من المفاهيم والتوازنات السيا ...
- الاختلاف الثقافي لا يقف حائلا دون انظمام تركيا للنادي الاورو ...
- هل تقبل اوروبا العانس بقبلة الشاب الشرقي الولهان ؟!!
- المثقف والسلطة .... والمؤسسة الثقافية المؤطرة للانتلجنسيا
- نعم للمقاومة ... ولكن!!!
- رهان العراق الجديد : الهوية الوطنية والتحول الديموقراطي
- فشل الاعلام العربي في مواجهة تحديات حوار الثقافات المعاصر
- بغداد ... ونرجسية المافيا وانتقام الجبناء
- حروب القائد الضرورة والديموقراطية وعراق الغد
- عبدالرحمن منيف عاشق الحياة ورفيق الضحايا والمعذبين
- استراتيجية غزو العراق تدشين لولادة الإمبراطورية الأمريكية وب ...
- عراق الغد : بحث عن اساليب الحوار العابر للثقافات
- الغد ... مجلة عراقية للدراسات والابحاث
- ديموقراطية اميركا وحربها التحررية
- تركمان العراق : مواطنون ... ام رعايا ؟
- محنة الكتاب والمثقف في الوطن العربي
- ديموقراطية اميركا وحربها التحررية
- محنة العراق في جدل الديموقراطية والتقدم العربي
- انتخابات قبرص : ستقررمستقبل تركيا في المنظومة الاوروبية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الداقوقي - التشيع بين الاعتدال والتطرف