أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابراهيم الداقوقي - ديموقراطية اميركا وحربها التحررية














المزيد.....

ديموقراطية اميركا وحربها التحررية


ابراهيم الداقوقي

الحوار المتمدن-العدد: 698 - 2003 / 12 / 30 - 03:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان غاسبار ياماساريس ، منسق تحالف المعارضة الاسبانية ، الاكثر دقة في وصف مؤتمر الدول المانحة لاعادة إعمار العراق في مدريد ( 3/10/2003 ) عندما اكد ( انه مؤتمر لإغتصاب العراق ، انه العملية الدولية للاغتصاب والاستعمار الجديد ) .
ان حشد واشنطن لسبعين دولة مع عشرات الشركات لجمع 57 مليار دولار لاعادة اعمار العراق وفق المعايير الاميركية وباشراف مباشر من البيت الابيض مع غياب حكومة عراقية ذات سيادة وبدون اشراف صناديق الامم المتحدة ، هو ضحك على الذقون وهبة عالمية لامريكا – ربما مكافأة على ذلك الغزو و - لتكون هذه الاموال الضخمة نهبا للشركات الاميركية العابرة للقارات ولشركات شركائها المشاركة في غزو العراق ، بالاستحواذ على جميع عقود اعادة الاعمار .
ومن هنا فاننا عندما اكدنا بان استراتيجية غزو العراق هي بداية اقامة الامبراطورية الاميركية للهيمنة على الشرق الاوسط الكبير ، في مجلتنا ( الغد ) الصادرة في فيينا ( العدد الاول- أيار/ مايو الماضي ) فانما كنا نرى النصف الفارغ من القدح العراقي الذي تريد واشنطن إملاءه بكل ثروات العراق – المادية والمعنوية – لتصبها في بلاعيم شركاتها العابرة للقارات ، وجني الضرائب لإملاء خزانتها وربما لمئة عام القادمة من جهة ولإعادة تشكيل – هيكلة النظام – في العراق وفق المنظور الديموقراطي الاميركي ، المغلف بالاستعمار الجديد والاستغلال والاستبداد والبعيد عن واقع وتراث الشعب العراقي . لان كل مجتمع – ومنه المجتمع العراقي – يسعى لمقاربة الديموقراطية مع مفاهيمه وتراثه وواقعه المعاش ، ومن هنا فقد اختلفت الديموقراطية الهندية عن الديموقراطيات اليابانية والكورية الجنوبية والكمبودية رغم انها جميعا تدين بالبوذية . لاسيما وان الرؤية الديموقراطية الاميركية لأوضاع المنطقة العربية تتحدد اليوم بالمنظار الاسرائيلي في محاربة الارهاب وعندها يتحول الارهابي شارون – كما يقول العالم الناشط الاميركي تشومسكي – الى رجل السلام ، بغسيل المخ ، وتكون الحرب سلاما والحرية عبودية والجهل قوة . وهنا يتبادر الى الذهن السؤال الملحّ التالي : إذن ، ما العمل ؟
يجب التأكيد ابتداءا ، ان ثمة امر واقع اميركي في العراق يتمثل في الاحتلال – بجميع انماطه – والذي يجب التعامل معه في نطاق معركة التحدي الديموقراطي والمقاومة السلبية ، بعيدا عن المقاومة المسلحة الحالية التي اختلط في مضمارها اهداف ايتام صدام حسين في اعادة النظام الساقط مع الارهابيين الدوليين وعملاء المخابرات واصحاب المصالح من دول الجوار ، مع المقاومة الشعبية العراقية من جهة . ولأن دور الكفاح المسلح ، الفردي – دون مساعدة دولية فاعلة – قد انتهى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانكماش دور المعسكر الاشتراكي على ذاته حفاظا على مكتسباته امام الهيمنة الاميركية الطاغية ذي القطبية الواحدة على العالم ، من جهة اخرى .  
ولكن ذلك لا يعني الاستسلام والخضوع للسرطان الاميركي الذي يريد الانتشار في جسم دول العالم الثالث وانما يجب البحث عن وسائل مكافحة هذا السرطان والحيلولة دون انتشاره ، من خلال الاسترشاد بمواقف الدول الاوروبية ( فرنسا والمانيا وبلجيكا ) في كيفية مقاومة الهيمنة الاميركية والتعاون معها ومع منظمات المجتمع المدني العالمية في استنباط اساليب المقاومة ضمن الشرعية الدولية . على ان يقوم العراقيون باعادة ترتيب البيت العراقي – اولا -  وفق متطلبات المرحلة لادارة اللعبة وفق شروطها وفي اطار اجماع سياسي عام يحقق التصالح الاجتماعي ويصون ثروات البلاد ويعيد للمواطنين – خارج نطاق الذين اجرموا بحقهم – كافة حقوقهم ، توطئة لعقد المؤتمر الوطني عبر لجنة تحضيرية تمثل فيها كافة تنظيمات القوى الاجتماعية – السياسية العراقية لوضع الميثاق الوطني وانتخاب اعضاء المجلسين التأسيسي والتشريعي ( البرلمان الموقت ) بعيدا عن المعايير الطائفية والعرقية والاتفاق مع سلطة الاحتلال لوضع الجدول الزمني لإنهاء الاحتلال ، بعد استتباب الامن وتحقيق الاستقرار توطئة لاجراء الانتخابات العامة  لكي لا تتكرر مآسي لبنان والصومال في بلادنا مرة اخرى .



#ابراهيم_الداقوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة العراق في جدل الديموقراطية والتقدم العربي
- انتخابات قبرص : ستقررمستقبل تركيا في المنظومة الاوروبية


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابراهيم الداقوقي - ديموقراطية اميركا وحربها التحررية