أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمانة زريق - الدّين الاجتماعي














المزيد.....

الدّين الاجتماعي


جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)


الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من نزول الديانات السماوية على مر العصور، ظل الدين الاجتماعي الذي وضعه الإنسان وارتضاه بعقله البدائي مسيطراً على عقول بعض الناس حتى يومنا هذا. فلقد حاول الإنسان عبر حياته و ضع نظم و قواعد تناسب حياته من أجل تنظيم المجتمع، وغدت هذه النظم بمثابة دين اجتماعي ارتضاه الإنسان قبل و أثناء نزول الديانات السماوية التي كان هدفها الأساسي تقويم النظام الاجتماعي أو الدين الاجتماعي "كما أراه".. فالدين الاجتماعي هذا كان ديناً قائماً على نظام الطبقية والعبودية و الاستقواء على الضعيف. ويمكن القول أن الدين الإسلامي كان بمثابة ثورة عميقة ضد الدين الاجتماعي الذي آمن به القرشيون و غيرهم، فانقلب على نظام الطبقية الذي يجعل الأغنياء من الناس في الصفوف الأولى من المجتمع، في حين يضع الفقراء في الصف الأخير منبوذين لا كلمة لهم والكلمة الأولى و الأخيرة هي لمن لديه المال. كما أطاح الدين الإسلامي بنظام العبودية الذي كان سائداً في المجتمع الجاهلي والذي كان أحد أهم ركائز الدين الاجتماعي. أيضاً جاء الدين الإسلامي فانتقد بشدة مبدأ الاستقواء على الضعيف ومنه أن أمر بالمساواة بين الناس فلا فرق بين أسود على أبيض أو ذكر على أنثى إلا بالتقوى. ولكن إذا أمعن أحدنا النظر في هذا الموضوع سنجد أن قوانين الدين أو الثورة الإسلامية لم تدم كثيراُ ولزمن طويل، ذلك أن أتباع الدين الاجتماعي قاموا بثورة مضادة وحاولوا تحريف الدين السماوي بما يتناسب مع الدين الاجتماعي، فكثيرة هي الأحاديث التي وضعت على لسان الرسول خدمة لأتباع الدين الاجتماعي الذي مازال أتباعه الى يومنا هذا يحاولون لي عنق النص السماوي من أجل أن يكون مناسباً للنظام الاجتماعي الخاضعين له أو التابعين له. ونحن عندما نتأمل الكثير من تفاصيل حياتنا في المجتمع العربي الإسلامي الآن نجدها منبثقة من الدين الاجتماعي وليس للدين الإسلامي أي صلة بها. ولربما هذا ما يبرر أن هناك الكثيرمن الناس الذين يخافون من نظرة المجتمع أكثر بكيثر مما يخافون الله، و يحسبون حساب ما سيقوله الناس حتى ولو كان ما يفعلونه مسموحاً شرعاً. فمثلاً تقوم بعض النساء من التحرر من لبس النقاب إذا ذهبت لأي دولة غربية بموافقة الزوج، لأنها تعلم أنها ربما تتعرض لموقف لا تحسد عليه في المجتمع الغربي وهي تعلم أنه ورد في الأحاديث الإسلامية بأن لاترموا بأنفسكم الى التهلكة و أن لا ضرر و لا ضرار مثلاً.ولكن هي نفس المرأة لن تتجرأ في المجتمع العربي على رفع هذا النقاب أو إزالته حتى و إن كانت ستقع في حفرة أمامها لأنها تضع المجتمع والدين الاجتماعي في المرتبة الأولى قبل الدين السماوي. أيضاً الطبقية، أوليس المجتمع العربي و الإسلامي الآن مجتمع طبقي بجدارة، وهل تسمع كلمة الفقير في هذا المجتمع البائس حتى ولو كان هذا الفقير فيلسوفاً أو عالماً أوحكيماً، أبداً، سيبقى هذا الإنسان في الظل لا يسمع له أحد في حين أن بعض الأغنياء هم المتحكمين في هذا الفقير. ألا يدلنا ذلك على أننا مازلنا نمارس الدين الاجتماعي الذي يجعل للغني أفضلية على الفقير و للذكر أفضلية على الأنثى و للقوي أفضلية على الضعيف و يجعل من الدين السماوي في المرتبة الثانية إذا تعارض مع الدين الاجتماعي وهنا تجدر الإشارة الى أن أتباع الدين الاجتماعي يشمل الملحدين بالديانات السماوية. فهناك الكثير من الناس لايؤمن بوجود الله ولكنه يؤمن بشكل كامل بأن الذكر أفضل من الأنثى, ويفرح فرحاً شديداً بالمولود الذكر ويحزن إذا ماكانت أنثى, أكثر من ذلك فهو نفسه هذا الملحد بالدين السماوي يجيز لنفسه مثلاً كرجل ارتكاب كل المعاصي و يحاسب المرأة على أصغر الأخطاء وهذا إن دلنا على شيء فهو يدلنا على أن الدين الاجتماعي هو أقوى بكثير من الأديان السماوية. طبعاً لم يكن الدين الاجتماعي موجوداً فقط في المجتمعات العربية ولكن لقد وجد الدين الاجتماعي في كل المجتمعات، لكن الفرق هنا أن أغلب المجتمعات المتقدمة هي التي استطاعت أن تنحي الدين الاجتماعي من القائمة لديها فجعلت قوانينها تقترب من الأديان السماوية التي دعت الى المساواة كنظام بديل عن الطبقية و الحرية كنظام بديل عن العبودية. وهذا يجعلنا نتساءل متى سنستطيع نحن في العالم العربي و الإسلامي أن نطيح بالنظام أو بالدين الاجتماعي المقيت و نستبدله بقوانين الديانات السماوية الداعية للحرية و العدل و المساواة؟؟



#جمانة_زريق (هاشتاغ)       Jumana_Zuriek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد
- فلسطين و أمي
- التطرف الفكري
- هيلاري كلينتون, أنجلينا ميركل,وعائشة الحرة
- الثورة الفكرية ضرورة إنسانية
- لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور
- ارفعوا أيديكم عن الدين


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمانة زريق - الدّين الاجتماعي