أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثانية














المزيد.....

حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثانية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 10:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثانية
نبيل عبد الأمير الربيعي

أصول الكتابة :
عرفت الحضارة العراقية الوركاء أو أوروك (السماوة) قبل أية منطقة في العالم أصول التدوين, ذلك قبل أكثر من خمسة آلاف سنة, حيث عثرَ في الطبقة الرابعة من المدينة المذكورة وفي أحد معابدها على أكثر من ألف رقيم طيني تتضمن وثائق اقتصادية بأقدم أنواع الكتابة وبأبسط أشكالها, وهي الكتابة الصورية, وذلك في حدود (3500 ق.م) في العصر المسمى (الشبيه الكتابي), ويشمل هذا الدور النصف الثاني من عصر الوركاء وعصر جمدَّة نصر.
ويظهر أن الحاجة هي التي دفعت بالسومريين إلى استنباط الكتابة, وذلك لتسجيل وضبط واردات المعابد وحساباتها وغير ذلك مما يتعلق بالشؤون الاقتصادية, لأن المعبد كان مركز الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية آنذاك.
وتذكر د. بهيجة خليل إسماعيل مديرة المتحف العراقي / بغداد, في مقال لها (الكتابة) : (كان اختراع الكتابة من أهم مقومات الحضارة العراقية القديمة, وقد ظهرت بوادرها في الألف الثالث ق.م, وكانت في أول أطوارها تتألف من ألفي علامة صورية), ولكثرة العلامات المعقدة وصعوبتها أخذ السومريون يبسطون ويختصرون في أشكالها, وفي مطلع الألف الثاني ق.م أصبح عددها يتراوح بين (550 – 500) علامة مسمارية.
مرَت الكتابة بمراحل عدة منها (المرحلة الصورية) قوامها علامات تمثل الأشياء المراد تدوينها, أي أن كل صورة تمثل كلمة, وتعتبر هذه المرحلة من أقدم المراحل في تاريخ الكتابة. ثم المرحلة (الرمزية) وبواسطتها تم تدوين الأفكار والأشياء المعنوية برسم صورة لها بهيئة مختصرة, كما قاموا بدمج علامتين أو أكثر. ثم المرحلة الثالثة (الصوتية) وتمثل هذه المرحلة آخر مراحل التطور التي توصل إليها النِساخ العراقي في استخدام الخط المسماري, لأنهم لم يصلوا إلى الطور الهجائي, أي استخدام الحروف الهجائية, والمقصود بالمرحلة الصوتية هو إعطاء أصوات للعلامات تتناسب ولغتهم مجردة عن مدلولاتها الصورية والرمزية.
استخدم الخط المسماري لتدوين لغتين هما اللغة السومرية واللغة الأكدية, والأكدية تفرعت إلى لهجتين هما اللهجة البابلية التي بدورها تفرعت إلى لهجات, واللهجة الآشورية التي تفرعت إلى لهجات أيضاً, وتمثل اللغة الأكدية الفرع الشرقي من لغات أقوام الجزيرة العربية, أما الفرع الغربي فيضم الكنعانية والفينيقية والآرامية والعبرية.
يعود الفضل في حل رموز الكتابة العراقية القديمة (الكتابة المسمارية) إلى العلماء الذين تمكنوا من حل هذا اللغز والذين زاروا منطقة الشرق القديم بهدف التعرف على مواطنه الحضارية وآثاره الشاخصة, وكان أولهم الرحالة الإيطالي (بيترو ديلافلي), إذ قام باستنساخ خمسة رموز منها ورجع إلى أوروبا عام 1621م وبعد عودته نشر عن الكتابات التي شاهدها.
وفي عام 1765م قام العالم الألماني (كارستن نيبور) باستنساخ مجموعة من كتابات برسيبوليس الواقعة على بعد 50 كم إلى الشمال من مدينة شيراز, والتي كانت عاصمة للملوك الأخمينيين, ونشرها في العام 1768م, وأثبت بأن هذه الكتابات تضم نصاً واحداً مكتوباً بثلاثة أنواع من الخطوط المسمارية, وإن هذه النصوص الثلاثة تكتب من اليسار إلى اليمين, وإن أحد هذه الأنواع الثلاثة يضم (42) علامة مسمارية واتخذ هذا النوع أساساً لمحاولة حل الخطوط المسمارية.
كما افلح العالم الألماني (ج. ق. كروتفند) أن يكمل العمل الذي قام به (مونتر) وأن يتوصل إلى فك الخط الأول الذي كان يضم (42) علامة مسمارية, والتي كانت تمثل حروفاً هجائية وليست مقطعية, وتمكن من قراءة بعض العلامات المنقوشة فوق رأس أحد التماثيل التي تعود للأخمينيين.
أما النوع الثاني من الكتابات المسمارية والتي تتضمن اللغة العيلامية, فقد جرت محاولات أخرى للتوصل إليها من خلال الأستاذ (نوريس) الانكليزي الجنسية, أما النوع الثالث من الكتابات المسمارية المدونة باللغة البابلية, فقد كانت مشكلة حل رموزها قضية للغاية, حيث لاقى العلماء صعوبة في التوصل إليها بسب تدوينها بعلامات مقطعية تزيد عن (500) علامة مسمارية, ففي عام 1843 أجرى الفرنسي (إميل بوتا Emil Batta) في قصر الملك الآشوري سرجون في مدينة خرسباد والمنقب الانكليزي (ليرد) الذي حالفهُ الحظ في العثور على عدد من القصور الآشورية في مدينة نمرود الأثرية, وكانت هذه القصور مرتبة بمنحوتات من الرخام تصور الملك في أوضاع مختلفة, وتحمل هذه الألواح نصوصاً مكتوبة بالخط المسماري واللغة الآشورية. وقد أطلق على هذا العلم اسم علم الآشوريات التي تعود للفترة الآشورية, أي إلى الألف الأول ق.م, وبمرور الزمن أصبح هذا العلم يدرس في الجامعات المشهورة ذات العلاقة بحضارة بلاد وادي الرافدين, والحضارات القديمة.

المصادر :
1- طه باقر. مقدمة تاريخ الحضارات القديمة. ج1. بغداد 1973.
2- د. فاضل عبد الواحد علي. كتبوا على الطين. مجلة كلية الآداب. العدد 27 بغداد 1979.
3- د. فوزي رشيد محمد. قواعد اللغة السومرية. بغداد. 1972.

يتبع الحلقة الثالثة



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الأولى
- هل الأديان رسالات سلطة وصفحاتٌ من الدَم؟
- أشهر الجرائم والاغتيالات في محافظة بابل للمؤرخ عبد الرضا عوض
- الجواهري بعيون حميمة .. رؤى وذكريات وتوثيق بالصور
- معجم الشعراء الشعبيين في الحلة
- حكومة المتأسلمون في بغداد تسرق اموال ابنائها؟؟؟
- مرور عامان على سقوط الموصل!!
- مقدمة كتابي أضواء على النشاط الصهيوني في العراق (1922-1952م)
- شهيد الحزب الشيوعي العراقي ساسون شلومو دلال
- شهيد الحركة الوطنية العراقية شاؤول طويق
- شهيد الحزب الشيوعي العراقي يهودا إبراهيم صديق (ماجد)
- قراءة في إنجازات عالم سُبَيِّط النيلي
- معرض الفنان التشكيلي ثامر الأغا والموت بالتقسيط
- الذكرى المئوية لمجزرة الأرمن
- العراق وتلاميذ عمر ابن العاص
- لماذا الإبادة الجماعية لأهلنا من الديانة الأيزيدية
- الحفلات التنكرية في جامعات بغداد
- أمراء الإرهاب في الإسلام ... أبو بكر البغدادي نموذجاً
- مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة ( ...
- مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثانية