أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - سامي لبيب بين يسوع وأبي لهب وغيره !















المزيد.....



سامي لبيب بين يسوع وأبي لهب وغيره !


عايد عواد

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في مقاله الأخير قال الزميل الكاتب والباحث سامي لبيب وهذا رابط موقعه الفرعي في الحوار المتمدن :

http://www.ahewar.org/m.asp?nm=1&i=2572

قال ما يلي في تعليقين متلاحقين :


23 - سؤالى:هل سب أبو لهب مدون قبل الخلق أم بعد الحدث؟!
سامى لبيب ( 2017 / 2 / 5 - 14:24 )
شئ غريب وعجيب عندما تسأل ببراءة أن الذى يقول أنه لا يفرق بين الأنبياء هو الله وإن القائل بأنه يفرق بين الأنبياء ويميز بينهم هو الله نفسه فهل قال لك أحد أن التفريق أو المساواة هم من البشر!!!ولكنك تريد الوصول لنتيجة لا تعنينا لتقول(فنحن ما بربطنا بالرسل تلقي رسالة الرب وكيف تلقاها لا يؤثر في مادة الرسالة).
هل أنت تراوغ أم تتعامل ببساطة فليست قضيتنا هى النبى والرسالة بل موقف الإله المتناقض الذى يقول فى آية أنه لا يفرق بين الأنبياء وفى آية اخرى أنه يميز بينهم ويرفع بعضهم درجات فما يعنينا هو تناقض مواقفه وأقواله!
بالنسبة لقضية القرآن والذى نزل فى ليلة القدر بشهر رمضان بينما فى موضع آخر نزل متفرقا مواكبا للأحداث وهذا ما يثبته أسباب النزول لتبدى فى البداية أن الأمر لم يحسم بقولك(عند الكثير لغط ولا يفرقون بين يعلم الشيء او يتسبب ويكتب سيناريو الحدث) لنرجع لإشكالية كتاب مبين ولكننا سنعتنى مثلا بسب الله لأبو لهب فهل كان مسجلا فى القرآن قبل خلق العالم وأبولهب فى ليلة القدر ورمضان قبل وجودهما أم أن العقلانية والمنطقية تقول أن الآية جاءت بعد إستفزاز أبولهب_اقرأ اسباب النزول للواحدى لتفهم وتعقل!

وقال في تعليقه الآخر :

24 - سعيد وإبراهيم لابد ان تحسما هذه القضية
سامى لبيب ( 2017 / 2 / 5 - 17:01 )
أتفق مع ابراهيم فى أننى ارمى الشبكة لإصطياد معين فلست من هواة تكسير العظام وفرد العضلات.
الغاية من إثارةالتناقضات والهشاشةفى الكتابات المقدسة إثبات بشرية الأديان وتبديد وهم ألوهية المصدر بل أحرص ايضا على تبديد وهم الإله..الهدف الثانى ليس تكسير العظام بل الخروج بصيغ فكرية وإنسانية تتوافق مع العصر بتقليل مساحة الدوغما والكهنوت الدينى.
ألاحظ من ردوكما فى سياق تبرير التناقض والإشكاليات أنكما تلجأن إلى خصوصية النص أى إرتباطه بحدث معين وهذه نقطة أتفق معكما فيه ولكن هذا النهج يورطكما ويبدد اسطورة صلاحية النص لكل زمان ومكان فلا توجد آية فى القرآن بإستثناء قصص الأنبياء (التى هى مقتبسة من أديان ومعتقدات أخرى)إلا ولها أسباب نزول أى مرتبطة إرتباط وثيق بمشهد أو حدث أو موقف حياتى محدد فكيف نقول أنها صالحة لكل زمان ومكان.
صدقا ان التعاطى بخصوصية النص أو تاريخية النص هو السبيل لتحديث الخطاب الإسلامى وقدرته على التعاطى مع العصر لذا يقل نقدنا للكتاب المقدس فالمسيحيين يعترفون بخصوصية الحدث والتشريع لذا أسألكم ماذا يضيركم من هذا التصور فتبنيه يقضى على الإرهاب والتطرف
مازال الحوار حول تناقضات القرآن قائما.

وهذا رابط مقاله الأخير الذي ورد فيه كله التعليقين :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=547042

......

هل نقل الزميل العزيز ما قاله علماء الإسلام في شأن ما طرحه ؟!! الجواب بالتأكيد لا !!

فماذا قالوا ؟!

التفاضل بين الأنبياء لا يخالف قوله تعالى : ( لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه )
السؤال:
قال الله تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ، ونحن نقول عن نبينا صلى الله عليه وسلم : إنه أشرف الأنبياء والمرسلين ، مع أن الله تعالى يقول : ( لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) ، فكيف نوفق بين ذلك ؟ ولماذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا ينبغي لعبد أن يقول إنه أفضل من يونس بن متى ، مع أنه ليس من أولي العزم من الرسل ؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
قال اللَّه تَعَالَى: ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ) الإسراء/ 55 . وقال تعالى أيضا : ( تِلْكَ الرُّسُل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) البقرة/ 253 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" وَلَا خِلَافَ أَنَّ الرُّسُلَ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنَّ أُولِي الْعَزْمِ مِنْهُمْ أَفْضَلُهُمْ ، وَهُمُ الْخَمْسَةُ الْمَذْكُورُونَ نَصًّا في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) الأحزاب/ 7
وَلَا خِلَافَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُهُمْ ، ثُمَّ بَعْدَهُ إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ مُوسَى عَلَى الْمَشْهُورِ " انتهى، من " تفسير ابن كثير" (5/ 87-88) .
وانظر جواب السؤال رقم : (12096) ، (89814) .

ثانيا :
المقصود بقوله تعالى : ( لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه ) البقرة/285 . يعني نؤمن بهم جميعا ، لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، بل الجميع صادقون بارون راشدون .

وهذا لا ينافي تفاضل الأنبياء ، ولا يتعارض ما تقرر من أن بعضهم أفضل عند الله من بعض .
فالتفريق المنهي عنه بين رسل الله أن يقال : هذا رسول ، وهذا ليس برسول ، فهذا كفر ، لأن من كفر برسول فقد كفر بالله .
بخلاف من فاضل بين الأنبياء ، كما جاءت به نصوص الكتاب والسنة ، فهذا تصديق وإيمان .
انظر جواب السؤال رقم : (10669) ، ورقم : (83417) ، ورقم : (89814) .

ثالثا :
ما ورد من النهي عن تفضيل نبينا على موسى أو يونس بن متى صلى الله عليهم وسلم : محمول عند أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم قاله على سبيل الهضم والتواضع ، أو للنهي عن المفاضلة بين الأنبياء على وجه العصبية والحمية ، أو حذرا من تنقص أحد الأنبياء ، أو غير ذلك من الأسباب التي سنذكرها ، وليس هذا نهيا عن عموم التفضيل ؛ لأنه ثابت بنصوص الكتاب والسنة .
روى البخاري (3414) ، ومسلم (2373) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ ، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ ، فَقَالَ : لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ ، وَقَالَ : تَقُولُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ : أَبَا القَاسِمِ ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا ، فَمَا بَالُ فُلاَنٍ لَطَمَ وَجْهِي ؟ فَقَال َ: لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ ؟ فَذَكَرَهُ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِه ِ، ثُمَّ قَال َ: ( لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي ، وَلاَ أَقُولُ : إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) .
وروى البخاري (3395) ، ومسلم (2377) عن ابْن عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) .

قال ابن كثير رحمه الله :
" فَإِنْ قِيلَ : فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ ( تِلْكَ الرُّسُل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) . وَبَيْنَ الْحَدِيثِ الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - فذكر الحديث المتقدم ، ثم قال - فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ بِالتَّفْضِيلِ ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ .
الثَّانِي : أَنَّ هَذَا قَالَهُ مِنْ بَابِ الْهَضْمِ وَالتَّوَاضُعِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ هَذَا نَهْيٌ عَنِ التَّفْضِيلِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي تَحَاكَمُوا فِيهَا ، عِنْدَ التَّخَاصُمِ وَالتَّشَاجُرِ .
الرَّابِعُ : لَا تُفَضِّلُوا بِمُجَرَّدِ الْآرَاءِ وَالْعَصَبِيَّةِ .
الْخَامِسُ : لَيْسَ مَقَامُ التَّفْضِيلِ إِلَيْكُمْ ، وَإِنَّمَا هُوَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَلَيْكُمُ الِانْقِيَادُ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ وَالْإِيمَانُ بِهِ .
"تفسير ابن كثير" (1/ 670-671) .

وجاء في " الموسوعة الفقهية " (40/ 49) :
" مَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الْمُفَاضَلَةِ بَيْنَهُمْ ، فَقِيل :
- هَذَا كَانَ قَبْل أَنْ تَنْزِل عَلَيْهِ آيَاتُ التَّفْضِيل ، وَقَبْل أَنْ يَعْلَمَ بِأَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ . فَعَلَى هَذَا : التَّفْضِيل الآْنَ جَائِزٌ .
- وَقِيل : إِنَّمَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَبِيل التَّوَاضُعِ .
- وَقِيل : إِنَّمَا نَهَى عَنِ الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ لِئَلاَّ يُؤَدِّيَ إِلَى أَنْ يُذْكَرَ بَعْضُهُمْ بِمَا لاَ يَنْبَغِي ، وَيَقِل احْتِرَامُهُ عِنْدَ الْمُمَارَاةِ .

- وَقَال ابْنُ عَطِيَّةَ وَابْنُ تَيْمِيَّةَ : إِنَّمَا نُهِيَ عَنْ تَعْيِينِ الْمَفْضُول ، بِخِلاَفِ مَا لَوْ فُضِّل مِنْ غَيْرِ تَعْيِينٍ .
- وَقَال شَارِحُ الطَّحَاوِيَّةِ : الْمَنْهِيُّ عَنْهُ : التَّفْضِيل إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْعَصَبِيَّةِ وَالْفَخْرِ وَالْحَمِيَّةِ وَهَوَى النَّفْسِ ، أَوْ عَلَى وَجْهِ الاِنْتِقَاصِ لِلْمَفْضُول .
- وَاخْتَارَ الْقُرْطُبِيُّ أَنَّ الْمَنْعَ مِنَ التَّفْضِيل إِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ النُّبُوَّةِ الَّتِي هِيَ خَصْلَةٌ وَاحِدَةٌ لاَ تَفَاضُل فِيهَا ، وَالتَّفْضِيل فِي زِيَادَةِ الأْحْوَال وَالْخُصُوصِ وَالْكَرَامَاتِ وَالأْلْطَافِ " انتهى .
وقال القاري رحمه الله :
" قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) أَيْ : لَا أَقُولُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ، وَلَا أُفَضِّلُ أَحَدًا عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَة َ، فَإِنَّ شَأْنَهُمَا لَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ ، بَلْ نَقُولُ : كُلُّ مَنْ أُكْرِمَ بِالنُّبُوَّةِ ، فَإِنَّهُمْ سَوَاءٌ فِيمَا جَاءُوا بِهِ عَنِ اللَّهِ ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ مَرَاتِبَهُمْ ، وَكَذَلِكَ مَنْ أُكْرِمَ بِالرِّسَالَةِ ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : ( لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) وَإِنَّمَا خُصَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ الرُّسُلِ لِمَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ أَمْرِ يُونُسَ ، وَتَوَلِّيهِ عَنْ قَوْمِهِ ، وَضَجْرَتِهِ عَنْ تَثَبُّطِهِمْ فِي الْإِجَابَةِ ، وَقِلَّةِ الِاحْتِمَالِ عَنْهُمْ ، وَالِاحْتِفَالِ بِهِمْ حِينَ رَامُوا التَّنَصُّلَ ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ : ( وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) وَقَالَ : ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) فَلَمْ يَأْمَنْ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُخَامِرَ بَوَاطِنَ الضُّعَفَاءِ مِنْ أُمَّتِهِ ، مَا يَعُودُ إِلَى نَقِيصَةٍ فِي حَقِّهِ ، فَنَبَّأَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِقَادِحٍ فِيمَا آتَاهُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنَّهُ - مَعَ مَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِ - كَسَائِرِ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَهَذَا قَوْلٌ جَامِعٌ فِي بَيَانِ مَا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ " انتهى من " مرقاة المفاتيح " (9/ 3645) .

رابعا :
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأولين والآخرين ، وسيد ولد آدم أجمعين . روى مسلم (2278) عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) .
وروى الترمذي (3615) وحسنه ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ وَلَا فَخْر َ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلَا فَخْرَ ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فقول القائل عنه صلى الله عليه وسلم : إنه سيد الأولين والآخرين ، وأشرف الأنبياء والمرسلين ، ونحو ذلك ، لا حرج فيه ، بل هو حقه الواجب ، واعتقاد ذلك ، والإقرار به فرض ثابت ، لكن بشرط ألا يقصد بذلك ، أو يؤدي إطلاقه إلى تنقص أحد من الأنبياء ؛ فإن أدى إلى ذلك ، وجب الإمساك عن ذلك القول ، في مثل هذا المقام .

وإنما المذموم : هو المبالغة في الإطراء ، حتى يرفعه فوق قدره ، أو يعطيه ما لم يجعل الله له ، أو الثناء على الفاضل لتنقص المفضول .

: هل نزل القرآن جملة واحدة أم مفرَّقاً ؟
السؤال:
بعض الآراء تقول بأن القرآن نزل في ليلة واحدة ، وبعضها يقول بأن القرآن نزل في سنين في مكة والمدينة ، هل هذه الآراء تخالف بعضها بعضاً ؟ هل فيها واحد صحيح والآخر خطأ ؟ هل الاثنان خطأ ؟

الجواب :
الحمد لله
أولاً:
هذه المسألة المذكورة فيها طرفان ، أحدهما متفق عليه ، والآخر مختلف فيه .
أما الطرف المتفق عليه ، فهو أن القرآن لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء جملة واحدة ، بل كان ينزل الوحي به من عند الله ، مفرقا حسب الحوادث والأحوال .

وقد جاءت الآيات تقرر ذلك بوضوح تام لا لبس فيه ، وتقرر حكمة النزول على تلك الصفة :
1. قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) الفرقان/ 32 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينةً وثباتاً ، وخصوصاً عند ورود أسباب القلق ؛ فإن نزول القرآن عند حدوث السبب ، يكون له موقع عظيم ، وتثبيت كثير ، أبلغ مما لو كان نازلاً قبل ذلك ثم تذكره عند حلول سببه .
( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ) أي : مهلناه ودرجناك فيه تدريجاً ، وهذا كله يدل على اعتناء الله بكتابه القرآن، وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث جعل إنزال كتابه جارياً على أحوال الرسول ومصالحه الدينية " انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 582 ) .
2. قال تعالى ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) الإسراء/ 106 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " ( عَلَى مُكْثٍ ) على مهل ، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه .
( وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزيلاً ) شيئًا فشيئًا مفرَّقًا في ثلاث وعشرين سنَة " .
انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 468 ) .

ومما يؤكد نزول القرآن مفرَّقاً : انقطاع الوحي في حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها بالزنى ، وقد انتظر النبي صلى الله عليه وسلم نزول القرآن ؛ لعظيم وقع المصيبة بتهمة زوجه حتى نزل قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/ 11 .
ومما يؤكد نزول القرآن مفرَّقاً – أيضاً - : الآيات الأولى من سورة " عبس " ؛ وذلك عندما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليم ابن أم مكتوم الأعمى طمعاً في إسلام كبار قريش.

ثانياً:
وأما الذي وقع الخلاف فيه ، فهو أول وأصل نزول القرآن : هل نزل مرة واحدة إلى السماء الدنيا ، ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقا ، أو كان نزوله على صفة واحدة ، مفرقا حسب الوقائع ، كما سبق .

وسبب ذلك الخلاف هو فهم بعض الآيات التي تدل على نزول القرآن في وقت واحد ، مثل قوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة/ 185 ، وقوله تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) القدر/ 1 ، مع تصريح ابن عباس رضي الله عنه بذلك الفهم .

وقد اختلف العلماء في هذا النزول على أقوال أشهرها قولان :
أولها : وهو قول الأكثر : أن القرآن قد نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملةً واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجَّماً في ثلاث وعشرين سنة .
عن ابن عباس في قوله ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال : نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ، وكان الله عز وجل يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض ، قالوا ( لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) .
رواه النسائي في " السنن الكبرى " ( 6 / 519 ) ، والأثر له ألفاظ متقاربة ، ومخارج متعددة ، ولذلك صححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 9 / 4 ) وغيره .

القول الثاني : أنه ابتُدئ إنزال القرآن في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجَّما في أوقات مختلفة حسب الحوادث والوقائع وحاجات الناس ، وبه قال التابعي الجليل الشعبي .

وهذا الخلاف – كما ترى – ليس له كبير أثر في واقع تنزيل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل إن هذا التنزيل سببه إظهار كرامة القرآن وعظيم منزلته في العالَم العلوي .
قال بدر الدين الزركشي – رحمه الله – : " فإن قيل : ما السر في إنزاله جملة إلى السماء ؟

قيل : فيه تفخيم لأمره وأمر مَن نزل عليه ، وذلك بإعلان سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم " .
انتهى من " البرهان في علوم القرآن " ( 1 / 230 ) .
ثالثا :
ملك الوحي الذي ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم ، جبريل عليه السلام ، إنما كان يسمعه من رب العزة جل وعلا ، ثم يُلقيه على النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعه بأذنه ويعيه قلبُه ، قال الله تعالى ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) النمل / 6 ، وقال تعالى ( وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ) الأعراف / 203 ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا فَيُصْعَقُونَ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالَ فَيَقُولُونَ يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ فَيَقُولُ الْحَقَّ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ الْحَقَّ ) رواه أبو داود ( 4738 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " فإن كونه – أي : القرآن - مكتوباً في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافي أن يكون جبريل نزل به من الله سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل أو بعد ذلك وإذا كان قد أنزله مكتوبا إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله ... ومن قال إن جبريل أخذ القرآن من الكتاب لم يسمعه من الله كان هذا باطلا من وجوه :
- وساقها - " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 12 / 127 ، 128 ) .

.........

طلب الرجوع إلى تفسير الواحدي بخصوص أبي لهب فلربما مقابله عقل وتعقل !! ودون أن يذكر علة الربط !!

وهذا تفسير الواحدي للسورة :


[ قوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب . . . ) إلى آخر السورة ] . [ 1 : 5 ] .

876 - أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد ، حدثنا محمد بن حماد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم الصفا فقال : " يا صباحاه ! " ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا له : ما لك ؟ فقال : " أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقوني ؟ " قالوا : بلى قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا ؟ ! فأنزل الله عز وجل : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) إلى آخرها . رواه البخاري ، عن محمد بن سلام ، عن أبي معاوية .

877 - أخبرنا سعيد بن محمد العدل ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا آل غالب ، يا آل لؤي ، يا آل مرة ، يا آل كلاب ، يا آل قصي ، يا آل عبد مناف ، إني لا أملك لكم من الله شيئا ولا من الدنيا نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله " ، فقال أبو لهب : تبا لك لهذا دعوتنا ؟ فأنزل الله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب ) .

878 - أخبرنا أبو إسحاق المقرئ ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا مكي بن عبدان ، حدثنا عبد الله بن هاشم ، حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفا فصعد عليه ثم نادى : " يا صباحاه ! " فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء ورجل يبعث رسوله ، فقال : " يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " [ ص: 242 ] قالوا : نعم قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا ؟ ! فأنزل الله تبارك وتعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) .

...............

تكلم لمزا عن مقولة :
الإسلام صالح لكل زمان ومكان ودون أيضا أن ينقل ما قاله شيوخ الإسلام اليوم عنها !!
وهذه عينة :

صحة عبارة " الإسلام صالح لكل زمان ومكان " وتخطئة من خطَّأها !
الحمد لله
تخطئة العبارة خطأ ، وما استُدرك عليها لا يجعلها خطأ بنفسها ، فالذي يقول عبارة " الإسلام صالح لكل زمان ومكان " ليس ينفي كونه " مصلحاً " ، أو " هو المصلح " ؛ إذ ليس في استعمال تلك الجملة أي تعرض للإصلاح ، بل للصلاحية ، فأرى أن انتقادها خطأ ، ولا داعي له ، وقد استعملها أئمتنا الذين يحرصون على ضبط الكلام ، وخلوه من الحشو .
ولو فتح باب التخطئة لقيل إن العبارة التي جُعت هي الصحيحة خطأ لأن الصواب أن يقال " ديم الإسلام هو المصلح لكل زمان ومكان وأمة ! " ، وسنرى أن الشيخ العثيمين رحمه الله أضاف كلمة " الأمة " على العبارة المشتهرة ، ولم يجعل خلوها منها خطأ ! وكون الإسلام يُصلح الأمم مسألة أخرى ، ولا يخالف فيها من يستعمل العبارة المشتهرة .
1. قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - :
والدين الإسلامي جاء بالخير والصلاح الدنيوي والأخروي ، وهو صالح لكل زمان ومكان .
انتهى
" فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ " ( 6 / 45 ) - الشاملة - .
2. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- :
ودينه هو الإسلام وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 9 / 200 ) .
3. وقال الشيخ العثيمين - رحمه الله - :
والدين الإسلامي - بحمد الله تعالى - متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة ، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة : أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان وأمة .
" شرح ثلاثة الأصول " ( ص 45 ) .
= وفي " فتاوى ودروس الحرم المدني " ( شريط 65 ، وجه أ ) قال - رحمه الله - :
... ولهذا كانت الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان وأمة ... ليس يَصلح لها فقط بل يَصلح لها ويُصلِحها .
انتهى

4. قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
هذا هو منهج الإسلام في الحلال والحرام من الأطعمة منهج يدور على جلب المنفعة ودفع المفسدة تشريع من حكيم حميد عليم بكل شيء ، تشريع صالح لكل زمان ومكان ولجميع طوائف البشر .
" الأطعمة وأحكام الصيد والذبائح " ( ص 28 ) .
= وقال - حفظه الله - :
وهذا يدلّ على أنه لا بدّ من السّير على منهج السّلف ، وأن منهج السّلف صالحٌ لكلّ زمان ومكان .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 1 / 356 ، 357 ) .

وفي النقل السابق بيان صحة إطلاق عبارة " منهج السلف صالح لكل زمان ومكان " ! .
5. قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - حفظه الله - :
هذا دين الإسلام , دين العبادة والمعاملة , دين العقيدة والشريعة , دين شامل لخيري الدنيا والآخرة , دين صالح لكل زمان ومكان .
" مجلة البحوث الإسلامية " ( 71 / 13 ) .
فتبين صحة العبارة المشتهرة ، وهي قابلة لأن يزاد عليها ، لكن ليس لأحد أن يخطئها ، فضلا أن يجعل قائلها مخطئاً .
ومن باب الفائدة :
أن بعض المنحرفين فسَّر تلك العبارة بأن الإسلام " خاضع " ! لكل زمان ومكان ! ولعلَّه ينطبق هذا الانحراف على من زعم أن " حلق اللحية " الآن لا يخالف الإسلام ! بل هو متوافق معه ، فالإسلام - عنده - خاضع لأعراف الناس أيا كانت ! .
وقد بيَّن الشيخ العثيمين رحمه الله عوار هذا الفهم في " فتاوى ودروس الحرم المكي " 1410 هـ ( شريط 12 ، وجه أ ) و 1411 هـ ( شريط 2 ، وجه أ ) .


...................

أبو لهب والكتاب المقدس !!

هل يوجد أمثاله في عصور قديمة سبقته بتأكيد الكتاب المقدس
سفر الحكمة

الفصل / الاصحاح الثاني عشر

1 إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ رُوحَكَ الَّذِي لاَ فَسَادَ فِيهِ.
2 فَبِهِ تُوَبِّخُ الْخُطَاةَ شَيْئاً فَشَيْئاً، وَفِيمَا يَخْطَأُونَ بِهِ تُذَكِّرُهُمْ وَتُنْذِرُهُمْ لِكَيْ يُقْلِعُوا عَنِ الشَّرِّ، وَيُؤْمِنُوا بِكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ.
3 فَإِنَّكَ أَبْغَضْتَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِيماً سُكَّانَ أَرْضِكَ الْمُقَدَّسَةِ،
4 لأَجْلِ أَعْمَالِهِمِ الْمَمْقُوتَةِ لَدَيْكَ مِنَ السِّحْرِ وَذَبَائِحِ الْفُجُورِ،
5 إِذْ كَانُوا يَقْتُلُونَ أَوْلاَدَهُمْ بِغَيْرِ رَحْمَةٍ، وَيَأْكُلُونَ أَحْشَاءَ النَّاسِ، وَيَشْرَبُونَ دِمَاءَهُمْ فِي شَعَائِرِ عِبَادَتِكَ.
6 فَآثَرْتَ أَنْ تُهْلِكَ بِأَيْدِي آبَائِنَا أُولئِكَ الْوَالِدِينَ، قَتَلَةَ النُّفُوسِ الَّتِي لاَ نُصْرَةَ لَهَا،
7 لِكَيْ تَكُونَ الأَرْضُ الَّتِي هِيَ أَكْرَمُ عِنْدَكَ مِنْ كُلِّ أَرْضٍ عَامِرَةً بِأَبْنَاءِ اللهِ، كَمَا يَلِيقُ بِهَا.
8 عَلَى أَنَّكَ أَشْفَقْتَ عَلَى أُولئِكَ أَيْضاً، لأَنَّهُمْ بَشَرٌ فَبَعَثْتَ بِالزَّنَابِيرِ تَتَقَدَّمُ عَسْكَرَكَ، وَتُبِيدُهُمْ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ،
9 لاَ لأَنَّكَ عَجَزْتَ عَنْ إِخْضَاعِ الْمُنَافِقِينَ لِلصِّدِّيقِينَ بِالْقِتَالِ، أَوْ تَدْمِيرِهِمْ بِمَرَّةٍ بِالْوُحُوشِ الضَّارِيَةِ، أَوْ بِأَمْرٍ جَازِمٍ مِنْ عِنْدِكَ،
10 لكِنْ بِعِقَابِهِمْ شَيْئاً فَشَيْئاً مَنَحْتَهُمْ مُهْلَةً لِلْتَّوْبَةِ، وَإِنْ لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ أَنَّ جِيلَهُمْ شِرِّيرٌ، وَأَنَّ خُبْثَهُمْ غَرِيزِيٌّ، وَأَفْكَارَهُمْ لاَ تَتَغَيَّرُ إِلَى الأَبَدِ،
11 لأَنَّهُمْ كَانُوا ذُرِّيَّةً مَلْعُونَةً مُنْذُ الْبَدْءِ. وَلَمْ يَكُنْ عَفْوُكَ عَنْ خَطَايَاهُمْ خَوْفاً مِنْ أَحَدٍ،
12 فَإِنَّهُ مَنْ يَقُولُ مَاذَا صَنَعْتَ أَوْ يَعْتَرِضُ قَضَاءَكَ؟ وَمَنْ يَشْكُوكَ بِهَلاَكِ الأُمَمِ الَّتِي خَلَقْتَهَا، أَوْ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُخَاصِماً عَنْ أُنَاسٍ مُجْرِمِينَ؟
13 إِذْ لَيْسَ إِلهٌ إِلاَّ أَنْتَ الْمُعْتَنِي بِالْجَمِيعِ، حَتَّى تُرِيَ أَنَّكَ لاَ تَقْضِي قَضَاءَ الظُّلْمِ،
14 وَلَيْسَ لِمَلِكٍ أَوْ سُلْطَانٍ أَنْ يُطَالِبَكَ بِالَّذِينَ أَهْلَكْتَهُمْ.
15 وَإِذْ أَنْتَ عَادِلٌ تُدَبِّرُ الْجَمِيعَ بِالْعَدْلِ، وَتَحْسَبُ الْقَضَاءَ عَلَى مَنْ لاَ يَسْتَوْجِبُ الْعِقَابِ مُنَافِياً لِقُدْرَتِكَ.
16 لأَنَّ قُوَّتَكَ هِيَ مَبْدَأُ عَدْلِكَ، وَبِمَا أَنَّكَ رَبُّ الْجَمِيعِ؛ فَأَنْتَ تُشْفِقُ عَلَى الْجَمِيعِ.
17 وَإِنَّمَا تُبْدِي قُوَّتَكَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ أَنَّكَ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ، وَتُعَاقِبُ الْعُلَمَاءَ عَلَى جَسَارَتِهِمْ
18 لكِنَّكَ، أَيُّهَا السُّلْطَانُ الْقَدِيرُ، تَحْكُمُ بِالرِّفْقِ، وَتُدَبِّرُنَا بِإِشْفَاقٍ كَثِيرٍ، لأَنَّ فِي يَدِكَ أَنْ تَعْمَلَ بِقُدْرَةٍ مَتَى شِئْتَ.
19 فَعَلَّمْتَ شَعْبَكَ بِأَعْمَالِكَ هذِهِ، أَنَّ الصِّدِّيقَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلنَّاسِ، وَجَعَلْتَ لِبَنِيكَ رَجَاءً حَسَناً، لأَنَّكَ تَمْنَحُهُمْ فِي خَطَايَاهُمْ مُهْلَةً لِلْتَّوْبَةِ.
20 لأَنَّكَ إِنْ كُنْتَ عَاقَبْتَ أَعْدَاءَ بَنِيكَ الْمُسْتَوْجِبِينَ لِلْمَوْتِ بِمِثْلِ هذَا التَّحَرُّزِ وَالتَّرَفُّقِ، وَجَعَلْتَ لَهُمْ زَمَاناً وَمَكَاناً لِلإِقْلاَعِ عَنِ الشَّرِّ،
21 فَبِأَيِّ اعْتِنَاءٍ دَبَّرْتَ بَنِيكَ الَّذِينَ وَاثَقْتَ آبَاءَهُمْ بِالأَقْسَامِ وَالْعُهُودِ عَلَى مَوَاعِيدِكَ الصَّالِحَةِ؟
22 فَتُؤَدِّبُنَا نَحْنُ، وَتَجْلِدُ أَعْدَاءَنَا جَلْداً كَثِيراً، لِكَيْ نَتَذَكَّرَ حِلْمَكَ إِذَا حَكَمْنَا، وَنَنْتَظِرَ رَحْمَتِكَ إِذَا حُكِمَ عَلَيْنَا.
23 لأَجْلِ ذلِكَ فَالْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ عَاشُوا بِالسَّفَهِ، عَذَّبْتَهُمْ بِأَرْجَاسِهِمْ عَيْنِهَا،
24 فَإِنَّهُمْ فِي ضَلاَلِهِم تَجَاوَزُوا طُرُقَ الضَّلاَلِ، إِذِ اتَّخَذُوا مَا يَسْتَحْقِرُهُ أَعْدَاؤُهُمْ مِنَ الْحَيَوَانِ آلِهَةً، مُغْتَرِّينَ كَأَطْفَالٍ لاَ يَفْقَهُونَ.
25 لِذلِكَ بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ عِقَابَ أَوْلاَدٍ لاَ عَقْلَ لَهُمْ لِلسُّخْرِيَّةِ.
26 وَلَمَّا لَمْ يَتَّعِظُوا بِتَأْدِيبِ السُّخْرِيَّةِ، ذَاقُوا الْعِقَابَ اللاَّئِقِ بِاللهِ.
27 وَفِيمَا تَحَمَّلُوهُ بِغَيْظِهِمْ، وَقَدْ رَأَوْا أَنَّ مَا اتَّخَذُوهُ إِلهاً كَانُوا بِهِ يُعَذَّبُونَ، عَرَفُوا الإِلهَ الْحَقَّ الَّذِي كَانُوا يَكْفُرُونَ بِهِ، وَلِذلِكَ حَلَّتْ بِهِمْ خَاتِمَةُ الْعِقَابِ.


شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري

حكمة سليمان 12 - تفسير سفر الحكمة


الآيات (1-2): "1 إن في كل شيء روحك الذي لا فساد فيه. 2 فبه توبخ الخطاة شيئًا فشيئا وفيما يخطأون به تذكرهم وتنذرهم لكي يقلعوا عن الشر ويؤمنوا بك أيها الرب."

هنا يصل الحكيم لنفس ما قاله السيد المسيح أن "الروح يبكت على خطية.." (يو8:16). وواضح هدف الحكيم أن الله يؤدب ويجرب حتى يقود كل نفس للخلاص، هو خلص النفس لأنه يريدها، ولا يريد لها الهلاك. روحك الذي لا فساد فيه= بينما أن الضمير يتشكل ويتلون بحسب البيئة التي يحيا فيها الإنسان، وهو قد فسد بسبب سقوط الإنسان. والضمير هو صوت وصية الله المطبوعة على القلب ولكن هذا قد تغير بالسقوط، فأخذ الإنسان يبرر خطاياه. بل أن الروح القدس يقنع غير المؤمن ليؤمن (1كو3:12).



الآيات (3-5): "3 فانك أبغضت الذين كانوا قديمًا سكان أرضك المقدسة. 4 لأجل أعمالهم الممقوتة لديك من السحر وذبائح الفجور. 5 إذ كانوا يقتلون أولادهم بغير رحمة ويأكلون أحشاء الناس ويشربون دماءهم في شعائر عبادتك."

الله يبغض الخطية جدًا. ولاحظ إلى أي درجة وصلت خطايا الكنعانيين، لذلك أبغضهم الله. والكنعانيين كانوا سكان أرض الميعاد قبل أن يأتي إليها اليهود. هؤلاء مارسوا الزنا والشذوذ الجنسي حتى في عباداتهم وقتلوا أولادهم كذبائح لآلهتهم.

شعائر عبادتك = هكذا هم كانوا يتصورون أنهم بعباداتهم الوثنية يقدمون عبادة لك يا الله.

الآيات (6-7): "6 فآثرت أن تهلك بأيدي آبائنا أولئك الوالدين قتلة النفوس التي لا نصرة لها. 7 لكي تكون الأرض التي هي اكرم عندك من كل ارض عامرة بأبناء الله كما يليق بها."

الله أمر شعبه بإبادة هؤلاء الكنعانيين الأشرار كعقاب لهم على خطاياهم وكدرس لشعبه أن من يفعل هذه الخطايا فعقوبته الموت هكذا. وهذا ما حدث لليهود بعد ذلك، فلقد عاقبهم الله بنفس العقوبات حينما فعلوا نفس هذه الخطايا. هنا الله استخدم اليهود كأداة ليؤدب بها الكنعانيين مثلما استخدم من قبل الطوفان والنار مع سدوم وعمورة. ثم استخدم الله الشعوب المجاورة لتأديب اليهود إذ أخطأوا هم أيضًا. الله يبدأ بتبكيت من الروح القدس في القلب (أو الضمير) ولمن لا يستجيب تبدأ ضربات الله في تصاعد ضده حتى يتوب، وإن لم يتب فهو يهلك. الأرض التي هي أكرم عندك.. بأبناء الله= الأرض كانت في نظر الله كريمة إذ سكن فيها أحباءه إبراهيم وإسحق ويعقوب، وسيسكن فيها داود وسليمان وسيقام فيها الهيكل حيث تقدم العبادة لله. ثم سيأتي فيها المسيح متجسدًا.

الآيات (8-10): "8 على أنك أشفقت على أولئك أيضًا لأنهم بشر فبعثت بالزنابير تتقدم عسكرك وتبيدهم شيئًا بعد شيء. 9 لا لأنك عجزت عن إخضاع المنافقين للصديقين بالقتال أو تدميرهم بمرة بالوحوش الضارية أو بأمر جازم من عندك. 10 لكن بعقابهم شيئا فشيئا منحتهم مهلة للتوبة وأن لم يخف عليك أن جيلهم شرير وأن خبثهم غريزي وأفكارهم لا تتغير إلى الأبد."

الزنابير= الله أرسلها كضربة بسيطة، فضربات الله تصاعدية. ولما لم يَتُب شعب الكنعانيين من ضربة الزنابير، جاءت ضربة شعب اليهود لهم. ومن يقدم توبة بعد الضربة الأولى البسيطة لا تأتي عليه الضربة الأشد التالية. والزنابير كانت تلدغ هذا الشعب الشرير لدغات مؤلمة. لكن شعب الرب ضربهم ضربات إبادة قاتلة. فالله يعطي فرصة للتوبة. لأنهم بشر= فالله يعطي للإنسان فرص للتوبة إذ يعرف ضعفه كبشر.

الزنابير= قد يقصد بها جيوش شعوب مجاورة حاربتهم وضايقتهم قبل أن يأتي شعب الله ليبيدهم. وهذا ما فعله الله مع شعبه إسرائيل، فكانت الضربات أولا من الشعوب الصغيرة التي حولهم مثل المديانيين وأدوم وبنى عمون، ثم إذ أصروا على عنادهم جاءت ضربات الإبادة والسبى من الممالك الضخمة القوية مثل بابل وأشور.

الآيات (11-14): "11 لأنها كانوا ذرية ملعونة منذ البدء ولم يكن عفوك عن خطاياهم خوفا من أحد. 12فانه من يقول ماذا صنعت أو يعترض قضاءك ومن يشكوك بهلاك الأمم التي خلقتها أو يقف بين يديك مخاصما عن أناس مجرمين. 13 إذ ليس إله إلا أنت المعتني بالجميع حتى تُرِي أنك لا تقضي قضاء الظلم. 14 وليس لملك أو سلطان أن يطالبك بالذين أهلكتهم."

الله كان يعلم خبثهم وأنهم سيرفضوا الإنذار والتأديب، لكنه بعدله يعطي كل واحد فرصته حتى يتم القول "لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت" (مز50).

الآيات (15-18): "15 وإذ أنت عادل تدبر الجميع بالعدل وتحسب القضاء على من لا يستوجب العقاب منافيا لقدرتك. 16 لأن قوتك هي مبدأ عدلك وبما أنك رب الجميع فأنت تشفق على الجميع. 17 وإنما تبدي قوتك للذين لا يؤمنون أنك على كمال القدرة وتعاقب العلماء على جسارتهم. 18 لكنك أيها السلطان القدير تحكم بالرفق وتدبرنا بإشفاق كثير لأن في يدك أن تعمل بقدرة متى شئت."

لأن قوتك هي مبدأ عدلك= الإنسان لا يستطيع أن يحكم بالعدل بسبب ضعفه، فهو لأنه يخاف الأقوى منه يجامل هذا الشخص الأقوى ويحابي له، أما الله فمطلق القوة ولا يخشى أحدًا. ولكنه مع كل قوته وقدرته فهو يشفق على الجميع طالبًا توبتهم. أما المتكبرين= يسميهم هنا العلماء أي المتشامخين الذين لا يقبلون مشورة ولا نصحًا فهؤلاء يعاقبهم.

الآيات (19-27): "19 فعلمت شعبك بأعمالك هذه أن الصديق ينبغي أن يكون محبا للناس وجعلت لبنيك رجاء حسنا لأنك تمنحهم في خطاياهم مهلة للتوبة. 20 لأنك أن كنت عاقبت أعداء بنيك المستوجبين للموت بمثل هذا التحرز والترفق وجعلت لهم زمانا ومكانا للإقلاع عن الشر. 21 فبأي اعتناء دبرت بنيك الذين واثقت آباءهم بالأقسام والعهود على مواعيدك الصالحة. 22 فتؤدبنا نحن وتجلد أعداءنا جلدا كثيرا لكي نتذكر حلمك إذا حكمنا وننتظر رحمتك إذا حكم علينا. 23 لأجل ذلك فالمنافقون الذين عاشوا بالسفه عذبتهم بارجاسهم عينها. 24 فانهم في ضلالهم تجاوزوا طرق الضلال إذ اتخذوا ما يستحقره أعداؤهم من الحيوان آلهة مغترين كأطفال لا يفقهون. 25 لذلك بعثت عليهم عقاب أولاد لا عقل لهم للسخرية. 26 ولما لم يتعظوا بتأديب السخرية ذاقوا العقاب اللائق بالله. 27 وفيما تحملوه بغيظهم وقد رأوا أن ما اتخذوه إلهًا كانوا به يُعذَّبون عرفوا الإله الحق الذي كانوا يكفرون به ولذلك حلت بهم خاتمة العقاب."

الله حين يطيل أناته على الأشرار فهو يعطي درسًا لشعبه في التسامح وطول الأناة مع أعدائهم. وإذا كان الله يطيل أناته على الغرباء فكم يطيل أناته على شعبه. واثقت آبائهم بالأقسام= دخلت في مواعيد وعهود ومواثيق مع أبائهم بل بأقسام ولاحظ تدرج عمل الله مع كل نفس:

1. مواعيد ومواثيق وعطايا وبركات= مواعيدك الصالحة.

2. تأديب بسيط= تؤدبنا.. لكي نتذكر حلمك.

3. عقاب بسيط كأطفال (آية25).

4. عقاب شديد (آية26).

والهدف أن يعرفك الكل كإله حق (آية27).

المنافقون= هم المصريون الذين يقولون أنهم يعبدون الله وهم يعبدون أوثان. هم في عباداتهم كانوا كأطفال لا يفقهون، عندما عبدوا الحشرات، فعاقبتهم عقاب أطفال إذ ضربتهم بالحشرات والضفادع ليفهموا. وإذ لم يفهموا جاءت الضربات الأشد ومات أبكارهم وغرق جيشهم.

..............


القضاء والقدر وكتابة المقادير وإرادة الإنسان الإختيارية وإرادة الخالق المطلقة بالمنظور الإسلامي والكتاب المقدس !

سفر المزامير

المزمور المائة و التاسع والثلاثون

تفسير سفر

القس أنطونيوس فكري


الآيات (15، 16): "لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها."

لله صوَّرني في فكره أولًا، ثم نسجني في رحم أمي = صنعت في الخفاء. لم تختف عنك عظامي.. ورقمت في أعماق الأرض= الله صمم هذه العظام في فكره ورقمها أي كأنه عدَّها ورسمها، كما يرسم المهندس منزلًا على الورق قبل أن ينفذ. والله أخذ عظامي هذه وكل جسمي من أعماق الأرض، فأنا من تراب مأخوذ، ولكنني كنت في فكر الله

وهكذا أعد الله كل أعضائي وصورني قبل أن أتكون في الرحم. وطالما أن الله هو الذي خلق كل جزء فيَّ وصوره فهو يعرف دقائق أموري، وهو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء. هو يعرف كل شيء عني.

الآيات (19-22): "ليتك تقتل الأشرار يا الله. فيا رجال الدماء ابعدوا عني. الذين يكلمونك بالمكر ناطقين بالكذب هم أعداؤك. ألا ابغض مبغضيك يا رب وامقت مقاوميك. بغضا تاما أبغضتهم. صاروا لي أعداء.."

بعد أن اشتعل قلب المرنم حبًا لله على كل تدبيراته وعنايته. يتعجب أنه مازال هناك أشرار عميان يكرهون الله. ولقد اعتبر أن أعداء الله هم أعداؤه فهو أحب الله بكل قلبه. ونحن لا نكره البشر بل نصلي لهم لكي يتوبوا فلا يهلكوا. لكن نبغض الشياطين. أما داود هنا فهو ينطق بروح النبوة ضد من يستمر في عدائه لله. وهو كملك لا يحمل السيف عبثًا عليه أن يضرب ويؤدب من يخالف (رو4:13).


الصيد بمنظور يسوع !!!!!!


يوحنا 21 - تفسير إنجيل يوحنا

- القس أنطونيوس فكري

آيات (2، 3): "كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم. قال لهم سمعان بطرس أنا اذهب لأتصيد قالوا له نذهب نحن أيضًا معك فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئًا."

هنا نجد المسيح يظهر لسبعة من التلاميذ يقوى إيمانهم ليصنع منهم كارزين. ومن هم السبعة ؟ بطرس الذي أنكر وتوما الذي تشكك وإبنا زبدي اللذان كانا يريدان الجلوس عن اليمين واليسار في ملك زمني تصوروه للسيد، وطلبا ناراً تنزل على من رفض المسيح. ونثنائيل الذي تصور أنه لن يخرج شيء صالح من الناصرة وهنا نسمع أنه من قانا الجليل. نرى هنا هذه الجماعة تذهب لصيد السمك!! (هي حالة من عدم الفهم لبطرس ومن معه، ماذا يعملون بالضبط بعد ترك المسيح لهم). لقد دعا الرب بطرس أولا قائلاً أترك صيد السمك وأنا أجعلك صياد ناس أي كارز وخادم للبشارة. ولكنه هنا تساءل كيف يعيش ويأكل مع التكريس، والمسيح الذي دعاه غائب مختفى وهو لا يراه الآن بالجسد. ولذلك عاد بطرس لمهنته السابقة ليأكل وجذب معهُ ستة آخرين، منهم نعرف أربعة أسماء ذكرها الكتاب، ولا داعي للتخمين فيمن يكون الإثنان الآخرين. فالكتاب لم يذكرهم. وفي تلك الليلة= الليل يشير للظلام ورمزياً لغياب المسيح. لم يمسكوا شيئاً= هو فشل مرتب من الله حتى يحولهم لصيد النفوس (ويقنعهم أن لا يعودوا لصيد السمك)، وفشل يرتبه لنا الله خيرٌ من نجاح نرتبه لأنفسنا. ونلاحظ أن غياب المسيح يشير لهُ رمزياً غياب السمك (سمكة إ خ ث ى س باليونانية ιχθύς) وتحمل هذه الحروف أوائل حروف العبارة (إيسوس خريستوس ثيئوس إيوس سوتير وتعنى يسوع المسيح ابن الله المخلص) لذلك إتُخِذَت السمكة رمزاً للمسيحيين في أوائل عصور المسيحية. أضف أن السمك يعيش في البحر ولا يغرق ولا يموت مثال للمؤمن يعيش في العالم الذي يشبهه الكتاب بالبحر ولا يموت. والسمك له زعانف يسير بها عكس تيار الماء. والمؤمن له قوة النعمة يسير بها عكس تيار شهوات العالم.


..... .......... ............

الروابط :



https://islamqa.info/ar/217450

https://islamqa.info/ar/180883

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=466&idto=466&bk_no=63&ID=542

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=196576

http://sudaneseonline.com/board/100/msg/-1179397038.html


http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/25-Sefr-El-Hekma/Tafseer-Sefr-El-Hekmet-Solaiman__01-Chapter-12.html#12

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Tafaseer-index/1-Al-3ahd-Al-Kadim/21-Psalms/Psalms-Chapter-139.html

http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/12_S/S_075_1.html

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/04-Enjeel-Youhanna/Tafseer-Engeel-Yohanna__01-Chapter-21.html

http://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=53&chapter=21


...........

الرابط التالي تناول بالنقد العقلاني منذ تسعة أعوام مقولة : الإسلام صالح لكل زمان ومكان !!!

http://sudaneseonline.com/board/100/msg/-1179397038.html
.

ربما يعترض أحدكم قائلا :

الأستاذ سامي نقد وينقد الأديان كلها وهذا صحيح لكن ماذا عن يسوع الصيد ؟!! وماذا عن مقولة ونصيحة شيخ وعميد ورسول المنصرين المشهور والمعروف في العصر الحديث !!!!

.
أنا تعمدت الإختيار لتأكيد الروابط المشتركة بين نصوص القرآن الكريم والكتاب المقدس في المفردات والأفكار.



#عايد_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسولة تكلة صلى الله عليها وسلم والصخرة !
- خرافة كبرى أم فضيحة والأنبا تكلا أنموذجا !
- موجز عايد المستقيم بالرد على صباح إبراهيم
- إيليا النبي بين الخرافة والعنعنة !
- الخرافة بين سفر الرؤيا والإسراء والمعراج
- قديسان ومبتدع بين المعجزة والخرافة
- الحمار والمؤمنون بالأديان والحقيقة
- ايدن حسين وعبدالله اغونان والأديان
- داعشيات سعودية حكومية - الجزء الأول
- أرثوذكسيات - الحلقة الثانية
- أرثوذكسيات - الحلقة الأولى
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الرابع
- الأرثوذكس وسلطان الكنيسة والكهنة والخرافة
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الثاني
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الأول
- الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - سامي لبيب بين يسوع وأبي لهب وغيره !