أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - موجز عايد المستقيم بالرد على صباح إبراهيم















المزيد.....



موجز عايد المستقيم بالرد على صباح إبراهيم


عايد عواد

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شن الزميل الباحث والكاتب المعروف في الحوار المتمدن الأستاذ صباح إبراهيم وهذا رابط موقعه الفرعي

http://www.ahewar.org/m.asp?nm=1&i=4147

أقول شن علي هجوما خاطفا من خلال التعليق التالي :


6 - كفاكم الايمان بالدجالين
صباح ابراهيم ( 2017 / 2 / 4 - 12:28 )
تقول - فما قدَّره الله تعالى لهم من اللقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بأرواحهم المتشكلة بصورة أجسادهم الحقيقية ، وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب وآخرون .-

هل اولئك الدجالون ابن تيمية والحافظ ابن رجب هم وغيرهم مصدر وحي سماوي نصدق بهم ،
هل كان اولئك الدجالون مع الانبياء و خالطوهم في السماء حتى يعرفوا ان كانوا بارواحهم واجسادهم ام بارواحهم متشكلين باجسادهم ؟
كفاكم تلاعبا بالالفاظ لتمرير ما تريديون على البسطاء .

لماذا تؤمنون باقوال الدجالين وتعتبروهم انبياء صادقين وهم يرجحون اقوالهم و يقولون (ربما و الله اعلم) و هم لا يعلمون ؟

....

وذلك في مقالتي السابقة وهذا رابطها :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=547039

وخاطبني
ويظهر أنه أيضا خاطب العديد من الأصدقاء القراء والذين تداخلوا وبشكل كبير من خلال الفيس بوك في مسائل أغلبها شخصية وسلامات ذكرتني بسلامات الرسول بولس في العديد من رسائله !! ولم أقل أنا أو أحد منهم أمرا واحدا متعلقا أو مرتبطا بالإيمان والذي كان سلاح هجومه الخاطف !! ولو سلمت جدلا بمسألة الإيمان أفليس الإيمان مسألة شخصية وقناعة خاصة وبحرية تامة وكاملة من حق أي فرد كما يتشدق البعض عنها هنا !!! ومع هذا أنا أصلا نقلت وبالنص والحرف ودون تدخل مني أو تعقيب بالنقل اللهم أني تسائلت في نهاية المقالة فحسب سؤالا مشروعا ويظهر أنه أغضبه حدا دفعه للتعليق بنبرة ونغمة حادة خاطفة !!

وطالما هو تطرق في تعقيبه لأقوال واسماء العلماء المسلمين والتي يرى أن المسلمين يقدسونها رأيت أن أتحدث عن التالي :


سؤال:


ما هو التقليد الكنسي؟ وما هي مصادره؟

وهل من دليل على التقليد المقدس من الكتاب المقدس؟





الإجابة:

التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي أي انه التعليم الشفهي غير المكتوب في الكتاب المقدس. لذا فان التاريخ الرسولي هام ولولا تسليم الآباء الرسل لما وصل إلينا المبادئ العامة لطقوس الصلاة وطقوس القداس (الشركة في جسد الرب) أو طقوس الصلاة في يوم الأحد أو التقليد في سيامة القسوس وطقوس الترانيم أو صلاة المزامير و العظات.

* التقليد في العهد القديم

هناك إثباتات كثيرة علي تسلم التقليد الشفهي من الأنبياء في العهد القديم:

1. لم تكن هناك شريعة منذ أدم حتى عصر موسي النبي ولكنهم تسلموا من الرب ما هو الخطأ وما هو الصواب وأمثال ذلك كثيرة فكيف عرف إبراهيم فكره بناء المذبح (سفر تكوين 8: 20) و(تك 12: 7) "و ظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له".

2. وكيف عرف نوح فكرة تقديم الذبائح الطاهرة وغير الطاهرة (تك 8: 20) "وبنى نوح مذبحا للرب واخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة واصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا".

3. كيف عرف إبراهيم ملكي صادق كاهن الله العلي (تك 14: 18) و"و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ومبارك الله العلي الذي اسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشرا من كل شيء" (رسالة عبرانيين 7: 6).

4. وكيف عرف أبينا يعقوب فكرة تقديس الأماكن المقدسة التي للرب ودهنها بالزيت (تك 28: 18) ؛ وبكر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا وصب زيتا على رأسه ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل".

5. وكيف عرف أبينا يعقوب فكره تقديم العشور وقوله لله كل ما أعطيتني فهولك (تك 8: 22) "ونذر يعقوب نذرًا قائلًا إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزا لأكل وثيابًا لألبس ورجعت بسلام إلى بيت أبي يكون الرب لي إلهًا وهذا الحجر الذي أقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني أعشره لك".

6. وكيف عرف يوسف بان الزنا هو شر أمام الرب حتى ولو علي حساب سجنه بسبب بتوليته (تك 39: 9) "فكيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله"؟

7. لم يذكر العهد القديم الحرب التي دارت بين ميخائيل رئيس الملائكة وبين إبليس ولكنها ظلت بآلاف السنين تسلم للأجيال حتى ذكرها القديس يهوذا الرسول "وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجًا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (رسالة يهوذا 1) وحتى قصه سقوط الشيطان "والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" وبطرس يقول "لأنه أن كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (رسالة بطرس الثانية 2: 4).




* التقليد في العهد الجديد:

1. لم يذكر الكتاب المقدس كل الأحداث أو حتى تفاصيل الحدث ولم تركز الأناجيل الأربعة كل تعاليم الرب يسوع أو كل معجزاته وهناك العديد من الأدلة على ذلك (أنجيل يوحنا 25:21). "وأشياء آخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" وأيضًا "وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20:30) وهناك الكثير من المعجزات التي لم تكتب (إنجيل لوقا 4: 40) "وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم".

2. لم تذكر الأناجيل كل تعاليم الرب بدليل انه كان يكرز ويطوف المدن ويعلم في مجامعهم ولم يذكر كل التعاليم التي علم بها وحتى العظة علي الجبل وأيضًا مقابلته مع تلميذي عمواس "فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي إن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب"(لو24: 27) ومكث الرب بعد قيامته أربعين يوما ولم يذكر الكتاب المقدس كل الأمور المختصة بملكوت الله" الذين أراهم أيضًا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يومًا ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله".

3. أوصى الرب يسوع بالتبشير بالإنجيل مع انه لم يكن هناك أناجيل في ذلك الوقت. والمقصود طبعا هو التبشير بما قد تسلمه الآباء من الرب شفهيا وقال لهم "جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالإنجيل" (يو1: 15) وقال لهم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (إنجيل متى 28: 19).

4. التعليم الشفهي المسلم من الآباء الرسل له أدلة كثيرة "إن كان احد يجوع فليأكل في البيت كي لا تجتمعوا للدينونة وأما الأمور الباقية فعندما أجيء أرتبها" (رسالة كورنثوس الأولى 11: 34) وفي رسالته إلي تلميذة تيموثاوس قال "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (2 تي 2:2) وقال للقديس تيطس "من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما أوصيتك (تيطس 1) وفي رسالته إلي أهل كورنثوس الأولي (11: 23) "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري".

5. ويوحنا الإنجيلي أيضًا في رسالاته قال "إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق وحبر لأني أرجو أن أتي إليكم وأتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملًا (يوحنا الثانية 1: 12) "وكان لي كثير لأكتبه لكنني لست أريد أن اكتب إليك بحبر وقلم" (يوحنا الثالثة 1: 13) وأيضًا "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضًا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (الرسالة الأولى ليوحنا الرسول 1: 1).

6. لم يذكر العهد الجديد سيامته رسولا ومن الذي عمده من الذي أعطاه هو وبرنابا يمين الشركة (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2:9) ومن الذي أعطاه سلطان الحل والربط كي أن يربط ويحل خاطئ كورنثوس (رسالة كورنثوس الثانيه 2:6).

7. رفض الرسل التقليد الباطل الذي لم يستلمه الرسل من الرب "انظروا أن لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح" (رسالة كولوسي 2: 8) سأل الفريسيين الرب يسوع قائلا "لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزًا فأجاب وقال لهم وانتم أيضًا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم... فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم (متى 15: 3-6) لان الفريسيين وكل اليهود أن لم يغسلوا أيديهم باعتناء لا يأكلون متمسكين بتقليد الشيوخ (مرقس 7: 3) ويقول الرسول بولس عن نفسه قائلا "وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات أبائي" (غلاطية 1: 14) "ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (تسالونيكي الثانية 3: 6).

.... المرجع: كتاب اللاهوت المقارن (جزء 1) للبابا الراحل شنوده الثالث ، فصل التقليد


....... ............. ............


التقليد المقدس: مفهومه ومادته


بقى بعض الغربيين ألي فترة طويلة يتطلعون إلى "التقليد" على أنه طاعة عمياء للماضي وتمسك بوديعة سلبية جامدة. بهذا يكون التقليد -في نظرهم- أشبه بفهرس ثمين لمجموعة من التقاليد القديمة والقوانين والطقوس، أو قل متحف يضم ما هو قديم. بهذا يحسبون الكنيسة التقليدية كنيسة جامدة رجعية ترتبط بالقديم لمجرد قدمه.

وإنني في هذا الكتاب البسيط أود أن أوضح مفهومنا للتقليد من خلال الكتاب المقدس وفكر الآباء وحياتنا الكنسية العملية.

مفهوم كلمة "تقليد"

كلمة "تقليد" في اليونانية كما وردت في العهد الجديد Paradosis وهي لا تعني "المحاكة imitation"، إنما جاءت مشتقة من الفعل الأصل paradidomiالذي يعني "يعهد بشيء لآخر, أو "يسلم شيئًا يدًا بيد". والفعل المقابل والملازم هو paralambano أي "يتقبل الشيء" أو "يستلمه".

واللفظان اليونانيان السابقان يقابلهما في العبرية التعبيران nasar أو يودع أو يسلم وqibbel أي يقبل الشيء أو يتسلمه[1].

بهذا فأن التقليد لا يعني مجرد "محاكاة الماضي"، بل حسبما جاء في الكتاب المقدس هو تسليم وديعة واستلامها، جيل يودع إيمانًا وآخر يتقبله.

مادة التقليد

ما هي مادة التقليد المسيحي؟ أو ما هي الوديعة التي تقبلتها الكنيسة وحافظت عليها عبر الأجيال؟

في الحقيقة لم يودع الرب "كتابًا" بين تلاميذه ورسله، بل بالحري أعد رجالاً يتبعونه ويقبلونه ساكنًا في قلوبهم. لقد أنصتوا إليه وهو يعلم، وتبعوه أينما حل، رأوه يصلي, يهب راحة للشعب، يعامل الخطاة بلطف، يشفي المرضى ويقيم الموتى، رأوه يقيم العشاء الأخير ويهبهم السلام بعد قيامته. وأخيرًا أرسل إليهم روحه القدوس لا ليذكرهم بكلماته وليسندهم ليكونوا مقتفين خطواته فحسب بل بالحري لكي ينعموا بالاتحاد معه ويشاركوه حياته الإلهية.

هذا هو جوهر تقليدنا: إنه "الاتحاد مع السيد المسيح خلال الروح القدس". فإن الله الآب قدم أبنه لنا، وقدم الابن حياته لنا "غلا 20:2, أف 2:5".

هذا هو التقليد: "الإيمان المسلم مرة للقديسين" "يه3", أو"الإنجيل"مكتوبًا في حياتنا ومنقوشًا في قلوبنا. أنه بالأمر الحي، تسلمناه بواسطة الرسل الذين سلموه لتلاميذهم بعمل الروح القدس، الشاهد للسيد المسيح في حياة الكنيسة, وموحدها مع مخلصها.

بمعني آخر، أن عملية النقل أو التسليم لم تتم بواسطة كتابات الرسل فحسب، بل بالحري قد تحققت بواسطة الروح القدس، الذي قاد مشاعرهم وعبادتهم وسلوكهم وكرازتهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لقد وهبهم الحياة الجديدة التي هي "الحياة في المسيح" في حياة الكنيسة خلال الأجيال المتعاقبة، إذ هو على الدوام يعيش في الكنيسة ويعمل دومًا فيها- أمس واليوم وغدًا، يوحي لها بحياتها، ويجعل منها استمرارًا للحياة والإيمان والحب، وليس تكرارًا آليًا للماضي[2].

هكذا فان التقليد هو تيار الحياة الواحدة للكنيسة، يحمل الماضي بكل صوره حاضرًا حيًا، ويمتد بالحاضر نحو الغد بغير انحراف.

هذا هو جوهر التقليد الذي نركز عليه عند دراستنا لمحتوياته، التي هي:

رسالة الإيمان بالثالوث القدوس وعمل الله الخلاصي.

أعمال السيد المسيح وأقواله.

أسفار العهد القديم.

المنهج الروحي والسلوكي في المسيح يسوع.

منهج العبادة: مفهومه ونظامه.



التقليد المقدس والحياة الكنسية


سبق أن رأينا أن التقليد الكنسي في جوهره هو مجرى الحياة الدائمة في المسيح يسوع، بفعل الروح القدس. هذه الحياة لا تقف عند حدود "إيماننا" بل تحتضن منهج الكنيسة الروحي السلوكي ونظامها التعبدي. هكذا يمثل التقليد الحياة "الواحدة" للكنيسة والتي لا تنفصل إلى أجزاء: إيمان وتعاليم روحية وعبادة.

التقليد والتعاليم السلوكية

سلمنا الرسول بولس التقليد الحاوي للمنهج الروحي السلوكي، لإذ يقول:

"فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه، متأصلين ومبنيين فيه وموطدين في الإيمان كما علمتم" كو7، 6:2.

"كما تسلمتم منا كيف يجب أن تسلكوا وترضوا الله" 1تس 1:4.

"كما نوصيكم... أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا" 2تس 6:2.

" وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في فهذا افعلوا" فى9:4

في التقليد المسيحي يتلازم الإيمان مع الحياة الروحية والسلوكية. فالقديسة مريم كمثال للكنيسة. "كانت تحفظ كلمة الله" في قلبها، لا كذاكرة سلبية، بل كلمة الله الحية العاملة في حياتها. وعندما سأل الوثني أوتلكس تيؤفيلس الإنطاكي -في القرن الثاني- "أرني إلهك" أجابه ثيؤفيلس بحكمة "أرني إنسانك وأنا أريك إلهي"، أي أرني صدق إنسانك الداخلى أو قلبك عندئذ تستطيع أن ترى الله وأنا أظهره لك. هكذا يرتبط الإيمان بالحياة العملية.

التقليد والعبادة الكنسية

ما قلناه عن المنهج السلوكي، نكرره أيضًا بخصوص نظام الكنيسة التعبدي. فإننا بالتقليد تقبلنا "الحياة الكنسية في يسوع المسيح" ليس فقط خلال العقائد المسيحية والتعاليم والكتب المقدسة والمنهج السلوكي، ولكن أيضًا خلال الليتوريجيات الكنسية والطقوس والقوانين وكل ما يخص العبادة. فإننا قد تسلمنا حياة تعبد حقيقية بروح رسولي آبائي تسند إيماننا الحقيقي.

التقليد والليتورجيا

التقليد هو مصدر ليتويجياتنا الكنسية من عماد وأفخارستيا وزواج الخ...وفي نفس الوقت هذه الليتروجيات هي بعينها التقليد في أعلى درجات قوته وقدسيته[66] لأن الليتروجيات -في كليتها- هي تقديس سر المسيحية في كماله. إنها لا تعلمنا السر بل تدخل بنا إلى لقاء حقيقي معه.

التقليد والطقس

يمثل الطقس عنصرًا أساسيًا في العبادة الليتورجية والعائلية والخاصة، إذ تعنى شركة الجسد مع الروح في التعبد الله.

الطقوس التي تسلمناها بالتقليد ليست بالعمل العارض في حياة الكنيسة، لأنها في رمزيتها هي أكثر من أن تكون مجرد تعبير يحمل الحواس والفكر نحو حقائق الإيمان... إنها دخول حقيقي في سر العبادة وإعلان "الحق الحي" الحاضر في الكنيسة.

ففي التسابيح الكنسية كمثال نمارس التسبحة السماوية الجديدة في المسيح يسوع...بهذه التسابيح لا نتذوق الفن الموسيقى فحسب بل نختبر الحياة السماوية.

خلال المبنى الكنسي وكل محتوياته لا نتعرف على الفن المعماري أو الأثريات الثمينة، بل نتقبل تقاليد حية، فالمنى هو أيقونة حية للكنيسة السماوية تعبر عن إيمان الكنيسة تعبيرًا صادقًا.

وهكذا في كل ألوان الفن المسيحي نلتقي بروح التقليد. فالأيقنة مثلاً تقدم لنا بالروح القدس حياة الكنيسة، توضح لنا حياة الإيمان في التعليم الأرثوذكسي، فلا نرى فيها مجرد منظورات تعيننا في العبادة أو ديكورات دينية للهيكل، بل نتذوق خلالها إيماننا الحي بالسمويات وحبنا للقديسين واتحادنا معهم في المسيح يسوع.
؛؛؛؛؛؛

المرجع

كتاب التقليد والأرثوذكسية
للقمص تادرس يعقوب ملطي

....... .............. ..........




سنكسار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


السنكسار cuna[arion هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين و الشهداء (السنكسارات)، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.. وهو يستخدم التقويم القبطي والشهور القبطية (ثلاثة عشر شهرًا)، وكل شهر فيها 30 يوم، والشهر الأخير المكمل هو شهر نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير. والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية ؛ والسنة القبطية الحالية تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

ومن الجدير بالذكر أن السنكسار مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، وأن نأخذ عبرة ومثالًا من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.. فالعصمة لله وحده، ولا يوجد بشر على وجه الأرض معصومًا من الخطأ بداية من الأنبياء وحتى الطفل الوليد.



............... ............... .................


القطمارس المقدس

القطمارس (أو القطماروس، قطماروس، قطاميروس، القطاميروس katameooc): وهو كتاب القراءات الكنسية (من الكتاب المقدس والسنكسار المقدس). والكلمة كلمة يونانية κ---α---θ---η---μ---ε---ρ---ι---ν---ό---ς--- (كاثيميرينوس) من مقطعين.. "قطا" κ---α---θ---η--- أي "حسب"، وكلمة "ميروس" أو "ميريس" μ---έ---ρ---ε---ς--- أي "اليوم" (الأيام). ومسمي هكذا لأن الفصول المكتوبة فيه موزعة فصلًا فصلًا على الأيام والآحاد على مدار السنة.

ويوجد خمسة قطمارسات في الكنيسة القبطية:-

قطمارس سنوي (القطمارس اليومي الشامل كل أيام السنة "قطمارس يوم بيوم")

قطمارس الصوم الكبير

قطماروس شهر كيهك

قطمارس أسبوع الآلام

قطمارس الخمسين المقدسة



انظر أيضًا:

سلسلة كتب حكمة القديسين في اختيار القراءات الكنسية اليومية للقس أنطونيوس فكري

1.القطمارس السنوي الدوار لقراءات الأيام
2.قطمارس الآحاد
3. قطمارس صوم يونان
4. قطمارس الصوم الكبير
5. قطمارس ترتيب وقراءات أسبوع الآلام
6. قطمارس الخمسين يوم المقدسة

...... ..... .........




الأجبية Ajpia: كتاب الصلاة القبطية الأرثوذكسية المسيحية
(صلاة السواعي | كتاب السبع صلوات النهارية والليلية)

(الأجبية العربية

* أصل كلمة "أجبية":

كلمة "اجبية" ajpia هي كلمة قبطية (القبطية هي اللغة المصرية القديمة)، والكلمة تعني "كتاب السواعي" أو "كتاب الساعات". وهي كلمه ذات أصل قبطي مبنية على كلمة --- ajp أو تي أجب التي تعني "ساعات".
* كتاب السواعي:

تستخدم الأجبية في الأساس عن طريق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وهي تحتوي على سبع صلوات تُقال على مدار اليوم. وقد تم ترتيب ساعات الصلوات زمنيًا، وكل منها فكرته عبارة عن جزء من حياة السيد المسيح على الأرض. وكل ساعة منها مكونة من مقدمة يتم البدء فيها بـ:
1) الصلاة الربانية "أبانا الذي في السماوات"،

2) ثم صلاة الشكر،

3) وبعدها المزمور الخمسون.

4) ويتبع تلك المقدمة الثلاثية، تلاوة مجموعة من المزامير،

5) ثم مقتطف من أحد الأناجيل،

6) ثم قطع الابتهالات.

7) وبعد ذلك يتم قول "كيرياليصون" أي "يا رب ارحم" 41 مرة (وهذا العدد يمثل 39 جلدة التي تلقاها السيد المسيح قبل الصلب كما عرضنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا، بالإضافة إلى واحدة للحربة في جنبه، وأخيرة للشوك الذي وُضِعَ على رأسه).

8) ثم بعض الصلوات القصيرة الأخرى (قدوس قدوس - قدوس الله - قطعة إضافية قبل كيرياليسون في صلاة النوم)..

9) ثم ختام كل ساعة

10) وبعد ذلك صلاة "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا"

11) والختام بالصلاة الربانية.

متى نقرأ الأجبية؟

يتم الصلاة بالأجبية على مدار اليوم. وتبدأ الصلوات من الفجر وحتى الغروب.

صلاة باكر: توافق الساعة السادسة صباحًا، وهي تُقال بعد الاستيقاظ، أو بعد تسبحة نصف الليل في اليوم السابق.

صلاة الساعة الثالثة: تصلى في الساعة التاسعة صباحًا.

صلاة الساعة السادسة: تُصلى الساعة الثانية عشر ظهرًا (وهي تصلى مع صلاة الساعة الثالثة قبل كل قداس إلهي في رفع البخور).

صلاه الساعة التاسعة: توافق الثالثة ظهرا، تُصلى كذلك في أيام الأصوام في القداس.

صلاة الغروب (أو صلاة الساعة الحادية عشر): وموعدها في الخامسة بعد الظهر (قبل حلول الليل).

صلاة النوم: تصلى في الساعة السادسة مساء (وهي تصلى عند حلول المساء، ويتم تلاوتها هي وصلاة الغروب قبل قداسات الصوم الكبير و صوم يونان النبي).

صلاة نصف الليل: تصلى قبل حلول منتصف الليل.

صلاة السِتار: هي صلاة خاصة بالآباء الكهنة و الآباء الرهبان، كما أوضحنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وكذلك الأحبار الأجلاء من الأساقفة.

ونلاحظ أن التقسيم في عدد الصلوات ومواعيدها مأخوذ خارج المسيحية:- نصف الليل: صلاة الفجر - باكر: صلاة الشروق - السادسة: صلاة الظهر - التاسعة: صلاة العصر - الغروب: صلاة المغرب - النوم: صلاة العشاء.
1) صلاة باكر

هذه الصلاة مُصممة لتُصلى عند ظهور النور الحقيقي، أي السيد المسيح. وهي تتحدث عن لانهائية الله، وتجسده، وقيامته من الأموات. وهي تعني بتقديمنا الشكر لله لأنه أقامنا من سبات النوم، متضرعين أن يشرق علينا، وينير حياتنا، ويُعطينا قوة قيامته.



2) صلاة الساعة الثالثة

تعني هذه الصلاة بتذكيرنا بثلاثة أحداث رئيسية: محاكمة الرب يسوع عن طريق بيلاطس البنطي، وصعود السيد المسيح إلى السماوات، وحلول الروح القدس الذي يُطهر قلوبنا ويُجدد حياتنا.



3) صلاة الساعة السادسة

تُذكرنا هذه الساعة بصلب السيد المسيح وآلامه، طالبين أنه من خلال آلامه المقدسة، يُنقذ عقولنا من الشهوات، ويحول أفكارنا لتذكُر وصاياه، ويجعلنا نورًا للعالم وملحًا للأرض.
4) صلاة الساعة التاسعة

هذه الصلاة تُذكرنا بموت المسيح الخلاصي بالجسد على الصليب، وقبوله توبة اللص اليمين. ونطلب منه أن يميت شهواتنا الجسدية، ويجعلنا شركاء لمجده، وأن يقبل صلواتنا عندما نقول مع اللص: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك." (لو42:23).



5) صلاة الغروب

صلاة الغروب أو الساعة الحادية عشر تتحدث عن إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب. وفي نهاية اليوم نعطي الشكر على عناية الله، ونقر بخطايانا (لو15)، حتى نُدعى ضمن الأُجراء الذين جاءوا في الساعة الحادية عشر (متى1:20-16).
6) صلاة النوم

أما صلاة نوم فنتذكر فيها دفن السيد المسيح، والعالم الفاني والحساب الأخير، مُتَيَقظين لقدوم الله الوشيك والوقوف قدامه، ونطلب الصفح عن خطايانا، والحماية خلال الليل.



7) صلاة نصف الليل

وأخيرًا، فصلاة نصف الليل تتحدث عن المجيء الثاني لإلهنا ومخلصنا السيد المسيح، وتنقسم تلك الصلاة لثلاث خدمات، مثل صلاة السيد المسيح في بُستان جثسيماني (متى 1:25-13) .

8) صلاة الستار

صلاة ساعة المساء التي تُدْعَى ساعة حجاب الظلمة أو سِتار الظلمة (ستار بكسر السين) وميعادها أول دخول عتمة الليل وهي خاصة بالآباء الرهبان.

؛؛؛؛

المرجع والمصادر :

1.كتاب روحانية الصلاة بالأجبية للأنبا متاوس
2.حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية


روابط والمصادر :


http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/029-Church-Tradition.html

http://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/tradition/index.html

http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/Synaxarium-or-Synaxarion/Synexarium-or-Synexarion-index.html

http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/7-Coptic-Terminology_Kaf-Kaaf-Laam/Katamares.html

http://st-takla.org/Agpeya_.html


.





#عايد_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيليا النبي بين الخرافة والعنعنة !
- الخرافة بين سفر الرؤيا والإسراء والمعراج
- قديسان ومبتدع بين المعجزة والخرافة
- الحمار والمؤمنون بالأديان والحقيقة
- ايدن حسين وعبدالله اغونان والأديان
- داعشيات سعودية حكومية - الجزء الأول
- أرثوذكسيات - الحلقة الثانية
- أرثوذكسيات - الحلقة الأولى
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الرابع
- الأرثوذكس وسلطان الكنيسة والكهنة والخرافة
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الثاني
- كشف المستور بين الأرثوذكس والكاثوليك الجزء الأول
- الزنا الروحي والأرثوذكس وحزقيال نموذجا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد عواد - موجز عايد المستقيم بالرد على صباح إبراهيم