أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - البروستانتية والثورة الدينية في الإسلام














المزيد.....

البروستانتية والثورة الدينية في الإسلام


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 01:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا العام 2017 ذكري مرور 500 عام علي حدث من أهم الأحداث الدينية التاريخية في العالم، ففي هذا اليوم قام القس الكاثوليكي مارتن لوثر بتعليق عريضة احتجاجية نقدية هائلة تتضمن تسعين نقطة نقد واحتجاج ضد الكنيسة الكاثوليكية وعلقها علي جدار الكنيسة-القلعة في ويتنبرج بألمانيا، وفيها انتقاده لتصرفات البابوات والكهنة مثل منح صكوك الغفران والتسلط الشديد لرجال ألدين علي كل مناحي حياة الانسان وكذلك كان ضد تبتل القساوسة فتزوج من راهبة وأنجبا عدداً من الاولاد، فقام بثورة دينية هائلة أدت إلي إنشقاق الكنيسة ولكنه إنشقاق جاء في مصلحة الكنيسة لأنه أنقذ الكنيسة الكاثوليكية من نفسها ومن طغيانها فاضطرت أمام هجومه الكاسح أن تكبح جماح رجالها وتعيد النظر في سلوكياتها وتطرفها في بعض معتقداتها مثل قضية المعجزات وقضية القديسين فقامت بوضع شروط أكثر دقة لها

وعموماً لم تنتهي المسيحية علي يديه بسبب اصلاحاته كما يخشي عادةً التقليديون ولكن ازدهرت البروتستانية وكانت أكثر حيوية في جذب الناس إليها لتحررها من قيود الشعائر والطقوس والمظاهر والعبادات وتركيزها فقط علي جوهر الإيمان المسيحي ونشره بالوعظ والترتيل فقط وبلا "قداس"، وقضت علي كل "أسرار" الطقس الكنسي، وأهمها سر التناول وسر مسحة المرضي، وأعادت البروستانتية المسيحية إلي وضع أقرب من وضعها الأول في التركيز علي التعاليم المسيحية وليس الطقوس التي ادخلها الكهنة في إستمرار لدور الكهنة في الديانة اليهودية، وفعلاً صارت العبادة في الكنيسة البروستانتية بسيطة وخالية من الشعائر والتفاصيل الزائدة، فلاقت دعوة مارتن لوثر قبولاً سريعاً لدي الكثيرين خاصة من يريدون علاقة مباشرة مع الله بدون وساطة كهنوتية، ولكن بعد رحيله كما يحدث عادة في كل الأديان والمذاهب قام اتباعه بالتشدد بطرق أخري ففي تركيزهم علي الإيمان وليس الأعمال منحوا فكرة الخلاص الفردي مكانة مبالغا فيها وتحولت لديهم إلي جوهر المسيحية، بينما من يفحص سيرة السيد المسيح في الثلاث سنوات التي قضاها يعلم من سن الثلاثين وحتي صلبه بعد ثلاث سنوات يجد أنه كان "يتجول يصنع خيراً" أي أن الأعمال لديه كانت ذات أهمية قصوي وليس مجرد الإيمان فقط، كما أن تركيزه كان علي محبة الناس بعضهم لبعض بل حتي محبة الأعداء، وليست فكرة الخلاص الفردي التي يركز عليها البروستانت اليوم

وفي النهاية فإن هذا الحدث التاريخي يمكن أن يجد فيه المسلمون اليوم دروساً وهم يبحثون قضية تجديد الفكر الديني في الإسلام أو الثورة الدينية بتعبير السيسي، لأن حجة المحافظين دائماً هي أن أي محاولة للتجديد قد تقضي علي "الثوابت" أي علي الدين نفسه، ولا شك كان رجال الدين الكاثوليك يقولون مثل هذا وهم يهاجمون مارتن لوثر ولكن كما قلت فالإصلاح لم يهدم المسيحية بل خدمها، وهكذا كل إصلاح سواء كان دينياً أو فكرياً أو سياسياً، ويبدو أن الإسلام اليوم قد وصل إلي وضع يشبه ما وصلت إليه المسيحية الكاثوليكية منذ 500 سنة، ولاحظ أن الإسلام جاء بعد 600 سنة من المسيحية، ونأمل أن يستطيع المصلحون المجددون للفكر الديني أن يقوموا بثورة دينية في الإسلام ينقذون بها دينهم مما أوصله إليه المتطرفون والإرهابيون اليوم.



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بلاد هذه؟
- قتيل في ساحة المسجد
- حوار مع رجل يحترم الإخوان
- طريق الآلام
- مصر السيسي: بذخ الرؤية ومخاطر الواقع
- حين يتحول المهجر إلى منفى.. فرانسوا باسيلي في ديوان -شمس الق ...
- لماذا ثار المصريون، ولا يثور الأمريكان
- إقرأي
- في مصر أمشي علي مهلي
- طعنة في شوارع نيو يورك
- رأيت للأرض يدا تكتب أبجدية السماء
- خبز الغريب
- هذا مخاضك يا وطن
- الأسباب الفكرية لسقوط الاخوان
- شهوة الموت
- في القاهرة
- صوت يطلبني
- شم النسيم عيد ميلاد الكون!
- مزامير لشم النسيم
- مصر وحدها بلادي


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - البروستانتية والثورة الدينية في الإسلام