أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - شعبية الرئيس















المزيد.....

شعبية الرئيس


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



توقفت مساء 20 يناير 2017 وأنا ابحث في القنوات الفضائية عند حديث بعض ضيوف الإعلامية لميس الحديدي وهم من المثقفين المصريين المهتمين بالشأن العام
لفت نظري حديث ما من بعضهم عن عدم تأثر شعبية الرئيس وثقة الناس به رغم مايعانون من مشاكل اقتصادية تتمثل في غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة

إحدي الأستاذات الفضليات من بين الضيوف لفتت نظر السيدة لميس وباقي المتحاورين وربما الجالسين أمام الشاشات أنها تتعامل بشكل يومي مع عامة الناس وأنها تلمس حجم التأييد للرئيس في حين أن هناك حالة من عدم الرضا عن أداء الحكومة وعلي حد قولها فعامة الناس الذين تقابلهم هي يرون أن الحكومة لاتساعد الرئيس

أتذكر أن حديثاً كان مماثلاً لهذا الحديث كان يدور أثناء الفترة الأولي والثانية من حكم المخلوع الأسبق حسني مبارك وهو حديث يتأسس علي افتراض أن هناك تميز لمؤسسة الرئاسة عن باقي أطراف الحكم

وغير خاف علي أحد أننا قد اكتوينا في اليسار المصري علي وجه التحديد بآثار ذلك الحديث الذي تبنته بعض كوادر اليسار المصري ولم نصل عبره إلا إلي التمزق والإنقسامات والمساهمة في تعمق أزمة اليسار وتقلص حجمه بعد أن كان في سبعينيات القرن الماضي هو قوة سياسية تملأ الأسماع والأبصار

ونسينا أننا في مصر وأنه مهما كانت الصلاحيات التي تنص عليها الدساتير لهذا أو ذاك فأن رئيس الجمهورية في مصر هو القابض الفعلي علي السلطة (فيما عدا بعض العوارض الإستثنائية المعروفة للجميع ) وأن الحكومات المصرية المتعاقبة (بما في ذلك حكومة شريف اسماعيل) لاتعدو كونها مجرد مكتب سكرتارية لرئيس الجمهورية تنفذ أوامره الميمونة وتوجيهاته المباركة

فضلاً عن أن الأمر الأهم هو أنه منذ تولي السادات حكم مصر في بداية السبعينيات وانفراده التام بها بعد ذلك تعبيراً عن إتمام سيطرة الرؤوس السياسية لتحالف طبقي تأسس من لصوص القطاع العام وأغنياء البيروقراطية وراضعي حليب مؤسسات الدولة وفلول شبه الإقطاع من كبار ملاك الأراضي الزراعية ومقاولي ومتعهدي تجارة الحروب وكبار المهربين وتجار المخدرات واسلامجية الحقبة النفطية الخليجية وكذلك غالبية موظفي المؤسسات المالية الدولية من المصريين

منذ هذه الحقبة وحتي تاريخه وقبضة هذا التحالف هي المهيمنة علي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية مع بعض التحورات وكذلك التناقضات الثانوية التي تحدث بين أطراف ذلك التحالف من آن لآخر والتي غالباً ماتسوي علي حساب غالب شرائح المجتمع المصري من فقراء الريف والمدن والأطراف ومتوسطي الحال ولم تزل الرؤوس السياسية للنظام السياسي في مصر غير بعيدة عن التعبير السياسي عن مكونات هذا التحالف وعن التحورات والتناقضات الثانوية التي تحدث داخله وتنقل كفة الثقل من هذا الجناح إلي ذاك عبر إدارة لأزمة النظام السياسي الممتد من حكم السادات وحتي تاريخه
وأن هذا هو مايحسم في النهاية انحيازات السلطة السياسية واختياراتها المعبر عنها في إدارة السياسات الإقتصادية وإدارة كافة ملفات الإدارة السياسية للدولة المصرية

فلنترك هذا جانباً ولنعد إلي موضوع شعبية الرئيس السيسي بعد مرور أكثر من العامين والنصف علي توليه رئاسة البلاد عبر استحقاق انتخابي رئاسي تم عبر صندوق انتخابات نال فيه السيد عبد الفتاح السيسي أغلبية كاسحة معبرة تعبيراً صحيحاً عن واقع الحال السياسي وقتها
ومع الإقرار مسبقاً أنه لاتوجد لدينا مؤسسات قياس رأي علمي تستطيع إعطاء مؤشرات أقرب إلي الصحة عن شعبية الرئيس وأن أجهزة الإعلام عندما تتحدث عن شعبية ما أو اتجاه رأي ما فهذا كله لايعني في الغالب عدا من رحم ربي إلا محاولة لتعويم اتجاه ما أو تغطية علي حالة من عدم الرضا عن موضوع ما

وفي ظني وهو من قبيل الإجتهاد والمعايشة الشخصية لتنوعات مختلفة من الشعب المصري يتعالي آنينها الإجتماعي ويتصاعد بوضوح لاتخطئه الأعين والأسماع هذه الأيام ؛ فإنني اعتقد أن هناك تناقص واضح لشعبية الرئيس نتيجة الإنحيازات الإجتماعية للسياسات الإقتصادية وما تودي له من تزايد معدلات الإفقار والبطالة وكذلك سوء إدارة العديد من الملفات الهامة والمصيرية وهو ماتحمله هذه التنوعات للرئيس شخصياً في ظل إدراك ثقافي راسخ في عقيدة الغالبية من المصريين مؤداها أن الرئيس دائماً هو الكلمة الفصل وهو المسئول عن صلاح أحوال الناس أو ترديها بناء علي تاريخ من التجارب بين المصريين وحكامهم المتعاقبين

لكن اللافت للنظر من وجهة نظري أن البعض يخلط - في قياسه هذا - بين مسألة الرضا عن الرئيس وبين نوع آخر من فقدان الثقة يتمثل في التحول الذي طرأ علي كثير من المصريين من موقف التأييد الجارف في الفترة التي تلت إسقاط سيطرة جناح التأسلم السياسي المعبر عنه بالاخوان المسلمين ومانجم عن ذلك من استحقاق رئاسي فاز به الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل عدم وجود منافسة جدية مع شعبية جارفة لايمكن انكارها تشكلت نتيجة دوره الحاسم في اسقاط سلطة الإخوان المسلمين وتحول الكثير من تلك الكتل الشعبية إلي اتجاه ممارسة القبول علي مضض خشية أن تدخل الدولة المصرية في امتحانات جديدة لاتؤمن نتائجها في ظل الإخفاقات التي تلت إندلاع يناير 2011 أو هبة يونيو 2013 وعدم تبلور جسم سياسي منظم ومعقول لقوي الشعب المناضلة من أجل أهدافه في العيش الكريم والتقدم والعدالة الإجتماعية يقدم المشروع السياسي لترجمة إرادة غالبية الشعب المصري في الانعتاق من أوضاعها المنضغطة ويحول دون تحول نضالات الشعب المصري إلي حصالة تفتحها وتستولي علي أرصدتها أكثر اجنحة التحالف الطبقي المهيمن تخلفاً تلك التي تعبر عنها وتمثلها سياسياً علي الأرض وفي بعض أروقة السلطة قوي التأسلم السياسي الممتدة في تنوعاتها من السلفية الوهابية حتي السلفية الجهادية

وهناك فارق كبير بين حالة القبول علي مضض التي أراها تصب في تيار تناقص شعبية الرئيس وبين مايفهمه البعض لذلك علي أنه التأييد والدعم الشعبي الذي لايزال علي حاله لرئيس الجمهورية المظلوم بحكومته علي حد قول هؤلاء الذين يحاولون التماس الأعذار له علي طول الخط مع مضي الكثير من وقت الإختبار الشعبي واقتراب نفاذه

حمدى عبد العزيز
21 يناير 2017



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو تريكة والتأسلم السياسي
- بعد الحكم بمصرية الجزيرتين
- أنا والشعر والتكوين
- ثلاث نصوص ذاتية
- آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي
- علي هامش مقتل السفير الروسي في تركيا
- مواسم تجديد الخطاب الديني
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية
- فلنفعلها في 11 ديسمبر القادم
- وداعا فيدل العظيم
- وداعاً كاسترو العظيم
- مرحباً إسلام بحيري
- في مسألة د. مني مينا
- هم لايتعلمون
- مع اللحظات الأولي لفوز ترامب
- مع النتائج شبه المؤكدة بفوز ترامب
- حسابات ومعادلات في الاستحقاق الرئاسي اللبناني
- ماذا بعد هزيمة الدواعش المسلحة ؟
- الخيار - عون


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - شعبية الرئيس